خمس حوادث لاختراق الموساد الإسرائيلي لرؤساء دول وحكومات عربية

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٣ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: ساسه


خمس حوادث لاختراق الموساد الإسرائيلي لرؤساء دول وحكومات عربية

ربما يعد أمر توغل “جهاز الموساد الإسرائيلي” في الوطن العربي طبيعيًّا لحد ما، لكن من غير الطبيعي أن تُكشف معلومات عن قيام هذا الجهاز بأداء مهام تجسس أو اغتيال بمساعدة قادة أو مسئولين عرب.

فرغم مرور عشرات السنين، إلا إنها ربما لم تتكشف إلا مؤخرًا، “ساسة بوست” في هذا التقرير تستعرض خمس حوادث لاختراق الموساد الإسرائيلي لرؤساء وحكومات عربية أغلبها بمساعدة عربية.

الموساد يتجسس على القمة العربية بمساعدة العاهل المغربيّ

 

بعد مرور ستين عامًا، كشف النقاب عن أنّ الموساد الإسرائيليّ تجسس على القادة العرب في مؤتمر القمّة العربيّة المنعقد بالرباط في الثالث عشر من شهر أيلول (سبتمبر) من عام 1965، والصدمة أن التجسس كان تحت رعاية العاهل المغربيّ، حسن الثاني!

ففي تقرير مطول، تكشف صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة أن العاهل المغربيّ أمر بتخصيص جناحٍ كامل من الفندق الذي عُقدت فيه القمّة العربيّة لرجال الموساد الإسرائيليّ، لكي يتمكّنوا من توثيق وقائع المؤتمر ولكن في اللحظة الأخيرة، أصدر الملك تعليماته بإلغاء الخطّة، خشية اكتشاف أمر تواجد رئيس الموساد، مئير عميت ورجاله في الفندق.

لكن ما الذي حدث بعد ذلك، يقول رئيس الموساد آنذاك إنه بعد انتهاء المؤتمر، حصل الموساد الإسرائيليّ على جميع المعلومات والوثائق والمستندات والخطابات التي أُلقيت في المؤتمر، والتي أكدت أن الجيوش العربيّة ما زالت بعيدة عن أنْ تكون جاهزةً ومُستعدّةً لخوض الحرب ضدّ إسرائيل، وكانت هذه المعلومات السبب الرئيسيّ في اتخاذ إسرائيل القرار بشنّ الحرب على الدول العربيّة في حزيران (يونيو) من عام 1967، وإلحاق الهزيمة النكراء بكلٍّ من مصر وسوريا والأردن.

الموساد يغتال المبحوح بمساعدة مسئول إماراتي وفلسطيني

 

بعد أربع سنوات على اغتيال القيادي في كتائب القسام محمود المبحوح في يناير عام 2010، يكشف تقرير لصحيفة “هآرتس” العبرية عن العلاقات السرية بين الإمارات و”إسرائيل”، وعن تورّط ضاحي خلفان ومحمد دحلان في عملية اغتياله.

وقالت الصحيفة إن هناك “مكتب مصالح” غير معلن يديره أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، وقد اعترفت الصحيفة بأن خلفان لم يحاول إحباط خطة الاغتيال رغم امتلاكه كافة التفاصيل والصور ومقاطع الفيديو لتحركات مجموعة تصفية المبحوح، ولم يفصح عنها إلا بعد سفر الفريق بالكامل خارج الإمارات.

ويتوافق ما ذكرته الصحيفة الإسرائيلية مع تقرير نشره مركز الإمارات للدراسات والإعلام (إيماسك) كشف عن تورط “ضاحي خلفان” في عملية الاغتيال، مستندًا إلى معلومات من أحد العاملين في جهاز شرطة دبي، حيث أكد المصدر أن “المخابرات الإماراتية علمت بنشاط المبحوح وسبق لها أن أوقفته، واستلم خلفان ملف المبحوح وبدأ بالتواصل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي سابقًا محمد دحلان لكي يمده بمعلومات عن محمود المبحوح”.

كما أشار المصدر نفسه إلى الدور الكبير لـ”محمد دحلان” في اغتيال المبحوح، وقال إنه كان يشرف على الملف مع مدير شرطة دبي، وهما على علم بأن المبحوح من القيادات الفاعلة لحماس وبأنه مطلوب رقم 1 للموساد، وسبق أن تعرض لمحاولة اغتيال في بيروت ونجا منها.

الموساد في حاشية الرئيس التونسي لاغتيال قادة فلسطينيين

 

يقول إيفونيل دونويل مؤلف كتاب “رجال أعمال الموساد” إنه «من المحتمل أنه كان للموساد عملاء في حاشية الرئيس بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي». ويستشهد على ذلك بوجود داعمين على مستوى رفيع سهلوا على الموساد أن يغتال عددًا من القادة الفلسطينيين، مثل “أبو جهاد” ثم “أبو إياد”، كما يستشهد بتأكيدات الصحافة الإسرائيلية آنذاك أن القتلة كانوا «يتمتعون بتواطؤ واضح على أعلى مستوى».

وينقل المؤلف عن الوزير التونسي السابق «طاهر بلخوجة»، الذي كان مسؤول الأمن الرئاسي خلال 10 سنوات، قوله في مقابلة صحفية إن رجاله اتبعوا دورة تأهيل نظّمها جهاز الموساد، وأشرف عليها اللواء علي السرياتي. ويشير المؤلف إلى أن مثل هذه الدورات ربما سمحت، مثلما حصل في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، بتجنيد «مصادر» للمعلومات بين مسؤولي الشرطة التونسيين، وأن بعضهم «لا يزالون يمارسون مهامهم ويحاولون إخفاء كل أثر لأشكال تعاونهم السابق».

وينقل المؤلف عن ضابط الشرطة التونسي السابق «سمير فرياني»، قوله إنه بعد أسبوع من سقوط بن علي، توجهت عربات من وزارة الداخلية إلى مقر الأرشيف لنقل ملفات وأشرطة تسجيل يحتوي بعضها على أرشيف منظمة التحرير الفلسطينية، جرى جلبها عندما غادرت تونس عام 1994، والتي كانت تحتوي، حسب قول فرياني، على معلومات خاصة بتعاون جهاز الأمن التونسي مع الموساد.

الموساد يحشو طائرة القذافي بأجهزة تنصت

 

نجح الموساد في تجنيد مدير عام شركة “زيمكس” السويسرية، وهي شركة متخصصة في بيع الطائرات لرؤساء وملوك في مختلف أنحاء العالم وبشكل خاص في العالم العربي؛ مما وفر لإسرائيل مصدرًا هامًا للمعلومات.

العميل الذي يدعي هانز زيجلير، كانت من أبرز جهوده تركيب ميكروفونات تسجيل في طائرة خاصة اشتراها الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي من الشركة، حيث إن الطائرة – وهي من طراز “غرومان غولفستريم-2″- قد سُلّمت للقذافي “محشوّة” بأجهزة التجسس.

اعتبر الموساد هذه العملية واحدة من أكثر عملياته نجاحًا، وذلك لأهمية المعلومات التي جمعها الموساد واستفاد منها كثيرًا في بعض المناسبات. وبقيت تلك العملية سرية لفترة طويلة من الزمن.

الحكومة المغربية تتعاون مع الموساد لتصفية معارض

تعاون المغرب مع الموساد الإسرائيليّ من أجل الوصول إلى المُعارض المغربي المشهور مهدي بن برقة ومن ثم تصفيته، فقد قدم الموساد المساعدة للمغرب في هذا الشأن على أرض فرنسية دون اكتراث بأمر خرق السيادة الفرنسيّة.

ويظهر تقرير نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة أن الموساد ساهم في قتل بن برقة في باريس في 29 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1965، حيث زود عناصر المخابرات المغربيّة بجوازاتٍ سفرٍ مزيفّةٍ، ثم زودهم بمادة كيميائيّة سكبت على جثة بن برقة، وهي مادة تؤدي إلى إتلاف الجثّة بسرعةٍ قصوى.

وعندما علم الرئيس الفرنسيّ في ذلك الحين، شارل ديغول، بعملية القتل أمر فورًا بتفكيك الجهاز السريّ، الموازي للموساد الإسرائيليّ، كما قطع علاقاته مع المغرب نهائيًّا. وأخفت دولة الاحتلال الإسرائيلي الملّف خشيةً من الفضائح في الداخل وفي العالم برمته، على حدّ تعبير أحد قادة الموساد السابقين. وقامت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة بفرض أمر منعٍ نشرٍ كاملٍ عن القضية، وعندما حاول رئيس تحرير إحدى الصحف الإسرائيليّة وكان اسمها (بول) نشر ما يعرفه عن القضية، تمّ زجّه في السجن بدون محاكمة، ولم تُنشر القضية حتى اليوم.

اجمالي القراءات 3212
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق