الأستاذ/ وليد مرعي في وجه المليشيات:
فار من وجه الظلم

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2015-11-28


أولاً- أرق قلوبا وألين أفئدة:

1- المعروف عالميا أن يقال: فلان مطلوب للمثول أمام العدالة، وإذا تهرب ولم يحضر يسمى: فار من وجه العدالة. فقط هنا في يمن عفاش والحوثي، أنت مطلوب للمثول أمام الظلم، وإذا هاجرت للنجاة بحياتك وكرامتك وعقيدتك، فأنت فار من وجه الظلم.

2- وما أسهل أن تجد نفسك سجينا أو طريدا أو قتيلا، فقط عليك أن تمر من أما أحد الصيع المعروفين بالحوثة دون أن ترد عليه السلام، عندها ستصبح داعشيا عريقا وانتحاري لا يشق له غبار، بل وقائدا لتنظيم داعش في جنوب شبه الجزيرة العربية، فلا تنسى أن ترد السلام إن أردت السلامة.

3- فنسأل الحق تبارك وتعالى أن يضرب على يد الظالمين، وأن يكون عونا وسندا للمظلومين، وهو كذلك إلا أنه يمهل الظالم ويمتحن المظلوم وله في ذلك حكمة، فجلت وعظمت حكمته.

 

ثانياً- وليد مرعي:

1- في الذكرى السنوية لمقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (عاشوراء) لهذا العام، وبدون إحضار أو إنذار سابق، داهمت المليشيات الحافشية (الحوثي - عفاش) منزل الأخ/ وليد أحمد مرعي، مروعة أسرته وأحالت حياته وحياة أسرته إلى جحيم، فهو منذ ذلك اليوم شريد طريد بلا مأوى ولا وطن، لا تعلم أسرته أهو حي أم ميت، جائع أم شابع، بخير أم مريض، هل ما زال حرا طليقا أم أنه قد وقع في أيدي المليشيات الإرهابية.

2- فهل تأتي هذه المداهمة ضمن فعاليات عاشوراء؟ أعني هل قررت المليشيات الخمينية أن تختار عشوائيا أسرة هنا أو هناك لتحيل حياتها إلى جحيم، انتقاما للحسين بن فاطمة وأسرته واقتداء بزياد بن ابيه؟ أم أنهم أرادوا أن يحضر فعاليات اللطم على الحسين ثم بعد ذلك يطلقوا سراحه؟ ربما أرادوا تصوير مشهد فاجعة كربلاء وأرادوا من أخي وليد أن يلعب دورا ما، ربما أرادوا تصوير رأسه مقطوعا مرفوعا فوق الرماح، من يدري؟!

3- لا ندري بالضبط ما هي الجريمة الكبرى التي ارتكبها هذا الرجل الطيب، ولو فرضنا جدلا أنه قد أجرم، فلا أتصور شخصيا وأنا أعرفه جيدا، أنه قد ارتكب جرما أعظم من جرائم سام الأحمر، الذي اتحفتنا قناة المسير بجرائمه طوال أسبوع كامل، جرائم تكللت بإطلاق سراحه، في صفقة إلهية غامضة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنها مسيرة الصادقين.

4- ذنبه وجريمته أنه ذهب للحج هذا الموسم، أو ربما لأنه التقط صورة تذكارية في بيت الله الحرام، أو ربما لأنه لم يتبرك بضريح الإمام المطهر قبل السفر وعند القدوم، أو ربما لأنه ينتقد عفاش الراعي الرسمي للمسيرة المخضرية، أو ربما أنه مر من أمام أحد الصيع دون أن يرد عليه السلام، أو ربما لأنه يدرس لغة إنجليزية، بصراحة هي جرائم جسيمة يستحق عليها القتل صبرا.

