الرئيس التركي يتجاوز قصر النظر الاوروبي..

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٨ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى


الرئيس التركي يتجاوز قصر النظر الاوروبي..

الرئيس التركي يتجاوز قصر النظر الاوروبي..

 

 
 

 

الرئيس التركي عبد الله جول في جنيف يوم 28 مايو ايار 2010. تصوير: دينيس باليبوس - رويترز

 

7/7/2010 9:49:06 AM
 
 
 

 

من على متن طائرة الرئاسة التركية (رويترز) - نظر الرئيس التركي عبد الله جول من نافذة طائرته على أراضي اسيا الوسطى الغنية بالنفط التي يحلق فوقها على ارتفاع عشرة الاف متر وتعجب كيف لا يرى معارضو انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي الصورة شاملة.

 

 

 

كان جول عائدا الى بلاده من قازاخستان الغنية بمواردها المعدنية وهو السبب الذي يجعل الصين وروسيا والغرب يتوددون لها وقال لرويترز "الكل يعرف ان مساهمة تركيا الكبرى ستكون في مجال الطاقة."

 

في "اللعبة الكبرى" الجديدة الجارية في منطقة أوراسيا ستلعب تركيا دورا حيويا في أمن الطاقة الاوروبي كمعبر لانابيب البترول التي تنقل النفط والغاز من اسيا الوسطى الى الشرق الاوسط.

لكن شكوكا قديمة في السماح بعضوية دولة مسلمة يقطنها 71 مليونا من بينهم عدد كبير يعيشون في مناطق متخلفة في شرق الاناضول جعلت الاوروبيين يحجمون.

وعلى الرغم من كل الاصلاحات الاخيرة لا يرى البعض في تركيا الا دولة تطاردها شبح الاضطرابات الاقتصادية وتدخلات الجيش في السياسة من أواخر القرن العشرين.

وصرح جول بأن عددا من اعضاء الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة يخلقون "عقبات مفتعلة" دون مراعاة لرؤية بعيدة المدى لمزايا ضم دولة علمانية مسلمة ينمو اقتصادها بشكل سريع الى ناديهم.

وقال جول "اذا ضحيت باهداف استراتيجية لصالح اعتبارات تكتيكية لن تصبح لاعبا جيدا أبدا."

مرت خمس سنوات منذ ان دخلت تركيا محادثات رسمية للانضمام للاتحاد الاوروبي.

في ذلك الوقت استكملت تركيا فصلا واحدا هو الفترة التي خصصت لبحث القضايا المطروحة للمفاوضات وفتحت 13 قضية أخرى وأمامها 21 قضية.

وكل الفصول الباقية مغلقة باستثناء ثلاثة فقط بما في ذلك الفصل الخاص بالطاقة الذي تركز عليه تركيا.

والسبب في هذه المعضلة هو بالاساس المأزق القائم بشأن جزيرة قبرص المقسمة وهي عضو في الاتحاد الاوروبي. فقد أعاقت الحكومة القبرصية اليونانية احراز تركيا تقدما طوال هذه الفترة بسبب تأييد أنقرة للقبارصة الاتراك الذين انفصلوا عن نيقوسيا عام 1974 .

لكن الاتراك الداعين لانضمام بلادهم الى الاتحاد الاوروبي يقولون ان القضية القبرصية أصبحت وسيلة تستغلها دول أخرى تعارض انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.

وقال جول "بعض الدول على الرغم انها غير متأثرة بشكل مباشر تستغل هذه القضية لخلق عقبات مفتعلة."

وركزت تركيا وهي عضو في حلف شمال الاطلسي جهودها لتعزيز علاقاتها مع جيرانها الشرقيين ومع دول الشرق الاوسط والعالم الاسلامي بالاضافة الى روسيا ودول الكتلة السوفيتية السابقة مما دفع بعض المنتقدين الى القول انها تعطي ظهرها الى الغرب.

بل ذهب البعض الى ابعد من ذلك ويقول ان اختيار اصدقاء جدد مثل ايران وسوريا هو من سمات حكم حزب العدالة والتنمية التركي ذي الاصول الاسلامية.

وينفي جول ذلك قائلا ان هناك سوء فهم.

ويقول ان انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي هو من الاولويات السياسية للدولة.

فحزب العدالة والتنمية الذي كان ينتمي اليه جول قبل ان يصبح رئيسا عام 2007 كان القوة الدافعة وراء هذه السياسة. وبينما لا يزال المنتقدون يتحدثون عن أصوله الاسلامية يرى الحزب نفسه كمرادف مسلم للديمقراطيين المسيحيين في أوروبا.

وقال جول ان تركيا ملتزمة بمباديء الديمقراطية وحقوق الانسان والسوق الحرة والمساواة بين الجنسين والشفافية والمحاسبة وانها عازمة على تعزيز تلك المباديء.

وأضاف جول ان الشبان والمثقفين ورجال السياسية في العديد من الدول الاسلامية يستلهمون التغيير الجاري في تركيا.

وقال جول "تركيا أصبحت محور الاهتمام. الكل يسأل نفسه ويقول (اذا استطاعت تركيا تحقيق ذلك نستطيع نحن أيضا أن نحققه)."

ويرى جول ان تحسين العلاقات مع الجيران الشرقيين والبحث عن اسواق في الشرق الاوسط وأفريقيا والعالم الاسلامي بمعناه الواسع وأيضا مع دول الكتلة السوفيتية السابقة لا يقوض هدف تركيا في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

ويرى جول انه كان من الطبيعي ان تتعامل تركيا مع دول كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية في الشرق الاوسط والبلقان والقوقاز بنفس الطريقة التي تعزز فيها بريطانيا روابطها مع دول الكومنولث او كما تعمل أسبانيا مع دول أمريكا اللاتينية ومن بينها دول راديكالية.

واقامة علاقات طيبة مع دول الجوار هو جزء من الرؤية الشاملة لاشاعة الاستقرار والامن الضروريين لتحقيق الرخاء في منطقة أهملت الحكومات فيها شعوبها باهدار الموارد على الحروب والصراعات والمواجهات.

وفتحت سياسة تحسين العلاقات مع الجيران الشرقيين الباب امام تحالف ملحوظ مع اسرائيل رغم تضرره من واقعة اعتلاء القوات الاسرائيلية سفينة مساعدات تركية كانت متجهة الى غزة وقتلها تسعة نشطاء أتراك مناصرين للفلسطينيين.

والتوجه الجديد في السياسة الخارجية لن يسير دون انتكاسات. لكن أنقرة ترى بوضوح فاتحة لقوى دافعة للتنمية الداخلية ونقطة ترويجية رئيسية للاوروبيين الذين لم يروا بعد الصورة الشاملة التي يراها جول.

وقال الرئيس التركي "تركيا هي محرك للاستقرار في المنطقة."

من سايمون كاميرون مور

اجمالي القراءات 2670
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق