العلاقات السعودية الإيرانية: من سيء إلى أسوء

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠٨ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


العلاقات السعودية الإيرانية: من سيء إلى أسوء

التوتر المتصاعد والحرب الكلامية بين السعودية وإيران ليسا جديدين، فعلاقات البلدين كانت دائما تتراوح بين المواجهة والبرود، لكنها لم تصل إلى هذه الدرجة من التوتر والتصعيد منذ انتهاء الحرب العراقية-الإيرانية عام 1988.

وعندما يعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن تزويد إيران الحوثيين بصواريخ بعيدة المدى مثل الذي أطلقوه على العاصمة السعودية الرياض يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني يرقى إلى إعتباره عملا من أعمال الحرب ضد السعودية، فهذا يعني أننا قد نشهد مزيدا من التصعيد والتوتر في المنطقة.

وساحة المواجهة العلنية بين الطرفين في الوقت الراهن هي اليمن، لكن لبنان مرشح ليتحول الى ساحة صراع على أكثر من صعيد.

أخر خطوات التصعيد بين الطرفين كانت في لبنان وتمثلت بتقديم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من منصبه متهما ايران بالسيطرة على لبنان عبر حزب الله اللبناني، أما في اليمن فقد أغلقت السعودية جميع المنافذ البرية والجوية لليمن.

تشعر السعودية منذ إبرام الاتفاق النووي الايراني عام 2015 أن الولايات المتحدة لم تأخذ مخاوفها بعين الاعتبار عند ابرام هذا الاتفاق،وأنها منحت إيران الحرية والقدرة على إثارة الإضطراب والفوضى في المنطقة بعد أن تم رفع العقوبات الدولية عنها بهدف تعزيز مواقعها ونفوذها.

ولم يخف السعوديون شعورهم بالخيبة والخذلان من مواقف وسياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في المنطقة. وأصبح لدى الطرف السعودي شبه قناعة أن إدارة اوباما تركت إيران تتصرف بحرية وتفرض هيمنها في المنطقة مقابل توقيعها الاتفاق النووي.

إحساس السعودية بالإحباط من الموقف الأمريكي لم يكن ناجما عن الاتفاق النووي فقط، بل ينبع أيضا من السياسة الأمريكية في سوريا حتى وصل السعوديون إلى مرحلة اليأس من إمكانية إحداث أي تغيير على الأرض للحد من نفوذ إيران في سوريا أو ايجاد حل سياسي للازمة السورية بالتعاون مع الدول الغربية يؤدي في النهاية إلى الحد من نفوذها في سوريا.

لكن التطورات التي شهدتها سوريا منذ التدخل الروسي العسكري في سوريا وبروز الخلاف بين تركيا والسعودية بسبب الأزمة بين قطر والدول الخليجية، سارت بعكس ذلك، بل أن إيران وروسيا وإلى حد ما تركيا تتحكم بمجريات الأوضاع في سوريا وغاب الحديث تماما عن رحيل الأسد او نظامه.

أما الطرف الأمريكي سواء في عهد الادارة السابقة أو الحالية، فتتمحور كل جهوده حول القضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" ولا يعنيه كثيرا من يحكم في دمشق. والوجود العسكري الأمريكي في سوريا والعراق له هدف وحيد حسب المسؤولين الامريكيين وهو منع عودة ظهور التنظيم فقط.

ومع رحيل إدارة اوباما ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي كرر مرارا معارضته للاتفاق النووي ونيته تمزيقه، شعر السعوديون أنهم أصبحوا في موقع افضل من السابق وأن بمقدورهم مواجهة إيران والتصدي لها والحد من نفوذها المتصاعد.

مصدر الصورة Reuters
Image caption اتهمت السعودية إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية

خطر وجودي

ترى السعودية أن إيران تمثل خطرا وجوديا عليها على المدى البعيد لأنها إن تمكنت من ترسيخ وجودها في سوريا والعراق ولبنان فإنها ستمتلك عمقا استرايجيا يمتد من طهران حتى سواحل المتوسط. وهذا الموقف هو ما عبر عنه بكل صراحة ولي العهد السعودي في مقابلة له مع قناة العربية قبل اشهر قليلة بقوله: "النظام الإيراني قائم على أيديولوجية متطرفة فكيف يمكن التفاهم معه؟ نعرف أن السعودية هي هدف أساسي للنظام الإيراني".

أما إيران فتنظر إلى السعودية باعتبارها منافستهم الاقليمية وهي التي تقود الجهود الاقليمية التي تسعى للحد من نفوذها وتقويضه وتحرض الولايات المتحدة ضدها، وتضطهد المعارضين الشيعة في الداخل، وفي كل مكان بمنطقة الخليج.

إصرار السعودية على القضاء من نفوذ إيران في اليمن سواء عبر الحرب أو عبر التوصل إلى حل سياسي، نابع من خوفها من ترسيخ ايران نفوذها هناك وبالتالي وقوع مضيق باب المندب تحت سيطرة إيران أو موالين لها، وهو ما يمثل مكسباً استرايتجياً كبيراً لإيران وخسارة كبيرة للسعودية.

مع اقتراب المعركة ضد الدولة الاسلامية في العراق وسوريا من وضع أوزراها يتضح أن إيران باتت في وضع أقوى إقليميا عبر تحكمها وسيطرتها على عشرات الآلاف من المقاتلين في العراق وسوريا ولبنان واليمن إلى درجة أن الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي ينتمتي الى التيار الاصلاحي قال متباهياً قبل فترة قصيرة: "لا يمكن في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران".

وباتت إيران تتعامل مع منافسيها الاقليميين من موقع المنتصر في الصراع في العراق وسوريا والمدافع عن الشيعة حول العالم تمثل مصدر قلق للسعودية لأنها قد تستغل التمييز الذي تعانيه الاقليات الشيعية في السعودية وغيرها من دول الخليج لإثارة الإضطرابات والقلاقل هناك.

ويترسخ الشعور في إيران إن مجريات الأحداث في المنطقة تسير لصالحهم وأنهم باتوا لاعبين اقليميين أساسيين لا

اجمالي القراءات 1779
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق