شهداؤنا انتصروا بالابتسامة

اضيف الخبر في يوم السبت ١٢ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


شهداؤنا انتصروا بالابتسامة

شهداؤنا انتصروا بالابتسامة

آخر تحديث: الجمعة 11 فبراير 2011 9:08 م بتوقيت القاهرة

 
- الشروق

 

 تحية لأرواحكم التي منحتنا مستقبلا مشرقًا

 

 

 انتصروا على الماضي الفاسد، وتركوا لنا فرصة الاحتفال بهذا النصر.

عبروا بنا بحر الخطر، واستشهدوا قبيل الوصول إلى بر الأمان، فكان لزاما علينا أن ندخل أرض الغد حاملين أرواحهم على أكتافنا، وهي تهتف: ادخلوا مصر آمنين، ادخلوا مصر آمنين.

وبعد أن كتبوا لنا بدمائهم كتاب المستقبل..
أخذنا نتطلع صفحاته بمنتهى البهجة،
ونحن نرى ابتساماتهم بين السطور أقمارًا تضيء ليلا خيّم على سماء مصر ثلاثين عامًا.

الغريب في الأمر أننا حينما نتأمل صورهم قبيل أن يتحقق النصر نرى على وجوههم ابتسامة تحيرنا في الأمر: ترى ما المغزى الكامن في هذه الابتسامة ؟
هل كانوا واثقين في النصر إلى هذا الحد؟
هل كانوا يلمحون خوف الطاغية من ثورتهم؟
وهل انتصروا بالثقة في الحرية وبالسخرية من الطغيان؟
أم كانت ابتساماتهم شموسًا أخذت تطعن ليل الفساد في مقتل،
ليسقط غارقًا في دمائه السوداء تحت أقدام شهداء ثورة يناير؟

بأسمائهم اتسعت القائمة البيضاء، تلك القائمة التي ضمت من قبل أسماء شهداء الدفاع عن مصر ضد الاحتلال الفارسي والفرنسي والإنجليزي، وضد الهجمات المغولية والإسرائيلية، وضد قمع الإقطاع والانتهازيين، اتسعت القائمة البيضاء المذيلة بإمضاء (مصر).

غدنا بدأ الآن..

ومن الآن نطالب الشعب المصري بأن لا يغرق في أمواج الفرحة بهذا النصر ناسيًا من صنعوه..
علينا نحن المصريين أن نحتفظ بهؤلاء الشهداء في قلوبنا ما دمنا أحياء، فنحن إلى فناء وهم باقون، ونحن نعلم علم اليقين أن مصر ستظل تسألنا كل حين عن فضل أبنائنا الشهداء؟ ماذا فعلتم صغاري بدماء أشقائكم، هل حافظتم على انتصاراتهم بانتصاراتٍ جديدة، الخوف كل الخوف يا صغاري من أن تنسوا أن أشقاءكم الشهداء الذين فتحوا الباب إلى الغد، وعليكم أنتم أن تفتحوا الباب إلى بعد غدٍ، ليعرف أبناؤكم أن آباءهم وأجدادهم فعلوا من أجل مصر الكثير، وعليهم أن يفعلوا الأكثر.

من هنا تدعو الشروق كل المصريين إلى أن تكون أول خطوة بعد نجاح الثورة هي إقامة نصب تذكاري باسم شهداء ثورة 25 يناير. حتى يتذكر الأبناء والأحفاد ما بذله أجدادهم الشهداء من أجلهم ومن أجل مصر. وحتى يظل هذا النصب منارة تشع الضياء في قلب كل حر آمل في غد أجمل، وخنجرًا في قلب الطغاة والمفسدين والمتخاذلين الذين فقدوا الثقة في غدهم وجلسوا يبكون على أمجاد ماض غابر.
 

 

 

 

اجمالي القراءات 2093
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more