الصيام:
صيام اهل الشمال

إيهاب عباسي Ýí 2007-07-20


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله النبي العربي وبعد

قصدت بأهل الشَمال (بفتح الشين) شمال الكرة الأرضية كمثال عن المناطق التي تأتي بها ايام لا تشرق الشمس إلا ساعات وايام لا تغرب الا ساعات (ان غربت)

يتناقل المشايخ فتاوى تنادي بصيام المسلمين في هذه الأماكن وفقا لأقرب بلد مسلم أو لنفس عدد ساعات اهل مكة!!!!



ونسي هؤلاء قول الحق (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام الى الليل ) الذي يوضح & بشكل لا لبس فيه ارتباط الصوم بالليل والنهار لا بالساعات!! فهل يعني هذا ان الله أمر الناس بأمر معجز وهو القائل (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )؟
تعالوا سويا نبحث عن الحقيقة في كتاب الله:
يقول تعالى:
أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(البقرة 84)

اذا نظرنا في آيات الصيام وجدنا قول الله (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) والإطاقة هنا تعني برأيي عدم القدرة وفسرها العلماء بالشيخوخة والسكري !! وتناسوا ان القدرة على الصيام لا تتعلق فقط بالصائم بل بالمكان والزمان والظروف.. فالعامل الذي ينحت الصخر طول النهار يحتاج للماء والطعام ليس لأنه جائع او مشته للماء بل لأن عمله يحتاج ان يزود جسمه بالوقود. والساكن في مناطق لا تغيب فيها الشمس لا يأكل لشهوة الأكل بل لضرورة الحفاظ على جسده.

خلاصة القول: أرى والله العليم من خلال رؤيتي ان على اهل الشمال دفع الفدية في أيام الصوم غير المحتمل علميا(صحيح ان الانسان يستطيع البقاء حيا بدون ماء 48 ساعة لكن ذلك لا يعني انه سيبقى منذ توقفه عن الشرب وحتى موته محافظا على وظائف اعضائه حيث ان التجفاف يبدأ بعد16-18 ساعة)

دعونا الآن نعود و نبحر سوية في رحاب هذه الآية خطوة بخطوة:
أولا الصيام كتب علينا ولا يوجد هناك من يختلف في ذلك.
لم يرد تحريم الصيام في اي يوم (عيد او وقوف عرفة او او..) ولكن.....
1-أمر الله المريض والمسافر بصيام ايام أخر!!
2- أمر من لا يتحمل الصيام بدفع فدية طعام مسكين.
3-جعل صيام من يصوم من الفئات السابقة تطوعاً لا فرضاً لقوله (ومن تطوع خيرا فهو خير له ) وفسر الخير (وان تصوموا خير لكم) فالصيام هو الخير الذي هو التطوع. وليس اطعام المسكين.

وماذا يعني هذا الكلام؟؟؟ يعني ان المريض او المسافر (مفروض عليه) صيام ايام اخر حتى ولو (تطوع) فصام في اثناء سفره او مرضه. وكذلك الذي لا يستطيع الصيام لطول الوقت (اهل الشمال) او المجهود او المرض المزمن الذي يسوء بالصيام ولن يستطيع صيام ايام اخر. فإن احب التطوع فصام بضع ساعات فلن يسقط هذا من فرض الفدية

فالتطوع لا يسقط الفرض...


ختاما وقبل ان اودعكم اريد فتح موضوع الغاية من الصيام للنقاش ايضا
لطالما تعلمنا في المدرسة ان الصيام هو لنشعر بشعور الفقراء.. وهذا يعني ايضا ألا تزخر موائد افطارنا الرمضانية بأطايب الطعام وان نكتفي بالقليل لنظل نشعر مع الفقراء؟؟
اذا لماذا يصوم الفقراء؟ ؟؟ كما ان الفقراء غالبا لديهم ماء للشرب.. ويقربون زوجاتهم دون تفكير في المال!!! اذا لم الصيام؟؟؟


يمكننا الاكتفاء بالقول ان هذا امر الله.. ولكن يمكننا ايضا ان نفكر
أنا أرى (والله اعلم) ان الصيام وسيلة لضبط الشهوات التي احلها الله.. فاذا نظرنا في نفس اي الإنسان نجد شهوات ثلاث هي الطعام والشراب والنكاح. وقد وضع الاسلام ضوابط لكل منها. وجعل اكثر الأشياء فيها حلالا. فأما ما حرم منها كلحم الخنزير والميتة والخمر والزنى فالايمان القوي كاف لضبطها طالما وجد البديل من اطايب الطعام والشراب ومن الزواج.
أما الشهوات الحلال فنحتاج إلى الصيام لضبطها.. ففي رمضان يكون الصائم جائعا والطعام الشهي امامه ولا يمنعه احد منه ولكن الصيام يعلمه كيف ان عقل الإنسان وإرادته اقوى من شهوته.. والأمر نفسه بالنسبة للماء والزوج/الزوجة.
ها هو شهر رمضان قد اقترب وارجو من الله ان نخرج منه اقوى من شهواتنا والله وليُّ التوفيق

والختام سلام

اجمالي القراءات 17907

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٠ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9341]

الغرض من العبادات

.اخى الفاضل ألاستاذ إيهاب عباس. اهلا ومرحبا بك كاتبا على موقع أهل القرآن المبارك .ونشكرك على المقالتين الجميلتين حول تعريف الإسلام وصيام أهل الشمال .واهم ما في مقالتك الحا ليه هو مطاليتك بكيفية تطبيق شعائر الإسلام فى بلاد المهجر .وهذا ما يتطلب إعادة قراءة وفهم شعائر الإسلام فى ظروف معيشية مختلفة عن ظروف الوطن العربى .وهذا ما يستدعى وجوب منهج فقهى جديد للمسلمين فى بلاد المهجر يستقى روحه التشريعيه من رحمة الإسلام بالبشريه (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ).
واعتقد ان القادرين على إستنباط فهم هذا المنهج الجديد هم القرآنيون وحدهم .وذلك لآنهم يفهمون روح ومقاصد الشريعه الإسلاميه القرآنيه أولا . وثانيا لأنهم لديهم القدره على كسر حاجز الجمود الفكرى التقليدى لدى علماء المسلمين وإبداله بتدبر القرآن الكريم والتعامل معه وفهم الظروف البيئيه المختلفه وكيفية تطبيقه عليها فى حياتهم .
ولذلك اقترح من الإخوه القرآنيين الذين يعيشون فى بلاد المهجر او دول الشمال او الأمريكتين وأوروبا ان يجتهدوا بقوة فى فهم طبيعة وظروف الحياه فى تلك البلاد ثم يعيدوا قراءة القرآن الكريم ومحاولة فهمه فى ظل هذه المتغيرات وسيجدون ان القرآن الكريم فيه ما يجعلهم متأقلمين مطمأنين على دينهم ودنياهم فى تلك البلاد لآنه صالح للتطبيق فى كل زمان ومكان . وان ينشروا نتيجة فهمهم هذا على هذا الموقع المبارك لتعم فائدته للناس جميعا .
----------اما بخصوص الغايه والغرض من الصيام او العبادات بوجه عام فهو الوصول إلى مرحلة التقوى (لعلكم تتقون ) وهى مرحلة تأشيرة دخول الجنه .
ولك خالص تحياتى وتقديرى

2   تعليق بواسطة   Yasser Agha     في   الخميس ١٦ - أغسطس - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[68389]

وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره                                                                      

                                 وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره                                                                                                        الكلمة القرانية فياضة بها اكثر من معني لا نستطيع حصرها فقد تقصد معنى محدد بذاته ولكنها فى الوقت نفسه تومئ لآخر  فا اللفظة القرانية صيغت من قبل المولى عز وجل وبها معانا لا يعلمها سواه وتتجلى هذه المعانى واحدا تلو الاخر فى العباره القرانية نفسها على مر الزمان ولهذا فكتاب الله صالح لكل زمان ومكان وما لم نستطيع استنباطه فهذا ليس لنفاده ولكن لقصر عندنا نحن فقد امتلأ دلونا      يقول تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وانه للحق )ويقول تعالى (ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجه)  الآيات الكريمه تتحدث عن استقبال القبله في الصلاة وهى البيت الحرام وهذا هو الظاهر من الآية فلماذا لا يكون بها معنى اخر قابل للاستنباط وهو جعل البيت الحرام قبلتنا أيضاً في الصيام لكي لا يكون للناس علينا حجة  ..بمعني ان ساعات الليل والنهار معروفه في جميع دول العالم .فاالسابعة صباحا  مثلا هى السابعة صباحا فى جميع دول العالم مع مراعاة فروق التوقيت . فلماذا لا نستقبل قبلتنا  اى انه اذا كانت ساعات الصيام فى مكة احدى عشرة ساعة مثلا صام جميع سكان الكرة الأرضية عدد هذه الساعات مع اختلاف وقت بدء الصيام فقط حسب توقيت بلد الصائم ولا شان للصائم بغروب الشمس لانه صار من المعلوم انه توجد مناطق لا تغرب عنها الشمس الا قليلا  او باالمصطلح القراني (لم نجعل لهم من دونها سترا) وبهذا يتوحد جميع سكان المعمورة على عدد ساعات الصيام فلا يكون للناس من حجة علينا حيث يقولون كيف يستقيم ان يصوم قوم سبعة ساعات وآخرون اكثر من عشرون ساعه وهم فى نفس التوقيت الزماني .ولنتذكر ان الهدف من الصيام هو التقوى فاالصيام ليس غاية انما هو وسيلة لتحقيق غاية اكبر وأسمى وهى التقوي .هذا خاطر جاءني فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسى  وما توفيقى الا باالله  .. ملحوظة . قمت بإرسال هذا التعليق البارحة مساء ولكننى لم أجدة ولذلك ارسله مرة اخرى وشكرا.         


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-15
مقالات منشورة : 13
اجمالي القراءات : 492,286
تعليقات له : 48
تعليقات عليه : 83
بلد الميلاد : الوطن العربي
بلد الاقامة : الوطن العربي