 

ثالثاً- رأيي الشخصي:

1- أعتقد أنه لم يكن في نيتهم إلقاء القبض عليه، لأنه لا توجد أصلا جريمة يستحق بسببها السجن، ولو كان في نيتهم ذلك كانوا سيراقبونه، ويلقون القبض عليه في الشارع بكل هدوء، إذن هم أرادوا إفزاعه ليهرب من بيته ويظل شريدا طريدا، وهناك من ينصحه بأن يتجاوب معهم ويحضر للتحقيق، وأنا أنصحه بأن يعود إلى بيته وكأن شيئا لم يحدث، وليفعل الحوثي بعد ذلك ما يشاء.

2- لأنه لو قلنا يجاوبهم، يجاوب من؟! هذه المسيرة تتميز بالعشوائية والرعونة، ولا يمكن أن تجد بينهم رجل رشيد تتفاهم معه، وإنسان محترم متعلم مستقيم مثل وليد، يذهب بقدمه إلى وكر من أوكار المليشيات، ليستجوبه صعلوك ذماري أو شمبانزي صعدي. يتجاوب مع حيوانات متوحشة لا تؤمن تصرفاتها، والأمثلة والشواهد على همجيتهم وإجرامهم كثيرة جدا، وما حدث للعيزري وقابل لا يخفى على أحد.

3- ثم أن القضية قضية مبدأ، لماذا يجاوبهم؟ من هم حتى يذهب إليهم ليحققوا معه؟ ما شرعيتهم؟ ما مؤهلاتهم؟ هؤلاء مجرمون وقتلة وصيع ومراهقين ومكانهم الطبيعي هو إما السجون وإما المشانق، لا أن يتربعوا على مكاتب الدولة مستغلين كل إمكانياتها لا إرهاب الناس وقمعهم وتشريدهم.

4- فإن القوا القبض عليه سارعنا بالتوجه إلى أحد مشائخ المؤتمر العفاشي العام، وأي شيخ في المؤتمر العفاشي يستطيع إطلاق سراحه باتصال وأحد، فالمليشيات لا تستطيع أن تكسر خاطرهم، وهي التي ما نجحت في انقلابها على الدولة إلا بفضلهم، علاوة على أن الحركة الحوثية من أساسها هي صنيعة عفاش وما وجدت إلا لترد القطيع إلى حضيرة الزعيم.

 

رابعاً- في درب علي بن أبي طالب:

على خُطى علي بن أبي طالب، يتفنن الحوثيون بحماقتهم ورعونتهم وغبائهم في صنع الأعداء، بل وفي تحويل أصدقائهم إلى أعداء، بل إنهم أعداء أنفسهم وليس لهم غير أنفسهم عدو، وألف باء السياسة هي أن تقوم بتحييد عدوك ما استطعت، وأن تحوّل المحايدين إلى أنصار، وألا تدخل في حرب إلا للضرورة . وهذا نقيض ما سار عليه ( علي بن أبي طالب ) . تحرّش بخصومه وأعطاهم الفرصة ليحاربوه، بل واختلق لنفسه خصوما من المحايدين بلا داع ، وهؤلاء المحايدون الذين جعلهم خصوما له استحضرهم إلى جانبه وأعطاهم الفرصة ليتآمروا عليه وليقوموا بتدميره . سياسة رائعة في الفشل يعلمنا إياها أبا الحسن. ونعطي أمثلة :

1 ـ رفض نصيحة المغيرة بن أبي شعبة - أحد دُهاة العرب - وهي ألّا يبادر بعزل معاوية وعبد الله بن عامر وعبد الله بن سعد بن أبي السرح وسائر ولاة عثمان ، وهم يحكمون الشام والعراق وخراسان ومصر وليبيا ، بل ينتظر حتى يأخذ منهم البيعة له بالخلافة ، ويضمن ولاء جنودهم له ، وبعد أن يستوثق من استتباب نفوذه يقوم بعزلهم أو يقرر بقاءهم إلى حين . هو الرأي الصواب ، ولكن رفضه ( علي ) مصمما على المبادرة بعزلهم . فترجّاه المغيرة أن يعزل من يشاء ويستبقي معاوية إلى حين ، فرفض (علي) مصمما على عزل معاوية والجميع . وأتى المغيرة لعلي في اليوم التالي ووجده مصمما على رأيه فأعلن له أنه موافق على رأيه وأن الصواب هو ما رآه الخليفة (علي) من المبادرة بعزلهم . وخرج المغيرة يقول ( نصحته فلم يقبل فغششته ) ، وصاغ ذلك شعرا وتحالف مع معاوية . ودخل عبد الله بن عباس على ( علي ) وسأله عما قال له المغيرة فحكى له ما حدث ، فقال له ابن عباس: (أنه نصحك أولا ثم غشّك ثانيا) . وأكّد ابن عباس لابن عمه ( علي ) نفس ما قاله المغيرة ، أن ينتظر دون المبادرة بعزل ولاة عثمان إلى أن يضمن تثبيت سلطانه. ولم يأخذ ( علي ) بنصيحة ابن عباس والمغيرة فجعل من معاوية ندّا له .!!

2- وفي تحويله المحايدين إلى خصوم ثم الاستعانة بهم بعد أن اكتسب عداءهم نعطى مثالا بما فعله بجرير بن عبد الله البجلي. كان جرير هذا واليا لعثمان على ( همدان ) في بلاد فارس ، وبادر ( علي ) بعزله بلا مبرّر ، فاكتسب عداوته . الغريب أن ( عليا ) استدعاه وبعثه رسولا من لدنه ليقنع معاوية بأن يبايع ( عليا ) بالخلافة ويترك إمارته . وقد حذّر الأشتر ( عليا ) من مغبّة إختيار ( جرير ) بالذات لهذه المهمة ، ولكن كان ( علي ) عنيدا كالعادة فرفض النصيحة. وأرسل بجرير رسولا إلى معاوية، فانضمّ جرير إلى معاوية ، ممّا رفع من معنويا جُند معاوية .

3 ـ الكارثة الكبرى هي ما فعله ( علي ) مع الأشعث بن قيس والي أذربيجان. فحين تولى ( علي ) الخلافة اسرع فعزل الأشعث وحقّق معه في تصرفاته المالية فاكتسب عدوا خطير الشأن . ولم يكتف (علي) بذلك ، بل استحضر الأشعث إلى جانبه ليحارب معه . فكان ( علي ) مثل من يقوم بطعن نفسه بسكين ليهزم نفسه أمام معاوية. وانتهز الأشعث الفرصة ليكيد لعلي، فأرغم عليا على الموافقة على التحكيم ، وهدد بأن يقوم بتسليم ( علي ) إلى معاوية إن لم يوافق . وترك ( علي ) الحبل على غاربه للأشعث فجعل معظم جُند ( علي ) يرغبون في الهدنة ويوافقون على التحكيم ، وذهب الأشعث إلى معاوية ليوافقه على التحكيم ، ثم  رفض الأشعث أن يكون عبد الله بن عباس ممثلا (لعلي) في التحكيم لأنه يريد حكما من القبائل القحطانية وهو أبو موسى الأشعري العدو الصريح ( لعلي) ، فرشّح (علي) الأشتر فرفض الأشعث . أي أدت سياسة ( علي ) إلى أن صار هو المأمور وصار الأشعث هو صاحب الأمر والنهي، وانتقم الأشعث من ( علي ) شر انتقام .

4 ـ فشل آخر وقع فيه ( علي ) هو استسلامه لأتباعه من الأعراب المُشاغبين. أولئك الأعراب لم يكونوا معظم جيشه بدليل أنهم حين خرجوا عليه كانوا عدة ألوف فقط من جيشه الذي جاوز مائة ألف ، وبدليل أنه استأصلهم في ساعات قليلة وبسهولة تامة في موقعة النهروان . ومن هنا نفهم فشله السياسي في تعامله معهم من البداية . كان يجب أن يأخذهم بالشدة ويستعين عليهم بقبائلهم وبزعمائهم ، ويقوم بتحجيم المتمردين من زعمائهم ، وأن يحتج عليهم بالطاعة العمياء التي يتمتع بها معاوية من جنده أهل الشام . بهذا الحزم كان يمكنه أن يسيطر عليهم ، ولكنه تردّد وضعف ، فأتاح لهم أن يتطوّر نفوذهم ، وأن يكونوا أكبر سبب في فشله وفي فوز معاوية بالخلافة .

5- أضاع علي بن أبي طالب مصر بعزله واليها المحنك ( قيس بن سعد بن عبادة ) زعيم الأنصار وهو مشهور بالدهاء، وكان قد دخل مصر , واستقام له أمر الناس، وكان من المخلصين لعلي. عزله علي بن أبي طالب لأنه لم يقاتل أهل (خربتا) المسالمين، ظنا منه أنه يماليء معاوية، فاستراح معاوية من وال حازم داهية كان شوكة في جنبه بمصر.    وأرسل (علي) واليا آخر على مصر هو ابن زوجته (محمد بن أبي بكر الصديق ) وهو متهم بقتل عثمان الأمر الذي سيثير حمية الناس، أي أن عليا باختياره لهذا الشاب إنما يريد إشعال حرب في مصر . هذا علاوة على أن هذا الشاب كان متهورا ويفتقر للحنكة السياسية. وقد بادر (محمد بن أبي بكر ) بالهجوم على أتباع معاوية في مصر، ونهب دورهم فشبت بينهم الحرب،  وعقد صلح بينهم وسمح لهم بمقتضاه محمد بن أبي بكر أن يلحقوا  بمعاوية في الشام . وبذلك أدت سياسة (محمد بن أبي بكر) إلى تعضيد معاوية في حربه ضد (علي) بإرسال مقاتلين جددا هم أصحاب (خربتا) وبعد ( صفين ) وانشغال (علي) بمتاعبه مع جنده في العراق رأى معاوية بأن الأحوال مناسبة له لينتزع مصر من ( محمد بن أبي بكر ) فأرسل إليه من يفوقه دهاء ومقدرة حربية ودراية بأحوال مصر, وهو فاتحها الأول ( عمرو بن العاص ) وانتهى الأمر بهزيمة ساحقة لابن أبي بكر وقتله وأحرق جثته. وأصبحت مصر تابعة لمعاوية تحت حكم عمرو بن العاص . أضاعها ( علي ) بسذاجته وسوء سياسته. وكان يمكن ( لعلي ) أن يستغل مصر في القضاء على ( معاوية ).

 

خامساً- تعليمات السيد القائد حسين بدرالدين:

* أكدنا أكثر من مرة بأن هذه المسيرة قد انحرفت عن تعاليم القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي، موجدهم بعد الإيجاد حسب زعمهم، والأمثلة والشواهد كثيرة على انحرافها، وهو انحراف فوق انحراف قائدها المؤسس، أي أنه انحراف أُس أثنين، ونعطي نموذجين من ملازم السيد حسين، المعروفة بدروس من هدي القرآن الكريم، ثم نعلق عليها:

1- في الدرس الأول من ملزمته الموسومة بـ (في ظلال دعاء مكارم الأخلاق) والتي ألقاها بتاريخ: 1/ 2/2002م، يقول:((فأنا رأيت ما عمله في الأمة، ما عمله في الإسلام ضعف الإيمان، ما عمله الإيمان الناقص من آثار سيئة، عدم وعي إلى درجة رهيبة أن يكون أولئك الناس الذي بينهم علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، لكنهم كانوا عندما يرون أنفسهم (لا يخافون عليا يأمنون جانبه) كان يكثر شقاقهم، ونفاقهم، وكلامهم، ومخالفاتهم، وتحليلاتهم وتمردهم، وأذيتهم. هكذا يعمل الناس الذين وعيهم قليل, من لا يعرفون الرجال، من لا يقدرون القادة المهمين، لأني أنا آمن جانب علي لا أخاف أن يقتلني على (التهمة أو الظِنة) كما كان يعمل معاوية، لا أخاف أن يدبر لي اغتيالا، لا أخاف أن يصنع لي مشاكل، (لا أخاف) أن يوجد لي خصوماً يصنعهم من هنا أو من هنا فكانوا يأمنون جانبه. وفعلا من الذي سيخاف من الإمام علي أن يمكر به، أو يخدعه، أو يضره، أو يؤلب عليه خصوما من هنا وهناك، كما يعمل الكثير من [المشايخ]؟ أليس الكثير من المشايخ يعملون هكذا؟ إذا لم تسر في طريقه يحاول أن يمسك عليك بعض وثائقك [بعض البصائر] ويحاول أن يوجد لك غريما من هناك وغريما من هنا؛ لترجع إليه راغما، الناس الذين وعيهم قاصر، إيمانهم ضعيف هم الذين يعيشون حالة كهذه، كلام كثير وتحدي وتحليلات وتثاقل وتثبيط، وهم في ظل شخص عظيم كعلي بن أبي طالب (عليه السلام)؛ لأنهم يأمنونه. انظر إلى شخص ذلك القائد العظيم، سترى نفسك (آمنا) في ظله، إذاً هو الشخص الذي يجب أن أكون وفياً معه، إن حالة الشعور نحوه بأنني (آمن جانبه) يعني أنه رجل عدل, رجل إيمان، رجل حكمة، فهذا هو الذي يجب أن أفي معه أن أقف بجانبه وأن أضحي تحت رايته بنفسي ومالي، هي الحالة التي لا يحصل عليها أتباع الطواغيت حتى أبناؤهم، حتى أسرهم، حتى أقرب المقربين إليهم لا يحصلون على هذه الحالة؛ لأنه يعرف ربما ابنه يخدعه، يمكر به ويأخذ السلطة، ربما قائده ذلك العظيم يخدعه ويمكر به ويأخذ السلطة, فهو يخطط له في الوقت الذي هو ينفذ مهامه، القائد يخاف، وهو يخاف، المستشار خائف منه، وهو خائف من مستشاره, هكذا، ومن يعرف الدول هكذا يكون حالهم. الدول الطاغوتية هكذا يكون حال الناس فيها، وهكذا يخاف الناس حتى وهم يعملون لله. أليس هذا هو ما يحصل؟ في البلاد الإسلامية على طولها وعرضها، (من هو ذلك المؤمن الذي يقول كلمة حق وهو لا يخاف, يخاف أولئك الذين هم من كان يجب أن يصدعوا بالحق، وأن يعلوا رأس هذه الأمة, وأن يرفعوا رايتها؟! ) لكن هكذا يصنع ضعف الإيمان. فمتى ما جاء لأهل العراق كصدام كالحجاج انقادوا وخضعوا وتجاوبوا وخرجوا بنصف كلمة، نصف كلمة يصدرها فيتجاوبون سريعاً!. لكن الإمام عليا (عليه السلام) كان يقول: ((قاتلكم الله يا أهل العراق لقد ملأتم صدري قيحاً)) وكان يوبخهم ((يا أشباه الرجال ولا رجال)) يوبخهم, لا يخرجون ولا يتحركون، إلا بعد الخطب البليغة, والكلمات الجزلة، والكلمات المعاتبة، والكلمات الموبخة، والكلمات المتوعدة بسخط الله، والمتوعدة بسوء العاقبة في الدنيا حتى يخرجوا، فإذا ما خرجوا خرجوا متثاقلين؛ لأنهم كانوا يأمنون جانبه)) .

2- في الدرس الحادي عشر، لسورة البقرة، من الآية (252) إلى الآية (274) والتي ألقاها بتاريخ: 11 رمضان 1424هـ ، الموافق: 5/ 11/2003م، يقول: ((فالتربية الإسلامية هي بالشكل الذي يجعل الأمة، يحمل الناس فيها نفوساً رفيعة، يشعرون بطمأنينة، يشعرون بتكريم، لا يخاف على نفسه، لا يخاف من مجرد كلمة تقال عليه، لا يوجد قتل على (التهمة، والظنة) كما يعمل الآخرون)) .

 

* تعليقنا على ما قاله ابن بدرالدين:

1- المغالطة التاريخية في وصف علي بن أبي طالب ظاهرة للعيان، والسبب هو أن الأخ حسين يرى علي بن ابي طالب آلهة مقدسة منزهة عن الخطأ، إلا أن الكلام لا يخلوا من الفائدة، فهو يحدثنا عن صفات القائد العظيم الذي لا يؤاخذ أحدا على الظنة أو التهمة، وأن القائد العادل مأمون الجانب لا يخاف من كلام الناس، فهو لا يقوم بتكميم الأفواه، ولا يغدر بأحد ولا يمكر بأحد، فالناس تعيش في عهده بأمان وسلام .. الخ.

2- بالله عليكم يا حوثيين هل هذه الصفات تتطابق مع تصرفاتكم وهمجيتكم وإرهابكم، هل سيدكم عبدالملك إنسان عادل يأمن الناس جانبه، وأنتم بشكل عام هل يأمن الناس جانبكم؟ لقد أفزعتم وارهبتم الجميع، وجلبتم لنا العدوان الوهابي السعودي، وهو معذور لأنكم أرعبتموه بتصريحاتكم ومناوشاتكم الغير مسؤولة، وها أنتم تتمادون في غيكم واجرامكم يوما بعد يوم.

3- عن تكميم الأفواه لن أسألكم، ففضائحكم في هذا الباب لا تخفى على أولي الألباب. عن غدركم  وخيانتكم لن أسأل، وأنا الذي ذقت طعم خيانتكم، وخاصرتي ما زالت تنزف من سكين غدركم، عن مؤاخذتكم الناس بالظنة والتهمة لن أسأل، وما صنعتموه مع الأخ وليد مرعي خير جواب. فأين أنتم من توجيهات سيدكم المؤسس؟!!

4- نصيحتي للإخوة الحوثيين نصيحة أخوية ممزوجة بعيش وملح أكلناه سويا عدة سنوات: أفهموا ما ورد في المقال، واتركوا الأعمال الإرهابية العفاشية فهي أعمال لن تزيد الناس إلا كرها لكم، وأنتم مكروهون من أساسه، هي أعمال وممارسات ستجبرون الناس بها على أن يصبحوا دواعش، ولن تنفعكم روسيا بعد ذلك، تقتلون الناس وتشردونهم وتقطعون أرزاقهم ثم بعد ذلك تستكثرون عليهم الاستنجاد بإخوتهم العرب، وأنتم تتسكعون لدى الفرس والروس، بالله عليكم ماذا يصنعون وهذه أفعالكم.

 

أخيرا:

1- نحمل قائد المسيرة المخضرية الدنبوع الأكبر عبدالملك بدرالدين الحوثي المسئولية، ونسأل من الحق تبارك وتعالى أن يهديه أو يسلط عليه من لا يرحمه، وهذه الحالة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أن مليشيات حافش الإرهابية لم تجد من يردعها.

2- قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)}[البقرة].

3- لعنة الله عليكم يا بني حوثائيل وعلى سيدكم وداعمكم عفاش عفشفش عفوشي عفشكو عفشيكا.

 

الله أكبر / الموت لعفشيكا / الموت لحوثائيل / اللعنة على الزنابيل / النصر للعلمانية

اجمالي القراءات 5812

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 962,862
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen