استاذ جامعي جزائري تعرض وزميليه للتعذيب في مصر لـ"آفاق": حتى الآن لا نعرف لماذا عذبونا

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٨ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: آفاق


استاذ جامعي جزائري تعرض وزميليه للتعذيب في مصر لـ"آفاق": حتى الآن لا نعرف لماذا عذبونا


وصف الإستاذ الجامعي الجزائري مرابط ساعد التعذيب والإهانة والذل الذي تعرض لها هو وزميليه على أيدي جهاز المخابرات المصري بأنه "يندى له الجبين" وقال في حوار خاص لموقع "آفاق" "من الصعب وصف ما حدث.... ما حدث لنا أخطر من الوصف. لقد انتهكت كرامتنا بلا سبب. تعرضنا لإهانة إلى الآن لا نفهم سببها.




وعن أسباب تواجده وزميليه في مصر قال ساعد "وصلنا إلى القاهرة في 14 من شهر يناير الجاري بدعوة رسمية مصرية من قبل معهد التخطيط القومي ومعهد البحوث والدراسات العربية، ومعهد البحوث والدراسات الإحصائية للإقامة لمدة ثلاثة أشهر إلا أن الرحلة تحولت إلى كابوس في يوم 25 من نفس الشهر، بعد منتصف الليل عندما اقتحم رجال الأمن الغرفة التي كنا نقيم فيها وبرفقتهم مدير الفندق".


وذكر ساعد أن رجال الأمن أشهروا أسلحة رشاشة في وجهه وقاموا بجره هو وزميليه الأستاذ المكلف بالدروس ونائب قسم العلوم التجارية حركاتي نبيل والأستاذ المساعد المكلف بالدروس والمسؤول في وزارة التعليم العالي شريقي عمر وتم نقلهم بطريقة تعسفية بعد عصب أعينهم وربط أيديهم إلى الخلف واقتيادهم بسيارة إلى منطقة غامضة، ليجدوا أنفسهم في غرفة شديدة البرودة.


وقال ساعد "بقينا 41 ساعة في وضع غير إنساني. غير قادرين على تحمل البرد الشديد. كان علينا النوم على الأرض والأكل بيدين مقيدتين كالكلاب، وكنا نذهب إلى مرحاض كريه الرائحة لقضاء الحاجة بأرجل حافيتين. عاملونا كمجرمين بأساليب مقرفة. سب وشتم وضرب وإهانة مستمرة وركل بالأرجل".


وأضاف "أعاني من صدمة وأنا في حالة نفسية سيئة جدا .. سمعت بأن أحد زميلي أصيب بانهيار عصبي.


وفيما يلي نص الحوار:


آفاق: سيد مرابط نريد أن نعرف بهدوء ما جرى من البداية. ما الذي أخذكم إلى مصر؟
مرابط ساعد: ذهبنا بتنسيق مع معاهد مصرية للقيام بتربص قصير المدى. أساسا هذه أول مرة أذهب فيها إلى بلد عربي. لم أكن أتصور أن يحدث لما ما حدث؟


آفاق: ما الذي حدث؟
مرابط ساعد: من الصعب وصف ما حدث. صدقيني ما حدث لنا أخطر من الوصف. لقد انتهكت كرامتنا بلا سبب. تعرضنا لإهانة إلى الآن لا نفهم سببها.


آفاق: كيف تم استقبالكم في مصر عندما وصلتم إلى القاهرة؟
مرابط ساعد: استقبلنا من قبل المعاهد التي توجهنا إليها بشكل طبيعي، بل كان الاستقبال جيدا. لكن بعد مرور 11 يوما، تغير كل شيء فجأة.


آفاق: هل يمكن أن تحكي لنا الحكاية بهدوء؟
مرابط ساعد: كانت الساعة تقارب منتصف الليل. كنا سنخلد إلى النوم عندما هجم علينا ضباط الأمن المصري. فتحوا علينا الباب وكان مدير الفندق موجودا معهم. هجم الضباط الذين راحوا يبحثون في أغراضنا بطريقة بعيدة عن اللياقة. بعدها طلب منا مرافقتهم.


آفاق: كيف عرفت أنهم من الأمن المصري. هل قدموا لكم بطاقاتهم الرسمية؟ أم هل.....
مرابط ساعد: (مقاطعا بتوتر) إطلاقا. لم يقدم أي منهم نفسه لنا. عندما أردنا أن نعرف ما الذي يجري صرخ فينا أحدهم أنهم من الأمن المصري. وعندما طلب منهم زميلي إثبات ذلك أشهر الرشاش في وجهه وقال له: هذا هو الإثبات !


آفاق: وماذا حدث بعد ذلك؟
مرابط ساعد: بعدها أغمضوا أعيننا ودفعونا إلى السيارة. لم نكن نرى شيئا، وقد كبلوا أيدينا إلى الخلف. بعد حوالي نصف ساعة أو أكثر بقليل، وصلنا إلى مكان. ودفعونا من جديد بقوة لنخرج من السيارة وعندما نزعوا عن أعيننا الرباط وجدنا أنفسنا في قاعة بدأ فيها الاستجواب.


آفاق: ما هي الأسئلة التي وجهت إليكم؟
مرابط ساعد: اتهمونا أننا قمنا باتصالات مع أشخاص مشبوهين في مصر وبريطانيا ! وأجبرونا على إعطائهم كلمة السر لبريدنا الالكتروني. أجبرونا بالضرب والتجريح.


آفاق: هل قمتم بالاتصال ببريطانيا حقا؟
مرابط ساعد: إطلاقا.


آفاق: وماذا حدث بعد ذلك؟
مرابط ساعد: عرفنا أن المكان الذي أخذنا إليه هو مركز للتعذيب والاستجواب. بقينا 41 ساعة في وضع غير إنساني. غير قادرين على تحمل البرد الشديد. كان علينا النوم على الأرض والأكل بيدين مقيدتين كالكلاب، وكنا نذهب إلى مرحاض كريه الرائحة لقضاء الحاجة بأرجل حافيتين. عاملونا كمجرمين بأساليب مقرفة. سب وشتم وضرب وإهانة مستمرة وركل بالأرجل. لم نعرف أبدا التهمة الموجهة إلينا.


آفاق: هل طلبتهم الاتصال بالسفارة الجزائرية؟
مرابط ساعد: منعونا من الاتصال. طلبنا منهم أن يتصلوا هم بالسفارة الجزائرية، فإن كنا محل اتهام حقيقي لتكن السفارة على علم، لكنهم رفضوا.


آفاق: هل اتصلتم بالسفارة الجزائرية عند قدومكم إلى القاهرة؟
مرابط ساعد: لم نتصل لأن مدة بقائنا محدودة، ولأننا في ضيافة معاهد رسمية وفي دولة شقيقة، لا نعمل في السياسة ولا علاقة لنا بشيء خارج الدكتوراه التي نحضرها، لهذا أي شخص مثلنا يعتبر أن اتصاله بالسفارة يكون في حال أنه سيبقى سنة وأكثر، هذا هو السبب الذي جعلنا لم نتصل بالسفارة الجزائرية في القاهرة عند وصولنا، وإن كنت أعتقد أن السفارة كانت تعرف بوصولنا لأن الدعوة التي وصلت إلى جامعاتنا ذهبت نسخة منها إلى السفارة الجزائرية في القاهرة.


آفاق: كيف تم إطلاق سراحكم؟
مرابط ساعد: بنفس الطريقة التي تم إلقاء القبض علينا. أي دون أن نعلم شيئا. أخذونا في حدود الساعة السادسة مساء، قام عناصر أمن الدولة المصريين بكل إجراءات السفر في المطار كانوا يراقبوننا حتى دخلنا الطائرة في الثامنة مساء.


آفاق: بعد عودتكم الآن، كيف تفهم ما جرى؟
مرابط ساعد: لا أعرف. ما حدث تعسف غير مسبوق ضدنا. كنا نحمل كل الأوراق الرسمية وزيارتنا كانت في إطار قانوني. لم نفعل شيئا ليفعلوا ما فعلوه. لهذا قررنا ان ندافع عن كرامتنا برفع قضية والمطالبة باعتذار رسمي والبحث عن الأسباب التي جعلتهم يعذبوننا بذلك الشكل وقد كنا ضيوفا عليهم؟ ما جرى يندى له الجبين.


آفاق: وزارة التعليم العالي باشرت بإجراء تحقيق حول هذه القضية، هل تعتبرون هذا كافيا؟
مرابط ساعد: أعتبر هذا بداية جيدة بالنسبة لنا. لأننا لم نرتكب جرما وعلى القانون أن يأخذ مجراه.


آفاق: كيف هي نفسيتكم الآن؟ هل تتصل بزميليك؟
مرابط ساعد: بصراحة، عدت إلى الجزائر بمعنويات سيئة، ومصدوم، وفي حالة نفسية سيئة، سمعت أن زميل لي أصيب بانهيار.

اجمالي القراءات 5606
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق