محلل أمريكى يرصد تناقض

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٣٠ - نوفمبر - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً.


محلل أمريكى يرصد تناقض

محلل أمريكى يرصد تناقض "مرسى": الشعب صاحب "السولوك الجنسى المنفلت" و"المطاعم العارية".. أصبح "لطيفاً و"متحضراً" بعد شهرين فقط

قال كلمة «أنا» ١١٠ مرات فى آخر حوار له.. وذكر الإخوان ٥ مرات فقط

مقالات متعلقة :

كتب : يسرا زهران منذ 5 دقائق
الرئيس محمد مرسى الرئيس محمد مرسى

فى أغسطس ٢٠١٠ التقى الكاتب الأمريكى «إيريك تراجر»، محلل الشئون السياسية فى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، بالرئيس محمد مرسى، كان ذلك ضمن لقائه ما يقرب من ٧٠ من وجوه المعارضة المصرية، لسؤالهم عن خلفياتهم الشخصية: أين ولدوا؟ ماذا كانت مهنة آبائهم؟ ما إذا كانوا أول من اقتحم عالم السياسة فى أسرهم؟ وكان محمد مرسى هو أول من التقى به «تراجر» من «الإخوان المسلمين».

يحكى «إيريك تراجر» عن رد فعل الرئيس «مرسى» وقتها تجاه هذه الأسئلة، قائلاً: «كانت معظم إجاباته: لا أعتقد أن هذه الأسئلة لائقة، أنا لن أواصل المناقشة لو استمرت بهذا الشكل، مثل هذه الأسئلة لا يمكن أن تكون أبداً جزءاً من بحث ما، أنا لا أقبل هذه الطريقة». لقد رفض الرئيس مرسى أن يرد على أى أسئلة خاصة به، رفض الكلام عن نفسه، وكان رافضاً، تحديداً فى المقام الأول، الكلام عن الأسباب التى دفعته للانضمام لجماعة الإخوان، بالنسبة له كان الحديث عن نفسه يعنى ضياع الهدف الرئيسى بالنسبة له، وهو تقدير جهود جماعة الإخوان فى «أسلمة المجتمع»، من أجل بناء دولة إسلامية فى مصر، من القاع إلى القمة، لم يكُن يريد أن يركز على شخصه، وإنما سعى للتركيز على التنظيم، كان يريد أن ينقل صورة أنه عضو فى جماعة الإخوان أولاً، ثم محمد مرسى ثانياً.

على عكس ما حدث فى حوار الرئيس «مرسى» مع «إيريك تراجر» قبل الرئاسة، لم يمانع «مرسى» فى الحديث عن نفسه فى حواره الأخير مع مجلة «التايم» الأمريكية، تحدث كثيرا عن جذوره من محافظة الشرقية، وفترة سجنه بسبب مقاومته لفساد النظام، وتحدث عن البرامج التى كان يحب مشاهدتها أثناء فترة دراسته فى أمريكا، وتحدث عن رأيه فى كل ما يحدث تقريباً، إلى حد أنه قال كلمة «أنا» فى الحوار «١١٠» مرات، فى الوقت الذى لم يذكر فيه جماعة الإخوان سوى 5 مرات فقط.

قال الرئيس «مرسى» فى حواره الأخير مع «التايم»: «أنا حريص على أن تكون هناك حرية تعبير، وحرية عقيدة، وحرية ممارسة للشعائر الدينية، أنا حريص على تداول السلطة، أنا رئيس منتخب مهمتى الأساسية الحفاظ على السفينة الوطنية فى هذه الفترة الانتقالية، أنا حريص على الحفاظ على الحريات، والديمقراطية، والعدل، والعدالة الاجتماعية، وجماعة الإخوان لا تقول شيئاً يخالف ذلك».

مهمة جماعة الإخوان، كما لخصها «مرسى» لـ«إيريك تراجر»، فى حواره معه منذ عامين، كانت «ما نقوم به هو تعليم دينى؛ نحاول جاهدين أن نشرح ونطبق معنى نظام سياسى إسلامى فى كل شىء، فى السياسة والاقتصاد، الأكثر أهمية من الانضمام إلى الإخوان هو أن تكون مسلماً صالحاً، أن تفهم الإسلام، وتطبقه وتمارس تعاليمه، وتوصل رسالته الواقعية والمفهومة للآخرين».

"تايم" تسأله عن مرشح مسيحى أو امرأة للرئاسة فيرد: أى مسيحى وأى امرأة؟

لكن رسالة الإخوان -كما شرحها الرئيس محمد مرسى فى حواره الأخير مع «التايم»- أصبحت تحوى مفردات أخرى؛ رداً على سؤال «التايم» ما إذا كان يعتقد أن جماعة الإخوان منظمة ديمقراطية، قال الرئيس محمد مرسى: «نعم، ونعم بشدة، ما كانت جماعة الإخوان تسعى لإرسائه طيلة تاريخها، هو إقامة دولة مؤسسات قائمة على الدستور، وأعتقد أنه ما دمنا مُنحنا الفرصة، فإنه فى صالح المصريين - المسلمين والمسيحيين والإخوان وغيرهم- أن تكون مصر دولة مؤسسات قائمة على الدستور».

فى سبتمبر الماضى حكى الرئيس «مرسى» فى حواره مع صحيفة «نيويورك تايمز» عن الفترة التى درس فيها بأمريكا، وأثار انتقادات واسعة عندما قال إنه كان «متوتراً» من العصابات، والعنف فى شوارع لوس أنجلوس، وضايقه «السلوك الجنسى المنفلت»، والعلاقات خارج إطار الزواج وما سماه «المطاعم العارية» مثل «هووترز»، قائلاً: «لا يعجبنى هذا، لكن هذا هو المجتمع الأمريكى، وهذه هى طريقتهم فى الحياة».

لكن الرئيس «مرسى» ابتعد فى حواره الأخير مع «التايم»، عما يمكن أن يثير ضيق الشعب الأمريكى، بل وامتدحه قائلاً: «إنه شعب لطيف، ومتحضر، قدم الكثير من بلاده إلى العالم، ولا أريد أن يقول الناس فى بلادى إن الولايات المتحدة ضدنا، لأننى أعلم أن الشعب الأمريكى غير موافق على المعايير المزدوجة المتبعة منذ زمن طويل»، وقال أيضاً: «أنا» أعتقد أننى أبدأ الآن عهداً جديداً، يقوم على علاقة متوازنة من المنافع المتبادلة، التى لا بد أن تحترمها كل الأطراف.

وبالطبع، فإن أحداً لا ينسى عند الحديث عن علاقة الرئيس «مرسى» بأمريكا، خطابه التاريخى الأول فى ميدان التحرير، الذى أعلن فيه أنه سيسعى لإطلاق سراح الشيخ عمر عبدالرحمن -المسجون فى قضايا تفجيرات إرهابية فى أمريكا- وكذلك ردوده العنيفة، فى حوار الـ«نيويورك تايمز»، عند الحديث عن القضية الفلسطينية عندما قال: «قبل أن تطلب واشنطن من مصر أن تحترم معاهدتها مع إسرائيل، فعلى واشنطن أولاً أن تحترم التزاماتها فى كامب ديفيد، بإقامة الحكم الذاتى الفلسطينى، وإن على أمريكا احترام تاريخ وثقافة وقيم العالم العربى، حتى تلك التى تتضارب مع القيم الغربية».

الشعب الأمريكى صاحب «السلوك الجنسى المنفلت» و«المطاعم العارية» كما وصفه «مرسى».. أصبح «لطيفاً» و«متحضراً» بعد شهرين فقط

لكن فى حوار «التايم» الأخير -الذى جاء بعد اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بين حماس وإسرائيل - يقول الرئيس المصرى عن الرئيس الأمريكى: «كان متعاوناً جداً جداً، ويمكننى أن أقول فعلاً إن تصرفاته تتفق مع تفكيره.. كنا نتحدث معاً عن وقف إطلاق النار، وكان هذا مهماً جداً، ثم كان مهماً بالنسبة «لنا» أن نتحدث عن الخلافات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا صعب جداً، كلا الجانبين يتحدث الآن عن الخلافات، «ونحن» نريد أن نتحدث عن نقاط الاتفاق، «ونحن» نفعل ذلك بأفضل ما يمكننا».

وأخيراً، يُذكر أن الرئيس «مرسى» كان واضحاً، وقاطعاً، فى حواره لـ«نيويورك تايمز» عند الحديث عن رأيه فى مسألة ترشيح قبطى، أو امرأة، لرئاسة الجمهورية، قال: «أنا لن أمنع امرأة من الترشح للرئاسة، هذا غير وارد، لا فى الدستور، ولا فى القانون»، لكن «لو كنت تسألنى عما إذا كنت سأمنحها صوتى، أم لا، فتلك قصة أخرى..».

يختلف هنا رد الرئيس «مرسى» عن الرد الذى قدمه قبيل فوزه بالرئاسة، للصحفى الأمريكى «جيف جولدبرج»، فى مجلة «أتلانتيك» الأمريكية، الذى التقى به قبل فوزه بالانتخابات الرئاسية، وقال عنه: «إن محمد مرسى رفض -بطريقة تكاد تكون كوميدية- أن يرد على سؤال حول إمكانية دعمه، أو دعم الإخوان لترشح مسيحى لرئاسة مصر، ورد «مرسى» على سؤالى بسؤال: «أى مسيحى؟». قلت له: «ليس مسيحياً بعينه، ولكن أى مسيحى». قال مرسى: «لا يوجد مسيحى مرشح للرئاسة!». قلت: «أعرف ذلك، أنا أسأل سؤالاً افتراضياً». قال مرسى: «بل أنت تسأل سؤالاً بلا معنى». هنا سألته: «هل هناك اعتراض لدى الإخوان على ترشح امرأة للرئاسة؟». فقال لى: «أى امرأة؟؟».

اجمالي القراءات 3197
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق