دولت سليمان تكتب : رسالة من زوجة صحفي.. وقائع حجزي واعتقالي

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: البديل


دولت سليمان تكتب : رسالة من زوجة صحفي.. وقائع حجزي واعتقالي

 

دولت سليمان تكتب : رسالة من زوجة صحفي.. وقائع حجزي واعتقالي


دولت سليمان زوجة كارم يحيى نقلا عن صحيفة المشهد

 

  • أدعوكن لموقف يليق بكرامة المصريات بعد ثورة يناير.. يمكنكن فعل الكثير من أجل نغم التي ما زالت مختفية ومن أجلى
  • حاولوا إجباري ظلما للتوقيع على محضر بالاتجار في المخدرات.. وتعرضت للتشويه من قبل صحافة أمن الدولة وأخبارها المجهلة

 السيدات النائبات المحترمات

 أهنئكن بالفوز في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة ، مع أنني لم أدل بصوتي لأسباب عدة . لعل من بينها أنني لا أثق بعد في انتخابات تجرى والبلد على ما تعلمون من أحوال . وهذا ليس موقف سياسي اعتقده . لأنني ببساطة  ـ وعلى خلاف زوجي تماما ـ لا صلة لي بالسياسة ولا أكترث بها .كما أنني لم أشارك في مظاهرة ولا أنزل إلى ميدان التحرير . لكنني بعدما جرى لي عصر يوم 27 ديسمبر 2011 وعلى مقربة من بيتي في قلب المعادي العامر بالحركة والناس طلبت من زوجي أن يصحبني وأبني ” يحيى ” ( 7 سنوات ) في أقرب فرصة إلى التحرير للتظاهر طلبا للحرية  .

 تفاصيل ما جرى لي كامرأة و مواطنة مصرية وأم وزوجة تشرحها بلاغات ومذكرات زوجي المرفقة بهذه الرسالة . وهي تفاصيل مروعة من اعتقال واحتجاز بغير مبرر أو حق أو سند في قانون . و أيضا الإهانة و إساءة المعاملة و التعذيب النفسي وممارسة الضغوط على أم قلقة خرجت لإحضار طعام لطفلها الصغير الوحيد في المنزل وقد داهمه الليل . والأخطر محاولة إجباري على توقيع محرر أعترف فيه زورا وتلفيقا بالاتجار في المخدرات . ثم لاحقا حملة التشويه التي شاركت فيها صحافة لا تحترم المهنة ولا الزمالة ولا الحقيقة وقد أدعت هذه المرة على لسان الأمن الكذاب بأن اعتقالي يعود إلى محاولة بيع قطعة ذهب جرى الاشتباه في أنها مسروقة . وهكذا من أكذوبة إلى أخرى  . ومن تلفيق إلى آخر .. ومن تشويه إلى الذي يليه . وهكذا تفضح نفسها صحافة ” أمن الدولة ” بمصادرها المجهلة ( كما صحيفة ” الأخبار )  و بتعليقات محترفي الكذب والافتراء والسب والقذف على مواقعها الالكترونية تحت الرقابة المشددة ( كما موقع مجلة الشباب الالكتروني في المؤسسة الصحفية التي يعمل بها زوجي ” الأهرام “  ) .و سواء كان هؤلاء المحترفون المحترمون جدا جدا في عداد الصحفيين الأمنيين أو الأمنيين الصحفيين .

النائبات المحترمات

 أعلم أن ما جرى لي ولطفلي ولزوجي يتضاءل خجلا حين نقارنه مع قتل وإصابة و اعتقال وسجن وأحكام عسكرية و هتك عرض وحرق و اختطاف على أيدي شرطة الجيش وجيش الشرطة برعاية المجلس العسكري الحاكم وأجهزة أمن “مبارك” علنية وسرية . كما يتضاءل مع ما يجرى الآن مع أبنتنا وأختنا ” نغم الهلباوي ” ( 16 عاما ) في الإسكندرية. وقد تفضل شرفاء في هذا البلد فأطلقوا حملة تضامن تجمع بين اسمها وأسمي . وهذا شرف لي .

أدعوكن إلى موقف يليق بكرامة المصريات بعد ثورة 25 يناير . نعم .. يمكنكن فعل الكثير من أجل نغم التي ما زالت مختفية ومن أجلى أيضا ومن أجل غيرنا من نساء الناشطين والكتاب المعارضين وبسطاء الناس. يمكنكن الانضمام إلى بلاغاتنا المقدمة إلى النائب العام .. يمكنكن الدعوة إلى قافلة الحرية والكرامة للنساء  المصريات .وأقترح أن تبدأ من قسم الشرطة الذي يتبعه منزل أبنتنا وأختنا الصغيرة ” نغم” إلى مديرية أمن الإسكندرية إلى ميدان جامع القائد إبراهيم ثم  التجمع مرة أخرى في القاهرة من قسم المعادي إلى وزارة الداخلية إلى المجلس العسكري الحاكم المسئول عن الإبقاء على جهاز الشرطة وأجهزة الأمن بذات السياسات والأساليب والرجال .وأقترح أن تنتهي مسيرة الحرية هذه بميدان التحرير رمز ثورتنا و محل العدوان الجبان المخزي على سيدات وبنات مصريات فاضلات خلال أحداث ديسمبر الأخيرة .

بالفعل يمكنكن فعل الكثير من أجل المصريات وكل المصريين .. من أجل كرامتنا وحريتنا وإنسانيتنا . فقط لا تصمتن .

 النائبات المحترمات ..

كان بودي أن أكون اليوم معكم هنا والآن .. لكن امتحانات ابني الصغير و الارتباط بالذهاب والعودة به من المدرسة ـ مغالبة مخاوفي ومخاوفه من التحرك بمفردنا ـ حالت دون أول حضور لي وله إلى نقابة الصحفيين . فأنا كما أشرت في بداية الرسالة لا صلة لي بالسياسة . وقد تعاهدت وزوجي على أن نجنب حياتنا الأسرية الخاصة بعيدا عن نشاطه ومهنته ومعاركه  بشأن القضايا العامة . لكنني مستعدة للحضور في فرصة أخرى لو رأي مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين وجاهة في تنظيم لقاء لما نتعرض له من عدوان ، خصوصا أن زوجي ممنوع من النشر في صحيفته ” الأهرام” منذ نحو شهرين من دون مبرر أو منطق . اللهم إلا كتاباته ومواقفه المنشورة والمعلنة ضد الاستبداد والفساد في المؤسسة والصحافة والنقابة و المجتمع بوجه عام  ، ومن دون أن نلمس كأسرة صحفي من نقيب الصحفيين أو مجلس النقابة بعد ثورة 25 يناير أي تحرك جدي أو موقف إزاء عدوان سافر على حرية الصحافة والتعبير .

وعلى أية حال سأجتهد في اللحاق بلقائكن هذا في النقابة حال انتهاء امتحان “يحيى” ..ولعل وعسي .   وأكرر .. نعم .. بالفعل يمكنكن فعل الكثير من أجل المصريات وكل المصريين .. من أجل كرامتنا وحريتنا وإنسانيتنا . فقط لا تصمتن .

وتقبلوا وافر الاحترام والتقدير

دولت أحمد إبراهيم سليمان

زوجة الكاتب الصحفي  كارم يحيى

في 2 يناير 2011

ملحوظة : كلفت زوجي بكتابة هذه الرسالة وتقديمها إليكن .

اجمالي القراءات 5344
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   ايناس عثمان     في   الإثنين ٠٢ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[63567]

جزاك الله خيرا يا أم يحيي

تحدثت كثير من الأفلام العربية عن صناعة النجم وكيف تتبناه مؤسسة أو مخرج لكي يصنع منه نجما ، لكن في بلدنا استعضنا عنها ببديل آخر كيف تصنع   مجرما أو متعصبا أو خارجا عن القانون ، وذلك بعد ظلمه وقهره في أمن الدولة وإذلاله ، بعد أن كان مع الصامتين الكادحين ، ينقلب به الحال ليكون من الكومبرس المتكلم بل وغالبا ما تسند إليه بطولة وقتية مكتسبة مما مر به من قهر  ، رجاء نريد أن نراجع  مواقفنا  ونكف عن إذلال الناس لأن الناس لا تنسى بسهولة  .. وسيظل ثأرا يضاف إلى التل الموجود من قضايا الثأر  ولا أحد ينسى !!!!

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق