تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | تعليق: اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب استاذ سعيد على | تعليق: التأصيل القراني لفهم عقلية الخوارج . | تعليق: آبى أحمد يسخر من السيسى وحُكام السودان . | تعليق: أين بنات وسيدات حُكام الخليج ؟؟ | تعليق: يرحم الله السادات . | تعليق: يتبع.../... | تعليق: ملحق للمقال، لعله يحدث في بعض القلوب الغافلة أمرا، | تعليق: ترجمان القرآن وأموال اليتامى والنسوان: | تعليق: جمهورية (فتوى سيسىتان ) | خبر: القادة العشرة الأعلى أجراً عالمياً في 2025 | خبر: ارتباك عالمي مع اقتراب تنفيذ ترامب تهديده بالعودة للرسوم العالية | خبر: كيف يعيد الغرب استعمار أفريقيا عبر أجندة المناخ؟ | خبر: إيلون ماسك يطلق حزبًا سياسيًا.. هل يهز عرش الديمقراطيين والجمهوريين؟ | خبر: مصر.. حزب سياسي يكشف عن خسائر 600 مليون دولار بسبب فشل حكومي | خبر: حمام العسل أحدث وسيلة للتعذيب في سجن بصحراء مصر الغربية | خبر: معتقلون مصريون سابقون... غادروا السجون ولم تغادرهم | خبر: الفاتيكان: تعيين رئيس جديد للجنة المعنية بالاعتداءات الجنسية التي يرتكبها رجال الدين | خبر: تأشيرات مشروطة وجنسيات مهددة بالإلغاء: كيف تعيد إدارة ترامب تعريف المواطنة في أمريكا؟ | خبر: «الدستورية العليا» تفصل في دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم غدا | خبر: بدعوة ألمانية.. قمة أوروبية طارئة في بافاريا 18 يوليو لتعديل منظومة اللجوء | خبر: عندما تلتهم أعباء الديون إيرادات موازنة مصر | خبر: نصف مليون سوري يعودون لبلادهم ضمن موجة العودة الطوعية المتصاعدة | خبر: آبي أحمد يعلن اكتمال سد النهضة ويدعو مصر والسودان للمشاركة بحفل الافتتاح قريبا | خبر: ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين في فرنسا بـ 75% |
نعــيــم الجــنــــة

منيرة حسين Ýí 2009-01-09


* قال لي: إن حديث القرآن عن نعيم الجنة لا يتقبله عقلي ،أنا أفهم أنه كلام توجه به القرآن لمجتمع الصحراء الفقير الذي يعتبر متع الحياة مركزة في أنواع الطعام التي لا تساوي عندنا شيئاً نحن أبناء الحضر ولعلك تتفق معي في أن القرآن تكلم عن أنواع الطعام في الجنة فذكر منها الماء والعسل واللبن والخمر، وكلها مما يشتهيه العربي البدوي وذكر الزنجبيل وهو إن كان عالي الشأن عند البدو إلا أنه طعام منفر عندنا والقرآن يذكر أن الحور العين مقصورات في الخيام، وتلك صورة بدوية لا نرضاها نحن سكان الحضر والقصور ، إذن هو حديث لا يتقبله إلا عقل البدو ، ولا يدخل عقلي ، ومفروض ألا يدخل عقلك أنت أيضاً ..


وقلت له : فعلا إن نعيم الجنة على حقيقته لا يمكن أن يدخل عقلي أو عقلك، لأن تصورات عقولنا تنتمي إلى هذا العالم المادي فلا يمكن أن نتصور نوعا من العسل غير الذي تعرفه ، ولا يمكن أن نتخيل نوعا من اللحوم غير التي نأكلها، ومن الطبيعي أن النعيم الأرضي هو الذي يشكل كل معارفنا عن أنواع المتع .أما خارج هذا العالم المادي من أنواع النعيم فذلك شيء يستحيل علينا أن نتخيله أو نتصوره، ولذلك فالقرآن يقول عن الجنة في آية محكمة" فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون " 32/17 .
* أسرع يقول: وإذن فلا يمكن لأي نفس بشرية أن تعلم الجنة ومعنى ذلك أن هناك تناقضاً بين هذه الآية والآيات الأخرى التي ذكرت نعيم الجنة بالتفصيل وتحدثت عن الماء واللبن و العسل والخمر..قلت له: لو هدأت قليلاً وترويت ودرست منطق القرآن لوصلت للحقيقة بسهولة ، إن الآية التي تشير إليها تقول " مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، وأنهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات " 47/15 فهي تتحدث عن أنواع من النعيم لا ندركها في عالمنا المادي فالماء الذي نعرفه لا يلبث أن يأسن أو يصبح آسناً راكداً تعافه النفس أما ماء الجنة فغير ذلك ، واللبن الذي تعرفه لابد أن يتغير طعمه بالبكتريا وقد يفسد وتسوء رائحته وطعمه واللبن المذكور في الآية غير ذلك ، والخمر في هذه الدنيا كريهة أما في الجنة فهي لذة للشاربين و العسل في هذه الحياة ملئ بالشوائب ، أما في الجنة فهو عسل مصفى ، إذن هى مفردات من النعيم لا توجد في عصرنا، وإذا قرأت الآية في بدايتها وجدت القرآن يقول"مثل الجنة" أى أنه يعطي مثلاً أو يعطي صورة مجازية والهدف أن يقرب إلى أذهاننا صورة تمثيلية للنعيم الذي لا نستطيع تخيله ولا يمكن أن نراه في عالمنا الدنيوي .. يعطينا مثلاً من واقع حياتنا ..
* سكت قليلاً ثم قال ولماذا لم يذكر القرآن الوصف الحقيقي لمتاع الجنة؟ إذا كنا نحن لا نستطيع تخيلها لأننا لم نرها بعد ، فالمنتظر أن يحدثنا عنها ربنا تعالى في القرآن وهو خالق الجنة والذي يعلم الغيب وما أخفى فيها من قرة أعين ..
قلت له: الله تعالى يخاطبنا بما ندرك وبما نستطيع فهمه ، واللغة التي نتكلم بها تعجز عن وصف نعيم لم نره بعد، والقرآن نزل لكي يكون كتاباً مفهوماً قريباً من متناول العقول والادراكات، لذا كان السبيل الأمثل في وصف ما لا نعلمه من نعيم الجنة هو ضرب الأمثال، والهدف من ذلك التشويق للجنة والدعوة إلى الإيمان وعمل الصالحات حتى يفوز بنعيمها من يعمل لها ..
قال لقد نزل القرآن معجزاً للعرب في الفصاحة والبيان، والعرب امتازوا بدقة الوصف والتصوير اللغوي ، ألم يكن من المناسب أن يحتوي الإعجاز القرآني على وصف حقيقي لنعيم الجنة يمكن به إبهار العرب وغيرهم ؟
قلت : المشكلة لا تخص العرب وحدهم ، وإنما هى مشكلة التعبير الإنساني أساساً، وتكمن هذه المشكلة في كثرة المعاني وقلة الألفاظ ، وإذا فتحت صفحة في أى قاموس ستجد الكلمة الواحدة لها عدة معان مختلفة، أى أن المعاني كثيرة والألفاظ قليلة ، ترتدي الكثير من المعاني ثوباً لفظياً واحداً.. لأن المعاني تنتمي إلى النفس وإحساستها ، أما الألفاظ فتنتمي إلى النطق المادي والعالم المادي ..
قال اسمح لي .. أنا لم أفهم .. وما علاقة ذلك بموضوعنا ..
قلت اصبر حتى أشرح لك .. أنت بالتأكيد تعرف الفرق بين طعم اللحم وطعم السمك وتعرف الفارق بيم طعم لحم الطيور ولحم الضأن وتعرف الفرق بين طعم الكوسة والبطاطس ، وبين طعم اللوبيا والفاصوليا ، كل ما نتناوله من طعام له عندنا إحساس ومذاق ونكهة خاصة بدليل أننا نفرق بين الأنواع المختلفة للطعام الواحد ، ومع ذلك فإن لغتنا الإنسانية قاصرة عن التعبير عن تلك الاحساسات المختلفة، كل ما لدينا من وصف هى مجرد عموميات نقول مثلا حلو طازج حامي لذيذ مر حادق عادب، مملح..ولكن لا تستطيع لغتنا الإنسانية وصف الفرق بين نوعين من اللحوم في ذبيحة واحدة ولا تستطيع لغة وصف اللذة الجنسية مثلاً لأن المعاني والاحساسات متنوعة أما الألفاظ التي ترتديها تلك المعاني فهي قليلة ، لذلك فاللفظ الواحد يرتديه أكثر من معنى..
قال:الآن فهمت تريد أن تقول أننا إذا كنا في هذا العالم المادي نعجز عن وصف إحساسنا بالطعام الذي نأكله ونعرفه فنحن بالتالي نكون أكثر عجزاً عن وصف متاع الجنة الذي لم نره بعد.. ولذلك استعمل القرآن الكريم صورة تقريبية ..
قلت له : برافو .

اجمالي القراءات 25093

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-02-13
مقالات منشورة : 30
اجمالي القراءات : 533,089
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 54
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt