الكلمة القرآنية :
دليل قرآني واحد يكفي

خالد اللهيب Ýí 2016-03-21


دليل قرآني واحد يكفي

هل نحن بحاجة الى أدلة كثيرة العدد ومتعددة المصادر والإتجاهات ، لنثبت مسألة أو فكرة ما ، أم يكفي دليل واحد لمن يخضع للحق المبين ؟

يجوز طرح هذا السؤال على كافة الإختصاصات والمجالات ، أهمها و أوّلها قضية الإيمان والكفر ، فالإنسان بطبعه لا يؤمن بشيئ حتى يدركه ، إدراكا ماديا حسّيّا ، فتبقى مسألة النظرية معلقة الى أن يتمّ برهانها ماديا على أرض الواقع .

1 -- علميّا : يكفي دليل واحد للإقرار بصحة مسألة ما ، فلو قلنا قبل مئتي سنة : أنّ زيادة السرعة الى درجة معينة يخفي المنظور إليه ، عدّ ذلك ضرب من الخيال ما لم نأتي بالدليل العلمي ، وقد كان ذلك غير متاح في ذلك الوقت .

اليوم وقد كثرة الأدلة على ذلك ، أصبحت المقولة حقيقة واقعة مدركة ، كمثال بسيط ، حينما يدور محرك الطائرة النفاثة تختفي مراوحه ، رويدا رويدا الى أن تتلاشى عن الرؤية ، هي موجودة إنّما من فرط سرعتها ، تلاشت واختفت ، كذلك الأمر في مسألة القدرة البصرية عند الإنسان على الرؤية ، فبعد زيادة مسافة و بعد المنظور عنا لا نراه مع أنه موجود ولكنه خارج قدرتنا على الرؤية .       

2 -- قانونيا : يكتفي القاضي بدليل واحد حاسم ، لا يقبل التأويل أو الدحض ، لتبرئة المتّهم من التهمة المنسوبة إليه ، كأن يثبت المتهم بالدليل القطعي ، أنه كان خارج بلاده حينما وقع الحادث في بلده ، إذ لا يمكن للمرء أن يتواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت .  

3 -- قرآنيا : فإذ ما قلنا : أنّ القرآن رسالة من السماء وجئنا بدليل علميّ واحد ، ذكر في الكتاب منذ ما قبل 1400 سنة ، ولم يكتشف علميّا إلا حديثا ، بحيث لا يقبل الدحض أو النفيّ و الشكّ ، فلا بدّ للإنسان القابل للرضوخ و الإذعان للحق و العقل و المنطق ، إلا أن يقرّ معترفا بأنّ القرآن رسالة من السماء ، أما مسألة أن يسلم ثمّ يؤمن فهي مرحلة تالية ، لاحقة.

-- هذا ما جاء مع سحرة فرعون ، فحينما تبيّن لهم الحق ، (انقَلَبُواْ صَاغِرِينَ)، وقد كفاهم دليل واحد ليعلنوا إيمانهم ، إذ قالوا : آمنّا برب موسى وهارون ، ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) الأعراف .

-- حتى بعد تهديدهم و وعيدهم من قبل فرعون بصلبهم وهو القادر على ذلك ، وعلى الرغم من علمهم ، أنهم مقتولون لا محالة ، إلا أنهم ، ( قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الأعراف .

-- إنما هو دليل واحد ، آية واحدة ، كلمة قرآنية واحدة ، تكفي المسلم المؤمن ليتوب الى الله عز و جل ، إنّما الإنكار أو التجاوز عن معنى واحد ولكلمة قرآنية واحدة إنما هو الهلاك بعينه ، لنقع تحت خانة من يؤمن ببعض الكتاب ويكفر بالبعض ، (... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) البقرة .

-- فمن المعيب على المسلم المؤمن أن يتجاوز عن معنى صريح لا يقبل التأويل والتفسير ولو لكلمة قرآنية واحدة ، فإن تجاوزنا عن معنى لكلمة قرآنية واحدة إنما نتجاوز عن إيماننا برب العالمين ، عن كتابنا ، وهذا ليس من الدين بشيئ .   

والسلام على من اتّبع الهدى وخشي الرحمن بالغيب .

 

اجمالي القراءات 3799

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-12-18
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 4,710
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 110
بلد الميلاد : 0000
بلد الاقامة : 0000