رقم ( 1 )
الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير فى مصر المملوكية

 

كتاب : أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير فى مصر المملوكية

 

 التصوف وحركة التعمير فى مصر المملوكية.. 

مقالات متعلقة :

  كانت مؤسسات الصوفية تقام غالبا على اطراف المدن وبمرور الزمن يتم تعمير المكان وربما يتصل بالمدينة. وبجانب ضريح السيدة نفيسة أنشأت ام السلطان العادل الأيوبي رباطا ، ثم أنشأ الناصر محمد بن قلاوون جامعا بخطبة ، وصار الناس يتقربون اليها بالبناء حول ضريحها ، فأقيم فيها (قُبّة ) دفن فيها اول خليفة عباسي مات بالقاهرة ، وأقيمت بجواره مشاهد لجماعة من الاشراف )[1] ..

وأقام الشيخ حسن المسلمي بجامع الفيلة بالرصد، بعد ان كان مهجورا لا يأمن احد على  الإقامة فيه، فلما اقام فيه الشيخ حسن عمّر المكان باجتماع الفقراء المسلمية فيه ) [2]

وأمر الشيخ المتبولي مريده محمد المنير بحفر بئر لزاويته على الطريق المهجور قبل عمارة البلد ، فأقام مدة يسقى عليها ، وبنى لزوجته خُصّا ، أى كوخا ، ثم عمرت الناس حول الخُص الى ان صارت بلدا سميت المنير... )[3] ، ولا تزال موجودة .

وأقيمت خانقاه سرياقوس في ارض سماسم في طريق القاهرة ويقول المقريزي : ( رغب الناس فى البناء حول خانقاه سرياقوس ، وبنو الدور والحوانيت والخانات حتى صارت بلدا كبيرة تعرف بمنشاة سرياقوس ، وتزايد الناس بها حتى انشأ بها سوى حمام الخانقاه عدة خانات ، وهي الى اليوم بلدة عامرة ، ولا يؤخذ بها مكس البته ما يباع من سائر الأصناف احتراما لسكان الخاناقاه ، ويُعمل بها يوم الجمعة سوق عظيم ترد الناس اليه من الأماكن البعيدة ، ويباع بها الخيل والجمال والحمير والبقر والطيور والغلات والثياب ) [4]

ويقول ابوالمحاسن عن خانقاه سرياقوس : ( ولم يكن حولها العمران الا القليل ثم عمر حولها ما هو موجود الآن )[5] ويقول أيضا ( وقد صارت الخانقاه مدينة عظيمة) [6].. والتدليل على كثرة السكان فيها أنه مات من سكانها  طاعون سنة 864 ما يزيد على مائة نفس في اليوم (لم بلغ اكثر من ثلاثمائة،و يقول المُكثر اربعمائة في اليوم )[7] وهى تعرف الآن باسم الخانكة..

ويقول المقريزي عن خانقاه بكتمر، أنه ( انشأ بجانبها حماما وبستانا ،وعمرت تلك الخانقاة  القرافة، وصار بها سوق كبير وعدد سكان، الا انه بخراب الخانقاه في سنة 806 خلت من السكان) [8]

والقرافة بما فيها من قبور (الأولياء) وغيرهم من المشاهير حظيت بقدر أكبر من التعمير حتى أصبحت مدينة على حدود القاهرة ومصر تجتذب اهتمام الراحلة . يقول ابن ظهيرة من محاسن مصر "ما اشتملت عليه القرافة من مدراس وجوامع وأنواع من البر والصداقات ) [9] ويقول العلوي عن القرافة ( وهى ما بين مصر والقاهرة ، مدينة منفردة بعيشها مستقلة بسوقها ومساجدها ) [10]

ويقول ابن شاهين الظاهري ( فى القرافة الكبرى عمائر كبيرة قيل انها في العمائر قدر ثغر الإسكندرية. والقرافة الصغرى وهي اعمر واحسن هيئة تضاهي مدينة حمص ) [11]..

وفى القرافة الكبرى اثنا عشر الف مسجد . وانشأ الناس بتربة باب النصر تربا وزايا ومساجد لا تحصى.  وكان بها الى مطلع القرن العاشر من المساجد الجامعة سبع خطب ويقول  السخاوى الصوفى صاحب كتاب ( تحفة الأحباب ) : ( وهذا لا يكون الا في بلد كبير )[12] وكثر عدد السكان في القرافة وفي طاعون 833 مات بالقرافتين من السودانيين فقط نحو ثلاثة ألاف انسان ما بين رجل وامرأة وصغير وكبير بالطاعون ) [13]..

وبسبب تضخم عدد سكانها تم تعيين والى لقرافة مصر العتيقة في سنة 786 وهو سليمان الكردي. ( وكان يتحدث على ولاية القرافة والى القاهرة فأخرجت عنه ) [14]

وفي سنة 871 قطع الطريق على جماعة من سكان القرافة في طريق الصحراء ) [15] وبسبب المخاطر نودي يمنع السكن بالصحراء وبعدم المبيت في التربة )[16]  وما لبثت القاهرة ان ضاقت بمن فيها فاتسعت شرقا نحو الشرقية خارج بإنشاء الكثير من المساجد والقباب ) [17] وهكذا ..... فالتعمير جهد إيجابي في تاريخ صوفية العصر المملوكي حيث امتدت الحضارة والعمران في أماكن كان من الصعب الإقامة فيها لولا الصوفية وأتباعهم .

ولنتعرف الآن على أنواع المؤسسات الصوفية وأشهرها ..

مدخل عن تعريفات المؤسسات الصوفية  :

   للباحثين المحدثين اجتهادات في التفرقة بين مدلولات المؤسسات الصوفية المملوكية من الناحية التاريخية [18]أو المعمارية [19]أو الوثائقية[20] وكلها انصبت على التفرقة بين الخوانق والربط والزوايا وأهملت ما عداها  من ترب وقباب وغيرها . على أن المصادر المملوكية لم تفرق بين تلك المؤسسات ، لأنها جميعاً اتخذت منازل للصوفية : ففى المصادر التاريخية للعصر المملوكى نجد أن :

.الخوانق : اختلطت بالجوامع [21] والزوايا[22]والربط[23]والقبة[24] والتربة[25],:

واختلط مفهوم الزوايا بالخوانق [26] والمقابر[27] والربط[28] والقباب[29]والجوامع[30]

وتداخل مفهوم الربط مع الزاوية [31]والخانقاه[32] والمشهد[33]أو القبة .

وأدت المؤسسات المجمعة إلى زيادة الخلط حيث كانت تضم مختلف النشاطات الصوفية بين الاعتكاف والتصوف والتعليم مع المدافن والقباب مثل مجموعة برقوق ( مسجد وخانقاه ومدافن ومدرسة وسبيل للشرب) ومجموعة برسباي (خانقاه وحوش للقبور وقبة ومصلى) ومجموعة قايتباي بالقرافة الشرقية ( مسجد ومدرسة وسبيل وكتاب وضريح) ومجموعة الغوري ( وكالة حمام ومنزل ومقعد وسبيل وكتاب ومدرسة وقبة) ومجموعة قلاوون (ضريح ومدرسة وبيمارستان)[34]

 ويقول النويري (اهتم ركن الدين بيبرس بعمارة خانقاه ورباط وتربة لدفنه )[35].

وفي داخل القرافة تباينت القبور فاستحدثت لها الأسماء وحدث نوع آخر من الخلط بين التربة والمسجد والقبة والتربة[36]وعرفت (الحومة) وهى مجموعة القبور والمساجد المتجاورة[37] ومثلها تقريباً (الزريبة)[38] (والجوسق) وهو " قبة بغير سقف وقد بنى على هيئة الكعبة " ويحوي داخله القبور الهامة[39] .

هذا .

و( الخانقاه ) أو ( الخانكاه ) لفظ فارسى جلبه التصوف علما على مؤسسة صوفية يتفرغ فيها الصوفية للعبادة ( الصوفية ) ، ويقوم صاحب الخانقاة بالانفاق عليهم ، مقابل أن يدعو له وأن يشفعوا له يوم القيامة . وقد يضاف الى الخانقاة وظائف تعليمية للفقه والحديث والتفسير مع قراءة القرآن ، وقد تضم مكتبة وسبيلا لتعليم الأطفال . ويتم الانفاق عليه من مصدر دخل مستمر يوقف عليها مثل أرض زراعية أو محال تجارية . وظهرت مع الخوانق مؤسسات أصغر كالزوايا والأربطة ( جمع رباط ). ثم إتسع نشاط الصوفية بتأثير التصوف ليشمل المساجد والجوامع والقباب والتُّرب .  وموعدنا مع بعض التفصيل .

 

 

 

أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الخوانق والزوايا  

كتاب : أثر التصوف  المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير

 أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الخوانق والزوايا  

( الخوانـــــق )

1 ـ إن كان الفضل للأيوبيين في إنشاء الخانقاه الأولى ( خانقاه سعيد السعداء) إلا أن دولة المماليك البحرية أكثرت من بناء الخوانق وقد وضع لها المماليك تخطيطا ونظاماً معيناً وقد تركت كثرة من الخوانق منها : البندقدارية  والجاولية والبيبرسية والقوصونية والناصرية والمهندارية والنظامية والشيخونية والجمالية واليونسية ..

2 ـ   ويلاحظ أن معظم خوانق الدولة المملوكية البحرية أقامها الأمراء وخاصة أمراء الناصر محمد مثل بكتمر وطوسون والجمالي . كما أسهم في البناء طبقة من أثرياء التجار، فالشرابيشي أقام خانقاه بالدرب الأصفر. وشارك مشايخ الصوفية في البناء فنظام الدين شيخ الناصرية بسرياقوس يقيم خانقاه على سفح المقطم من ماله الخاص.

وفي عهد المماليك البرجية كان معظم بناة الخوانق من عظماء السلاطين، وقد بلغوا شأواً في عمارتها وفنونها . وتطورت الخانقاه في البرجية لتضم إلى جانب التدريس صلاة الجمعة ، وقضى ذلك على التقليد الذي اتبعه صوفية سعيد السعداء بتأدية صلاة الجمعة في الجامع الحاكمي[40] .

3 ــ وصار في مصر إلى أول القرن التاسع اثنتان وعشرون خانقاه[41]  ، وضمت الخوانق حمامات ومطابخ وحظائر للدواب والمقاعد والأحواش[42] .

4 ــ وأهم الخوانق[43] المقامة في العصر كانت خانقاه سرياقوس ، وقبلها خانقاه بيبرس الجاشنكير التي عمرها وأوقف عليها أوقافاً جليلة ثم مات قبل افتتاحها فأغلقها الناصر محمد مدة ثم فتحها ورتب فيها جماعة من الصوفية بلغوا الأربعمائة " وبالرباط فيها مائة من الجند وأبناء الناس الذين قعد بهم الوقت" ومما أعانه على عمارتها عثوره على الرخام الأبيض[44] .

5 ــ   ثم افتتح الناصر محمد خانقاته في سرياقوس 726  وحضرها أكابر الصوفية والقضاة.. وأكابر الدولة والأمراء، وفرقت على الصوفية الخلع، وقرر الأقصرائي شيخاً بها " مع جماعة قاطنين بها ليس لهم حرفة " [45].

مشيخة الشيوخ :

1 ـ ولقب بذلك شيخ خانقاه سعيد السعداء ويقول ابن الفرات "من عادة من يتولى وزارة الديار ـ المصرية من المتعلمين أن تفرش له سجادة بخانقاه سعيد السعداء، ويكون الشيوخ بها شركاء لشيخها .ولما ولى قاضي القضاة ابن بنت الأعز أرسل إلى الخانقاه سجادة لتفرش له على جاري العادة)[46] .

2 ــ  وعندما أقيمت خانقاه سرياقوس حازت على مشيخة الشيوخ من خانقاه سعيد السعداء.  وبعد وفاة المجد الأقصرائي عين الناصر محمد خادمه الركن الملطي في مشيخة الشيوخ في خانقاة سرياقوس [47] , وهى التي نافست سعيد السعداء  .

3 ــ  يقول السبكي عن هذا المنصب مشيخة الشيوخ  :"ربما سمي كبير هذه الطائفة( الصوفية ) شيخ الشيوخ ، وربما قيل : شيخ شيوخ العارفين "وجعل من وظائفه : تربية المريدين وحمل الأذى والضيم على نفسه .. الخ[48] ،  وهى أقرب إلى الآداب العامة .

وورد في وثيقة تقليد الأيكي مشيخة الشيوخ لخانقاه سعيد السعداء : ( أن يكون هذا الشيخ شمس الدين شيخ المشايخ الصوفية والناظر عليهم وعلى جميع أوقافهم بالخانقاه الصلاحية المعروفة بسعيد السعداء )[49] أي شيخاً لعموم المتصوفة " ..

4 ـ هذا، ويحدث أن يدفن شيخ الخانقاه فيها[50] .

 

الزوايــــــا  :

1ــ  الزاوية تُقام لشيخ صوفى واحد فى الأغلب ، يقيمها له السلطان أو الأمير المملوكى ، أو اتباعه أو هو بنفسه. وهى أصغر من الخانقاة ، ولكن قد تضم أنشطة تعليمية وطقوسا صوفية . وقد ابتنى السلاطين المماليك الكثير من الزوايا للمتصوفة كما فعل الظاهر بيبرس مع شيخه خضر العدوى [51]  . ولما تسلطن لاجين أتقن عمارة زاوية للشيخ ابن عبود[52] ، وعمّر الناصر محمد بن قلاوون زاوية الشيخ رجب التي تحت القلعة [53] ، وأنشأ الظاهر جقمق زاوية لشمس الدين الحنفي[54]  ، وبنوا زاوية لحسن السقا العريان[55]  ، وأقام برسباي زاوية للصوفية وشيخهم حسن بن ساطلمش الرفاعي وأوقف عليها الأوقاف[56] .

2ــ ودخل ابن بطوطة مصر في أيام الناصر محمد بن قلاوون وقال عن أمراء مصر ( إنهم يتنافسون في بناء الزوايا وكل زاوية بمصر معينة لطائفة من الفقراء[57]).

3 ـ  وقد بنى الأمراء زاوية لابى زكريا الصنافيري فلم يلتفت اليها [58] .  

بل حمل الأمراء التراب في بناء زاوية الشيخ أبي السعود الجارحى [59]  ، وأنشأ الأمير عز الدين أيبك زاوية الدمياطي خارج مصر [60] , وعمر الأمير القبرصي زاوية شهاب الدين الحنبلي[61] ...

3ــ وأقام بعض الصوفية ـ والأعاجم خاصة ـ زوايا خاصة بهم وبمريديهم خارجة عن تدخل الدولة،  وحيث يمارسون طقوسهم بحرية.  فالشيخ حسن الجواليقي قدم القاهرة وبنى زاوية لأتباعه [62] القلندرية ، وأنشأ بدر الدين الأصبهاني زاوية لأتباعه في النحرارية أصبحت زاوية [63] للأعاجم .. أما الشيخ عبد الله القاسمي نزيل مصر  فقد أنشأ لأتباعه في بلاد متفرقة مائة وعشرين زاوية[64] ..

4ــ والمتصوفة المصريون أقاموا لهم زاوية خاصة بهم تقليداً للأعاجم مثل الشاب التائب[65] والمتبولي[66] والوفائية الشاذلية  [67] ويوسف الإمبابي[68] والإبناسي[69].

5 ــ  وبعد هذا،  لا نسلم بذلك التعميم الذي اتجه إليه باحث حين قال (دلتني كثرة مباحثي على أن جميع الزوايا التي اتخذها مشايخ الصوفية للسكن والعبادة لم تكن من إنشائهم بل أصلها من الجوامع التي أهملت وتعطلت[70] ..) وقد يفهم  عن بعض المراجع أن بعض صوفية العجم نزلوا بأحد الأبنية وجعلوه زاوية ، فابن أشيراك التركماني العجمي ( اتخذ لنفسه زاوية تحت القلعة وصار لزاويته فقراء يقيمون بها)[71] ، وسكن بهاء الدين الكازروني العجمي في زاوية المنتهى[72]  ، ونزل بدر الدين الكردي بزاوية أخرى[73] ، وزاوية الشيخ نصر الله نزلها الشيخ النجاري[74] ، وكان حسن العجمي[75] شيخاً لزاوية , وعمّر عجمي آخر زاوية في مسجد وزاد فيه زاوية[76] أخرى ، وبنيت زاوية لابن القلانس[77] عدا زوايا لأعاجم آخرين ..[78] .

إلا أن التعميم أمر غير وارد في عصر كالعصر المملوكي الذي شهد ازدهار بناء المؤسسات الصوفية على يد الصوفية أنفسهم ومعقيدتهم ..

 هذا ... ويصعب تصنيف الزوايا بسبب كثرتها ، حتى أن القارئ لبعض الصفحات الخاصة بها في المصادر المملوكية يتخيل الزوايا في كل مكان بمصر المملوكية[79] ، وأعترف أنها تستحق بحثاً مفصلاً مستقلاً ــ أرجو أن أنجزه فيما بعد- ولكن أشير هنا إلى أن بعضها قد خصص للنساء[80] مثل زاوية حليمة ، المبرقعة في باب الشعرية،  وزاوية الست زينب خارج باب النصر ... وعرفت زوايا للقادمين من غير الأعاجم من الشام والمغرب[81] ... ويقول السبكي (وغالب الزوايا في البراري )[82] وهذا وضع طبيعي تفرضه العزلة الصوفية ولكن باتساع العمران اتصلت بعض الزوايا بالمدن ، والقرافة أقرب مثال لذلك  حيث احتوت على الكثير من الزوايا[83] وما لبثت أن اتصلت بالمدينة باتصال القرافة بها مع عدم إغفال اختلاط مفهومي الزاوية بالتربة, ووصفت المرجع كثيراً من الزوايا بأنها (ظاهر القاهرة)[84] ولن تبقى ظاهرها إلى الأبد فقد امتد العمران ليصل القاهرة بمصر ...

   وعرفت المدن الأخرى بل القرى إقامة الزوايا[85] مثل الجيزة[86] وفرجوط[87] ونواحي المنزلة[88] ومنية مرشد[89] ومنية السيرج[90] وشبرا بسيون [91] وصنافير[92] وميت جبرين[93] ويونين[94] وأقام جد الشعراني زاوية في بلده[95] ..

  وفي داخل القاهرة استحوذت منطقة الأزهر على كثير من الزوايا كالجامع الأزهر[96] والحسين[97] والحسنية [98] والموسكي[99].....

أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الرُّبط  والتُّرب   

كتاب : أثر التصوف  المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير

 أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الرُّبط  والتُّرب   

( الرُبــــــــــط )

1 ـ لا فارق كبيرا بين الرباط والزاية إلا مجرد الاسم ، غاية ما هناك أن الرباط  كان يعنى فى الجهاد السنى فى العصور الوسطى المرابطة على ( الثغور ) أو الحدود مع الدولة البيزنطية فى قلاع تسمى ( رباط ) وجمعها ( أربطة ) . وجاء الصوفية بمفهوم جديد للجهاد يتفرغون له وهو ( جهاد النفس ) والذى إعتبروه فى التراث الجهاد الأكبر ، فأقيمت ( أربطة ) يقيم فيها الصوفية عالة على من ينفق عليهم بزعم جهاد النفس .

2 ـ وقد أقام المماليك الكثير من الربط . وأشهرها رباط الأفرم عز الدين أيبك وقرر فيه فقراء تنعقد بهم الجمعة ، ويقيمون فيه ليلاً ونهاراً وأقام لهم الرصد لصلاتهم[100] ، ورباط الآثار الذي أقامه الوزير ابن حنا ، واحتوى بعض الآثار المنسوبة للنبى عليه السلام وجُعِل فيه الطعام للوارد والصادر والجراية لخدمة الآثار النبوية[101] وشرطَ أن يسكنه عشرة من الفقراء المجردين[102] . واليه تُنسب منطقة ( أثر النبى ) الحالية فى القاهرة .

وجدد الأمير جانبك رباطا ً وأنزل فيه الفقراء[103] . ورباط الخازن أقامه علم الدين سنجر[104] ورباط قراسنقر[105] ورباط الأمير مسعود[106] ، وآخر للأمير ابن قزل بسطح المقطم[107] والرباط العديمي أقامه ابن العديم[108] ورباط الأمير الهكاري والي الإسكندرية[109] .

2 ــ وأقام المتصوفة كثيراً من الربط . وقبل العصر المملوكي أنشأ عبد الرحمن الغناني أول رباط  بصعيد مصر ودفن فيه سنة 592 . وبنى محي الدين المصري رباطاً حسناً بمصر[110] ، واستوطن أبو الحسن القوص أخميم وبنى بها رباطاً[111]،  وبنى عبد الغفار بن نوح رباطاً بظاهر قوص وأعانه في البناء أحد معتقديه[112] ، وبنى أبو القاسم سليمان رباطاً خارج ادفو[113] . وذكرت أربطة لمتصوفة آخرين مثل ابن مقلد وابن يحيى الصفي والخطاب السيوطي في الصعيد[114] .

3 ـ ويحدث أن يدفن في الرباط شيخه أو صاحبه .

4 ــ  وأقيمت أربطة خاصة بالنساء لإيوائهن وتعليمهن مثل رباط البغدادية ورباط الست كليلة[115] ورباط بنت الخواص[116]

 

" التربــــــــــــــــــــة "

1- التربة ـ اى المقابر وأماكن دفن الموتى ، وأطلق عليها فى مصر ( القرافة ) .

وتلعب التربة - والضريح ــ دوراً هاماً في التاريخ الصوفي ، ويكفي أن التربة بمعناها التقليدي ( المقدس ) قد نشأت في تاريخ المسلمين بعناية التصوف . وبالتصوف أُقيمت زوايا صوفية داخل الترب والمقابر ، وتحولت بعض المقابر المقدسة الى أضرحة ، وأصبحت الترب أو المدافن مليئة بالناس ومقصدا للتنزه وزيارة الأولياء الأحياء والموتى ، بل أصبحت من معالم السياحة الدينية بمفهوم عصرنا ، يأتى اليها الزوار لمصر ، ومنهم رحالة كابن بطوطة وابن ظهيرة .

2- في العصر المملوكي أصبحت التربة إحدى وسائل الشهرة الصوفية فيقيم فيها أحدهم مُدّة فلا يلبث أن يعتقده الناس ، مثل يحي الصنافيري الذي أقام بالقرافة مدة يسيرة ثم توجه إلى صنافير فاشتهر حاله[117]  . وأقام المتبولي بضريح البدوي وانتقل إلى القاهرة مشهوراً [118]. ونشأ عبد الله الدرويش بزاوية يوسف العجمي ثم خرج منها ( بجذبة ربانية ) ( ثم اشتهر حاله عندما أقام بباب القرافة وصار الناس يهرولون إليه من البلاد والقرى وشهد له علماء الزمان بالولاية) [119] . وأقام المنوفي بالتربة فاشتهر بالصلاح [120]. وكان الحيدري  القاطن بتربة زوجة طرغان – معتقداً مقصوداً بالزيارة [121]. وأقام آخر بالقرافة ( فصار له أصحاب ومريدون ) [122].

2 ـ وتلقب بعض الصوفية بالقرافي ووصفوا بالولاية مثل المعتقد سليم القرافي [123]. وابن الناصح القرافي [124].  

3- وبالتصوف أقام المماليك الترب لأنفسهم وللمتصوفة ، وبازدياد التصوف في البرجية ظهر فيها بناء المدافن الكبيرة [125]. فالأشرف برسباي أقام تربة بالصحراء [126]بجوار تربة الناصر فرج خارج باب النصر ، وقرر الناصر فرج في مشيخة تربته الشيخ صدر الدين العجمي ورتب عنده أربعين صوفياً بالخير واللحم والمعاليم [127]، وقريباً منها أنشأ خشقدم تربته وقرر فيها وظائف من الصوفية والقراء يحضرون في أوقات الصلاة وعمل لهم بيوتاً تصلح للزواج والسكنى ورتب لهم الأموال والطعام [128] ، أما قايتباي فقرر في مشيخة تربة قاضى الجماعة وقرر في خطبتها الشيخ الحرفي مع ثلاثين صوفياً في أوقات الصلاة، وبنى لهم البيوت وقرر لهم الجوامك ( المرتبات ) ، وجعل بها جامعاً بخطبة وحوضاً وصهريجاً .. الخ [129]

  ويذكر أن السلطان قلاوون في الدولة البحرية " لما رأى التربة الصلاحية أمر بإنشاء تربة ومدرسة ..الخ "[130].

4 ــ وشارك الأمراء في الميدان حيث كان لبعضهم تربتان كالأمير أقوش النجيبي[131]، والأمير شرف الداودار[132] . ودفن الصوفي بيرم التركي في تربة جاني بك المشد[133] . وكان الصاحب بهاء الدين يحب الفقراء فأنشأ لهم تربة ( وكان يتولى تجهيزهم حتى جمع في تربته رفات مائة ولى)[134] وأنشأ كافور الضرغتمشى تربته وجعل فيها خطبة وصوفية ـ وأوقف عليها ـ ( وكان يحبها حباً عظيماً ويغضب ممن يسميها تربة وكان لا يزال يزخرفها ويجدد ما تلف فيها من الزخرفة)[135] .

5 ـ وأقام بعض الأمراء في تربته فالأمير بيدمر البدري (عمّر تربة مليحة أقام بها نحو الشهرين )[136] .

6 ــ وجدّد الأمير جانبك رباطا ، ثم جدّد أيضا  تربة (وجعل فيها حوشاً ومقعداً وأصطبلاً  ومطبخاً وميضأة وصهريجاً وحوضاً وكُتّاباً ( لتعليم الأطفال ) وجدد بئرها وقرر فيها شيخاً وخمسين صوفياً ومقرئين يقرأون في الخمسة أوقات ، كل جوقة ثلاثة نفر ، كل وقت، وجعل عليهم كاتب غيبة، ومادحاً ( أى منشدا للمدائح النبوية ) وخادماً للشيخ وإماماً وفراشاً وبواباً ومزملاتيا ( ساقيا للماء ) و سواقاً ورشاشاً ، وأجرى على الكل الجوامك اللائقة وكذا على الأيتام المنزلين بالكُتّاب)[137] . ويعطي النص السابق صورة الحياة الصوفية في التربة .

5 ــ ولا أدل على أهمية التربة في العصر المملوكي  من تأليف الكتب في زيارتها مثل ( تحفة الأحباب ) للسخاوى الصوفى ، و( الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ) لابن الزيات ، وهى تبين أهم قبورها[138] ومسالكها والأنشطة فيها  ....

 

 

 

 

أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : الأضرحة والأضرحة المزورة

كتاب : أثر التصوف   المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير

نبــذة عن المؤسسات الصوفية في العصر المملوكي : الأضرحة والأضرحة المزورة

" الأضرحــــــــة "

1ـ أقامها الفاطميون في مصر ،وأنشأها الأيوبيون ليحولوا الأنظار عن مشاهد الشيعة[139] وجعلت الأضرحة من محاسن مصر والقاهرة [140] في العصر المملوكي الذي ورث أضرحة الفاطميين والمماليك وأضاف إليها الكثير ، حتى أصبح من الدعوات للأولياء " نور الله ضريحه"[141] . وكانت قبور الأولياء توصف بأنها معروفة أو ظاهرة تقصد للزيارة[142]  

2 ــ وكانت الأضرحة أحياناً تابعة للمؤسسة الصوفية مدرسة كانت أو جامعاً ، وقد يقام عليه قبة متصلة بالبناء ،أو تكون منفصلة قائمة بذاتها ، فمدرسة الأمير جرباش  بها قبر الشيخ أسد ، وضريح علم الدين سنجر في مدرسته الجاولية أو خانقاته ، وبخانقاه شيخون أضرحة لجماعة من الأولياء[143] .

3 ــ ولا يكاد يخلو جامع أو مسجد فى العصر المملوكى من وجود ضريح لولى فيه أو عدة أضرحة[144] طبقاً لدين التصوف فى تقديس الأولياء والإشراك بالله جل وعلا.

4 ــ بل صار الضريح الأصل والصلاة تابعة أو كعامل ثانوي.. بل ورد في تحفة الأحباب :" بنى أبو بكر محمد مسجداً أنفق عليه ماله في مغارة ابن الفارض قيل أن عمر ابن الفارض كان يجلس هناك فاتخذه أبو بكر مسجداً" [145] .!. أى قيل إن عمر بن الفارض كان يجلس هنا فبنى معبدا له سماه مسجدا لعمر بن الفارض .!

5 ـ لذا كان شائعا رفع القباب على مكان دفن الولي،  فابن القطان أقام قبة على ضريح المرسى [146] وصار مشهد ابن الفارض بدون حاجز عليه إلى أن أقيمت عليه قبة بأوقاف و أسمطة للزوار ورخام للمقام[147] . وقد جعلوا من السلطان قايتباي ولياً ودفن بقبة بناها بتربته[148] وحُملت الأخشاب لإقامة ضريح للشاذلي[149] ، وبنيت قبة عظيمة على ضريح يوسف حفيد الشيخ عدى[150] ، وبنيت على قبر أبي الخير الكليباتي عمارة وقبة[151]، وجعلت الأوقاف لتحسين مزار عبد الرحيم القنائي وتوسيعه[152] ، وجدد الناصر محمد مشهد السيدة نفيسة ووضع به المحراب على التحرير الصحيح [153] ، وجدد ابن الأشرف برسباي ضريح محمد بن أبي بكر وعمل فيه الأوقاف والسماعات[154] ، وقيل في ضريح زين الدين المرواني " وبناء تربته والقبة التي على ضريحه من أعاجيب البناء"[155].

6 ـ وأقيمت الأضرحة للنساء وعادة ما يكن (شريفات) أو (صالحات)[156] وأقيمت أضرحة للخدم (خدم الولي حياً أو خدم ضريحه) ويلحق بزاوية شيخه أو بضريحه[157] .

7ــ وهكذا صارت القرافة مميزة بقبابها يقول ابن بطوطة ( وهم يبنون بالقرافة القباب الحسنة ويجعلون عليها الحيطان فتكون كالدور ويبنون لها البيوت)[158] .

8 ــ وأقيمت القباب على غير الصوفية تعظيماً لشأنهم فالمنصور قلاوون أنشأ قبة عظيمة وجعل منها مدفناً ،ودُفن فيها ابنه الناصر محمد[159] ، ودفن المؤيد شيخ في القبة التي أقامها في جامعه[160] ، وبنيت قبة دفن فيها الحاكم بأمر الله الخليفة العباسي[161] ، ودفن أحمد العيدروسي في قبة أبيه[162] ، وجدد ابن زنبور قبة قطر الندى[163] .

9 ـ وكالعادة في المؤسسات الصوفية استفاد منها الصوفية حيث تقرروا فيها موظفين للتكفير عن ذنوب المدفونين فيها ، فالأشرف برسباي "بنى قبة كبيرة ووقف عليها وقفاً له متحصل كثير وعين شيخاً لها : الشيخ حسن العجمي" [164] ، وأنشأ جانبك الداودار قبتين بطرف بستانه وأنزل بهما جماعة كبيرة من صوفية الأعاجم وأجرى عليهم الرواتب الهائلة[165] . وأسهب المقريزي في محاسن القبة المنصورية التي أنشأها قلاوون وبها قبره .وقبر ابنة الناصر والصالح عماد الدين [166] ، وأوقف الأشرف خليل قلاوون عليها الأوقاف بعد فتح عكا[167].

 وصار تقليداً أن يزور الأشرف خليل والناصر محمد القبة المنصورية في المناسبات الهامة ، فالأشرف خليل عمل بها ختما وزارها قبل توجهه لعكا[168]  وزارها الناصر محمد بعد عودته من الخارج ، وتوجه رسل الملك أبي سعيد لزيارة القبة المنصورية[169] .

وأنشأ الناصر محمد القبة الناصرية ووقفها , وعيّن فيها شيخ الحديث والمؤذنين والقوَمة والقرائيين والخدام لخدمة المترددين والمجتازين( خلا موضع الضريح فإنه مرصد للدفن)[170] .

10 ـ  واحتلت القبة مكانها (العالي ) في الأمثال الشعبية، فيُقال: ( يا شيخ يا للي في القبة ما كنتش بحبك في الدنيا حبيتك وأنت في التربة) ( بكرة تموت يا أبو جبة واعمل فوق قبرك قبة)،( افتكرنا تحت القبة شيخ ، الناس مقامات يعمل الحبة قبة )[171] .

الأضرحة المزورة : ـ

1 ـ    ولم يكتف متصوفة العصر برفع أضرحة لأوليائهم وإنما أقاموا مشاهد لمشاهير الصحابة والأشراف والعلماء بل وبعض الأنبياء بدعوى وفاتهم في مصر، وهو افتراء باعتراف محققي الصوفية أنفسهم . ولم يعدم الصوفية الوسائل لتحقيق غرضهم فتارة يدعي أحدهم أن صاحب الضريح دعاه في رؤيا منامية لأن يقيم الضريح وتارة تُزوّر الرخامات وتحمل أسماء شهيرة تقام لها الأضرحة ، وفي تحفة الأحباب أن عبداً أسود جمع ألواح الرخام من القرافة وصار يضعها على القبور التي أقامها ونقش على الألواح أسماء اخترعها (وكان أول اسم اخترعه شكر وعمل عليه ستراً ، ولما عملوا الستر حملوه من باب البيمارستان المنصوري بالقاهرة إلى القرافة الكبرى، وكان يوماً مشهوداً في دولة الأشرف برسباي  ... ثم انتدب إلى عمارة هذا المكان والبناء عليه وفعل الخيرات به الحاج عيسى سلاخوري الأمير جقمق العلائي أمير أخور) ،ويقول السخاوى أيضا : (واخترعت أسماء كأصحاب أضرحة  "منهم عمرو بن العاص وجماعة من الصحابة . والحال أنه لم يذكر أحد من أهل التاريخ ولا من أهل الزيارات ذلك ولم يشتهر ، ولو كان لهذا صحة لعُرف واشتهر)[172].

أضرحـة مزورة للأشــــراف : ــ

1 ــ يقول ابن تيمية عن مشهد أو ضريح الحسين : ـ ( ولم يُحمل رأس الحسين للقاهرة ، فقد دفنت جثته حيث قتل ، وروى البخاري في تاريخه أن رأس الحسين حمل إلى المدينة ودفن بها في البقيع عند قبر أمه فاطمة . وبعض العلماء يقول أنه حمل إلى دمشق ودفن بها.  فبين مقتل الحسين وبناء القاهرة نحو مائتين وخمسين سنة . وقد بنى الفاطميون مشهد الحسين في أواخر 550  وانقرضت دولتهم بعد هذا البناء بنحو أربعة عشرة سنة (أي جعلوا منه سنداً وقت ضعف دولتهم) (وهذا مشهد الكذب)[173]. ومشهد الحسين أكبر شاهد على الكذب والتدليس ، ويكفى تعدد المشاهد على ( رأس الحسين ) . ومبلغ علمنا أنه كان له ( رأس ) واحدة .!!

ومن الطبيعي أن ينشر المتصوفة التأكيد بصحة تواجد رأس الحسين بمشهده . وفي كتاب (الكواكب السيارة ) لابن الزيات قصة عن صوفي تعود أن يسلم على الحسين في مشهده ويسمع إجابته وذات مرة لم يسمع الإجابة فتضايق فرأى الحسين في المنام يعتذر له بأن جده كان يزوره فشغله عن رد السلام[174] .

وأثار ضريح الحسين خيال الصوفية خارج القاهرة فهناك مشهد الحجر بمدينة بالس قرب حلب ( يقال أن رأس الحسين وضعوه عليه )[175] وهناك صخرة المحراب في مسجد النارنج ( وقد استفاض بين الناس أنه حط عليها برأس الحسين فانشقت له ولها في كل سنة يوم عاشورة عيد يجتمع فيه الناس عندها ويتبركون بها ويقبلون وينذرون لها النذور[176] .. وتعددت الأضرحة حول ( رأس ) أو ( رءوس ) الحسين ، وإعتقدوا بقدسيتها وجاهها ، ولم يسأل أحدهم نفسه : إذا كانت بهذه القداسة فكيف إستطاع سيف قطعها ؟

2ــ ونعود إلى صوفية مصر لنعطى فكرة سريعة عن ( أضرحة المنامات ) . فقد رأى أحدهم في المنام فاطمة الزهراء تصلي في جامع ، فعُملت في الجامع مقصورة عرفت حتى وقت ابن دقماق بمقصورة  فاطمة الزهراء[177] . ورأى ابن اللبان مناماً يخبره ( أن بهذا المكان على بن الحسين بن على بن أبي طالب فجدّد هذا المشهد) يقول ابن الزيات ( وليس بصحيح)[178] وهناك مشهد لمحمد بن الحنفية بن على ، يقول كاتبا المزارات : السخاوى وابن الزيات : (وليس بصحيح فإنه لم يمت أحد من أولاد الإمام على لصلبه بمصر)[179] ويقول السخاوى  صاحب تحفة الأحباب ( وهناك ـ  مشاهد للرؤوس .... منها مسجد الحسين ومشهد القبة ومشهد زين العابدين بن الحسين ومشهد محمد بن أبي بكر ........ )[180]                   

 3 ـ  وهناك مشهدان للسيدة سكينة بنت زين العابدين[181] وهناك مشاهد مزورة لأشراف مشهورين مثل محمد الأصغر بن على بن زين العابدين  ومشهد للسيدة رقية بنت الإمام على وآخر للقاسم بن الحسين بن على مع أن الحسين لم يبق من أولاده إلا زين العابدين في كربلاء ، ومشهد للإمام جعفر الصادق مع أنه دفن بالبقيع ومات بالمدينة المنورة ، ومشهد للسيدة نفيسة عمة السيدة نفيسة بنت الحسن ومشهد للشريف العريضي بن جعفر الصادق [182] . هذا عدا مشاهد مزورة أخرى لأشراف أقل شهرة وربما ليس لهم وجود في التاريخ والأنساب[183]، هذا ولم يرد في المزارات ذكر لما يعرف الآن بمشهد السيدة زينب كمشهد صحيح أو مزور، مما يؤكد أنه اخترع في العصر العثماني.

للصحابة والتابعين والمشهورين : ـ

1ـ وفي البلاد التي حرمت من تلك الشخصيات قام الصوفية ببناء أضرحة وهمية لهم. وفي قرافة مصر أمثلة حية في العصر المملوكي ، وقد نبهت كتب المزارات على كذب ـ المشاهد المنسوبة ـ للصحابة وتابعين مشهورين مثل السيدة عائشة وقبر يزيد بن معاوية وقبر عبد الله ابنه وقبر جمل عائشة في موقعة الجمل وقبر ابن حليمة السعدية أخي النبي من الرضاعة وقبر صاحب البردة وقبور ومشاهد أخرى لعبد الله بن الزبير وأولاده ، وطلحة والزبير وأبي هريرة والمقداد بن الأسود وأبي ذر الغفاري وأبي ربيعة الأنصاري حامل راية الرسول عليه السلام وقبور أخرى لعقبة عامر وقبر سارية  الجبل والرويني وساعي البحر الذي جاء بثياب عمر بن الخطاب للنيل ومعن بن زائدة وسياك بن خرشة ويحيى الدرعي وإدريس بن يحيى الخولاني[184].

2ـ بل اخترعوا أسماء وهمية وزعموا أنها لصحابة وأقاموا لها الأضرحة مثل مشهد زرع النوى أو خضر الصحابي وصاحب الكلوبة واليهودى الذى سحر البني "وعبد الله بن تميم الداري وتميم الداري لم يعقب" [185] . وحتى اختلفوا فيمن مات فعلا بمصر فاختلفوا في قبر عمرو بن العاص[186] وزوروا قبوراً أخرى لعلماء وخلفاء عباسيين[187] كالخليفة المأمون والسبتي بن هارون الرشيد وقبوراً أخرى لمتصوفة مشهورين كأبي تراب التخشبي وغيره[188] . والطريف أنهم زوروا أضرحة لأنبياء وإخوتهم وحواريين مثل روبل واليسع إخوة يوسف والنبي هارون وسام بن نوح وشمعون الصفا أحد الحواريين[189]...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أهم المؤسسات الصوفية في مصر المملوكية : المساجد والجوامع

كتاب : أثر التصوف   المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية

الفصل الأول : أثر التصوف في ازدهار العمارة الدينية والتعمير

نبــذة عن المؤسسات الصوفية في العصر المملوكي : الأضرحة والأضرحة المزورة

     المساجد والجوامع

1ـ  صارت ممثلة للتصوف في العصر المملوكي ، وبازدهار التصوف في العصر المملوكي كثرت الرغبة في بناء الجوامع في الدولة البرجية حتى بلغت مائة وثلاثين جامعاً تُقام فيها الجمعة ـ كان منها بمصر العتيقة عشرة وبالقرافة أحد عشر وبجزيرة الروضة خمسة وبالحسينية اثنا عشر وعلى النيل خارج القاهرة أربعون وبين القاهرة ومصر ثلاثة وعشرون وبالقلعة أربعة وخارج القاهرة سبعة بالترب  وداخل القاهرة سبعة عشر . وكان من بنى جامعا وقفه لله ووقف عليه الأوقاف [190].

2ـ وقد سعى المتصوفة لإقامة الجوامع؛ فالظاهر بيبرس يقيم جامعا بإشارة شيخه خضر[191] وتداعت أركان الجامع الحاكمي فجدده الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير وأوقف عليه إستجابة لطل شيخه نصر المنبجي[192] . وأمر السلطان محمد بن قايتباي ببناء جامع الفيوم وكان القائم في ذلك الشيخ الدشطوطي ،وأرسل صحبته جماعة من البنائين والمهندسين [193] ، ومن ناحية أخرى أقام المتصوفة مساجد بإشاعة الكرامات حولها أو بدعوى اكتشاف أثر قديم لولى أو نبي[194]   

3- وأقام بعض المتصوفة بأنفسهم جوامع . واشتهر في ذلك ابن الزاهد الذي أقام عدة مساجد بها خطبة بالقاهرة [195] ، وابن مصلح المنزلاوي الذي عمّر عدة جوامع في المنزلة والبحر الصغير[196] ، وعمّر الحريتي عدة جوامع في دمياط والمحلة وغيرها[197] . أما الدشطوطي فقد أقام عدة جوامع بمصر وقراها، وكان المتولي لعمائرته الشيخ جلال الدين البكري[198] . وأنشأ الغمري جامعاً بالقاهرة[199]وحول آخر مسجد إلى جامع بخطبة[200].

4ـ وكان المتصوفة يقيمون في الجامع كوسيلة للشهرة والاعتقاد، مثل زين الدين السطحي المقيم بسطح جامع الحاكم[201] وبيرم التركي المقيم في جامع الحاكمي[202] ،وكلاهما (من المعتقدين ) أى الأولياء الذين يعتقد فيهم الناس وقتها .  وعُرف مسجد قبالة بإقامة الفقراء[203] ، وسكن عمر البجائي بجامع الملك بالحسينية ثم انتقل إلى جامع محمود فنازعه أهل القرافة فرجع إلى قبة المارستان بخط بين القصرين[204] . وانقطع ابن الحداد في مسجده المعروف بالساحل[205] . واعتزل صوفي آخر أربعين عاماً في جامع[206] ، وأقام المعتقد رشيد التكروري بجامع راشد ، وهو آخر من سكنه من  الصوفية [209] . وكان الاعتكاف أة الانقطاع فى جامع يجلب الشهرة بالصلاح وإعتقاد الناس فى بركة ذلك المنقطع فى الجامع أو المسجد ، وقد انقطع فقيه سنى شافعي في جامع فهرع الناس إليه معتقدين[210] ، وكان مسجد الحلبيين يعرف بالمشهد إلى أن انقطع فيه الشيخ الجعفري وقد أقام بهذا المسجد العارف عبد العزيز الحراني وقد توفي ودفن بمقصورة هذا المسجد[211].

5 ـ وقُرِر الصوفية موظفين متفرغين في الجوامع التي أنشأها المماليك وأتباعهم  ، فعلى سطح الجامع الناصري أقيم أربعون صوفياً مجردين بشيخ وجراية وخبز ولحم ومقصورة [212] ، وأنشأ برسباي جامعا ً أوقفه على الصوفية مع إمام وخطيب وقراء[213] ، وأقام قايتباي بتربته جامعاً وقرر به صوفية وشيخاً لحضور وظيفة التصوف وعددهم أربعون[214] . وأقام إبراهيم ابن عبد الغني جامعاً ببولاق جعل فيه شيخاً وصوفية[215] ، وفيها أنشأ الزين الاستادار جامعاً بتصوف وميعاد[216] . وقد يُقام الجامع لصوفية الخانقاه أو الرباط كجامع بشتاك الناصري تجاه خانقاه[217] ـ وجامع الرصد ـ بجوار رباط الأفرم ومسجد آخر بجوار الرباط الغربي[218]

أخيرا

بهذا تمت سيطرة التصوف على كل المؤسسات الدينية ، منها ما كان صوفيا محضا كالخوانق والزوايا والأربطة والأضرحة والقباب والترب والمشاهد ، ومنها ما كان ( علميا ) كالمدارس التى تحولت الى خوانق ، أو الخوانق التى كانت تقوم بدور المدارس . ثم إنتدت سيطرة التصوف الى المساجد و( المساجد الكبرى الجامعة : الجوامع ). ونتذكر أن الله جل وعلا يأمر أن تكون المساجد خالصة له وحده وينهى أن ندعو غيره فى مساجده ، بحيث لا يرتفع الأذان إلا باسمه ولا تقوم في المسجد الصلاة إلا بذكره . ولكن التصوف وأربابه أقاموا فى العصر المملوكى أكبر حركة تعمير للمؤسسات الدينية ، لا تزال باقية حتى الآن تمثل معظم الآثار ( الاسلامية ) فى القاهرة حتى اليوم ، مع أنها لا صلة لها بالاسلام . فكما أنه فى الاسلام يجب أن تكون المساجد لله جل وعلا وحده خالصة فإن أرباب التصوف جعلوا المساجد ـ وغيرها ـ خالصة للتصوف وأوليائه ومريديه وأنصاره من المماليك وأتباعهم ، وكانوا طبقا لدينهم ينشئونها بالمال السُّحت وبالسُّخرة والنهب والسرقة ، معتقدين أن أولياء التصوف سيشفعون لهم يوم القيامة . وقد ناقشنا ذلك فى كتبنا السابقة فى موسوعة التصوف المملوكى ، فلا جاجة للتكرار.

ولكن ــ وبكل أسف نقول ـ إنه وحتى الآن فلا يوجد مسجد خالص لله جل وعلا ، يرتفع فيه الأذان بذكر الله جل وعلا وحده ، ولا تعظيم فيه إلا لله جل وعلا وحده . فى كل مساجد المحمديين من سنة وشيعة وصوفية وأحمدية تتعدد الآلهة ، من محمد الى الخلفاء الراشدين عند السنة ، الى محمد وعلى وآل بيته عند الشيعة ، ثم الأولياء الصوفية عند الصوفية .

عار على المحمديين الذين يزعمن أنهم يؤمنون بالقرآن أن تخلو بلادهم من مسجد إسلامى حقيقى .

عار على المحمديين كفرهم بقول الله جل وعلا : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) الجن )

 

 

 

 

 

  

   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



[1]
ــ تحفة الأحباب 119

[2]ــ الدرر الكامنة 2ر 122

[3]ــ الطبقات الكبرى 2ر 114 : 115 وهناك رواية أخرى في الكواكب للغزى 1 / 96

[4]ــ خطط المقريزي 4 / 285

[5]ــ المنهج الصافي مخطوط 3 / 311

[6]ــ النجوم الزاهرة 9 / 182

[7]ــ  النجوم الزاهرة 16 / 139 : 140

[8]ــ خطط المقريزي 4 / 287

[9]ــ محاسن مصر والقاهرة 191

[10]ــ رحلة العلوى : مخطوط 59 : 60

[11]ــ زبدة كشف الممالك 27

[12]ــ تحفة الأحباب 318 ، 37 ، 202 وانظر المقفى 3 / 162 والكواكب السيارة 106 ، شذرات الذهب 6 / 149

[13]ــ النجوم الزاهرة 14 / 342

[14]ــ تاريخ ابن اياس 1 / 2 / 355 : 356

[15]ــ تاريخ القاعى مخطوط 15 ب

[16]ــ حوادث الدهور 2 / 334

[17]ــ تاريخ العمارة 2 / 240

[18]ـ عاشور : البدوى 223 : 224 .

[19]ـ دولت عبد الكريم : الخوانق 26 : 33  رسالة دكتوراة غير منشورة .

[20]ـ محمد أمين الأوقاف 278 : 282  رسالة دكتوراة غير منشورة .

[21]ـ ابن دقماق الانتصار 101 الخطط المقريزية  4 /  9 ، 21 282،  نهاية الأرب 30 ، 75 .   

[22]ـ رحلة ابن بطوطة 1/ 23 .

[23]ـ الخطط 4 / 297 .

[24]ـ وثيقة وقف الامير صرغتمش .

[25]ـ النجوم الزاهرة 11/218 ، 219 وحاشية  (1)

[26]ـ الطبقات الكبرى للشعراني 2/28 .

[27]ـ الكواكب السيارة 182 ، 189، تحفة الأحباب 147 .

[28]ـ النجوم الزاهرة 11/ 125 , تحفة الأحباب 62 ،148 ، 149 ، 476 ، 477 ، 162 ، 163 .

[29]ـ المنهل 3/ 104 شذرات الذهب 8 / 130 .

[30]ـ المنهل 3/ 104 .

[31]ـ الطبقات الكبرى للشعراني 2/ 90 .

[32]ـ المدخل 2/ 197 .

[33]ـ رحلة ابن بطوطة 1/21 .

[34]ـ العمارة الإسلامية  سامح  99  ، 100 ، 106 ، 210.

[35]ـ نهاية الأرب 30 / 24 : 25 .

[36]ـ الكواكب السيارة 145 ، 18 تحفة الأحباب 310  وغيرها .

[37]ـ الكواكب السيارة 66 ، 12 ، 102 ، 120، 123 ، 150 ،155، 183 تحفة الأحباب 302 ، 304 ، 305 وغيرها ،

[38]ـ الكواكب السيارة 246 ، 301 ، تحفة الأحباب 250 .

[39]ـ الكواكب السيارة 154 ، 155 ، تحفة الأحباب 290 ، 211 .

[40]ـ دولت . الخوانق 37 ، 39 ، 40 .

[41]ـ على مبارك الخطط التوفيقية 1/ 225 .

[42]ـ دولت . الخوانق 178، 179 ، 180 ، 181 ، 183 .

[43]ـ باقي الخوانق 4/ 279 : 292 ، السلوك 2/ 2 / 423 ، 544 ، 3 / 1 / 17 ، 4 / 2/ 760 . النويري 31 / 103 : 104المقفى مخطوط 2/ 1154 ، تاريخ ابن الفرات 9/  2   354  ، 355  المنهل الصافي  1/ 44 .الدرر الكامنة  4/ 324 ، 373 ، تاريخ ابن إياس 1/ 203 ، 226 ، 167 .

[44]ـ النويري . نهاية الأرب 30 / 44 ، 45 , عقد الجمان مخطوط 706 لوحة 371  الخطط  4/ 276 , النجوم الزاهرة 8/ 276 تاريخ ابن إياس 1/ 1/ 147 ط بولاق .

[45]ـ نهاية الأرب  النويري 31 / 61 , تاريخ ابن الوردي 2/ 278 السلوك 2/ 1/ 261 عقد الجمان  سنة 726 لوحة 3،درة الأسلاك 726 لوحة 237 ابن أيبك الداودار 313 ، 319 تاريخ ابن إياس 1/ 163 ط بولاق .

[46]ـ تاريخ ابن الفرات 8/ 124 .

[47]ـ السلوك 2/2/489 .

[48]ـ السبكى  معيد النعم 162 .

[49]ـ تاريخ ابن الفرات 8/31 .

[50]ـ السلوك 2/ 2/ 327 ،328 ، 353 ، 390 . خطط المقريزي 4/141 الكواكب السيارة 319 وغير ذلك .

[51]ـ النويري . نهاية الأرب 28 /120 ، النجوم الزاهرة 7 / 163 .

[52]ـ الدرر الكامنة 2/ 153 .

[53]ـ تاريخ ابن إياس 1/ 175 ط بولاق .

[54]ـ التبر المسبوك 83

[55]ـ الضوء اللامع 3/ 133 .

[56]ـ وثيقة برسباي 46 ، 47 نشر دراج ..

[57]ـ رحلة ابن بطوطة 1/ 20 .

[58]ـ النجوم الزاهرة 11/ 119 .

[59]ـ شذرات الذهب 8/ 167 .

[60]ـ الخطط  4/ 297 .

[61]ـ المنهل الصافي مخطوط 2/ 618 .

[62]ـ السلوك 2/ 1/ 239 ، الدرر الكامنة 2/ 135 .

[63]ـ حوادث الدهور 3/ 721 ، أنباء الهصر 82 .

[64]ـ تحفة الأحباب 164 .

[65]ـ تحفة الأحباب 217 ، السلوك 4/2/ 815 ، 816 .

[66]ـ الضوء اللامع 1/ 85 .

[67]ـ جمهرة الأولياء 2/154 .

[68]ـ تاريخ ابن الفرات 9/ 1/ 42 .

[69]ـ شذرات الذهب 7/3 .

[70]ـ محقق النجوم الزاهرة 11 /185 حاشية 1 .

[71]ـ عقد الجمان  . مخطوط وفيات 714 ، الدرر الكامنة 2/ 199 .

[72]ـ عقد الجمان مخطوط وفيات 774 .

[73]ـ تحفة الأحباب 23 .

[74]ـ الذيل على رقع الأصر 141 .

[75]ـ الضوء اللامع 13 :134 .

[76]ـ ابن دقماق : الانتصار 4/ 90 .

[77]ـ شذرات الذهب 6 / 56 .

[78]ـ أمثلة : الخطط 2/ 432 ، الهصر 194 ، السلوك 3/ 1 / 148 .

[79]ـ أمثلة رحلة ابن بطوطة 1/ 18 : 30 الانتصار 4/ 103 : 104 .

[80]ـ أنباء الغمر 2/29 ،الضوء اللامع 2/266 .

[81]ـ أمثلة المنهل الصافي 4/ 574 ، شذرات الذهب 6/ 267 ، تحفة الأحباب 35،ابن الفرات 8/102 .

[82]ـ معيذ النعم 171 .

[83]ـ أمثلة : تحفة الأحباب 75 ، 100 ، 162 ، 163 ، 164 ، 315 ، 322 ، 349 ، 372 ، 465 ، 467 ، ابن الفرات 8/ 219 ،  

       إنباء الغمر 1/ 184 .

[84]ـ أمثلة المنهل الصافي 1/ 165، 166 ، 263 عقد الجمان وفيات 711 ، 714 ، السلوك 3/2/ 685 .

[85]ـ راجع رحلة ابن بطوطة 1/ 18 : 30 .

[86]ـ تحفة الأحباب 146 ، 149 .

[87]ـ الدرر الكامنة 3/ 34 ، 149 .

[88]ـ الطبقات الكبرى 2/ 117 , 161 .

[89]ـ تاريخ ابن كثير 14/179، الدرر الكامنة 4/ 82 .

[90]ـ النجوم الزاهرة 11/ 193 .

[91]ـ رفع الأصر 248 .

[92]ـ الدرر الكامنة 4/132 .

[93]ـ الدرر الكامنة 4/ 272 .

[94]ـ  المنهل الصافي 5 / 5 .

[95]ـ الطبقات الكبرى للشعراني 2/97 .

[96]ـ أنباء الغمر 2/ 305 .

[97]ـ المنهل الصافي 5/ 149 .

[98]ـ تاريخ ابن الوردي 2/368 .

[99]- أنباء الغمر 3/ 234 ، الضوء اللامع 1/ 83 .

[100]ـ الانتصار لواسطة عقد الأبصار 4/ 78، خطط المقريزى 4/88 ، 89 ، 293 ، 297 . صبح الأعشى 3/ 5 .

[101]ـ رحلة ابن بطوطة 1/26 .

[102]ـ خطط المقريزى 4/293 ، 215 .

[103]ـ تحفة الأحباب 403 ، 53

[104]ـ تحفة الأحباب 184 ، 185 .

[105]ـ المنهل الصافي 4/ 392 .

[106]ـ تحفة الأحباب 403 ،53.

[107]ـ تحفة الأحباب 403 ، 53.

[108]ـ تذكرة التنبيه 1/267 .

[109]ـ تاريخ ابن الفرات 8/15 .

[110]ـ عقد الجمان 54 / 591 .

[111]ـ الدرر الكامنة 3/ 80 .

[112]ـ الطالع السعيد 173 .

[113]ـ الطالع السعيد 428 .

[114]ـ الطالع السعيد 96، 366 ، 239 ، 376 ، 377 ، وأيضاً السبكي طبقات الشافعية 5/ 516 ، 6/ 144 .

[115]ـ خطط المقريزي 4/ 293 , 294 .

[116]ـ تحفة الأحباب 171 .

[117]- النجوم الزاهرة 11/119 ، الدرر الكامنة 4/ 432، تحفة الأحباب 471 .

[118]- الضوء اللامع 1/8.

[119]- الكواكب السيارة 186 ، تحفة الأحباب 319 .

[120]- الدرر الكامنة 2/ 419 ، مناقب المنوفي مخطوط 17، 18 .

[121]- المنهل الصافي 5/ 368 .

[122]- الكواكب السيارة 315 وانظر 13 م.

[123]- المنهل الصافي 3/ 250 ، النجوم الزاهرة 13/18 .

[124]- المنهل الصافي 1/284 .

[125]- عمائر أنيال 61، 68 .

[126]- المنهل الصافي 2/ 122 .

[127]- السلوك 4/ 1/ 135 .

[128]- تاريخ ابن إياس 2/ 393 محمد مصطفى في تاريخ البقاعي مخطوط 14 .

[129]- تاريخ ابن إياس 2/ 153 ،117 ط بولاق .

[130] ـ النويري نهاية الأرب 28 ، 29 .

[131] ـ المنهل الصافي 2/ 649 .

[132] ـ السلوك 3/2/ 689 .

[133] ـ الضوء اللامع 3/ 22 .

[134] ـ تحفة الأحباب 4/ 246 .

[135] ـ المنهل الصافي 4/ 256 .

[136] ـ المنهل الصافي 2/ 355 .

[137]ـ تحفة الأحباب 185 .

[138]ـ تحفة الأحباب 18 ، 19 ، 20 ، 33 ، 36 ،38 ، 45 ، 52 ، 165 ، 166 ، 210 ، 313 ، 438 .

[139]ـ سعاد ماهر مساجد مصر 2/ 10 ، 11 .

[140]ـ ابن ظهيرة 192 ، 193 .

[141]ـ أمثلة : رياض الصالحين 228 ، تحفة الأحباب 215 .

[142]  الكواكب السيارة 110 , 263 ، 308 ،تحفة الأحباب 245 ، 215 ، 327 .

        مثلاً : المنهل الصافي 1/ 93 ، 3/ 252 ، 525 ، 4/ 94 ، 197 . 

        النجوم الزاهرة 8/ 280 ، 9/295 ، 10 / 233 ، 14 / 194 .

        الطبقات الكبرى 1/ 131 ،134 ، 173 ، 2/ 3 ، 18 ، 94 ، 95 .

        الضوء اللامع 1/ 83 ، 2 / 112 ،الدرر الكامنة 2/ 132 ، 426 ، 3/ 149 .

        الطالع السعيد 79 ، 417 ، ومراجع أخرى ..

[143]ـ تحفة الأحباب 88، 89 ، 91، 82 .

[144]ـ أمثلة الانتصار 4/ 81 : 92 .تحفة الأحباب 87 ، 88  ، 141 ، 255 ، 243 ، الطبقات الكبرى للشعراني 2/74 ، 79 ، 127 .

[145]ـ  تحفة الاحباب 88

[146]ـ السندوبي . أبو العباس المرسى 126 .

[147]ـ تحفة الأحباب 434، 435 ، تاريخ ابن إياس 2/ 142 ط بولاق .

[148]ـ شذرات الذهب 8/ 8 ،9 .

[149]ـ الإلمام للنويري 2/ 80 .

[150]ـ تذكرة التنبيه 1/ 207 .

[151]ـ شذرات الذهب 8 /41.

[152]ـ الطالع السعيد 157 .

[153]تاريخ ابن إياس 1 / 157 .

[154]ـ تحفة الأحباب 138 ، 187 .

[155]ـ تحفة الأحباب 138 ، 187 .

[156]ـ تحفة الأحباب 200 ، 222 ، 246 ، 259 ،267 ، 310 ،318 ،331 ،332 ،337 ،345 ، 365 ، 369 ،395 ،424 ،428

        449 , 451 ، 466 ، 474 .

[157]ـ تحفة الأحباب :30، 31 ،177 ، 181 ، 226 ، 250 ، 320 ،337 ، 436 ، 438 ، 472 ، الكواكب السيارة 186 ، 294 .

[158]ـ رحلة ابن بطوطة 1/ 21 .

[159]ـ تحفة الأحباب 59 ، تاريخ ابن إياس 1/ 174 ط بولاق .

[160]ـ المنهل الصافي 3/ 409 . ، تحفة الأحباب 81 ، 82 .

[161]ـ تاريخ ابن إياس 1/ 144 ط بولاق .

[162]ـ شذرات الذهب 8/ 105 ، 106 .

[163]ـ الكواكب السيارة 155 .

[164]ـ السلوك 4/ 3/ 1100 .

[165]ـ حوادث الدهور حوادث وفيات 867 .

[166]ـ خطط المقريزي 4/ 218 ، نظر السلوك 1/3 / 716 .

[167]ـ السلوك 1/ 3/ 769 .

[168]ـ تاريخ ابن الفرات 8/ 135 ، السلوك 1/ 3/ 764 ،777 .

[169]ـ نهاية الأرب 31 ، 78 .

[170]ـ ملاحق السلوك الملحق الأخير 1/3/1043 ، 1044 .نهاية الأرب 30 /12 :13 .

[171]ـ الأمثال الشعبية تيمور 404 ، الشعب المصري شعلان 177 ، 178 .

[172]ـ تحفة الأحباب 172 ، 173 ، 174 .

[173]ـ تكسير الأحجار 146 ، 147 .

[174]ـ الكواكب السيارة 65 .

[175]ـ تاريخ حلب 100 .

[176]ـ تكسير الأحجار 142 ، 143 .

[177]ـ الانتصار 124 .

[178]ـ الكواكب السيارة 37 .

[179]ـ تحفة الأحباب 366 ، الكواكب السيارة 242 .

[180]ـ تحفة الأحباب 319 .

[181]ـ تحفة الأحباب  246 .

[182]ـ تحفة الأحباب 53 ،94 ، 99 ، 113 ، 247 .

[183]ـ تحفة الأحباب 42 ،76 ، 101 ، 102 .

[184]ـ تحفة الأحباب 130، 145 ، 151 ،224، 277،281 ،282 ، 366، 367 ،442.

       الكواكب السيارة 75 ، 93 ، 96 ، 115،117 ، 118 ، 185 ، 188 ، 193 ، 277 ، 203 , 141 .

       التبر المسبوك  151 .

[185]ـ تحفة الأحباب 85 ، 139 ، 262 ، 451 وخطط المقريزى  4/266 .

[186]ـ تحفة الأحباب 223 .

[187]ـ تحفة الأحباب 82 ،104 ، 181 ، 233 ، 302 ، الكواكب السيارة 149 .

[188]ـ تحفة الأحباب 77 ، 414 : 415 الكواكب السيارة 185 ،282 ، 283 .

[189]ـ الانتصار 4/ 123 : 124 .

[190]ـ على مبارك الخطط التوفيقية 1/ 218 .

[191]ـ تحفة الأحباب 26 .

[192]ـ النويري نهاية الأرب 30 / 22 :23 .

[193]- تاريخ ابن إياس 2/ 342ط بولاق .

[194]- الانتصار 4/ 128 ،129، خطط المقريزي 4/269  الكواكب السيارة 183 ، تحفة الأحباب 317 ،8 .

[195]- الخططالتوفيقية 4/ 135 ، تحفة الأحباب 31 ، الطبقات الكبرى للشعراني 2/ 73 .عقد الجمان وفيات 819  لوحة 435 ،

        الضوء اللامع 2/112 .

[196]- الضوء اللامع 2 / 211 ، الطبقات الكبرى للشعراني 2 /117 ، الغزي الكواكب السائرة 1 / 224 .

[197]ـ الطبقات الكبرى للشعراني 2/147 .

[198]ـشذرات الذهب 8/ 129 ، الطبقات الكبرى 2/15 الكواكب السائرة 1/ 248 .

[199]ـ إنباء الهصر 218 ، الخطط التوفيقية 4/141 .

[200]ـ تحفة الأحباب 23 .

[201]ـ أنباء الغمر 3/265 .

[202]ـ تحفة الأحباب 62، 63 .

[203]ـ الضوء اللامع 3/22 .

[204]ـ الانتصار 4/81 .

[205]ـ الطبقات الكبرى للشعراني 2/125 .

[206]تحفة الأحباب 376 .

[207]ـ الطبقات الكبرى 2/110 .

[208]ـ السلوك 3/2/ 821 ، 847 .

[209]ـ الضوء اللامع 2/265 .

[210]ـ تاريخ ابن الفرات 9/2/425 .

[211]ـ تحفة الأحباب 62 : 63 .

[212]ـ النويري.نهاية الأرب0 3 / 75 فتوح النصر مخطوط 2/228,السلوك 2/1/114 ،115 .

[213]ـ وثيقة برسباي نشر دراج 31، 52 .نزهة النفوس 3/ 395 ،السلوك 4/2/ 665 .

[214]ـ حجة قايتباي 62، 63 ، 66 ، تاريخ ابن إياس 2/ 117 ط بولاق .

[215]ـ الضوء اللامع 1/ 68 .

[216]ـ التبر المسبوك 217 .

[217]ـ الخطط التوفيقية 2/34 ، السلوك 2/423 ، النجوم الزاهرة 9/ 49 .

[218]ـ الانتصار 4/ 78 ، 80 .

كتاب : ( أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية
فكرة عن كتاب : ( أثر التصوف المعمارى والثقافى والاجتماعى فى مصر المملوكية ).
سبق نشر كتاب ( اثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية ) من رسالة الدكتوراة التى نوقشت فى جامعة الأزهر فى اكتوبر 1980. وننشر أهم ما بقى من فصول تلك الرسالة فى هذا الكتاب: ( أثر التصوف الثقافى والمعمارى والاجتماعى فى مصر المملوكية) ، ونتابع فيه ما سبق نشره ، أى كتاب ( اثر التصوف فى الحياة الدينية ) بأجزائه الثلاثة. وكتاب ( أثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية ). وستُضاف خاتمة لهذا الكتاب (أثر التصوف الثقافى والمعمارى والاجتماعى فى مصر المملوكية ).
مع ملاحظة أن هذا الكتاب بالذات تعرض لتفصيلات فى العصر المملوكى ، العلمية والتعليمية
more