إبراهيم عيسى يكتب: ‎دم‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬رقبتك‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ٠١ - يوليو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المقال


إبراهيم عيسى يكتب: ‎دم‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬رقبتك‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس

غضب‭ ‬الجنازات‭ ‬نبيلٌ‭ ‬كما‭ ‬حزنها‭. ‬

مقالات متعلقة :

يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جنازة‭ ‬الشهيد‭ ‬المستشار‭ ‬هشام‭ ‬بركات،‭ ‬أمس،‭ ‬هى‭ ‬آخر‭ ‬جنازات‭ ‬الأولويات‭ ‬الخاطئة‭. ‬

طبعًا‭ ‬كلنا‭ ‬مستعدون‭ ‬للشهادة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أحدًا‭ ‬منّا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬ساعته‭ ‬إن‭ ‬حانت‭ ‬بمشيئة‭ ‬الله‭ ‬وأمره،‭ ‬لكنها‭ ‬فعلاً‭ ‬الأولويات‭ ‬الخاطئة‭ ‬التى‭ ‬تمشى‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬الجنازات‭. ‬

لقد‭ ‬طلب‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬حارًّا‭ ‬وحادًّا،‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬الجنازة،‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬نتوقَّف‭ ‬عند‭ ‬الحاجات‭ ‬الصغيرة‭ ‬وأن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬معركة‭ ‬كبيرة‭ ‬جدًّا‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭) ‬ماتنشغلوش‭ ‬عنها‭.(‬

هذا‭ ‬مطلب‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬الأهمية‭ ‬والإلحاح‭. ‬

لكن‭ ‬يا‭ ‬ريت‭ ‬الرئيس‭ ‬ينفّذه‭ ‬هو‭ ‬أولاً‭ ‬على‭ ‬جهده‭ ‬وسياسته‭. ‬

هنا‭ ‬عنوان‭ ‬الاختلاف‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجنازة‭ ‬عن‭ ‬غيرها،‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬بأنه‭ ‬صوت‭ ‬الشعب،‭ ‬وأن‭ ‬المستهدف‭ ‬باغتياله‭ ‬هو‭ ‬اغتيال‭ ‬صوت‭ ‬الشعب،‭ ‬إذن‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬ينفض‭ ‬يده‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التفاصيل‭ ‬الكثيرة‭ ‬والحاجات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التى‭ ‬ينشغل‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬رصف‭ ‬طرق‭ ‬وبناء‭ ‬كبارٍ‭ ‬وتطهير‭ ‬ترع‭ ‬ومصارف‭ ‬وتسقيف‭ ‬بيوت‭ ‬أكثر‭ ‬فقرًا‭ ‬وتوزيع‭ ‬رؤوس‭ ‬ماشية‭ ‬ولمبات‭ ‬‮«‬ليد‮»‬،‭ ‬ويتفرَّغ‭ ‬للحرب‭ ‬الكبرى‭. ‬

سيدى‭ ‬الرئيس‭: ‬راجع‭ ‬نفسك‭. ‬

أعرف‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬مهموم‭ ‬بشعبه،‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬تنجح‭ ‬عبر‭ ‬التنمية‭ ‬ومواجهة‭ ‬الفقر‭ ‬والبطالة‭. ‬
هذا‭ ‬جميل‭ ‬جدًّا‭ ‬وخاطئ‭ ‬تمامًا‭. ‬

تخلَّص‭ ‬أرجوك‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم،‭ ‬لأنه‭ ‬يعطِّل‭ ‬الوطن‭ ‬ويعوّقه‭ ‬ويؤجّل‭ ‬معركتنا‭ ‬فى‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭. ‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬أسباب‭ ‬اقتصادية‭ ‬للإرهاب،‭ ‬فالإرهاب‭ ‬موجود‭ ‬ومنتشر‭ ‬بين‭ ‬طبقات‭ ‬غنيَّة‭ ‬ثريَّة‭ ‬ومستورة‭ ‬وفقيرة‭ ‬على‭ ‬السواء،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصدّق‭ ‬تلك‭ ‬المزاعم‭ ‬التى‭ ‬طِهقنا‭ ‬فى‭ ‬دحضها‭ ‬وتعريتها‭ ‬التى‭ ‬تربط‭ ‬الإرهاب‭ ‬بالفقر،‭ ‬فالثابت‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬فى‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬وفرنسا‭ ‬وألمانيا‭ ‬مثلاً‭ ‬وهى‭ ‬ليست‭ ‬أبدًا‭ ‬شعوبًا‭ ‬فقيرة،‭ ‬ومعظم‭ ‬قتلة‭ ‬الإرهاب‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬سعوديون‭ ‬قادمون‭ ‬من‭ ‬البلد‭ ‬الأغنى‭ ‬فى‭ ‬الوطن‭ ‬العربى،‭ ‬ولا‭ ‬تنسَ‭ ‬أسامة‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬وأيمن‭ ‬الظواهرى،‭ ‬بل‭ ‬وكل‭ ‬الإخوان‭. ‬

هل‭ ‬هم‭ ‬فقراء‭ ‬لجؤوا‭ ‬إلى‭ ‬الإرهاب‭ ‬نتيجة‭ ‬العوز؟‭ ‬

لا‭ ‬توجد‭ ‬أسباب‭ ‬اقتصادية‭ ‬للإرهاب‭ (‬ولا‭ ‬سياسية‭ ‬أيضًا‭ ‬ولا‭ ‬أمنية‭ ‬كذلك،‭ ‬وتوقَّفوا‭ ‬عن‭ ‬التشخيص‭ ‬الخاطئ‭ ‬للظاهرة‭)‬،‭ ‬طبعًا‭ ‬مواجهة‭ ‬الفقر‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية،‭ ‬لكن‭ ‬ليست‭ ‬حربًا‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬الأولوية‭ ‬حين‭ ‬أحارب‭ ‬الإرهاب‭ ‬بالمناسبة‭. ‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يطالبنا‭ ‬بالانشغال‭ ‬بالقضية‭ ‬الكبرى‭ ‬وهى‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬فإننا‭ ‬ندعوه‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬فورًا‭ ‬على‭ ‬سياسته‭. ‬

إنه‭ ‬رئيس‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نراه‭ ‬معه‭ ‬ونعايشه‭ ‬مع‭ ‬سياسته‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬ورايح‭. ‬

وهذا‭ ‬يقتضى‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬المواجهة‭ ‬الأمنية‭ ‬ليست‭ ‬وحدها‭ ‬الحل‭. ‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬المساءلة‭ ‬القضائية‭ ‬أيضًا‭ ‬ليست‭ ‬حلاًّ‭ ‬وليست‭ ‬بالقطع‭ ‬الحل‭. ‬

لقد‭ ‬لاحظنا‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬الجنازة‭ ‬بتغيير‭ ‬القوانين‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬البنية‭ ‬التشريعية‭ ‬للإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬للتعجيل‭ ‬بتطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المدانين‭. ‬

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬هذه‭ ‬الأولويات‭ ‬الخاطئة‭ ‬تتصدَّر‭. ‬

أفهم‭ ‬طبعًا‭ ‬أن‭ ‬الردع‭ ‬ضرورة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬لكن‭ ‬دعنا‭ ‬نذكركم‭ ‬جميعًا‭ ‬أن‭ ‬الموت‭ ‬لا‭ ‬يخيف‭ ‬الإرهابيين‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يخيفنا‭ ‬تمامًا،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬يذهبون‭ ‬بأقدامهم‭ ‬لتفجير‭ ‬أنفسهم‭. ‬

ربما‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬العاجلة‭ ‬تروى‭ ‬ظمأ‭ ‬الضحايا،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تردع‭ ‬الجناة،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬إعدام‭ ‬جرى‭ ‬منذ‭ ‬عصر‭ ‬الخوارج‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬ولم‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬ظهور‭ ‬الفكر‭ ‬الإرهابى‭ ‬والإرهابيين‭ ‬وتنظيماتهم،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬التخوُّف‭ ‬المشروع‭ ‬من‭ ‬انحراف‭ ‬التطبيق‭ ‬من‭ ‬غاية‭ ‬نبيلة‭ ‬وهى‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬منزلق‭ ‬بغيض‭ ‬وهو‭ ‬انتهاك‭ ‬الحقوق‭. ‬

لكن‭ ‬المطلوب‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬حقيقى‭ ‬عاجل‭ ‬وجذرى‭ ‬هو‭ ‬تحويل‭ ‬دفّة‭ ‬الاهتمام‭ ‬الرئاسى‭. ‬

لندع‭ ‬الحكومة‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬مشغولة‭ ‬بتطوير‭ ‬الطريق‭ ‬الصحراوى‭ ‬ورصف‭ ‬الطرق‭ ‬واستصلاح‭ ‬الأراضى،‭ ‬ولنترك‭ ‬لصندوق‭ ‬‮«‬تحيا‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬مهمة‭ ‬التطوُّع‭ ‬والتبرُّع،تتابع‭ ‬وتسائل‭ ‬وتحاسب‭ ‬ولكن‭ ‬تنشغل‭ ‬فقط‭ ‬كرئاسة‭ ‬بالحرب‭ ‬العظمى‭. ‬

حرب‭ ‬تحرير‭ ‬العقل‭ ‬المصرى‭. ‬

ماذا‭ ‬نفعل؟‭ ‬

أول‭ ‬ما‭ ‬نفعله‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬خططًا‭ ‬فورية‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬وطويلة‭ ‬المدى،‭ ‬وأن‭ ‬نعيّن‭ ‬حولنا‭ ‬مجلسًا‭ ‬من‭ ‬المفكرين‭ ‬والباحثين‭ ‬والخبراء‭ ‬لصناعة‭ ‬الأفكار‭. ‬

الرئيس‭ ‬يستعين‭ ‬بخبراء‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬والعلوم‭ ‬والصحة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬فى‭ ‬مجالس‭ ‬استشارية،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬حوله‭ ‬مفكرًا‭ ‬واحدًا‭ ‬ولا‭ ‬مجلسًا‭ ‬يخص‭ ‬الإرهاب،‭ ‬فهو‭ ‬يعالجه‭ ‬بالطريقة‭ ‬الأمنية‭ ‬وكأنه‭ ‬يخص‭ ‬مجلس‭ ‬الدفاع‭ ‬الوطنى‭ ‬فقط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تكليفه‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الأزهر‭ ‬الفاشلة‭ ‬والمخترقة‭ ‬بشيخها‭ ‬الذى‭ ‬يمثِّل‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬عبئًا‭ ‬مذهلاً‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬التجديد‭ ‬الدينى‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فما‭ ‬الذى‭ ‬نتوقّعه‭ ‬إذن؟

يبقى‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬اهتماماته‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬جانبًا،‭ ‬نعم‭ ‬جانبًا،‭ ‬فالمشروع‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭. ‬

وأولى‭ ‬خطواته،‭ ‬الاستثمار‭ ‬فى‭ ‬الأمن‭. ‬

فالحقيقة‭ ‬المفجعة‭ ‬أن‭ ‬جهاز‭ ‬الأمن‭ ‬يعانى‭ ‬فقرًا‭ ‬تكنولوجيًّا‭ ‬وضعفًا‭ ‬فى‭ ‬الإمكانيات‭ ‬وهشاشة‭ ‬فى‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬وقلَّة‭ ‬فى‭ ‬العدد‭ ‬والكوادر‭ ‬وانحدارًا‭ ‬فى‭ ‬الخدمات‭ ‬وعجزًا‭ ‬فى‭ ‬المبانى‭ ‬وإهدارًا‭ ‬لمعظم‭ ‬ميزانيته‭ ‬فى‭ ‬الأجور‭ ‬‮«‬المتفاوتة‮»‬،‭ ‬وليس‭ ‬فى‭ ‬الإمكانيات‭ ‬والقدرات‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والتدريب‭ ‬والتأهيل،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬كهذا‭ ‬إدارة‭ ‬حرب‭ ‬كفؤة‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ (‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬استعادة‭ ‬الأمن‭ ‬اليومى‭ ‬العادى‭ ‬للمواطن‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬الإنجازات‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وهى‭ ‬مهمة‭ ‬فعلاً‭ ‬وكبيرة،‭ ‬إنجازات‭ ‬الذكاء‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬بأقل‭ ‬الإمكانيات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الشجاعة‭ ‬والحماسة،‭ ‬أما‭ ‬المواجهة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والمعلوماتية‭ ‬والعلمية‭ ‬فليست‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الطاقة‭ ‬المطلوبة‭. ‬

وبينما‭ ‬ننشغل‭ ‬جدًّا‭ ‬فى‭ ‬بنية‭ ‬أساسية‭ ‬لا‭ ‬أظن‭ ‬أنها‭ ‬ضرورة‭ ‬عاجلة،‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬للأمن‭ ‬التى‭ ‬نحتاجها‭ ‬بقوة،‭ ‬لسرعة‭ ‬الإنجاز‭ ‬ولتعظيمه،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬يستدعى‭ ‬فورًا‭ ‬الاستقرار،‭ ‬والاستقرار‭ ‬الأمنى‭ ‬باب‭ ‬الاستثمار‭ ‬والسياحة‭ ‬دون‭ ‬شك‭. ‬

الحرب‭ ‬الحقيقة‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتفرَّغ‭ ‬لها‭ ‬الرئيس‭ ‬هى‭ ‬حرب‭ ‬تجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحوَّل‭ ‬عنده‭ ‬إلى‭ ‬كلمات‭ ‬طيبة‭ ‬ومؤثّرة‭ ‬فى‭ ‬احتفالات‭ ‬دينية‭ ‬عابرة،‭ ‬ثم‭ ‬تسليم‭ ‬المهمة‭ ‬إلى‭ ‬شيخ‭ ‬أزهر‭ ‬ثبت‭ ‬بالوثائق‭ ‬أنه‭ ‬ينسّق‭ ‬مع‭ ‬ملك‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬وليس‭ ‬مع‭ ‬رئيسه‭ ‬المصرى‭ ‬مثلاً‭ ‬فى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراته،‭ ‬وأنه‭ ‬مشغول‭ ‬بقضايا‭ ‬الفتنة‭ ‬المذهبية‭ ‬التى‭ ‬تهتم‭ ‬بها‭ ‬السعودية‭ ‬بوهابيتها‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬الوسطى‭ ‬بالمفهوم‭ ‬المصرى،‭ ‬وللمفتى‭ ‬الذى‭ ‬ينقل‭ ‬ويسرق‭ ‬فقرات‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬فى‭ ‬مقالاته،‭ ‬مستشهدًا‭ ‬بها‭ ‬لهداية‭ ‬العوام‭ ‬من‭ ‬المسلمين،‭ ‬ولوزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬الذى‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬مخترقة‭ ‬ومتسيّبة‭ ‬ومهلهلة‭ ‬ومنخورة‭ ‬بالفساد،‭ ‬ثم‭ ‬يسلّم‭ ‬الرئيس‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬الأحزاب‭ ‬الدينية‭ ‬التى‭ ‬تقتل‭ ‬القتيل‭ ‬وتمشى‭ ‬فى‭ ‬جنازته،‭ ‬فهى‭ ‬الأحزاب‭ ‬التى‭ ‬ترى‭:‬

أن‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬تطبق‭ ‬الشريعة‭. ‬

أن‭ ‬قضاء‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬يحكم‭ ‬بما‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭.‬

أن‭ ‬القانون‭ ‬الوضعى‭ ‬مخالف‭ ‬للشرع‭.‬

أن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المحاكم‭ ‬كفر‭. ‬

كيف‭ ‬بالله‭ ‬عليك‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تحارب‭ ‬الإرهاب‭ ‬يا‭ ‬ريس‭ ‬وأنت‭ ‬تشمل‭ ‬مروجيه‭ ‬وبائعى‭ ‬أفكاره‭ ‬بمحبتك‭ ‬ورعايتك‭ ‬ودعمك‭ ‬بل‭ ‬وثقتك؟‭! ‬

كل‭ ‬يوم‭ ‬يمر‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬يولد‭ ‬فيها‭ ‬إرهابى‭ ‬جديد‭ ‬مستعد‭ ‬ليفجِّر‭ ‬نفسه‭ ‬فينا‭ ‬ويقتل‭ ‬منّا‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬له‭ ‬جنونه‭. ‬

تعديل‭ ‬القوانين‭ ‬لن‭ ‬يفعل‭ ‬شيئًا‭ ‬أمام‭ ‬موجات‭ ‬الهوس‭ ‬الدينى‭. ‬

لن‭ ‬يواجهه‭ ‬إلا‭ ‬حرب‭ ‬العقول‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬والإعلام‭ ‬والثقافة‭ ‬والجامع‭ ‬وشبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المهارة‭ ‬والكفاءة‭ ‬واليقظة‭ ‬والإمكانيات‭ ‬المتطورة‭ ‬والعقول‭ ‬المؤهلة‭ ‬والشرطة‭ ‬المتدربة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتكرر‭ ‬عار‭ ‬الاغتيال‭ ‬السهل‭ ‬المجانى‭ ‬للنائب‭ ‬العام‭. ‬

سيدى‭ ‬الرئيس،‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬دم‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬رقبتنا‭ ‬كلنا‭ ‬وليس‭ ‬فى‭ ‬رقبتك‭ ‬وحدك‭. ‬

لكننا‭ ‬لسنا‭ ‬صناع‭ ‬قرار،‭ ‬نحن‭ ‬أصحاب‭ ‬رأى‭ ‬وقُلناه،‭ ‬أما‭ ‬القرار‭ ‬فهو‭ ‬قرارك،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإن‭ ‬دم‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬رقبتك،‭ ‬لأنك‭ ‬رئيسنا‭ ‬الذى‭ ‬يتحمَّل‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭. ‬

سيدى‭ ‬الرئيس،‭ ‬تفرَّغ‭ ‬لمعركتك،‭ ‬وَدَع‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬والقرارات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لحكومة‭ ‬كفؤة‭ ‬ذكية،‭ ‬ولرئيس‭ ‬حكومة‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬طول‭ ‬الوقت‭ ‬تعليماتك،‭ ‬ويعتبر‭ ‬أن‭ ‬أحلامك‭ ‬أوامر‭!‬

سيدى‭ ‬الرئيس‭: ‬الوقت‭ ‬يمر‭!‬

اجمالي القراءات 2881
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق