كتاب دروس في التوحيد تأليف الأستاذ أحمد بن عمر أوبكة. الطبعة الثانية 2013. معهد الإصلاح.

Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2024-02-27


عزمت بسم الله،

 

جاء في الصفحة 4 : التوحيد كلمة الشهادة.

( الشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) هي كلمة الشهادة، على كل بالغ سليم العقل ذكرا كان أو أنثى أن يعتقدها في قلبه، ويقر بها بلسانه.

المزيد مثل هذا المقال :

قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(18)إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ. آل عمران 18/19.

ومعنى اعتقاد الشهادة أن يؤمن ويتيقن أن لا رب يخلق ويرزق غير الله، إنه تعالى منفرد بالربوبية وأن لا إله يجب أن يعبد غيره، هو تعالى متفرد بالألوهية تعبَّد من يشاء من مخلوقاته بتكاليف سوف يحاسبهم عليها يوم القيامة.

تعليق: نعم لقد شهد الله تعالى على نفسه، وشهد على ذلك الملائكة، وأولو العلم، أنه لا إله إلا هو قائما بالقسط لا إلا إله إلا هو العزيز الحكيم. ولم يشرك الله تعالى أحدا من خلقه في هذه الشهادة، التي شهدها الله عز وجل،. فهل يجوز ذكر أحد من خلقه في هذه الشهادة لله العزيز الحكيم. أم يجوز على المسلم الموحد أن يذكر مع شهادة الله تعالى أحدا معه؟.

وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ. آل عمران 80.

 

 الصفحة 6 جاء فيها: ثم يعتقد تبعا لذلك أن شريعة محمد عليه السلام هي خاتمة الشرائع وهي خيرها وأحسنها، وأن رسالته هي خاتمة الرسالات وأكملها والناسخة لها.

 

تعليق: هل لمحمد بن عبد الله عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، شريعة؟ أم أنه رسول مبلغا رسالة ربه؟ وليس له من الأمر شيء. يقول الله سبحانه: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ*هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ. 18/ 20.الجاثية.

لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ(128).آل عمران.

شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِمَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ(13).الشورى.

أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(21).الشورى.

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ(48).المائدة.

 

وفي نفس الصفحة جاء فيها: واعلم أن النطق وحده بكلمة الشهادة غير كاف ولا بد من أن يتبع بالعمل: وهو القيام بفرائض الدين كما أمر الله تعالى. ذلك لأن الإسلام: قول باللسان واعتقاد بالجنان (القلب) وعمل بالأركان( الفرائض).

 

تعليق: نعم كما تفضل الأستاذ: القيام بفرائض الدين كما أمر الله تعالى. فلا يمكن لمخلوق أن يُشرَّع في الدين مع الله تعالى أبدا.

فهل يمكن القيام بفرائض الدين كما يأمر به مخلوق؟ أو ينسب إليه أنه أمر بشيء من الدين يخالف ما أمر الله تعالى به؟ مثل إضافة محرمات من النساء.ـ ( الجمع بين العمة والخالة وحليلة ابن البنت...) ـ إلى ما حرم الله تعالى في القرآن العظيم، في الآيتين 23/24 من سورة النساء. قال العليم الحكيم: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمْ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنْ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمْ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمْ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمْ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا* وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا. 23/24 النساء.

 

الصفحة 7 جاء فيها: وللناطق بالشهادة: ( أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله) أن يزيد ويقول: ( وأن ما جاء به حق من عند ربه).

 

تعليق: في نظري كان من المفروض أن يقال: (وللمتلفظ بالشهادتين ).

أليس النطق بالشهادة لرسول الله محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، دون غيره من الرسل يعتبر من التفريق بين رُسل الله تعالى؟

قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ*فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ*فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ. 17/19 محمد.

إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ*بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ.35/37.الصافات.

 

الصفحة 18 جاء فيها: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه السلام ( خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) رواه مسلم.

 

تعليق: الرواية الكاملة هي: باب في أحاديث متفرقة     2996 حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ثم خلقت الملائكة   من نور  وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم. مسلم ج 4 ص 2294 قرص 1300 كتاب.

بداية هذه الرواية التي استُشهد بها فيها رواة قيل فيهم ما قيل، والقرآن العظيم لم يذكر مما خلق الله تعالى الملائكة، فقد ذكر سبحانه خلق الجن والإنس ولم يذكر غيرهما من المخلوقات. قال سبحانه وتعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ.26/27.الحجر. فمن أين عرف الرواة غير الجن والإنس؟ لم يذكر الله تعالى ماهية خلق     وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ. الزخرف 19.

يقول الله تعالى: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي(56).الذاريات.

وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ(15).الرحمان.

نلاحظ أن الله تعالى لم يذكر الملائكة مع من خلقهم لعبادته، إلا الجن والإنس، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي). فما هو دور الملائكة؟ وهل يوجد دليل في القرآن على أن الملائكة خلقوا من نور؟

 

الصفحة 21 جاء فيها: إن أول ما بدأ الوحي الأنبياء كان بالرؤيا الصالحة ثم صار ينزل عليهم كلاما أو إشارة في اليقظة.

عن عائشة رضي لله عنها أنها قالت: أول ما بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الوحي: الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء. فيتحنث فيه ـ وهو التعبد ـالليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيزود لمثلها. حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاء الملك فقال: ( إقرأ) قال: (ما أنا بقارئ) الحديث. رواه البخاري.

 

تعليق:  أولا: هذه الرواية عن عائشة بنت أبي بكر، ولم تكن يومها زوجة للنبي، وكانت طفلة صغيرة، فكيف روت هذه الرواية؟ وكأنها كانت حاضرة يومها!!! ولم تُرو هذه الرواية عن أم المؤمنين خديجة!!! التي كانت أول من أمن برسول الله.

ثانيا: إليكم الروايتين المختلفتين من كتاب البخاري عن الحدث:

3 حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ثم أول ما بدىء به رسول الله  صلى الله عليه وسلم  من الوحي   الرؤيا الصالحة  في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن عم خديجة وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا بن عم اسمع من بن أخيك فقال له ورقة يا بن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله  صلى الله عليه وسلم  خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذع ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.

البخاري ج 1 ص 4 قرص 1300 كتاب.

وفي رواية أخرى بمتن مختلف ورواة مختلفين.

6581 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ثم أول ما بدئ به رسول الله  صلى الله عليه وسلم  من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ فقال النبي  صلى الله عليه وسلم  فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ علم الإنسان ما لم يعلم فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال يا خديجة ما لي وأخبرها الخبر وقال قد خشيت على نفسي فقالت له كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو بن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي بن عم اسمع من بن أخيك فقال ورقة بن أخي ماذا ترى فأخبره النبي  صلى الله عليه وسلم  ما رأى فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أو مخرجي هم فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي  صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك قال بن عباس فالق الإصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل.

البخاري ج 6 ص 2561 قرص 1300 كتاب.

هل من المؤمنين الصادقين من يصدق مثل هذه الروايات المختلفة المتناقضة، والمتهمة للرسول بمحاولة الانتحار من شواهق الجبال؟؟؟

كيف كان الوحي على الرُّسل السابقين؟ عليهم السلام جميعا. هل في القرآن العظيم ذكر لبداية الوحي بالرؤيا الصادقة كما قيل؟ أم كان وحيا مباشرا عن طريق رُسل الله تعالى من الملائكة. قال الله تعالى: اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ. الحج 75. وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(7). الأنبياء.

وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي(25).الأنبياء.

 

الصفحة 22 جاء فيها: قال صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب). الحديث رواه البخاري.

 

ـتعليق: أولا: بالنسبة لهذه الرواية لم أجدها في البخاري، ولا في كتب الحديث العشرة منها: مسلم، مالك، أبي داود، الترمذي ، النسائي، ابن ماجة مسند أحمد، مصنف ابن أبي شيبة، السنن الكبرى للبيهقي، وبغية الحارث. ووجدت الرواية في التفاسير منها ما يلي:  227 حديث ابن مسعود ، في صحيح ابن حبان ، مرفوعا : "إن روح القدس نقث في روعي : أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقهاوأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب". تفسير الطبري ج 2 ص 321 المكتبة الشاملة.

 

هذا من جهة، ومن جهة أخرى جاء في نفس الصفحة ما يلي: وقد يتمثل له الملك في صورة إنسان فيكلمه كما جاء في حديث نزول إقرأ باسم ربك حين أتاه بها جبريل عليه السلام في غار حراء.

 

تعليق:

 بالنسبة لهذا القول لأستاذنا الشيخ أحمد أوبكة، أقول إن الله تعالى يذكر في القرآن ما هو مهم ومفيد للعباد، ولا يذكر التفاصيل التي لا تهم ولا تفيد.

فإني أُورد ما قال الله تعالى عن نزول القرآن (في ليلة مباركة خير من ألف شهر) على قلب رسوله محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، قال سبحانه:

وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ.194/192.الشعراء.

قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ(97).البقرة.

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَأْ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ(24).الشورى.

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ(3).الدخان.

إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.1/3.القدر.

وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا(113).طه.

 

وفي نفس الصفحة 22 أيضا جاء فيها:

وقد يكون الوحي كلاما بغير واسطة كما كلم الله الرسول صلى الله عليه وسلم، لما عرج به إلى السماء. وفرض عليه الصلوات الخمس. أو كما كلم الله موسى عليه السلام. قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)(48). الشورى.

 

تعليق:  نعم لقد كلم الله تعالى موسى عليه السلام تكليما، وهو الوحيد حسب كتاب الله تعالى الذي كلمه الله تعالى تكليما. وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا(164).النساء. أما محمد عليه السلام فلم يرد في القرآن أنه أعرج به إلى السماء، ولا أن الله تعالى كلمه. إنما هي إسرائيليات أقحمت في كتب السلف فتناقلها رجال الدين بسذاجة. والدليل أن (المعراج) قد نفاه الله تعالى في الكتاب فقال سبحانه: وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ(35).الأنعام.

 

الصفحة 25 جاء فيها: وعلى المسلم أن يعلم أن ما يوجد اليوم من توراة وإنجيل كله محرف وباطل لأن اليهود بدلوا أحكام التوراة والنصارى المسيحيين بدلوا أحكام الإنجيل، كل على حسب أهوائهم وأغراضهم.

 

تعليق:  كذلك فعل ( المسلمون)، فهم لم يبدلوا في القرآن رغم محاولاتهم، لكنهم اخترعوا نداً للقرءان العظيم وسموه ( السنة النبوية) فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم، وبدلوا أحكام الله تعالى المبينة والمحكمة، بأقوال البشر ونسبوا كل ذلك إلى قول الرسول عليه السلام الذي لم يبلغ عن ربه إلا ما نُزل إليه في القرآن، الذي تولى الله تعالى حفظه ليكون حجة على الناس يوم القيامة يوم يعرضون على الله تعالى.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(91). البقرة.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(170).البقرة.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا(61).النساء.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ(104).المائدة.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ(21).لقمان.

 

 نفس الصفحة 25 جاء فيها: إن الله تعالى أنزل كل كتاب، كما بعث كل رسول بلغة قومه ليقيم الحجة عليهم.

قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ. إبراهيم 5.

 

تعليق: حسب القرآن العظيم فقد بعث الله كل رسول بلسان قومه كما جاء في الآية 5 من سورة إبراهيم، وليس بلغة قومه.

 

الصفحة 27 جاء فيها: إن الله نسخ ( ألغى) بالقرآن ما جاء في الكتب السماوية السابقة جميعا ماعدا ما جاء فيها من التوحيد ومكارم الأخلاق فإنه يصدقها ويؤكدها.

قال تعالى: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ*قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ*يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِي اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. الأحقاف 30/28.

تعليق:  أولا: هل كلمة نسخ تعني ( الإلغاء)؟ حسب معجم المعاني: نسخ الكتاب نقله وكتبه حرفا بحرف، نسخ فلان الشعر: أخذ اللفظ والمعنى من غيره، نسخ الوثيقة: صورها، نسخ الشيء: أزاله.

ثانيا: فهل أزال الله تعالى الكتب السماوية السابقة جميعها؟ أم أمر الله تعالى الرسول والمؤمنين أن يؤمنوا بالله وملائكته وكتبه ورُسله ولا يفرقوا بين أحد منهم؟

فلو كان الله تعالى ( نسخ أو ألغى) الكتب السابقة جميعا، فلماذا يأمر المؤمنين بالإيمان بها؟

قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا. المائدة 48.

 

في نفس الصفحة 27 جاء فيها: من واجب على كل مسلم أن يؤمن بما أنزل الله على رسله من الكتب، وبأن ما جاء فيها كله حق من عند الله، وخاصة القرآن الكريم.

 

تعليق:  كيف قلتم أعلاه : (إن الله نسخ ( ألغى) بالقرآن ما جاء في الكتب السماوية السابقة جميعا ماعدا ما جاء فيها من التوحيد ومكارم الأخلاق فإنه يصدقها ويؤكدها). ثم تقولون: من واجب على كل مسلم أن يؤمن بما أنزل الله على رسله من الكتب، وبأن ما جاء فيها كله حق من عند الله.؟ ألا يوجد تناقض في هذأ؟

فما معنى قول الله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا؟

 

الصفحة 30 جاء فيها: لكل رسول شريعة خاصة كلفه الله بتبليغها إلى قومه وآخر شريعة وأعظمها وأكملها هي شريعة خاتم الرسل محمد صلى الله عليه السلام وقد نسخت كل الشرائع المتقدمة وهي لعامة البشر.

تعليق: الملاحظة الأولى: لماذا يُكتب في هذا الكتاب أحيانا اسم الجلالة ( الله) دون تقديس مثل ( سبحانه أو عز وجل)؟ بينما لم يمر اسم محمد عليه السلام، دن الصلاة عليه ولو مرة واحدة؟ فمن أَحَقُّ بالتقديس الله تعالى أم رسوله؟

ثانيا: ما دام الله تعالى قد جعل لكل رسول شريعة يبلغها بلسان قومه، فإن الله تعالى محاسبهم على ما أُنزل على رسولهم، والدليل قول الله تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(62).البقرة.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ(69).المائدة.

 

الصفحة 31 جاء فيها: أيد الله الرسل بمعجزات خارقة لا يقدر غيرهم أن يأتي بها لتدل على أنهم مبعوثون حقا من عند الله تعالى وأعظم تلك المعجزات وأجلها القرآن الكريم المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي عجز فصحاء العرب أن يأتوا بمثله.

 

تعليق:  هذا صحيح، لن يأتي بمثل القرآن العظيم إنس ولا جان، فلما لم يقدر البشر أن يأتوا بمثل القرآن، اخترعوا ما يسمى ب ( السنة) فغيروا بها ما لم يوافق هواهم، فجعلوا من آيات القرآن ( منسوخ) الحكم وبقيت التلاوة، وبعضها منسوخ التلاوة وبقي الحكم (بالسنة)، مثال ذلك ما يلي: باب رجم الثيب في الزنى     1691 حدثني حرملة بن يحيى قالا حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه سمع عبد الله بن عباس يقول قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ثم إن الله قد بعث محمدا  صلى الله عليه وسلم  بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله  صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل   ما نجد الرجم  في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف.

مسلم ج 3 ص 1317 قرص 1300 كتاب.

 

بَاب الشَّهَادَةِ تَكُونُ عِنْدَ الْحَاكِمِ فِي وِلَايَتِهِ الْقَضَاءَ أَوْ قَبْلَ ذَلِكَ لِلْخَصْمِ وَقَالَ شُرَيْحٌ الْقَاضِي وَسَأَلَهُ إِنْسَانٌ الشَّهَادَةَ فَقَالَ ائْتِ الْأَمِيرَ حَتَّى أَشْهَدَ لَكَ وَقَالَ عِكْرِمَةُ قَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا عَلَى حَدٍّ زِنًا أَوْ سَرِقَةٍ وَأَنْتَ أَمِيرٌ فَقَالَ شَهَادَتُكَ شَهَادَةُ رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ عُمَرُ لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللَّهِلَكَتَبْتُ آيَةَ الرَّجْمِ بِيَدِي وَأَقَرَّ مَاعِزٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالزِّنَا أَرْبَعًا فَأَمَرَ بِرَجْمِهِ وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْهَدَ مَنْ حَضَرَهُ وَقَالَ حَمَّادٌ إِذَا أَقَرَّ مَرَّةً عِنْدَ الْحَاكِمِ رُجِمَ وَقَالَ الْحَكَمُ أَرْبَعًا. صحيح البخاري - (ج 22 / ص 92) المكتبة الشاملة. بدون تعليق:...

 

الصفحة 33 جاء فيها: ما يجب أن يعرف في الأنبياء والرسل.

وهم أمناء في تبليغ الرسالة حيث إنهم لم يبدلوا ولم يغيروا ولم يكتموا عن أقوامهم علما أو حكما كلفوا بتبليغه، وقد شهد الله لهم بذلك في كتابه العزيز مثل قول النبي هود عليه السلام لقوم عاد: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ). الأعراف 27.

 

تعيق : أولا: هناك خطأ في رقم الآية فهي 68 وليس 27.

ثانيا: إن ما يسمى ب ( السنة، أو الحديث) قد اخْتُرِع من قبل أعداء الله تعالى من المشركين والكفار، لأنهم لم يقدروا على تحريف كلمة من كتاب الله تعالى القرآن العظيم، لأن الله تعالى تولى حفظه بقدرته، فبدل الذين كفروا قولا غير الذي أنزل على محمد عليه السلام وهو الحق، فبدلوا وغيروا أحكام الله تعالى، مثل ما فعل قوم موسى عليه السلام، فأنزل الله تعالى عليهم رجزا من السماء، وأما قوم خاتم الأنبياء فهم يتخبطون في الفقر والجهل والمصائب، فهم أذل الأقوام على وجه الأرض. قال رسول الله عن الروح عن ربه: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ(162).الأعراف.

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنْ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59).البقرة.

 

الصفحة 42 جاء فيها: الطور الأول: الموت.

هو مفارقة الروح لجسدها، ولن تجدي أية وسيلة علمية أو غير علمية لتأجيله أو تأخيره عن موعده.

تعليق: نعم لن يؤخر الله نفسا أن تفارق جسدها، وليس الروح، والدليل قول الله تعالى الذي استدل به في هذا الكتاب: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(11). المنافقون.

 

الصفحة 43 جاء فيها: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: ( كان النبي عليه السلام إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال: " استغفروا لصاحبكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" رواه أبو داود.

 

تعليق: بغض النظر عن جرح وتعديل الرواة، فهل ترجع نفس الميت قبل قيام الساعة ليسأل في قبره؟ ونفسه قد عادت إلى ربها وجسده مدفون في التراب؟

ألم يقل الله تعالى: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ(11).غافر.

الموتة الأولى كانت بعد أن أَشهد الله تعالى البشر على ربوبيته. وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ(172). الأعراف. والموتة الثانية هي التي يموت الإنسان بعد حياة الدنيا، ثم يبعث الله تعالى من في القبور.

وفي نفس الصفحة جاء فيها: عن أنس بن مالك قال: "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل -     لمحمد - فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. قال: فيقولان: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا. وأما الكافر والمنافق فيقول له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقولان: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة فيسمعها من يليه غير الثقلين" الإنس والجن. رواه البخاري ومسلم.

 

تعليق: أولا: لقد تصرف الأستاذ أحمد أوبكة في هذه الرواية، لقد زاد فيها وأنقص منها، فهل هذه الرواية وحي من الله تعالى، أم هي من قول البشر؟

إذا كانت هذه الرواية من الوحي، فهل يحق لشخص ما أن يتصرف فيها؟ أما إذا كانت من قول البشر، فقد حذرنا الله تعالى مما تكتب أيدي البشر، ويوهموننا أن ذلك من الله تعالى، وما هو من عند الله سبحانه. يقول الله تعالى: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(78).آل عمران.

ثانيا: لا يوجد دليل واحد في القرآن على أن الميت يسمع الأحياء، ( حتى يسمع قرع أقدامهم). والدليل أن الله تعالى قال لرسوله: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ*وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ.80/81.النمل.

 

الصفحة 44 جاء فيها: الطور الثالث: البرزخ.

وهو المدة من الموت إلى قيام الساعة. قال تعالى: وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100). المؤمنون.

وطوال هذه المدة فإن الميت إما يعذب وإما يتنعم قال تعالى: وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ*النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ.45/46 غافر.

 

تعليق: أولا:  لا توجد آية واحدة في القرآن تقول بأن الله تعالى يعذب من في القبور، إنما سيبعثهم الله تعالى للحساب ثم يكون جزاء من تزكى الجنة يتنعم فيها، ومن أشرك وكفر النار لا يموت فيها ولا يحي، أما القبر فيستر الجثة لتتحلل وتكون ترابا. ولذلك يقول الخاسرون يوم القيامة: إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا(40).النبأ.

ثانيا:  قال الأستاذ أحمد أوبكة: (الميت إما يعذب وإما يتنعم). لو تدبرنا الآية التي استُدل بها عن فرعون لوجدنا أن الله تعالى قال: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا). أي أن آل فرعون يعرضون على النار ولا يُحرقون بالنار، ويوم القيامة يُدخلون إلى النار بعد البعث والحساب. قال الله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ). أشد العذاب هو الحرق في النار، أما العذاب الذي كان يلاقيه آل فرعون هو كما يقال: عذاب نفسي، فهو يتحسر غدوا وعشيا لأنه كفر بالله وطغى. لم يقل الله تعالى: النار يحرقون فيها، بل قال سبحانه: النار يعرضون عليها، فهناك فرق شاسع بين العرض والعذاب، ومن جهة أخرى قال الله تعالى: (وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ). أي أن الله تعالى حكم على آل فرعون بسوء العذاب، وهو العرض على النار وليس الحرق فيها، كما حكم الله تعالى على إبليس باللعنة إلى يوم الدين. قال رسول الله عن الروح عن ربه: وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ*قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ*قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنْظَرِينَ*إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ.35/38.الحجر.

لقد ذكر الله تعالى لنا كيف توجد جهنم يوم القيامة، وكيف تشتعل وما هو وقودها. قال الحكيم العليم: وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى(23). الفجر. يحذرنا الله تعالى ويقول: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6).التحريم.

لذا أقول إن القبر سترة للجثة فقط، فلا عذاب فيه ولا نعيم.

إنما هي روايات مصدرها مصنع الأمويين للروايات، تخويفا للناس حتى لا يخرجوا عن الحكام ليس إلا. وهناك رواية عن يهودية جاء فيها: 1002حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي  صلى الله عليه وسلم  ثم أن يهودية جاءت تسألها فقالت لها أعاذك الله من عذاب القبر فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أيعذب الناس في قبورهم فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عائذا بالله من ذلك ثم ركب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  ذات غداة مركبا فخسفت الشمس فرجع ضحى فمر رسول الله  صلى الله عليه وسلم بين ظهراني الحجر ثم قام يصلي وقام الناس وراءه فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقامقياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد ثم قام فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فسجد وانصرف فقال ما شاء الله أن يقول ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.

صحيح البخاري ج 1 ص 356 قرص 1300.

باب استحباب التعوذ من   عذاب القبر      584 حدثنا هارون بن سعيد وحرملة بن يحيى قال هارون حدثنا وقال حرملة أخبرنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة قالت ثم دخل علي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وعندي امرأة من اليهود وهي تقول هل شعرت أنكم تفتنون في القبور قالت فارتاع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وقال إنما تفتن زفر قالت عائشة فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  هل شعرت أنه أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قالت عائشة فسمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم بعد يستعيذ من   عذاب القبر.

صحيح مسلم ج 1 ص 410  قرص 1300.

1306حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة سمعت الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها ثم أن يهودية دخلت عليها فذكرت   عذاب القبر  فقالت لها أعاذك الله من   عذاب القبر  فسألت عائشة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن   عذاب القبر  فقال نعم   عذاب القبر  حق قالت عائشة رضي الله عنها فما رأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بعد صلى صلاة إلا تعوذ من   عذاب القبر.

صحيح البخاري ج 1 ص 462 قرص 1300.

بدون تعليق: على هذه الروايات المختلفة..

 

الصفحة 45 جاء فيها: عن أبي هريرة أن النبي عليه السلام قال: " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.

 

تعليق:  حسب القرآن إذا مات الإنسان انقطع عمله وأغلق كتابه فلا يزاد فيه ولا ينقص منه، حتى يوم البعث يجد ما عمل حاضرا ولا يظلم ربك أحدا. قال رسول الله عن الروح عن ربه:

وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا(13)اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا(14)مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا.13/15 الإسراء.

إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى(15).طه.

الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْلَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(17).غافر.

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33).لقمان.

ربما يقول قائل إن الله تعالى قال: إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12).يس.

نعم إن لكل إنسان كتابا يُكتب فيه عمله، ليلقاه منشورا يوم القيامة، ويوم يموت يُغلق الكتاب فلا ينفعه أحدٌ أبدا، إنما ينفعه ما قدم في حياته من العمل الصالح، وتركه من بعده آثار العمل الصالح الذي قام به هو بنفسه. والله أعلم.

 

الصفحة 46 جاء فيها: أمارات قيام الساعة.

لقيام الساعة أمارات ذكرها الرسول عليه السلام في جوابه لجبريل عليه السلام: " أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان" رواه مسلم وورد ذكرها في أحاديث أخرى.

 

تعليق: هل نصدق مثل هذه الروايات ونهجر ما جاء في القرآن الكريم؟ إن القرآن الكريم يقول:

قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ(31).الأنعام.

يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(187).الأعراف.

أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(107).يوسف.

هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ(66).الزخرف.

فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ(18).محمد.

ربما يقول قائل أن القرآن قد أشار إلى أشراط الساعة، وينسى أن الله تعالى قد قال: أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(1).النحل. جاء قوله تعالى: (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ)  بصيغة الماضي فهذا في نظري تأكيد وقوع أمر الله تعالى لأن الله سبحانه لا يعزب عنه مثقال حبة في الأرض ولا في السماء، أي أن أمره إذا أراده سبحانه يقل له كن فيكون. وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(3).سباء. وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(61).يونس.

 

الصفحة 47 جاء فيها: الطور السادس: الحشر.

هو أن يجمع الله الخلائق بعد بعثهم في صعيد واحد للحساب، وسماه الله أيضا ( يوم الجمع) و( يوم التغابن) قال تعالى: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ. 9 التغابن.

 

تعليق: هنالك إما الفوز العظيم، أو الخسران المبين، بعد أن يفصل أحكم الحاكمين بين عباده في ما كانوا فيه مختلفين، فالذين آمنوا واتبعوا النور الذي أنزل معه، وهو ( القرآن العظيم لا غير).فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(157).الأعراف. قال رسول الله عن الروح عن ربه: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9).التغابن.

قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(119).المائدة.

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْوَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(12).الحديد.

أما الذين اتبعوا أهوائهم وما كتبت أيدي البشر وهجروا النور الذي أنزل كآخر رسالة وهو القرآن العظيم، أولائك سيخسرون الخسران المبين. قال رسول الله عن الروح عن ربه:

فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ(15).الزمر.

 

الصفحة 48 جاء فيها: وفي ذلك اليوم يؤتى كل أحد كتابه الذي دونت فيه أعمله، فمن كان سعيدا أوتي كتابه بيمينه، ومن كان شقيا عاصيا أوتي كتابه بشماله أو من وراء ظهره.

 

تعليق: إذن سيكون ذلك يومئذ، أي بعد أن توضع الموازين القسط ليوم القيامة، لا قبل ذلك كما يقال أن القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

 

الصفحة 49 جاء فيها: البرزخ: وهو الفترة ما بين الموت والبعث يقضيها الميت في راحة ونعيم إن كان مؤمنا صالحا، أو في شقاء وعذاب إن كان كافرا عاصيا.

 

تعليق: كيف يكون (الميت) الذي رجعت نفسه إلى ربها في نعيم أو في عذاب قبل الحساب؟

حسب القرآن العظيم فإن الله تعالى سوف يبعث من في القبور للحساب فتوفى كل نفس ما كسبت، إما بالجنة ونعيمها، وإما بالنار وعذابها، أما قبل ذلك فيكون الميت في نوم منتظرا يوم النشور. قال تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنْ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ*قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.51/52.يس.

وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(281).البقرة.

فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(25).آل عمران.

هُنَالِكَ تَبْلُوكُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْوَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمْ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ(30). يونس.

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍمَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30). آل عمران.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى هل النعيم أو العذاب يكون للنفس أم للجسد؟ ألم يقل الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا(56).النساء. نلاحظ أن الله تعالى قال: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا. ولم يقل كفروا بما قيل عن رسول الله...

 

الصفحة 54 جاء فيها: زعم بنو إسرائيل أنهم سيعذبون في النار أياما معدودة بقدر ذنوبهم ثم يخرجون إلى الجنة فرد الله عليهم زعمهم فقال تعالى: وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ*بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. البقرة 79/80.

لقد قرر الله هذا وذكره لنا في كتابه الكريم حتى لا نغتر نحن أمة الإسلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم بما اغتر به بنو إسرائيل.

 

تعليق:  بداية كما تفضل الأستاذ أحمد أوبكة فقال: لقد قرر الله هذا وذكره لنا في كتابه الكريم حتى لا نغتر نحن أمة الإسلام.

نعم أستاذنا هذا صحيح، لكن لي ملاحظة وهي، أن الله تعالى لم يذكر ذلك عن بني إسرائيل إلا لعلمه سبحانه أنه سيكون من قوم محمد عليه السلام من يقول مثل قولهم. فبدأ الله تعالى متوعدا الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله تعالى، فويل لهم مما كتبت أيديهم، وهذا ينطبق أيضا على ما يسمى( بالصحاح) وغيرها من الكتب. يقول الله سبحانه: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ*وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ*بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.81/79.البقرة.

من أمثلة ما كتبت أيدي البشر افتراء على الله تعالى ورسوله: 6191 حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام عن قتادة حدثنا أنس بن مالك عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال ثم يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة   الجهنميين. البخاري ج 5 ص 2399 قرص 1300 كتاب.

6198 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن الحسن بن ذكوان حدثنا أبو رجاء حدثنا عمران بن حصين رضي الله عنهما عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال ثم يخرج قوم من النار بشفاعة محمد  صلى الله عليه وسلم  فيدخلون الجنة يسمون   الجهنميين. البخاري ج 5 ص 2401 قرص 1300 كتاب.

 

الصفحة 57 جاء فيها: الشفاعة.

الشفاعة لغة: طلب الخير من الغير. 1 عبد الله بن حميد السالمي ( مشارق أنوار العقول)

 الشفاعة شرعا نوعان: الشفاعة العظمى والشفاعة الصغرى.

1 الشفاعة العظمى

الشفاعة العظمى أو العامة هي: إذا بعث الله الخلائق يوم القيامة ووقفوا في المحشر ينتظرون الحساب وهم في حيرة وشدة ويطول بهم الانتظار يتقدم محمد صلى الله عليه وسلم فيدعو ربه ليبدأ الحساب، وهذه الشفاعة تشمل كل الناس طائعا وعاصيا مسلما وكافرا من الجن والإنس وهذه هي المقام المحمود الذي قال له عند ربه تعالى: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا). الإسراء 79.

 

تعليق: أولا: هل محمد بن عبد الله رسول الله هو الذي سيدعو ربه ليبدأ الحساب؟؟؟ !!!

ثانيا: هل عرَّف الله تعالى المقام المحمود الذي ذكره سبحانه لنبيه محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام،؟

ثالثا: ما هو مصدر أن المقام المحمود الذي وُعد به النبي عليه السلام هو الشفاعة؟

رابعا: لو رجعنا إلى سياق الآية لوجدنا أن الله تعالى أمر الرسول بأوامر منها: إقام الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا، وختم الله تعالى بتعليمه دعاء فقال: وقل رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وقل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا. ولم يذكر الله تعالى الشفاعة ولا ماهية المقام المحمود. قال تعالى: أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا*وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا*وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا*وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.78/81 الإسراء.

لنر مصدر افتراء المقام المحمود بأنه الشفاعة.

4441 حدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو الأحوص عن آدم بن علي قال سمعت بن عمر رضي الله عنهما يقول ثم إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي  صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله   المقام المحمود. البخاري ج 4 ص 1748 قرص 1300 كتاب.

...أعود الثالثة فأستأذن على ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد وقل يسمع واشفع تشفع وسل تعطه قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه قال ثم أشفع فيحد لي حدا فأخرج فأدخلهم الجنة قال قتادة وقد سمعته يقول فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود قال ثم أصحهما هذه الآية عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال وهذا   المقام المحمود  الذي وعده نبيكم  صلى الله عليه وسلم. البخاري ج 6 ص 2708 قرص 1300 كتاب.

ترى من الذي كتب هذه الجملة: (قال وهذا   المقام المحمود  الذي وعده نبيكم) لو كان النبي هو القائل لما قال : (وعده نبيكم.).

 

لنر ما قال الله تعالى للنبي عن الشفاعة وبلَّغه الرسول في أحسن الحديث:

وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي*الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمْ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ*أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ.17/19.الزمر.

أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ*قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.43/44.الزمر.

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَقَالَ صَوَابًا*ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا.38/39. النبأ.

يوم يقوم الروح ( جبريل عليه السلام)، والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا. لأن الشفاعة لا تكون إلا للملائكة الذين يعلمون ما تفعلون. قال رسول الله عن الروح عن ربه: كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ(9)وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ(10)كِرَامًا كَاتِبِينَ(11)يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ(12)إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(13)وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ(14)يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ(15)وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ(16)وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ(17)ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ(18)يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ(19).الانفطار.

لا يوجد دليل على أن الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، سوف يشفع في الناس، كل الناس طائعا وعاصيا مسلما وكافرا من الجن والإنس. إن هذا لشيء عجاب، يعتقد به المؤمنون بكل سذاجة ويتمنوا على الله تعالى الأماني. يقول الله تعالى مخبرا: يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ(14).الحديد.

 

الصفحة 59 جاء فيها: عن جابر بن زيد قال لما نزلت هذه الآية: ( وأنذر عشيرتك الأقربين). الشعراء 213. جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتفخذ أفخاذ قريش فخذا فخذا حتى أتى إلى بني عبد المطلب فقال: يا بني عبد المطلب إن الله أمرني أن أنذركم فإني لا أغني عنكم من الله شيئا، ألا إن أوليائي منكم المتقون، ألا لأعرفن ما جاء به الناس غدا بالدين فجئتم بالدنيا تحملونها على رقابكم، يا فاطمة بنت محمد، ويا صفية عمة محمد اشتريا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئا. رواه الربيع.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم،  لا يشفع في أقاربه لو جاؤوه عصاة لا دين لهم فأولى أن لا يشفع في غيرهم من خلق الله تعالى.

ذلك لأنه لو ثبتت الشفاعة للعصاة يوم القيامة لما كانت فائدة لأن ينزل الله الكتب ويرسل الرسل ويشرع الشرائع.

 

تعليق: أعود إلى صفحة 57 لأنقل ما يلي: الشفاعة العظمى أو العامة هي: إذ بعث الله الخلائق يوم القيامة ووقفوا في المحشر ينتظرون الحساب وهم في حيرة وشدة ويطول بهم الانتظار يتقدم محمد صلى الله عليه وسلم فيدعو ربه ليبدأ الحساب، وهذه الشفاعة تشمل كل الناس طائعا وعاصيا مسلما وكافرا من الجن والإنس وهذه هي المقام المحمود الذي قال له عند ربه تعالى: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا). الإسراء 79.

بصراحة لم أفهم، كيف جاء في الصفحة 57 هذا القول، وفي الصفحة 59 قول غير الذي قيل من قبل!!! 

ونجد في نفس الصفحة60/59 ما يلي: الخلاصة: الشفاعة نوعان: عامة وخاصة.

الشفاعة العامة: تنال كل أحد في المحشر، وهي أن يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم،  ربه أن يفتح الحساب.

الشفاعة الخاصة: لا يستحقها غير الطائعين الصالحين الذين ماتوا على الوفاء بدين الله تعالى.

هل الرسول محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، هو الذي يسأل ربه أن يفتح الحساب؟

 

تعليق: ما هو الدليل على أن النبي هو الذي يسأل الله تعالى أن يفتح الحساب؟؟؟ في نظري لا يمكن لأن الله تعالى يقول: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ*وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ*وَأَشْرَقَتْ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.67/69. الزمر.

 

ملاحظتي الخاصة، والتي أرجو أن ألقى الله تعالى بها يوم الدين هي كما يلي:

إن بعض ما جاء في هذا الكتاب ( دروس في التوحيد )، من تأليف أستاذنا رحمه الله تعالى الشيخ أحمد بن عمر أوبكة، أكيد أنه اجتهد في تأليفه وأنه كان مخلصا لله تعالى، لكن الموروث كان طغى على أحسن الحديث، طغيانا كبيرا لا يكاد يُصدق. لأن هذا الكتاب  يُدرَّسُ لطلبة العلم جيلا بعد جيل، أرى أن فيه روايات نسبت إلى الرسول عليه السلام  تخالف أحسن الحديث ( القرآن العظيم) في كثير من الأحيان، وهي متناقضة أحيانا مع القرآن ومع بعضها.

لذا يجب على الدكاترة المخلصين العبادة لله تعالى وحده، أن يعيدوا النظر في هذا الكتاب وفي غيره ويصدعوا بالحق، كما أمر الله تعالى رسوله فقال: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ(91)فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(92)عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(93)فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنْ الْمُشْرِكِينَ.91/94. الحجر. قال رسول الله عن الروح عن ربه: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ(134). البقرة. ويقول الله تعالى لرسوله وللمؤمنين:فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ*وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ.43/44. الزخرف.

ويقول الله تعالى للمؤمنين: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ* وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ(8)ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.7/8 محمد. صدق الله العظيم.

 

أخيرا بالنسبة للملاحظات التي قدمت فهي من وجهة نظري فقط، لأني سوف أقرأ ما كتبت يوم أعطى كتابي، ونَشهد على بَعضنا البعض. (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ) 3 البروج. يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله تعالى بقلب سليم، وأنتم أعلم مني ما ينفع وما يضر، فإن كان هناك اختلاف في المفاهيم، فهذا من سنة الله تعالى الذي جعل الناس مختلفين ولذلك خلقهم. وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ. هود 118م119.وهذا الاختلاف ليبلونا الله تعالى أينا أحسن عملا، وأرجو أن نكون جميعا ممن أحسنوا العمل وأخلصوا لله تعالى عملهم.الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. الملك.2.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 2055

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-11
مقالات منشورة : 527
اجمالي القراءات : 10,890,416
تعليقات له : 2,000
تعليقات عليه : 2,891
بلد الميلاد : ALGERIA
بلد الاقامة : ALGERIA