ماذا قال حزب النور سابقاً وماذا يقول الآن ؟

اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٨ - سبتمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: بوابة يناير


ماذا قال حزب النور سابقاً وماذا يقول الآن ؟

ماذا قال حزب النور سابقاً وماذا يقول الآن ؟

  • بواسطة sara mohani
  • بتاريخ الخميس , سبتمبر ,2015
  • التصنيف أسئلة

كتبت/ فايزة أحمد  


“الخروج على الحاكم حرام “ .. كانت هذه الفتوى بداية ظهور الدعوة السلفية متمثلة في حزب النور في الحياة السياسية، حين أعلنت رفضها للنزول في ثورة 25 يناير، بدعوى أن الخروج على حسني مبارك حرام شرعاً.
وعقب سقوط مبارك، شارك ” النور” في الحياة السياسية وأسس حزبه الذي يدعي أنه قائم على خلفية دينية، ومنذ ذلك الحين ظهر حزب النور بفتاوى قياداته المثيرة للجدل، ومواقفهم الازدواجية التي جعلت الكثيرين ينفرون منهم، ففي المسار الذي رُسم لمصر عقب الثورة كانت مواقف حزب النور منحازة تماماً لجماعة الأخوان المسلمين التي بالطبع كانت مواقفه للمجلس العسكري آنذاك.
” دخولك الجنة مرهون بتصويتك ب ” نعم” علي الدستور” كان هذا ما قاله حزب النور لحث الناس على التصويت بنعم للتعديلات الدستورية في استفتاء مارس، وبالطبع جاء موقف حزب النور من التعديلات الدستورية مماثل تماماً لموقف جماعة الأخوان آنذاك.
“ العيال في محمد محمود بتاخد 200 جنية وشريط ترامادول “.. كانت هذه بداية حزب النور في أول برلمان بعد ثورة يناير، تصريح لعضو من أعضاءه حينما كان الضرب والسحل من قبل وزارة الداخلية للمتظاهرين في شارع ” محمد محمود” على أشده، متهماً الشباب الذين تظاهروا ضد ممارسات الأمن بأنهم عملاء ويتم تمويلهم من الخارج.
ولم تختلف مسيرة حزب النور داخل البرلمان عن بدايته، فمنذ أن دخل النور البرلمان ولم يكفُ أعضائه عن إثارة الجدل حيناً والسخرية والتهكم حيناً أخر، لتناقض ما قاموا به مع ما يدعونه طيلة الوقت، ولاسيما الواقعتان الشهيرتان لنائبيه البلكيمي، وونيس، اللذان أثبتا للرأي العام أن النور لم يتحدث عن الفضيلة والدين إلا لتجارة به لتحقيق شعبية يستطيع من خلالها تحقيق أكبر عدد من مقاعد البرلمان، وكان من أبرز المشاريع التشريعية الذي تقدم به النور داخل البرلمان هي إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية داخل مصر، بدعوى أنها ثقافة دخيلة علينا واحتلال فكري للأجيال الصاعدة، وتسبب هذا المشروع بإصابة الكثيرين بالإحباط من أن يكون هذا هو البرلمان المصري عقب ثورة تحدث العالم عن عظمتها وعن رقى وثقافة من قاموا بها.
وما أن بدأ السباق الرئاسي في مصر حتى أعلنوا النور تدعيمهم للمرشح الرئاسة السابق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، مطالباً قواعده الشعبية بإعطاء أصواتهم للأبو الفتوح، وهو ما أثار الكثير من الجدل لاختلاف توجه أبو الفتوح مع حزب النور والدعوة السلفية عموماً، ولكن كان هذا موقف حزب النور من الانتخابات الرئاسية ومرشحيها على كل حال.
” لدينا رئيس ملتحي يقيم الليل ويتقي الله”.. كان هذا التصريح من أكبر قيادات الدعوة السلفية عقب فوز الدكتور محمد مرسي، في الانتخابات البرلمانية على الرغم من أن الدعوة السلفية كانت قد أعلنت أنها لن تساند مرشح الجماعة، والأكثر من ذلك أنه عقب فوز مرشح الأخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية مضى حزب النور لهم شيكاً على بياض لكل ما يأخذونه من قرارات بدايةً الموافقة على الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي، والذي تسبب في الكثير من الاعتراضات واللغط السياسي، وتحول كثير من مؤيدين مرسي، لمعارضين له واصفين هذا الإعلان بالديكتاتوري، سوى حزب النور الذي رأى أن هذا الإعلان نصر وتوفيق من الله.
ظل النور حتى أياماً قليلة من حكم مرسى، مسانداً له ولقراراته متهماً معارضين قرارات الجماعة المتمثلين في “جبهة الإنقاذ” آنذاك بالكفر تارة، وبالعمالة للكنيسة تارة أخرى، ثم تحول موقف النور إلى النقيض تماماً بين ليلة وضحاها حيث أعلن تبنيه لمطالب جبهة الإنقاذ والتي كان من أبرزها إقالة النائب العام الذي عينه مرسي وقتها، وإجراء تعديلات دستورية، وهو عكس ما كان يستميت فيه النور والسلفيين عموماً حينها للخروج بهذا الدستور غير عابئين بالانتقادات والانسحابات من معظم القوى المدنية من لجنة صياغة الدستور آنذاك.
ثم تحول موقف النور من مجرد متبني لمطالب القوي المدنية العلمانية، إلي معارضاً للإخوان، متهماً مرسى بسعيه لأخونة الدولة، بما فيهم الأزهر والقضاء،
” الإطاحة بمرسى كانت في صالح مصر وبعدتها عن الفتن الطائفية والحروب الأهلية” .. كان هذا تصريح الحزب بعد تأكدهم من الإطاحة بمرسى، ظهورهم على طاولة المفاوضات التي قادها عبد الفتاح السيسي، والتي أودت بمرسى في النهاية إلى أدراج الرياح.
” عبد الفتاح السيسي رجل وطني خلص مصر من إرهاب الأخوان، ولابد من انتخابه كرئيس”.. كان هذا موقف حزب النور من الانتخابات الرئاسية التي ترشح لها عبد الفتاح السيسي، فكان موقف النور متوقعاً لأنه كالعادة كان دائماً في أتم استعداد لإظهار الطاعة لأي سلطة تأتي، فمنذ أن ظهر السيسي في المشهد السياسي لمصر وقدم له شيكاً على بياض، وقبله الرجل لرغبته في ظهور النور في الصورة حتى لا يقال عليه أنه يضطهد الإسلام السياسى وقد ساعده حزب النور في تفادي عبد الفتاح السيسي، هذه الأقوال من العالم والقوي المعارضة.
” المسيحيين شركائنا في الوطن ولابد من ترشيحهم على قوائم الحزب”.. كان هذا التصريح قد أصاب البعض بشلل رباعي حينما أعلن النور ترشيح بعض المسيحيين علي قوائمه استعداداً لانتخابات البرلمانية القادمة، وذلك لأن منذ أن ظهر النور في الصورة وهو يكفر المسيحيين ويحرم قيام المسلمين بتهنئتهم في الأعياد، بل والأكثر من ذلك تهديدهم بتطبيق الشريعة عليهم ودفعهم للجزية ولاسيما عقب دخولهم البرلمان.
كانت هذه أبرز تصريحات حزب النور منذ أن ظهر في الحياة السياسية عقب تأكدهم من الإطاحة بالمخلوع حسني مبارك، ومنذ اليوم الأول وهم يقذفوننا بمواقفهم المتناقضة العنصرية في كثير من الأحيان المؤيدة بالطبع لأي نظام يحكم، ولازلنا ننتظر منهم الكثير من الازدواجية ولاسيما عقب انعقاد البرلمان القادم إذا كُتب له الانعقاد.

اجمالي القراءات 3574
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق