السعودية تحبط مخططا إخوانيا على أراضيها ضد مصر

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٢ - يوليو - ٢٠١٣ ١٢:٠٠ صباحاً.


السعودية تحبط مخططا إخوانيا على أراضيها ضد مصر

اخبارمدخل— 22 July 2013

أفكار إخوانية تغذي التطرف ضد مؤسستي الجيش والأمن في مصر

عبدالله آل هيضه

الرياض -  عاشت العاصمة السعودية نهاية أسبوع ساخنة تخللتها أنباء عن بدء الحكومة السعودية إجراءات وقائية أمنية ضد الحركات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين ورموزه المحرضة على العنف والجهاد.

وقال مصدر أمني لـ”العرب” إن أجهزة الأمن في المملكة أحبطت مخططا إخوانيا أعد في تركيا لاستعمال المملكة كمنصة ضد التغيير الذي حدث في مصر من قبل جيشها تلبية للمطالب الشعبية المحتجة على الإخوان وطريقة حكمهم.

وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن السلطات السعودية راقبت تنسيقا تم لحشد أصوات دينية محرضة على العنف ضد الجيش المصري ومعلنة الجهاد ضده مما عجل بالتحرك الرسمي السعودي.

وأوضح المصدر أن شخصيات إخوانية سعودية كانت ستستغل شعبيتها في مصر لتحريك الجماهير وخاصة المتعاطفين مع الفكر الجهادي ضد الجيش والأمن والتيار المدني المصري. وذكر المصدر أن التحشيد أتى بقرار من التنظيم الدولي الإخواني الذي انعقد آخر اجتماع له في إسطنبول قبل أسبوع.

وأشار مصدر أمني لـ”العرب” إلى صدور عدد من قرارات منع السفر ضد بعض دعاة ومحركي الشباب نحو “الجهاد”.

وكانت أنباء تحدثت عن منع رجل الدين السعودي محمد العريفي من السفر، خاصة بعد دعواته للجهاد من مصر قبيل أسابيع من سقوط حكم الإخوان في مصر عقب ثورة المصريين الثانية في 30 حزيران الماضي.

وذكر المصدر لـ “العرب” أن السلطات السعودية طلبت من لجنة في مؤسسة النقد العربي السعودي مهتمة بملاحقة نقل الأموال الخاصة بالمحسوبين على حزب الله ضم شخصيات إخوانية مصرية وسعودية لآلية المراقبة والتحقق من عدم قيامها بتمويل لعمل مضاد لأمن مصر واستقرارها.

إلى ذلك، أشارت معلومات أولية حصلت عليها “العرب” إلى صدور قائمة جديدة لسعوديين وسعوديات تم منعهم من السفر، تضم إضافة إلى العريفي، الداعية السعودي ناصر العمر، وهو الصديق المقرب من العريفي.

وعرف العمر بعلاقته القوية بقطر وتلقي مشاريعه معونات كبيرة منها، ويتهم بعض المناوئين للإخوان في السعودية العمر باستخدامها في مناشط عدة لتدعيم قوة التيار الإخواني السروري في السعودية.

وفاجأت أنباء اعتقال العريفي الرأي العام السعودي، لكن بعض المراقبين أشاروا إلى أن أجهزة كثيرة على مستوى الدولة ضاقت من تلونه وخروجه عن سياق الخطاب الديني السلفي الرسمي، وهو من كان في وقت مضى مقربا من الأجهزة الأمنية وخطيباً لكلية الملك فهد الأمنية وعضوا استشارياً في جهازها التعليمي.

ووردت في القائمة وفق المعلومات أسماء عدد من المهتمين والمهتمات بالحقوقيين والحقوقيات في السعودية، خاصة بعد القرار القضائي السعودي بحلّ جمعية (حسم) المعنية بالحقوق المدنية والسياسية في المملكة، بعد إدانة الجمعية ومؤسسيها بـ”تقويض سياسات الدولة، وتحريض المنظمات الدولية ضد السعودية وتأليب الرأي العام ضد السلطات الأمنية”.

وما يؤكد صحة المعلومات منع الناشطة السعودية إيمان القحطاني من السفر إلى إسطنبول قبيل أيام وفق ما دونته عبر حسابها بتويتر.

وعلى ذكريات دعوات الجهاد الأفغاني في الثمانينيات، تعود اليوم في السعودية دعوات أخرى، تدعو شبابا سعوديين لـ”الجهاد” في سوريا، ليست كل الدعوات علنية لكن تحتضنها “غرف سرية” داخل المملكة، وأصوات محرضين سعوديين مثيرين من الخارج كوّنوا جماهيريتهم بين مراهقين ومتعاطفين جيّشوهم من شبكات التواصل الاجتماعي.

ويلحظ الراصد لتلك الدعوات أن بعضا من أطرافها يسلكون طريق “الإخوان المسلمين” في التجييش والتحزيب، في خطاب مرحلي صحوي يشبه الذكريات السعودية القديمة، للجهاد في أفغانستان وتوابع تلك المرحلة حتى أواسط التسعينيات، دفعت السعودية ثمنها مع الألفية الجديدة بعودة أبطال أفغانستان ليكونوا مؤسسي “القاعدة” السعودية الدامية.

ورغم الحرص الأمني السعودي، ووضوح استفادته من درس “الجهاد” القديم، وتجفيفه لمنابع دموية عديدة، إلا أن الأفكار المزروعة الجديدة، والتغيير على خريطة العالم العربي مع انطلاق ثوراته؛ صنعت أبطالا محرضين جددا، يقف في محيطهم “فزّاعون” معهم.

ذلك المعسكر، يواجهه في السعودية اليوم معسكر “كشّاف” لأوهام الوعاظ والمحرضين الجدد، منطلقين من التاريخ، باثّين رسائلهم لمقاومة كل الفكر الجهادي، والتحزبي الكبير الذي زرعت بعضه تغييرات الجغرافيا والكراسي.

المعلومات الأمنية كشفت لـ”العرب” عن تقديرات تشير إلى أن عدد “الجهاديين السعوديين في سوريا” وصل إلى أكثر من “ألفي مجاهد” يتواجد غالبهم على الحدود التركية السورية وفي إدلب وحمص، وهو ما يجعل المملكة في مسار إعداد خطط جديدة لمرحلة متغيرة.

مأساة حقيقية..!

من أولئك المواجهين لفكر الجهاديين الجدد والإخوان، الكاتب السعودي الدكتور أحمد الفراج، الذي قال خلال حديث لـ”العرب” حول أفكار وطريقة الجهاد السعودي الجديد إن المرء لا يكاد يصدق أن تكون هناك دعوات للجهاد، وذلك بعد كل تلك المآسي التي مر بها الوطن، خاصة بعد مرحلة أفغانستان.

مضيفا: أن الدعوات على الواقع تعود، و”الغريب في مثل هذه الدعوات أنها موجهة من ذات الرموز الدينية التي لم، ولن تجاهد يوما، كما لن تسمح لأبنائها أو أقربائها للذهاب للجهاد، فالجهاد خاص بأبناء الآخرين، أي أنهم يقودونهم إلى الموت”. وهو ما وصفه خلال حديثه بـ”المأساة الحقيقية”.

وكاشف الدكتور الفراج أحد تلك الرموز إذ دعت إلى الجهاد، ثم ضيعت الطريق إلى سوريا وانتهى المطاف بهذا الرمز المطاف في دولة أوروبية!” والآخر الذي دعا إلى الجهاد، ثم تمنى الشهادة على فراشه!، معتبرا أنه لا أحد يتوقع أن يضحي هؤلاء بالحياة المترفة التي يعيشونها، فهم يسكنون القصور، ويركبون افخم السيارات، متسائلا “كيف بالله يريدهم الناس أن يجاهدوا؟!”

التعليم مختطف منذ عقود

وعن المعلومات التي حصلت عليها صحيفة “العرب” التي كشفت عن خطة أمنية لتطهير الجامعات السعودية من دعاة الجهاد في الجامعات حيث يتواجد غالبهم هناك، قال الفراج: “لا أحد سيجادل في أن التعليم العام والجامعي تم اختطافهما منذ أكثر من ثلاثة عقود”  معتبراً أن الإخوانيين سيطروا على مفاصل التعليم، وقلبوه رأساً على عقب، ومن يقرأ مناهج التعليم يدرك ذلك بوضوح تام وفق حديثه.

واعتبر أن المناشط اللاصفية تكرس الأممية في عقول النشء، وتحط من قدر الوطنية، مستذكرا المناشط القديمة التي تكرس لثقافة الموت لدى صغار الطلاب.

سألته “العرب” إن كانت السعودية اليوم بحاجة إلى تغيير خطابها الديني، قال: “الوقت قد حان بعد أن تكشفت كل الأوراق” لتغيير خطابنا الديني وإعادة رسم استراتيجية التعليم بما يخدم الأمن والسلم الاجتماعيين، فوجود جماعة الإخوان بفرعها السعودي وسيطرتها على كل المناشط تقريبا لا تخدم أحدا، كاشفاً أن من طبعهم التحزب، والتصنيف والإقصاء، وهو ما يراه “الداء الذي ينخر المجتمعات”.

الخطاب الإخواني السعودي

الخطاب الإخواني في السعودية اليوم، أصبح أكثر تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي يقوده رموز إخوانية تكشفت أوراقها بشكل واضح بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، محاولين الاتفاق على ما يسمى بـ”الانقلاب العسكري” وإيهام الشباب الأكثرية الغالبة بصحة مخططاتهم.

عن ذلك قال الفراج: “الغريب أن كثيرا من اخوان السعودية كانوا ينكرون انتماءهم للتنظيم ولكن بعد سقوط التنظيم في مصر ظهروا على حقيقتهم، “فقد بكوا، واستبكوا على سقوط مرسي”.

ويرى الفراج أن إخوان السعودية تجاوزوا في الإساءة للشعب المصري وجيشه.

وأضاف وهو الكاتب الذي يتعرض لهجمات عديدة عبر حسابه بتويتر بعد كشفه لعدد من ظلاميات الإخوان، أنهم (إخوان السعودية) كانوا من الجبن بحيث أن بعضهم تراجع عن موقفه بشكل كاريكاتوري؛ وذلك بعد أن ثار عليهم الشعب المصري، الذي لا يقبل من أي أحد أن يتدخل في شؤونه الداخلية أو يتعرض لجيشه.

وختم  القول بأن هذا هو “سلوك الإخوان دوما” فهم يحاولون اللعب على كل الحبال، مختتما حديثه بأن “سقوط مرسي في مصر أفقدهم صوابهم”.

أخطاء إخوان السعودية

*الفراج: الإخوان يؤسسون ثقافة الموت

*علت أصواتهم بعد سقوط مركزهم في مصر

*تجاوزوا في الإساءة للشعب المصري وجيشه

*بعضهم يتراجع عن موقفه بشكل كاريكاتوري

*يسلكون طريق التجييش والتحزيب

اجمالي القراءات 3573
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق