ثلاثة أسئلة

الثلاثاء ١٠ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : اليهود اليوم لا يقولون عزير أبن الله . فهل يهود اليوم غير اليهود الذين كانوا فى الزمن القديم ؟ السؤال الثانى : فيه مشكلة يا د احمد ارجو ان تجد الحل لها ، هى عن آيات فى القرآن تؤكد وجود مؤمنين من أهل الكتاب وهى تتعارض مع آية تقول : ( ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) المائدة ) كيف يكونوا مؤمنين ثم يحرم اتخاذهم أولياء ؟ السؤال الثالث : السلام عليكم دكتور أحمد. عندي رأي أود مشاركته معك لاستفيد وأتعلم منك بخصوص الصلاة في القرآن. البداية كانت عندما رأيت شخص يهودي يؤمن بأن القرآن هو كلام الله الذي أوحى به إلى رسوله خاتم النبيين محمد عليه السلام، ولكنه بقي على يهوديته ويستشهد بقوله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، وأنا لا أرى بأس في هذا؛ فالمهم هو شهادة أن لا إله الا الله، هو يعترف أن التوراة فيها تحريف ويدعي أنه بين النسخ المختلفة والترجمات الكثيرة يستطيع معرفة مواطن الإضافة والتحريف. المهم، لقد تفكرت كثيرًا في أمره وخطر في بالي الصلاة التي لم يذكر الله جل وعلا كيفية أداؤها في القرآن الكريم، الله عز وجل أمر الرسول بالصلاة التي كان يعرفها وورثها العرب من ملة إبراهيم عليه السلام مع تصحيح أنه يجب أن يقيمها لله وحده ولا يشرك معه أحد في صلاته. واليهودي كذلك، عند إقامته للصلاة التي يعرفها وتوارثها عن آبائه فهو بذلك يقيم الصلاة التي أمر الله بها في القرآن والمهم هو الخشوع في صلاته وأن لا يشرك بربه أحدًا
آحمد صبحي منصور :

أولا :

1 ـ مصطلح ( يهود ) فى القرآن الكريم هو عن الضالين من بنى إسرائيل فقط ، وكانوا متأثرين بالديانة الفرعونية ، ومنها:

1 / 1 : كلمة ( آمين ) فى الدعاء ، وهى تحريف لاسم الإله الفرعونى ( آمون )، وانتقل هذا الى اليهودية والمسيحية وأوربا وللمحمديين .

1 / 2 :  الثالوث الفرعونى ( أيزيس / أوزيريس / حورس ) . وقت نزول القرآن الكريم كانوا يؤمنون بأن عزير إبن لله ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .   . أوزيريس هو الاسم اليونانى ل ( عزير ) الأله المصرى . قال جل وعلا :  ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة ). كانوا يضاهئون ( أى يسيرون على دين)  الذين كفروا من قبل ، وهم ( المصريون القدماء ) . اما إيزيس فهى ( عزى ) وانتقلت عبادتها الى العرب تحت إسم ( العزى ) ضمن ثالوث ، جاء ذكره فى قوله جل وعلا لهم : ( أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى (20) النجم ). وانتقل هذا الى المحمديين فى أشكال شتى منها قيام الملكين بحساب الميت فى القبر ، وتسمية ملك الموت ب ( عزرائيل ).

2 ـ  ويقول جل وعلا عن هؤلاء الضالين : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنْ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ ) (51) النساء ). ( الجبت ) هو إسم الديانة المصرية القديمة . وانتقلت هذه الديانة الى أوربا مبكرا تحت إسم المسيحية ، فأطلقوا على مصر إسم ( أيجيبت ) من ( جبت ). والمصريون المتمسكين بالمسيحية أصبح إسمهم ( قبط / جبط ) من ( جبت ) .

3 ـ هناك من بنى إسرائيل ومن أهل الكتاب من آمن بالقرآن الكريم ، وتردد ذكرهم كثيرا فى القرآن الكريم . قال جل وعلا للعرب الكافرين بالقرآن الكريم : ( أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197) الشعراء ) ، وقال جل وعلا عنهم حين تُلى عليهم القرآن الكريم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء ). وآيات أخرى كثيرة منها (113 : 115، 199 آل عمران ) (162  النساء )( 52 : 53 : القصص ).

4 ـ أولئك المؤمنون منهم يقيمون الصلاة المتوارثة من مله ابراهيم ، وهم حنفاء لا يشركون بالله جل وعلا شيئا .

5 ـ قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)المائدة ) هو عن موالاة وتحالف عند الحرب . القرآن الكريم لم يذكر كل الحروب التى دارت بين دولة النبى والمعتدين عليها ، فليس القرآن الكريم كتابا فى التأريخ . ذكر بعضها للعبرة والعظة شأن قصص السابقين ، وذكر رب العزة أنه جل وعلا نصرهم فى مواطن كثيرة ( لَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ) (25)   التوبة ) .والملعون ابن إسحاق إخترع غزوات لتشويه الاسلام وسيرة النبى محمد منها ( غزوة خيبر ) ونقوم الآن باستكمال حلقات فى برنامجنا ( ندوة الجمعة ) عن ( إبن إسحاق وسيرته النجسة ) نتتبع فيها مفترياته ونعرضها على القرآن الكريم .

 المهم إن قوله جل وعلا  : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)المائدة ) يشير الى موقعة حربية لم تأت تفصيلاتها فى القرآن الكريم ، مثل قوله جل وعلا فى نفس السورة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (11)   المائدة ). ولأن آية ( المائدة 51 ) تفيد أن بعض المؤمنين سلوكيا تحالف مع هذا العدو المعتدى فإن الآية التالية توضح الموضوع . قال جل وعلا : ( فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) المائدة ).

ومع أنها آية نزلت فى ظروف محددة فإنه إذا تكررت نفس الظروف وحدث إعتداء على دولة إسلامية ( مفترضة ) وتحالف بعض المؤمنين مع المعتدين فالآية الكريمة تنطبق عليهم بالنهى والتوبيخ .

ولكن من العداء لله جل وعلا ورسوله إخراج الاية الكريمة عن سياقها والاستشهاد بها فى إضطهاد وقتال من لم يعتد من المسالمين من أهل الكتاب.



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1455
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4985
اجمالي القراءات : 53,492,457
تعليقات له : 5,329
تعليقات عليه : 14,629
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


ثلاثة أسئلة: السؤ ال الأول : هل يصح أن يُقال ان ربنا رب...

اصدقائى لا يصلّون : لو انا اصلي و اصدقا ئي لا يصلون مثلا اتركه م و...

ما معنى ( العزة ): جاء هذا سؤالا فى تعليق على مقال ، واجيب عليه...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : مام نى ( شطط ) التى جاءت فى...

الاسلام صالح ومصلح: تقول: لإسل م صالح لكل زمان ومكان في بعض...

الصلاة من تانى .!!!: سلام عليكم د. احمد صبحي منصور اتمنى ان...

طالوت وجالوت: ما هى صلة قول الله سبحان ه وتعال ى : (تِلْ َ ...

مفيش فايدة ..؟؟: كلما تكلمت بالقر آن أنتقد البخا رى اجد...

مؤتمر لأهل القرآن: من المفت رض أن يعقد موقع أهل القرآ ن كل عام...

اللهم إشفنا يا رب .!: قال لنا الدكت ور إن ابى لن يعيش طويلا وميئو س ...

المطففين 7 الى 21: تقول إن اصحاب الجنة فريقي ن المقر بين ...

خير مما يجمعون: هذه قصتى . أنا كنت طالب فى الجام عة اسقط سنة...

لستُ متناقضا ولكن .!: قرأت لك من عشرين عاما كتاب ( السيد البدو ى ) وقد...

مسألة ميراث: امرأة ماتت وليس لها ولد وليس لها زوج وعنده ا ...

الفتى ابراهيم: جاء فى القرآ ن ان ابراه يم كان فتى مجهول فى...

more