قيادى بالجماعة الإسلامية: افتقدنا «الشيخ أنور السادات».. وترحمنا على أيامه في عصر مبارك /

اضيف الخبر في يوم السبت ١١ - أكتوبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


قيادى بالجماعة الإسلامية: افتقدنا «الشيخ أنور السادات».. وترحمنا على أيامه في عصر مبارك /

 

قيادى بالجماعة الإسلامية: افتقدنا «الشيخ أنور السادات».. وترحمنا على أيامه في عصر مبارك

 
 
حوار مصطفى هاشم نشر فى : السبت 11 أكتوبر 2014 - 10:43 ص | آخر تحديث : السبت 11 أكتوبر 2014 - 10:44 ص



من مشارك أساسى فى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات من خلال تدريب أعضاء الجماعة الإسلامية وشراء الأسلحة، إلى أهم الداعين لنبذ العنف.. إنه محمد ياسين محمد همام الديب، القيادى التاريخى بالجماعة الإسلامية، والذى التقته «الشروق» فى حوار مطول دار حول الماضى والحاضر..

ياسين الذى ولد بقرية المطيعة بمحافظة أسيوط، وحصل على بكاوريوس العلوم عام 1981، وحكم عليه بالسجن 15 عاما بتهمة الاشتراك فى أحداث قتل السادات، واقتحام مديرية أمن أسيوط، إلا أنه قضى 20 عاما لدواعٍ أمنية.. بات من أشد المؤيدين للانسحاب مما يعرف بـ«تحالف دعم الشرعية»، وإن كان ملتزما بقرار أغلبية جماعته بالبقاء فى صف الإخوان «من باب المروءة».. وفى الوقت نفسه ينتقد سياسات الجماعة أثناء توليها الحكم، وكذلك بعد رحيلها عنه.

ويروى ياسين قصته فى صفوف الجهاديين، وكذلك فى سجون نظام مبارك، ويحلل من وجهة نظره الأسباب التى أدت إلى ظهور «أنصار بيت المقدس» ويعرض للحلول الواجب على الدولة اتخاذها للقضاء على الإرهاب فى سيناء، فإلى نص الحوار..

• نبدأ معك منذ البدايات.. كيف انضممت للجماعة الإسلامية؟

ــ كان الشيخ أسامة حافظ ــ نائب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية حاليا ــ يسكن بجانبى فى أسيوط مدة الدراسة، حيث كان يدرس بكلية الهندسة فى جامعة أسيوط، وكنت لاعبا للكرة، ولم أكن أصلي للأسف، وتعرفت على الشيخ أسامة، ودعانى للصلاة، والانضمام فى معسكر فى مسجد الرحمن بجانب جامعة أسيوط، ومنذ ذلك الحين أطلقت اللحية وانضممت للجماعة عام 1976 فى عامى الأول بكلية العلوم، وبدأت أشترك فى تنظيم رحلات للدعوة ومساعدات اجتماعية، واشتركت فى نشاطات الجماعة المختلفة داخل الجامعة.

• ما دورك فى اغتيال السادات؟

ــ أنا الذى اشتريت 200 طلقة، وأرسلتها لخالد الإسلامبولى والأعضاء فى القاهرة لاستعمالها فى عملية الاغتيال، كما أننى اشتريت الأسلحة، التى استخدمت فى مهاجمة مديرية أمن أسيوط، وقسمى الشرطة أول وثان أسيوط.. وفى يوم 6 أكتوبر كنت استقبلت أكثر من 100 أخ من أسوان وقنا والمنيا، وأسكنتهم فى شقق لتنفيذ أحداث أسيوط، حيث كان التنسيق إن أخانا خالد يقتل السادات، وفى نفس التوقيت نقوم باقتحام مديرية أمن أسيوط، ثم نتحرك إلى المنيا وسوهاج لاقتحام المنشآت المهمة، كانت خطة بسيطة وأقرب إلى السذاجة.

عندما تأخر الشيخ أسامة والرد من القاهرة حدثت «لخبطة»، وقلنا إن الشيخ خالد لن ينفذ عملية الاغتيال، وفجأة كنت أجلس مع الشيخ على الشريف نشاهد التليفزيون، وسمعنا خبر عملية الاغتيال.. الشيخ على قال إحنا كده قمنا بخيانة خالد: «إزاى يعمل العملية وإحنا معملناش حاجة».

مررنا بالسيارة على الشيخ كرم زهدى والشيخ ناجح إبراهيم، وجلسنا نتناقش فى كيفية وتوقيت التحرك، واتفقنا على التحرك وبدء تنفيذ بقية الخطة فى الليل، لكننا وجدنا أن الشرطة بدأت تتحرك فاتفقنا على التأجيل لصباح اليوم التالى، لكن بعض القيادات لم تأتِ، مثل الشيخ أسامة والشيخ عصام دربالة والشيخ عاصم عبدالماجد، فاتقنا مرة أخرى على التأجيل حتى يأتوا، واضطررنا للانتظار صباح 8 أكتوبر، وكان يوافق عيد الأضحى، وقررنا اقتحام مديرية أمن أسيوط وقسم أول وقسم ثان والقوات المتمركزة عند مسجد ناصر والقوات المتمركزة عند مكتب التموين وإدارة التموين، وهذا ما حدث بالفعل.

كانت الأسلحة بسيطة، وعددنا قليل، وكانت الخطة تفتقر إلى الموضوعية، إلا أنها كانت ثورة الشباب، وكنا معرضين لضغط بسبب قرارات التحفظ التى صدرت فى 3 سبتمبر 1981، وكانت قيادات الجماعة الإسلامية فى الصدارة، وكانت أحاديث السادات تعطى إشارات إلى أنه سيطيح باليابس والأخضر، إلا أن هذا التصور لم يكن حقيقيا.

• كيف علمتم أن هذا التصور لم يكن حقيقيا؟

ــ لأنه ثبت بعد ذلك أن السادات تعرض إلى ضغط، فكان يريد أن يمرر اتفاقية كامب ديفيد واستلام طابا. لقد افتقدنا السادات (يقولها وهو يضحك).. ما شاهدناه أيام مبارك يجعلنا نترحم على أيام الشيخ السادات.

• ما دورك فى الجماعة الإسلامية؟

ــ طوال فترة السجون كنت مسئول التعامل مع المبادرات المطروحة من الخارج مثل مبادرة الشيخ الشعراوى، وكنت أحد الذين قاموا بالمراجعات داخل السجن، والتى أطلقها كرم زهدى، وكنت مسئولا عن التفاوض فى مطالبنا مع إدارة السجن، وبعدما خرجت كنت مسئول استقدام الإخوة فى الخارج، بمعنى أنه كان هناك مئات من الإخوة فى أفغانستان وأوروبا ودول أخرى كثيرة، ومن كان عليه قضية كان يسوى أموره مع النيابة، ويخلى سبيله.

• ما طبيعة لجنة الحكماء التى تعد أحد أعضائها حاليا؟

ــ هؤلاء الناس الكبار فى الحزب غير المنضمين فى الكادر التنظيمى، وتقابل أعلى هيئة فى الجماعة، وهى مجلس شورى الجماعة، وتتدخل عندما تكون هناك مشكلة كبيرة.

• ما أخطاء تيارات الإسلام السياسى بعد ثورة 25 يناير؟

معظمنا انشغل بالعمل السياسى، ولم يتم التركيز على الدعوة.. كان من الأفضل التركيز أكثر على الدعوة والعمل الخيرى مع الاشتراك بالعمل السياسى.. والمجتمع فى بدايات ما بعد الثورة كان متألقا وجميلا، والإسلامى بجانب الاشتراكى واليسارى والمسلم بجانب المسيحى، لكن جاءت التناحرات والاختلافات فمزقت الناس بعد هذه اللحظة، لذلك سيظل التمزق فترة بسبب الأحداث الحالية والإعلام والنظام السياسى أيا كان.

ما زالت الأمور تسير فى طريق الإقصاء، والتمزق وأصبح سمة.. ولن يصلح المجتمع بهذا.. نحن نحتاج إلى مجتمع متآلف ومتجانس حتى لو فيه آراء معارضة، لكن ليس لدرجة العنف وليس لدرجة القتل المتبادل.. نحتاج إلى تطبيق مقولة «أليس منكم رجل رشيد؟».. نحتاج شخصا، مثل نيلسون مانديلا، بالرغم من أن الذى حدث فى جنوب أفريقيا أسوأ بكثير مما حدث فى مصر، لكنه استطاع أن يجمع السود والبيض، والقتلة وأهل القتلى.

• هل أضر الجماعة الإسلامية الدخول فى العمل السياسى؟

ــ الدخول فى نفسه غير مضر.. لكن التركيز عليه وجعله الأولوية أضر الجماعة، وكان الأولى أن يكون العمل السياسى على قدم وساق مع العمل الدعوى والاجتماعى، أو أن يتقدم العمل الدعوى والاجتماعى.

• بعد انسحاب حزب الوسط من تحالف دعم الشرعية.. ما الذى توصلت إليه الجماعة الإسلامية بعد طرحها هذا الأمر للنقاش مجددا؟

ــ كانت هناك بعض الآراء داخل الجماعة ترى أن الخروج من تحالف دعم الشرعية، يعطى إيجابيات للحزب والجماعة، على خلفية أن الحزب من الممكن أن يعمل بعيدا عن أى تحالفات مع إمكانية التنسيق.. لكن كان هناك رأى ثانٍ، وهو الاستمرار فى تحالف دعم الشرعية، وهو الرأى الغالب حتى الآن، والذى تبناه الحزب والجماعة، ولابد من احترام الرأى الغالب.

• وما الذى يستند إليه أسباب أصحاب رأى بالاستمرار فى تحالف الإخوان وكم نسبتهم؟

حوالى 80%، ويستندون إلى أننا بدأنا هذا الطريق معهم، ولابد أن ننهيه معهم ولا نتخلى عنهم من باب المروءة.. كما أنهم يرون أن التحالف يحقق إيجابيات المعارضة القوية، وأنه يمكن لو تجزأنا، أن ينفرد النظام بكل فريق على حدة، وذلك بالرغم من أن الجماعة عملت وحدها قبل ذلك، ونجحت نجاحا كبيرا.

• وماذا عن أصحاب رأى الانسحاب من التحالف وأنت واحد منهم؟

- جماعة الإخوان هى جماعة براجماتية (نفعية)، على عكس الجماعة الإسلامية التى تراعى المصلحة العليا للدين والمصلحة العليا للوطن، وتسعى لها، وتتنازل عن حقها، كما أن الإخوان تخلوا عن الجماعة الإسلامية فى أوقات كثيرة، مثلا عندما أعلنت الجماعة الإسلامية عن تنظيم جمعة الشرعية أمام جامعة القاهرة، أعلنت جماعة الإخوان عدم مشاركتها فى هذه التظاهرة، وعندما نجحت التظاهرة انضم عدد من قيادات جماعة الإخوان فى نهاية اليوم.

مثل آخر: عندما هاجم البعض مقرات جماعة الإخوان فى بعض المحافظات، كانوا يستعينون بالإخوة فى الجماعة الإسلامية ليردوا المعتدين، وإذا حدثت أى اشتباكات مع المعتدين فى اليوم التالى نجد قيادات الإخوان يقولون إن أعضاء الجماعة الإسلامية هم من فعلوا هذا، لتوصيل رسالة مفادها أن «الجماعة الإسلامية إرهابيون». بل إن الإخوان فى بعض الأحيان كانوا يتاجرون بقضيتنا فى مجلس الشعب أيام مبارك، وكانوا يقولون لمبارك «أدينا حزب، وإحنا نقضيلك على الإرهاب»، وكانوا يقصدون الجماعة الإسلامية لأنه لم يكن هناك غيرها.

• القبض على قيادات مثل صفوت عبدالغنى ونصر عبدالسلام وعلاء أبو النصر.. اعتبره البعض نوعا من الضغط على الجماعة الإسلامية للخروج من تحالف الإخوان.. ما تعليقك؟

- عملية القبض ليست الأساس.. الأساس هو الإجابة عن التساؤل: ما الإيجابيات التى جاءت من وراء اشتراكنا فى التحالف وما الإيجابيات التى ستأتى إذا خرجنا.. أنا لدى تصور أن التحالف ربما يحل نفسه أو يجمد نفسه بنفسه فى خلال شهور قليلة، خصوصا أنه تم تشكيل بديل وهو المجلس الثورى المصرى، كما أن حزب الوسط انسحب وتلاه حزب الوطن.

• وما رأيك فيما يسمى المجلس الثورى المصرى؟

- المفترض إن ثورى معناه أن يكون من الداخل وليس من خارج مصر.. أن يكونوا معارضين من الداخل ويقودون المظاهرات ما دام مجلسا ثوريا.

• خرجت مجموعة من الجماعة الإسلامية سمت نفسها بـ«تمرد الجماعة الإسلامية» تدعو إلى الخروج من تحالف دعم الشرعية وإجراء الانتخابات.. ماذا عن هذا الكيان؟

ــ هى مجموعة صغيرة جدا وبعضهم ترك الجماعة الإسلامية منذ فترة، ومطالب الانتخابات ومطالب الخروج من تحالف دعم الشرعية هى مطالب مشروعة لأى عضو فى الجماعة الإسلامية، وكما نطالب بإطلاق الحريات العامة فى البلاد فلابد من إطلاق الحريات العامة داخل الجماعة، لكن هناك لوائح لدعوة الجمعية العمومية، وعليهم أن يلتزموا بها.. وكل الجمعيات العمومية التى عقدتها الجماعة الإسلامية كان فيها آراء معارضة، لكن بعض هذه المجموعة يريد أن ينشئ مجموعة منشقة عن الجماعة وهذا خطأ.. لابد من وحدة صف الجماعة.

• ما تقييمك للعام الذى حكم فيه الرئيس محمد مرسى؟

ــ محمد مرسى والإخوان كان يؤمل منهم خيرا كثيرا، والناس انتخبتهم على أمل أن لديهم استراتيجيات وتكتيكات لحل مشكلات الدولة، لكن للأسف الشديد هم انشغلوا بتعيين الإخوان كمحافظين وكوزراء.. كان يريد تثبيت نفسه فى مفاصل الدولة أولا وأى رئيس دولة لو كان حتى منتخبا بـ99.9% له معارضوه وضده مؤامرات داخلية وخارجية، لكن الذكاء السياسى ومن قبله التوفيق، كيف توائم وكيف تقلل المعارضين وتلم الناس حواليك.. أنما أبرز إيجابياتهم كانت الحريات الواسعة التى كانت موجودة فى عهده.

• هل الإخوان لديهم رؤية لما قد سيحدث فى المستقبل؟

ــ أنا فى اعتقادى إن بعضهم لديه رؤية لكن دائما تفتقر إلى الواقع لأن من يديرون المشهد هم فى الخارج.. نحن فى تجربة الجماعة الإسلامية فى التسعينيات نفس القصة.. من فى الخارج يرفعون شعارات مثل «مستمرون ويجب القتال ويجب الجهاد ويجب ويجب ويجب»، وهو لا يعيش فى الواقع.. لا يرى الناس التى تقتل فى السجون الناس التى تقتل فى الخارج.. عندما تغلبت الرؤية الواقعية فى الداخل وتبناها الإخوة ــ يقصد المراجعات ــ هى التى نجحت وأثمرت فعلا.. وأظن أن هذه تجربة كل الجماعات.. أما من فى الداخل فهو معرض للقتل أو يقبض عليه.. معرض لتحمل المسئولية عمليا، ولذلك أنا من رأيى الشخصى أن من يريد أن يعارض يأتى للداخل وكنا نقول ذلك.

• بماذا تنصح جماعة الإخوان؟

ــ أتمنى أن يقيمّوا مدة حكمهم تقييما صحيحا.. وكيف نزع الحكم منهم فى سنة واحدة، بينما حسنى مبارك المستبد جلس فى الحكم 30 عاما، يجب أن يبدأوا فى عمل تقييم ومراجعات.. الاعتراف بالخطأ لن يقلل منهم.. والمراجعات والتقييمات لا ترتبط بزمن ولا ترتبط بسلطة.. مراجعات الجماعة الإسلامية جاءت بخير كثير على الجماعة.. لكن الإخوان لديهم شىء من الكبر.. كما أنصحهم بألا يغالوا فى سقف المطالب كعودة مرسى للحكم، وأن يطرح حلولا عملية وليست إعلامية، وأن يشاركوا فى الحياة السياسية بقوة، وليعبروا عن رأيهم بالطرق السلمية فى كل مكان، ويستمروا أيضا فى نبذ العنف والالتزام بالسلمية.

• ألا تطالبهم بوقف التظاهر؟

ــ لو طالبت الناس بوقف التظاهر فسيقولون هذا هو السلاح الوحيد الذى نستطيع أن نقاوم به السلطة، لكن فى رأيى الشخصى أنه لو تم اتفاق بوساطة أولى العقل فستتوقف المظاهرات تلقائيا، حتى بدون اتفاق أفرض جدلا أنه أعلن أن سيتم إطلاق سراح المسجونين على دفعات بقرارات جمهورية أو بقوانين.. ستعطى أمل للناس لأن آلاف المعتقلين حاليا لهم مئات الآلاف الذين يتألمون لأجلهم.

• حضرت بعض محاكمات المتهمين بالانضمام فى جماعة «أنصار بيت المقدس».. ما حكاية هذا التنظيم وهل يتنامى أم تمت محاصرته؟

ــ معظمهم قتل فى الأحداث.. فى تقييمى أن أنصار بيت المقدس هم مجموعة صغيرة كبرت بعد ثورة 25 يناير وهم فى الأساس مجموعة فلسطينية وهذا واضح من الاسم ويريدون أن يجاهدوا ضد اليهود، لكن سهولة الانتقال من سيناء وجبل الحلال وغزة كانت وراء انتقالهم.. بدأت بمجموعات صغيرة وكبرت بعد ذلك.. رد الفعل العنيف من الدولة جعلهم يخرجون إلى القاهرة، وأصبحوا يوجهون سلاحهم تجاه الجيش والشرطة بدلا من اليهود، وأصبحوا أكثر تشددا.. معظمهم قتل.. من يقبض عليه بعد ذلك فى الغالب تكون علاقته ليست أصيلة بالتنظيم.. مثلا شخص شرب شايا عند أحد أعضاء الجماعة أو قعد عنده أو آواه فمعظم المقبوض عليهم من الهوامش، وليسوا أساسيين، وكثير منهم ليس له دخل بالقضية أساسا.. بعضهم حكم عليهم بالإعدام.

• ما الوسائل التى ساعدت هذا التنظيم فى الاستمرار حتى الآن بالرغم من محاربة الدولة له منذ فترة طويلة؟

ــ السلاح هناك كالعصا يسهل الحصول عليه.. كما أن المواجهات الخاطئة وقتل بعض الأبرياء أحد الأسباب.. فأقربائهم ينضموا ويتبنوا فكرة الثأر.. المشكلة أن الدولة عندما تريد أن تحل أزمة تخلق مشكلات أخرى.. لا أعرف لماذا لا تعى الدولة ولا تستطيع أن تتعامل بواقعية وببعد نظر مع المشكلات خاصة فى سيناء.. للأسف كان اليهود يراعونهم أيام الاحتلال، ويقدمون لهم المساعدات ويدخلون لهم سيارات دون جمارك.. اليهود أمكر فى التعامل.. أما النظام فى مصر، فعندما يتدخل، يدخل بعنف وكلامه عكس أفعاله.. المفترض أن نملكهم الأراضى، وأن تسمع الحكومة لآرائهم، حتى تحد من الإرهاب.

• هل جلست مع متهمين فى القضايا المرتبطة بالتنظيم.. وماذا قالوا لك؟

ــ نعم جلست مع بعضهم.. هم يشعرون بالظلم ويشعرون أن الدولة والشرطة تقتلهم وتقتل إخوانهم وتدمر بيوتهم، وأن هذا ظلم ويجب أن يثأروا له.. لو الدولة رفعت أسباب الظلم ــ على الأقل ــ فكثير منهم سينحاز للدولة أو ستقل أو تنعدم عداوته للدولة.. مثلا هناك متهم بالانضمام فى التنظيم يدعى محمد هارون من محافظة الشرقية فى القضية العسكرية التى تنظر فى الهايكستب، فوجئ أن محاميه يقول أثناء الجلسة إن المتهم الأول محمد هارون تم القبض على زوجته وأطفاله فى أمن الدولة وعذبوا، فانفعل انفعالا رهيبا جدا وصرخ، قائلا: «أنا هقتل بتوع أمن الدولة وهدمرهم.. إزاى ياخدوا مراتى؟».

تخيل أن هذا حدث وهو مطارد خارج السجن وعلم بالقبض على زوجته وأطفاله.. كثير من الناس يأبون هذا، وسيهاجمون قوات الشرطة أو الجيش ويقولون: وليكن ما يكون.

• كيف انضمت شخصيات من خارج سيناء للتنظيم؟

ــ هناك ناس كانت من القاهرة والشرقية والقليوبية ذهبوا إلى سيناء للدخول إلى غزة، أو كانوا أصدقاء فى السجن فى أيام حسنى مبارك، وكونوا علاقات نتيجة صداقات فى السجون وذهبوا لبعضهم فى بيوتهم، وبينهم علاقات مصاهرة بعد ذلك، وعندما تم التضييق على من هم فى سيناء اضطر بعضهم للمجىء للقاهرة، وهى مجموعات صغيرة.

اجمالي القراءات 3016
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق