جدار رفح ورقة مبارك الأخيرة قبل التوريث

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٢٥ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: Aljazeera.net


جدار رفح ورقة مبارك الأخيرة قبل التوريث

الثغرة التي أحدثتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالجدار الحدودي جعلت القاهرة بين مطرقة الضغوط الأميركية وسندان الرأي العام، كما كتبت صحيفة إلباييس الإسبانية في تحليل لها, ووجد الرئيس حسني مبارك نفسه مرغما على التحرك محاولا استرجاع زعامة إقليمية فقدها.



المخاطر واضحة, لكن ربما كانت محاولة مبارك الأخيرة لتحقيق الدعم الشعبي قبل التنازل عن الحكم لنجله. وعلى كل حال –كما يقول دبلوماسي أوروبي بالقاهرة- لم يكن يملك الاختيار, فالسماح بعبور الفلسطينيين رغم الانتقادات الإسرائيلية كان الطريقة الوحيدة لتجنب استثمار حماس تفجير الجدار.

رغم ذلك حققت حماس الكثير لكن لم تقع على الأقل المأساة التي كانت تخشى, فمبارك لم يكن يستطيع إعطاء أوامر بإطلاق النار على مدنيين عزل.

سارع محللون للإشارة إلى الخطر المزعْزِع لطوفان بشري وإلى صلات الإخوان المسلمين وحماس (الابن الأيديولوجي للحركة) لكن الفلسطينيين اكتفوا حتى الآن بشراء ما يحتاجونه وعادوا إلى غزة.

إلباييس

والواقع أن منع الفلسطينيين من العبور ربما كان دعما لحصار 1.5 مليون فلسطيني ومجازفة أكبر, ففي مصر كان سيمنح فقط حجة للإخوان المسلمين المعارضة الوحيدة المنظمة.

حجة ضد الإخوان
وخارجيا عادت الدبلوماسية الحاذقة لإيران -التي أزاحت منذ زمن القاهرة كراع إقليمي للقضية الفلسطينية- لتأخذ بزمام المبادرة, داعية لاجتماع للمؤتمر الإسلامي. بل إن الرئيس أحمدي نجاد هاتف نظيره المصري لأول مرة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1979.

التحدي كبير الآن, فالأمر يتعدى مدى قدرة الشرطة المصرية على احتواء تدفق الفلسطينيين (وهو ما أثبتته عام 2005) إلى ما إذا كان مبارك قادرا على جعل حماس وفتح يتفاوضان على حل قضية الحدود بين القاهرة والسلطة دون تدخل أطراف أخرى, كما اتفق عليه بعد الانسحاب الإسرائيلي.

حل هذه القضية لا تسهله لا طموحات حماس الساعية إلى التحكم بالحدود, ولا عزلة عباس الذي فقد الصلة بشعبه, ولا انعدام الشعور بالمسؤولية في إسرائيل التي لا تريد أن تترك وشأنها منطقة احتلتها 39 عاما.

في آخر خط مستقيم دام 27 عاما من الحكم يحتاج مبارك الكثير ليحرك مياه السياسة الراكدة, فسخط المصريين الذين يظلون بلا صوت في القرارات السياسية محرومين من ثمار نمو اقتصادي مستمر لسنوات وضعف المعارضة العلمانية, وضعُ يعطي أوراقا قوية للإسلاميين, فربما خدم "الريّس" حرمانُهم من ورقة القضية الفلسطينية.

اجمالي القراءات 2565
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق