رسام الكاريكاتير الدنماركي فسترغارد يعارض احراق المصحف

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٩ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: إيلاف


رسام الكاريكاتير الدنماركي فسترغارد يعارض احراق المصحف

أدان رسام الكاريكاتير الدنمارك كورت فسترغارد الذي يهدده مسلمون متطرفون بالموت لنشره رسوما كاريكاتيرية للنبي محمد، خطة مجموعة مسيحية اصولية صغيرة احراق مصاحف.
وقال فسترغارد في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" نشرت الخميس ان "الاستفزاز يجب ان يدفع الناس الى التفكير وتوضيح الامور وصحوة ضمير والامر ليس كذلك هنا".

ومنح فسترغارد مساء الاربعاء جائزة مخصصة لحرية الصحافة وتلقى دعم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
لكن رسام الكاريكاتير ليس نادما على رسوماته. وقال "لا شىء يسير بشكل جيد بدون حرية التعبير"، مؤكدا ان "السخرية استفزازية دائما".

وخلال حفل تسليم الجائزة، اشادت ميركل بالرسام واعتبرت خطة احراق المصحف "شنيعة" و"مجرد خطأ".
ويخضع فسترغارد (75 عاما) لحماية الشرطة منذ التظاهرات الكبيرة والتهديدات بقتله في عدد من الدول الاسلامية التي تلت نشر الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يلاندس بوستن الدنماركية في ايلول/سبتمبر 2005.

وقال فسترغارد "انهم يقتلون باسم محمد والامر يتعلق بذلك في رسمي"، مؤكدا ان هذا الرسم الذي يظهر فيه النبي محمد وهو يضع عمامة على شكل قنبلة ليس سوى "محرضا في عملية تاريخية".
واضاف "لو لم يكن ذلك رسمي لكان كتاب او فيلم اثار انفجار" العنف والكراهية هذا.
وتابع "في الكتاب المقدس كتب ان الله خلق الانسان على صورته. قد يكون الامر عكس ذلك والانسان هو الذي جعل الله على شكله".

تواصل الإدانات

دعا الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودويونو الخميس نظيره الاميركي باراك اوباما الى منع قس اميركي من تنفيذ دعوته الى احراق مصاحف في ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الاندونيسية توكو فايزاسياه ان الرئيس الاندونيسي وجه رسالة الى نظيره الاميركي في هذا الصدد.

واضاف ان "الرئيس يودويونو كتب في الرسالة ان اندونيسيا والولايات المتحدة تبنيان علاقات وتمدان الجسور بين العالم الغربي والاسلام. واذا حصل احراق المصاحف فان هذه الجهود ستكون عديمة الجدوى".

وادانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي دعوة القس تيري جونز راعي إحدى الكنائس في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية إلى جعل يوم الحادي عشر من سبتمبر من كل عام يوما عالميا لإحراق القرآن الكريم واستنكرت اعتزام كنيسته حرق نسخ من المصحف الشريف مساء يوم السبت القادم وحذرت من خطورة ذلك على العلاقات بين الشعوب في العالم.

جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام للرابطة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي وصف فيه الإقدام على إحراق القرآن الكريم بأنه عدوان وقح على رسالة الإسلام واعتداء سافر على مسلمي العالم وهم مليار ونصف المليار من الناس.

ووصف الدكتور التركي تصريحات القس تيري جونز ومنها قوله (الإسلام من الشيطان) بالوقاحة والتطرف وأنها تصريحات تثير البغضاء والكراهية بين الناس.

وأعرب الدكتور التركي عن إشادة رابطة العالم الإسلامي والهيئات والمؤسسات والمراكز الإسلامية التابعة لها في أنحاء العالم بمواقف التنديد والإدانة والاستنكار لما تعتزم فعله الكنيسة المذكورة والتي عبرت عنها جهات عديدة في العالم بما فيها الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي والمجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان في الفاتيكان وعدد من الدول الأوربية والكنائس العربية والعالمية التي نددت بنوايا القس المذكور وخطط كنيسته وبالإساءات البليغة إلى الحوار بين الأمم وكذلك للعلاقات بين أفراد المجتمع الأميركي وهو مجتمع متعدد الأديان.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

طالب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المنظمات والمراكز والجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة باتخاذ الوسائل القانونية لمنع القس المذكور وكنيسته وأتباعه من ارتكاب جريمة حرق المصحف الشريف.

مسلمو اميركا يتحركون يوم العيد

ومن جانبه، قال الدكتور نهاد عوض، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية «كير»، في واشنطن لـ «الشرق الأوسط»، إنه سيتوجه مع مجموعة من القيادات الإسلامية لصلاة العيد في مركز مارتن لوثر كينغ قي بلدة غينسفيل بولاية فلوريدا، وهي المدينة التي تشهد خطة من جانب قس مغمور بحرق نسخ من القرآن يوم السبت الذي يوافق الذكرى التاسعة لهجمات سبتمبر (أيلول).

وأوضح عوض «سيكون حديثنا هناك في خطبة العيد عن منهج الوسطية والاعتدال السمح في الإسلام». وأكد أن «القس تيري جونز يشرف على كنيسة مفلسة ويسعى إلى الشهرة وطلب المعونات المالية، وأتباعه أقل من 300 شخص. ما أقدم عليه هو فعل فردي لا يمثل عموم الأميركيين».

تحذيرات دولية وعربية

وبدوها حذرت الحكومة الاميركية ورجال دين ومنظمات غير حكومية من ان عزم مجموعة بروتستانتية اميركية صغيرة على احراق مصاحف يهدد في حال تم تنفيذه بزيادة توتر علاقات الولايات المتحدة مع الدول الاسلامية وتعقيد مهمة الغربيين في افغانستان.

الا ان كنيسة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" البروتستانية الصغيرة في غينسفيل (فلوريدا، جنوب شرق) اكدت عزمها احراق مئات المصاحف علنا السبت في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي قتل فيها نحو 3000 شخص.

وعلق البيت الابيض على الامر بالقول ان مبادرة "دوف وورلد اوتريتش سنتر" تشكل "مصدر قلق" و"تضع قواتنا في خطر"، مؤيدا بذلك مخاوف الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الدولية في افغانستان.

ورد بترايوس على الامر بالقول انه سيوفر دعاية اعلامية للمتمردين، قائلا "اشعر بقلق بالغ للانعكاسات الممكنة اذا ما احرقوا المصحف". واضاف ان "ذلك يمكن ان يعرض للخطر في آن معا القوات والجهود الشاملة في افغانستان".

واعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وهي ارفع مسؤول اميركي يندد بخطط حرق المصاحف، عن سرورها "للادانة الواضحة التي لا لبس فيها ضد هذا العمل المشين والمخزي والتي صدرت عن المسؤولين الروحيين الاميركيين من جميع الديانات، من المسيحيين الانجيليين الى الحاخامات اليهود، كما عن المسؤولين الاميركيين العلمانيين وقادة الرأي".

 

 
متظاهرون في افغانستان ضد حرق القران الكريم
 
 متظاهرون في اندونيسيا ضد إحراق المصحف

ومن جانبه، حذر العالم الازهري البارز الشيخ عبد المعطي البيومي عضو مجمع بحوث الازهر الاربعاء من انه في حال نفذت كنيسة اميركية خطتها القاضية بحرق مئات المصاحف فان هذا الامر قد يؤدي الى "تخريب" العلاقات بين واشنطن والعالم الاسلامي.

وبدوره وصف عصام العريان العضو البارز في جماعة الاخوان المسلمين، خطة الكنيسة البروتستانية الصغيرة ب"العمل الهمجي". واكد ان ذلك العمل "سيزيد من مشاعر الكراهية في العالم تجاه الولايات المتحدة".

وفي غزة، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان مشروع احراق مصاحف عمل "استفزازي" وطالبت الادارة الاميركية باتخاذ اجراءات لايقافه.

وفي الاردن، اعتبر حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة، ان مشروع احراق مصاحف يشكل "اعلان حرب على الشعوب الاسلامية".

أما الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فوصف هذا العمل ب"المتطرف"، داعيا الاميركيين الى معارضة خطط القس الاميركي.

في ايران وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبارست في ندوة صحافية في طهران ان هذا العمل سيثير "مشاعر حادة". ونصح "البلدان الغربية منع استغلال حرية التعبير لاهانة الكتب المقدسة".

وحذر آية الله لطف الله صافي قلبيكاني في قم "البابا والرؤساء المسيحيين الاخرين من انه اذا حصل هذا التصرف غير الانساني والوحشي في اميركا، سيستحق الرئيس اوباما عندئذ الملاحقة، اما الكاهن فينبغي اعتقاله واغلاق كنيسته".

وفي لبنان، استهجن الرئيس ميشال سليمان هذا العمل، معتبرا ذلك "منافيا بصورة صارخة لتعاليم الديانات السماوية السمحاء ويتناقض كليا مع منطق حوار الحضارات والاديان والثقافات".

واعلن المجلس البابوي للحوار بين الاديان التابع للفاتيكان في بيان ان مشروع احراق المصحف سيشكل "اهانة خطرة ازاء كتاب مقدس بنظر اتباعه".

وقال المجلس البابوي انه "تلقى بقلق كبير خبر مشروع +يوم احراق القران+ في 11 ايلول/سبتمبر". واضاف "لا يمكن معالجة اعمال عنيفة تدعو الى الاسف" على غرار اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، بمشروع مماثل لمجموعة مسيحية متطرفة في فلوريدا.

وتتخوف الولايات المتحدة من ان تزيد خطوة هذه الكنيسة الاميركية المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها جنودها في افغانستان.

  توني بلير يشجع على قراءة القرآن بدلا من حرقه
كما ندد رئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير بشدة  بعزم الكنيسة على احراق مصاحف السبت في ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، مشيرا الى انه يحث الناس على قراءة القرآن بدلا من حرقه.
وجاء في بيان لبلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط "بدلا من احراق القرآن فاني اشجع الناس على قراءته".

واضاف "ادين حرق القرآن. هذا تقليل احترام وشرير وسيكون موضع ادانة واسعة من الشعوب والمتدينين وغيرهم".

وتابع البيان "بوصفي مسيحيا فاني انضم الى الرجال والمؤمنين وغير المؤمنين الذين يطلبون من القس تيري جونيس الغاء تظاهرته".

اجمالي القراءات 2569
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق