الأسماء الحركية لقادة التنظيمات الإسلامية في مصر

اضيف الخبر في يوم الخميس ٠٣ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الفجر


الأسماء الحركية لقادة التنظيمات الإسلامية في مصر

 

الأسماء الحركية لقادة التنظيمات الإسلامية في مصر

عائشة نصار

حفلت أوراق محكمة أمن الدولة العليا طوارئ والتي تنظر قضية تنظيم حزب الله بقائمة لأسماء حركية للمتهمين بدءا من المتهم الأول اللبناني سامي شهاب وحتي مسلم اسماعيل، فكل المتهمين كانوا يحملون أسماء حركية حتي لا تستطيع أجهزة الأمن أن تكتشف شخصياتهم وفحوي دقيقا للمكالمات والرسائل المتبادلة معهم، فقد حمل سامي شهاب اسمين حركيين وهما "أبوزور" و"منير" وناصر خليل "عطوة " وعز فهمي الطويل "خضر" وإيهاب السيد "مروان" ونصار جبريل "علي الغزاوي" ومسلم إسماعيل "تاجر".

تعتبر حركة الإخوان المسلمين التي لم تكن تعاني في سنواتها الأولي أية معوقات أو مطاردات من جهة أجهزة الأمن هي أولي الجماعات التي وضعت نظام إطلاق أسماء حركية علي اعضاء تنظيماتها وتحديدا النظام الخاص، فحمل قائده عبدالرحمن السندي اسم رقم "1 " يليه أحمد زكي حسن رقم "2 " ومحمود الصباغ رقم "3 " وكانت الأوامر التنظيمية الموجهة إلي أعضاء التنظيم تحمل توقيعات بهذه الأرقام فقط وكثيراً ما لا يعرف هؤلاء شخصية صاحب الرقم من الأصل.

ثم عاد استخدام الأسماء السرية ليظهر في عهد الرئيس السادات الذي شهد عهده تأسيس التنظيم الدولي للإخوان وتكشف المراسلات الإخوانية بين أطراف هذا التنظيم أسماء حركية فعمر التلمساني كان يحمل اسم " أبو عابد" أما مصطفي مشهور فحمل اسم "أبو هاني" ومهدي عاكف " أبوأحمد" بينما حمل حسن هويدي المراقب السابق للإخوان في سوريا اسم "أبومحمد" وحمل توفيق الواعي الداعية الإخواني الأشهر في الكويت اسم "أبوعماد".

كما اخترع الإخوان المسلمون فكرة الأسماء الحركية المؤقتة وهي التي تتعلق بمهمة محددة يقوم بها القيادي الإخواني أو عضو مكتب الإرشاد إلي قيادات التنظيم الدولي بالخارج حيث يكون الاسم مشتقا عادة من طبيعة مهمته فيظل حاملا هذا الاسم الحركي طوال مدة أدائه للمهمة بين قيادة الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد في مصر أثناء الإشارة إليه والحديث عن مهمته بغرض إخفائها عن الأجهزة الأمنية.

أما أشهر الأسماء الحركية علي الإطلاق في تاريخ الجماعات الإسلامية فهو "ظافر" وهو الاسم الذي حمله خالد الإسلامبولي والذي اختاره خالد ليحمل معني أمنية نجاحه في عملية اغتيال الرئيس السادات ونجاح الإسلامبولي في النجاة كما تمت تسمية الرئيس السادات "فرعون". وفي نفس الفترة كان لعبود الزمر وابن عمه طارق الزمر الهاربين اسمان حركيان هما "منصور" لعبود و "أبو الفدا".

وتسود الأسماء التي تحمل معني اسلامياً في استخدام أعضاء الجماعات الإسلامية للأسماء الحركية من الإخوان وحتي القاعدة، وتحمل في الوقت نفسه إشارة إلي شخصية صاحبها فأبو أيوب المصري أحد قادة تنظيم القاعدة هو مصري ولكن في الوقت نفسه يمكن ان يحمل نفس الاسم شخص آخر تماماً وغير مصري.

وامتد استخدام الأسماء الحركية إلي التسعينيات، خاصة أنها أثبتت فاعلية شديدة فرفاعي طه أحد قادة تنظيم الجهاد كان يستخدم اسم "عبد التواب" طيلة وجوده في مصر واستخدمه في عقد قرانه علي زوجته.

فقد تضمنت إحدي أشهر العمليات الإرهابية في تاريخ الجماعات الإسلامية في مصر وهي قضية اغتيال الشيخ الذهبي التي قامت بها جماعة المسلمين المعروفة إعلاميا بإسم "التكفير والهجرة" اسما حركيا شهيرا مازال أعضاء الجماعات الإسلامية يتذكرونه وهو "زامل" الاسم الحركي الذي حمله ماهر عبدالعزيز بكري ابن شقيقة شكري مصطفي والمتهم الأول في القضية.

ومازال المنتمون وأعضاء التنظيمات الإرهابية يستخدمون هذه الأسماء خاصة في غرف الدردشة علي شبكة الإنترنت وهو ما كشفت عنه تحريات أجهزة الأمن المتعلقة بتفجيرات الحسين في 2009 والتي قامت بتنفيذها إحدي التنظيمات الإرهابية التي تم تكوينها عبر الإنترنت حيث ثبت أن المتهمين الذين كانوا يتواصلون عبر غرف الشات قد استخدموا عدة أسماء حركية فيما بينهم فحمل حازم مصطفي اسمي "أبو يوسف والكناني " وحمل فاروق طاهر اسم "أبو مصعب البلجيكي". وامتد استخدام الأسماء الحركية إلي السجون التي جمعت الآلاف من أعضاء جماعتي الجهاد والجماعة الإسلامية، فحاجة الجماعة إلي السرية داخل السجن كانت بنفس الدرجة تقريباً ففي السجن كل شيء ممنوع والكل خائف من الرقابة وبالتالي فالشفرة هي اللغة السائدة..

فمازال أعضاء الجماعة الإسلامية الخاصة يتندرون بأول شفرة عرفتها الجماعة الإسلامية في المعتقلات.

فقد أطلق معتقلو الجماعات علي مأمور السجن في استقبال طرة "العمدة" أما الشاويش فاسموه "الأصفر" نسبة إلي لون ملابسه أو "أبو طاقية" والمخبر اسم "الملكي" والسجين الجنائي اسم "الأزرق" نسبة إلي لون ملابسه.

عندما يتم اعتقال أعضاء من تيارات إسلامية مختلفة كالجماعة الإسلامية والجهاد في زنزانة واحدة أوعنبر واحد مثلا فقد كان أعضاء الجماعة الواحدة يستخدمون أسماء حركية لأعضاء الجماعة الأخري للتحذير كإطلاق أعضاء الجماعة الإسلامية اسم "أبو يقظان" علي اعضاء التكفير والهجرة كما حدث في استقبال طرة حيث يقوم العضو بتنبيه زميله إلي أبويقظان ليفهم أن هناك من لا يجب ان يسمع كلامهما، دون أن يفهم عضو التكفير والهجرة أنه المقصود.

وقد عانت المخابرات الأمريكية في ملاحقتها لقادة تنظيم القاعدة في العالم كله بسبب استخدام قادة القاعدة وكوادرها عدة أسماء حركية يجري استبدالها في اوقات متقاربة وفي نفس البلد الواحد دون ان يستطيع احد اكتشاف الشفرة التي تفسر كيف يتم تغيير هذه الأسماء ومعرفة اعضاء التنظيم بشخصية قادتهم رغم تبدل الأسماء باستمرار، حتي أن المخابرات المركزية الأمريكية قد وقعت في خطأ نقلته جميع وكالات الأنباء أوائل الشهر الماضي عندما أعلنت عن مقتل عمر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية التي أسسها تنظيم القاعدة أثناء القصف الأمريكي لأحد المعسكرات ومعه أيوب المصري مسئول القاعدة في بلاد الرافدين واسمه الحقيقي محمد شريف هزاع في الوقت الذي كان هزاع موجودا وتحت أعين الأجهزة الأمنية في مصر وهو الخطأ الذي تراجعت عنه المخابرات الأمريكية بعد ذلك لتعلن أن من تم القضاء عليه هو شخص آخر تماما اسمه عبدالمنعم عز الدين البدوي حمل عدة أسماء حركية منها أبو أيوب المصري وأبو حمزة المهاجر وعبدالرحمن المهاجر ويوسف الدرديري ويوسف حداد لبيب وإبراهيم المصري وكريم المصري وأبو تراب وأبو يحيي، ليظهر أن سر الخلط بين الاثنين وهو أن كليهما كان يحمل اسما حركياً واحداً، كما كشف أبوفضل القمري سكرتير تنظيم القاعدة في كتاب يحمل اسم "أجيال القاعدة" من باب التفاخر أنه قد حمل في اثناء مطاردة المخابرات الأمريكية له 17 اسما حركيا لم تستطع المخابرات كشف أيا منها.

اجمالي القراءات 4401
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق