صور أبو غريب دمرت مفهوم الأمريكيين عن أنفسهم

اضيف الخبر في يوم الإثنين ١٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب


صور أبو غريب دمرت مفهوم الأمريكيين عن أنفسهم

مقابلة مع مخرج أول فيلم سينمائي عن السجن العراقي: صور أبو غريب دمرت مفهوم الأمريكيين عن أنفسهم"
المخرج ايرول موريس.

مهما تكررت مشاهدتها، ستظل صور الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الأمريكية في سجن "أبو غريب" في العراق، قادرة علي إحداث صدمة نفسية.



والآن، جاء المخرج ايرول موريس، الحائز علي جائزة أوسكار للأفلام الوثائقية، ليخرج فيلما اسمه "إجراءات العمل الاعتيادية"*، قدم فيه ثمرة بحوثه المفصلة حول معاملة السجناء العراقيين.

هذه الصور عن حالات الإذلال والتعذيب والموت التي شهدها العالم لأول مرة في 2004، أصبحت رمزا قويا لمدي خرق الولايات المتحدة للقوانين الدولية أثناء احتلالها للعراق وحربها العالمية علي "الإرهاب".

يتضمن فيلم ايرول موريس نتائج مقابلات عديدة مع القوات العسكرية الأمريكية التي خدمت في سجن أبو غريب، تترك في ذهن المشاهد تساؤلا ملحا عما إذا كانت القسوة والفظاظة التي التقطتها عدسات الجنود الأمريكيين، كانت قد حصلت علي ترخيص المسئولين في واشنطن علي أعلي المستويات.

وفيما يلي أبرز ما دار في المقابلة التي أجرتها وكالة "انتر بريس سيرفس" العالمية مع المخرج ايرول موريس، الذي فاز بأوسكار في 2004 عن فيلمه الوثائقي "ضباب الحرب"، عن روبرت ماكنامارا، وزير الدفاع الأمريكي في الستينات.

سؤال: لماذا قررت إخراج هذه الفيلم عن سجن أبو غريب؟. جواب: أعلق أهمية كبري علي الصور. وهذه الصور شاهدها عدد من الناس في العالم يزيد عن أي صور أخري في تاريخ البشرية.

وأدركت أن الصور عادة ما تلتقط خارج سياقها، وتحولت إلي أداة دعاية وغيرها. وفي هذا الفيلم، سعيت لكشف النقاب عن ما تعرضه هذه الصور في حقيقة الأمر، والعمل علي معرفة حقيقة الأشخاص الذين التقطوها.

سؤال: هل كان من الصعب إقناع الناس الذين عملوا في سجن أبو غريب بالتحدث إليك؟.

جواب: لقد كانت أصعب المقابلات التي أجريتها في حياتي. الكثيرون منهم في السجون. وعدد آخر قلق من خطر أن يكشفوا عن شيء قد يقودهم إلي السجن.

وكانت جانيس اربنسكي، اللواء الأمريكية التي أدارت ثلاثة سجون كبرى في العراق، أسهلهم إلي حد بعيد. فقد كانت قد نشرت كتابا لتوها.

سؤال: من ضمن الأمور المذهلة في فيلمك، هو مدي سذاجة كثير ممن قابلتهم. هل تعتقد أنهم غير مدربين علي إدارة سجن في منطقة حرب؟.

جواب: هذه هو أمر يكاد يكون مفروغا منه. لندي انغلاند (واحدة من أولئك الذين حكمت عليهم محكمة عسكرية لمشاركتهم في ممارسة الانتهاكات) كانت تبلغ من العمر مجرد 20 عاما.

هذا الواقع يكاد ينطبق علي الجيش (الأمريكي) برمته، فكان ينتقص الإعداد والعتاد والحجم. كان من الصعب أن تقوم الناس بأداء العمل المكلفين به. ومن ضمن الروايات الحزينة، التي لا تظهر في الفيلم، أن الدارة (الأمريكية) رفضت منذ البداية الاستماع إلي أي أحد يقول أن سياستها لا معني لها.

سؤال: بالطبع أنت تحدثت مطولا إلي سابرينا هارمان، العسكرية ل"الخبيرة"، التي التقطت العديد من الصور أو ظهرت فيها. وكان من بين المناظر المهينة أنها كانت مبتسمة وترسم بأصابعها علامة النصر... جواب: أتفق معك. سؤال: لقد ادعت سابرينا هارمان أنها التقطت تلك الصور للبرهنة علي وقوع تلك الانتهاكات. هل تعتقد أن هذا كان دافعها الحقيقي؟.

جواب: السؤال المحوري في الفيلم هو هل يمكن أن نصدق ما تقوله؟. رأيي هو أن الناس معقدة. وعادة ا نحب التفكير في أن الأوغاد هم أوغاد تماما والأبطال، أبطال تمام. لكنه من النادر أن نري أوغادا تماما وأبطالا تماما.

سؤال: في بداية الفيلم تقريبا، توحي أن دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي السابق، قد صرح بارتكاب تلك الانتهاكات. ومع ذلك، لم تضمن فيلم مقابلات مع شخصيات في إدارة الرئيس جورج بوش... لماذا؟.

جواب: هناك أعدادا كبيرة من الناس الذين يلومون بوش، ونائبه ديك تشيني، ورامسفيلد. وهناك كميات هائلة من الوثائق حول سياسات إدارة بوش فيما يخص الاعتقالات والتعذيب.

أنا أسرد رواية أخري. ربما تكون أقل سياسية، ربما أكثر. لكنها أكثر إزعاجا. أنا أطرح علي المشاهدين سؤالا: ما الذي كنت ستفعله لو تواجدت في هذا السياق؟. أعتقد أنه سؤال تصعب الإجابة عليه.

سؤال: ما هو وضع الأفلام الوثائقية حاليا؟.

جواب: الأمريكيون يعيشون حالة رفض وإنكار، يتمنون لو تلاشت الحرب، ولا يرغبون في التعامل معها. هذا لا يعني عدم إخراج أفلام عنها. لا يمكنك أن تتساءل دائما عن مبيعات شباك التذاكر. عليك أن تخرج أفلاما تقتنع بها.

سؤال: هل تنوي القيام بدور ما في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟.

جواب: أتنمي ذلك. لقد أرسلت أموالا للمرشح الديمقراطي باراك أوباما طيلة الشهور الستة الأخيرة. من الأهمية بمكان أن يفوز في انتخابات نوفمبر.

سؤال: هل تعتقد أن الضرر الذي ألحقته أحداث سجن أبو غريب لصورة أمريكا يمكن إصلاحه مستقبلا؟.

جواب: هذه الصور دمرت مفهومنا نحن الأمريكيون عن أنفسنا. كانت الناس تريد الاعتقاد بأنها حرب لحمل الديمقراطية. هذه الصور أثرت بقوة علي هذا الاعتقاد.

هذه الصور لخطت سمعتنا وصورتنا، ولست أدري ما إذا كان من الممكن أن تعود الأمور إلي ما كانت عليه.

اجمالي القراءات 2030
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق