شهدت جامعات مصر أمس حصاراً أمنياً مكثفاً علي مداخلها ومخارجها وكانت قوات الأمن المركزي قد بدأت حصارها منذ أمس الأول، خاصة في جامعة القاهرة والذي استمر حصارها حتي ساعات متأخرة، وأثناء انعقاد المجلس الأعلي للجامعات وبحضور جميع رؤساء الجامعات ووزير التعليم العالي.

وتظاهر أمس الاثنين أكثر من ٣٠٠ من طلاب جامعة القاهرة احتجاجا علي شطب إدارة الجامعة للطلاب من أحزاب المعارضة والإخوان ورفض قبول أوراق ترشح بعضهم وطالب المتظاهرون بإعادة فتح باب الترشح من جديد وقبول أوراق الطلاب جميعا وعدم استبعاد أي منهم لتوجههم السياسي.

واتهم المتظاهرون إدارة الجامعة بأنها نفذت مطالب أمن الجامعة والحزب الوطني باستبعاد الطلاب المعارضين لإخلاء الساحة أمام الطلاب المرشحين من قبل الإدارة وهو مخالف لما أعلنته إدارة الجامعة سابقا، بعدم استبعاد أي طالب من الانتخابات حسب توجهه السياسي وستقبل أوراق ترشح الجميع.

واستكمل الطلاب مظاهراتهم داخل الجامعة بعد محاصرة الأمن لهم في الخارج وإجبارهم علي دخول الجامعة.

وأغلق المتظاهرون باب دخول المبني الإداري بقماشة فراشة كبيرة وأقاموا عدداً من الخيمات وسط ساحة الجامعة استعدادا للاعتصام فيما بعد.

ورفع الطلاب لافتات سوداء مكتوباً عليها: «مية سنة جامعة والسنة المية مافيش حرية»، كما رفعوا نعشا للحرية والانتخابات الطلابية خلال المسيرة التي قاموا بها عقب المظاهرة و انضم الطلاب الاشتراكيون والليبراليون للمظاهرة رافعين لافتات مكتوباً عليها أشعار صلاح جاهين «ولدي نصحتك لما صوتي اتنبح.. ما تخفش من جني ولا من شبح».

ووعد الدكتور علي عبدالرحمن وفداً من الطلاب بالنظر في أوراق الطلاب المشطوبين حيال وجود ما يثبت قيامهم بالنشاط وحقهم في الترشح، كما وعدهم بالنظر في طلبات المستبعدين من المدينة الجامعية وطلب منهم انصاف الجامعة في هتافاتهم و دعاياتهم كما يدعون للفئات الأخري.

ومن جانب آخر قام الدكتور علي عبدالرحمن بجولة في كلية دار العلوم لمقابلة طلاب الاتحاد الذين نظموا مظاهرة مضادة لمظاهرة طلاب الإخوان وردد الطلاب بالشعارات التي من بينها «لا إله إلا الله.. وهنكسبها إن شاء الله»، «شاركوا معانا بإيجابية في انتخاباتنا الطلابية»، «ولا سلبية ولا رجعية في انتخاباتنا الطلابية».

ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «لا للممارسة الحزبية والسياسية في الجامعات».

وقال عبدالرحمن إن الشعارات الدينية التي استخدمها طلاب الاتحاد في هتافاتهم ليس خطئا لأن الدين للجميع، وإنما الخطأ أن يكون الشعار الديني يدل علي شخص بعينه.

وجاءت الكشوف النهائية بجامعة المنصورة خالية من طلاب «الإخوان» بعد شطبهم وكان عددهم ٢٠٨ طلاب، الأمر الذي دفعهم للاحتجاج أمام الكشوف المعلنة.

ونظم طلاب «الإخوان» مسيرة احتجاجية داخل الحرم الجامعي وسط حصار أمني مشدد، وتجمعوا أمام مكتب رئيس الجامعة، احتجاجا علي شطبهم من ترشيحات اتحاد الطلاب من الانتخابات التي جرت أمس.

وحمل الطلاب أثناء المسيرة نعشين أبيض وأسود تجسيدا لاتحاد الطلاب الرسمي ورددوا خلال المسيرة «اشطب.. افصل.. زور.. امنع.. صوت الطلبة برده هيطلع».

ودعا الطلاب إلي مقاطعة الانتخابات ووزعوا منشورات تحث الطلاب علي عدم المشاركة وأعلنوا عن تنظيم اتحاد مواز للاتحاد الرسمي.

وشهدت جامعة عين شمس دعاية انتخابية من قبل طلاب الاتحاد تمثلت في قيام أحد الفنانين الشعبيين بالغناء أمام الكليات.

ومن جانبهم نظم طلاب الإخوان «المشطوبين» في عين شمس استفتاء طلابيا لطلاب الجامعة لأخذ رأيهم في الانتخابات الطلابية الرسمية وما يحدث فيها من شطب واستبعاد للطلاب غير المنتمين للاتحادات الطلابية.

وفي المنوفية سادت حالة من الاستياء والإحباط بين جميع طلاب الجامعة عقب تحول الجامعة إلي ثكنات عسكرية وتفتيش الطلاب والسيارات عند الدخول ووزع طلاب الإخوان عقب إعلان الكشوف النهائية أول أمس، بيانا يندد بالتزوير ويطالب بتحرير الجامعة من القبضة الأمنية.

وكانت التزكية هي السمة الغالبة في أكثر كليات دمياط حيث أعلنت مكاتب رعاية الشباب في كليات التربية والتجارة والزراعة نتائج انتخابات أعضاء الاتحاد بالتزكية بحيث تقدم ٤٨ طالبا وطالبة في كل كلية وهو العدد المطلوب لإكمال النصاب القانوني.

وشهدت كليات التربية النوعية والعلوم و الفنون التطبيقية والتربية الرياضية هدوءا وإقبالا ضعيفا، أثناء فتح باب الترشح ولم يكتمل النصاب القانوني مما يدفع لتعيين الطلاب الذين لهم دور في الأنشطة الطلابية.

وفي جامعة قناة السويس كشف الدكتور حسن يوسف المستشار الإعلامي للجامعة عن إجراء الانتخابات في ثلاث كليات فقط هي: طب الأسنان والبيطري والبشري، وإعلان جميع النتائج بباقي الكليات بالتزكية.

وقال يوسف لـ«المصري اليوم» إنه لا وجود لأي عناصر إخوانية بجميع الكشوف وأن الدكتور محمد الزغبي رئيس الجامعة أكد الحياد التام للجامعة خلال مراحل العملية الانتخابية.