نائب نقض يطالب رئيس القضاء الأعلى بعدم الصمت على قضية عبد المعز وإحالة “الكذابين” للصلاحية وبترهم من

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٣ - مارس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


نائب نقض يطالب رئيس القضاء الأعلى بعدم الصمت على قضية عبد المعز وإحالة “الكذابين” للصلاحية وبترهم من القضاء
elbadil | March 23, 2012 | التصنيف : أخبار, الرئيسية, تقارير


10

    المذكرة تطالب الغرياني بفتح تحقيق فيما جرى وإعلان نتائجه للمواطنين حفاظا على سمعة القضاء وهيبته
    البلشي للغرياني: من يقوم على أحد المناصب عليه مراعاة الواجبات المتصلة بعمله والحفاظ على شرفه وكرامته
    البلشي: شرف القضاء ليس موقوفا على شخص أخذه الزهو أو تصرف موتور يستعذب الهوان والشقاء أو نوبة لؤم وخسة تلم بالبعض منا

كتب – علي خالد :
أرسل المستشار زغلول البلشي نائب رئيس محكمة النقض مذكرة للمستشار حسام الغرياني رئيس مجلس القضاء الأعلى طالبه فيها بالتحقيق فيما يجري بمحكمة استئناف القاهرة .. وضرورة إحالة القضاة المتورطين في الكذب للصلاحية والبتر من القضاء. وشدد البلشي على ضرورة إعلان نتائج هذه التحقيقات على الملأ حفاظا على سمعة القضاء وصيانة له .
وطالب البلشي الغرياني بعدم الصمت على ما يحدث مشيرا إلى أن الصمت عليه سينـحدر بالقضـــاء إلى مزالق الهــاوية.. ويفقد الناس الثقة فيه. وأكد في شكواه للغرياني على أن من يقوم بمنصب من المناصب عليه مراعاة الواجبات المتصلة بعمله والمحافظة على شرف وكرامة هذه المناصب صيانة لسمعة وهيبة القضاء.
وقال البلشي في مذكرته الموجهة للغرياني ” إن شرف القضـــاء المصري وكرامته ، وهيبته ومكانته ، وتاريخه وسمعته، ليس موقــوفا على شخص ــ مهما سما منصبه أو عظم شأنه ــ أخذه الزهو، وغشيه التعالي، أو على تصرف موتور، يستعذب الهوان والشقاء، أو نوبة لؤم وخسة تلم بالبعض منا، فلا يشفع فيه ماضينا الحافل، ولا أخلاقنا الحسنة، ولا مواقفنا المأثورة، ولا كفاحنا الطويل، وأضاف إن من يكذب ويستهين بشرفه ويخرج عليه يفقد الثـقة.
وإلى نص المذكرة :
السيد الأستاذ القاضى المحترم / محمد حسام الدين الغريانى
رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن من يقوم بمهام منصب من المناصب ، عليه مراعاة الواجبات المتصلة بعمله ، وكلما سما المنصب ، عظمة التبعة ، وثقل عبء الواجبات ، وهو ما يتطلب فيمن يشغل هذه المناصب السامية كثير من المؤهلات الفكرية والذهنية ، والمزايا الأخلاقية ، وما يقدم لشاغلى هذه المناصب من سائر ضروب التكريم والتمجيد ، وأنواع الاحترام والتبجيل ، يقتضى المحافظة على شرف وكرامة هذه المناصب ، صيانة لسمعتها وهيبتها ومكانتها .
وإذا كان علينا أن نعمل لكسب السمعة الحسنة والسيرة الطيبة ، فإن علينا أن نحافظ على الشرف والكرامة ، وإذا كان فقدان السمعة الحسنة الطيبة ، معناه أن يعيش الإنسان فى زوايا الإهمال والنسيان ، فإن فقدان الشرف والكرامة ، معناه العار والشنار ، وضياع الاحترام ، وإهدار الثقة والاعتبار .
إن للقاضى صفة خطيرة وعظيمة، صفة سامية لا يعلوها إلا الله .. إن شرف القضـــاء المصرى وكرامته ، وهيبته ومكانته ، وتاريخه وسمعته ، ليس موقــوفا على شخص ــ مهما سما منصبه أوعظم شأنه ــ أخذه الزهو ، وغشيه التعالى ، أو على تصرف موتور ، يستعذب الهوان والشقاء، أو نوبة لؤم وخسة تلم بالبعض منا ، فلا يشفع فيه ماضينا الحافل ، ولا أخلاقنا الحسنة ، ولا مواقفنا المأثورة ، ولا كفاحنا الطويل ، فمن يكذب ويستهين بشرفه ويخرج عليه يفقد الثـقة ، مع ما يســتتبع ذلك من نتائج سيئة ، وأضرار بالغة ، تطال القضاء كله .
إن الكذب والمراوغة رذيلة ، تنكرها الأخلاق ، وتحرمها الشرائع والأديان ، وهو رذيلة خالية من كل حسنة تزكيها ، حتى حسنة البراعة فى اختراعها ، لأن البراعة فى اختراعها من عمل الذكاء ، فالذكاء هو المحمود ، وليس الحمد للكذب . وقد قال سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم ” إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب ” ، وجاء فى الحديث الشريف ” آية المنافق ثلاث ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ” ، فالإسلام ينفر من الكذب ، سواء ظهر من ورائه ضرر مباشر أم لا ، ومن ثم لا يجوز أن يكون القاضى منافق ، ولا يجوز أن يكون كاذب أو خائن ، فالكذب بلاء لا يعادله بلاء ، ذلك بأن الصدق والأمانة والاستقامة من ألزم صفات القاضى فى عمله وفى مسلكه .
إن تبادل الاتهامات بين القضاة ، والسب والقذف ، فى أروقة المحاكم ، وعلى صفحات الصحف ، وعبر شاشات الفضائيات ، أمر مؤسف ومهين ، يخدش السمعة ، ويفقد الثقة ، إنه نكبة ما مثلها نكبة … قاض يدعى الصدق ، ويتهم غيره بالكذب والمراوغة وعدم الأمانة ، وغيره يبادله نفس الاتهامات ، وهو ما يؤلم نفوسنا، ويعذب ضمائرنا، وينال من كبريائنا، ويهدر الثقة في القضاء، وتضحى معه تقاليده ، ومثله العليا ، ومبادئه السامية وهم وسراب ، وخداع للنفس والناس.
لقد كشف ما حدث بمحكمة استئناف القاهرة يوم 20/3/2012 عن أخلاق البعض من القضاة.. عن عيوبهم ومخاذيهم .. عن التناقض بين ما يتظاهرون به ويدعونه ، وما يصدر عنهم من أعمال وتصرفات ، وهو نقص وعيب .. نقص فى الخلق ، وعيب فى العمل ، وكل نقص ، وكل عيب يجلب الخسارة ويسبب الإساءة ، وينال من سمعة القضاء ، ويهدر الثقة فيه ، ويفقد الصلاحية ، وهو ما يستفز كل غيور على القضاء .. فإما التحقيق الفورى لكشف الحقيقة كاملة ، والوقوف على .. من الصادق الأمين .. ومن الكذاب الأشر الذى فقد صلاحيته .. وإعلان ذلك كله على الملأ ، كما كانت الفضيحة ، والبتر إذا وجب .. وبهذا وحده يصعد القضاء إلى القمم العــالية .. وأما الصمت وخداع النفس والناس ، فإنه ينـحدر بالقضـــاء إلى مزالق الهــــاوية .. فالشر قائـــم ، والإساءة ماثلة ..
اللهم بلغت ، اللهم فاشهد ..
القاضى/ زغلول البلشــــى
نائب رئيس محكمة النقض

اجمالي القراءات 1946
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق