أزمة مكتب الإرشاد تبقي عاكف في منصبه "صوريًا" وتجمد موقف العريان

اضيف الخبر في يوم الأحد ١٨ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصريون


أزمة مكتب الإرشاد تبقي عاكف في منصبه "صوريًا" وتجمد موقف العريان

أزمة مكتب الإرشاد تبقي عاكف في منصبه "صوريًا" وتجمد موقف العريان

تراجع محمد مهدى عاكف المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" عن قرار استقالته من منصبه بعد مضي خمس ساعات فقط على مغادرته مكتب الإرشاد بمنطقة المنيل إلى منزله بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة غاضبا بشدة من رفض أعضاء المكتب لطلبه بتصعيد الدكتور عصام العريان- مسئول المكتب السياسي بالجماعة- لعضوية المكتب لشغل المقعد الذي خلا بوفاة محمد هلال.
كما جاء غضب عاكف بسبب رفض أعضاء مكتب الإرشاد قراره باختيار العريان ليكون نائبا للمرشد، استنادا إلى أن من حق المرشد العام للجماعة اختيار نائبه، وهو الأمر الذي رفضه أعضاء المكتب بشدة، بحجة أن هذا القرار يجب أن يعرض على مجلس الشورى العام للجماعة ولا يجوز للمرشد أن ينفرد بقرار كهذا دون الرجوع لمؤسسات الجماعة.
وفي ضوء هذا التطور، عقد أعضاء مكتب الإرشاد اجتماعا مغلقا في مقر الجماعة بالمنيل برئاسة النائب الأول للمرشد الدكتور محمد السيد حبيب لدارسة الموقف من قرار عاكف بالاستقالة، حيث سارت المناقشات في اتجاهين؛ الأول يتجه لاختيار محمد حبيب مرشدا عاما للجماعة بدءا من اليوم لمدة دورة كاملة، بينما كان الاتجاه الآخر والذي حظي بموافقة أعضاء المكتب يتلخص في تكليفه بصفته النائب الأول للمرشد ليكون قائما بأعمال المرشد خلال الفترة المتبقية من ولاية عاكف ومدتها ثلاث شهور تنتهي بنهاية يناير القادم.
لكن ضغوطا مكثفة على عاكف دفعته إلى التراجع عن قراره غير المسبوق في تاريخ الإخوان منذ إنشائها قبل 80 عاما، حيث تركزت الضغوط في تحذيره من أن قراره بالاستقالة يهدد بحدوث انقسامات وانشقاقات خطيرة في صفوف الجماعة، الأمر الذي يهدد وجودها في ظل ظروف استثنائية وغير طبيعية، خاصة في ظل الحملات الأمنية والإعلامية الشرسة التي تشن عليها من كل اتجاه.
فبحسب مصادر إخوانية مطلعة، طلبت الأطراف- التي رفضت المصادر الكشف عن هويتها- من عاكف عدم الإعلان عن قراره بالاستقالة وأن يستمر في التواجد بمكتب الإرشاد- حتى ولو صوريا- لحين انتهاء ولايته بعد ثلاث شهور، من أجل تفويت الفرصة على الشامتين والمتربصين بالجماعة.
كما تعرض عاكف لضغط عاطفي بتخويفه من أنه سيتحمل الوزر أمام التاريخ، وسينسب إليه المسئولية عن إحداث انقسامات وهزات خطيرة جراء استقالته، في حين أنه وهو من الرعيل الأول في الإخوان الذي عاصر مؤسس الجماعة الإمام حسن البنا يجب عليه أن يتحمل من أجل الدعوة والفكر والمنهج الإخواني كل المشاكل والصعاب.
وأثمرت التحركات المكثفة والحثيثة لاحتواء الموقف في الالتفاف حول قرار الاستقالة، حيث تراجع عاكف في السادسة مساء الأحد عن قراره دون أن يتم الاستجابة لمطالبه بخصوص تصعيد عصام العريان لمكتب الإرشاد، بعدما تمسك الرافضون بموقفهم إزاء طلب المرشد، وهو ما يجعلهم يخرجون منتصرين وموقفهم أكثر قوة في مواجهة عاكف ومعه المحسوبين على الجناح الإصلاحي.
وقالت المصادر إن عاكف سيضطر لأن يكون مرشدا صوريا دون أن يكون له قرار مؤثر أو الكلمة العليا داخل الجماعة خلال الفترة القليلة المتبقية من ولايته وقدرها ثلاث شهور، بينما توقعت أن يتم وضع عصام العريان الذي كان وقودا لحرب شعواء لم يكن له الاختيار في دخولها في "القائمة السوداء"، وهو ما يعني أنه لن يسند له أي موقع قيادي داخل مؤسسات الجماعة لعدة سنوات قادمة، إلى أن يطرأ تغيير على التركيبة الحالية للقيادات المتحكمة في تسيير أمور الجماعة.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة الحادة التي فجرتها الاستقالة، أدلى محمد مهدي عاكف بتصريح للموقع الرسمي للإخوان "إخوان أون لاين" نشر في الساعة السابعة مساء الأحد تحت عنوان "المرشد العام ينفي ما تردد حول استقالته .. ويطالب الصحف بفضح ممارسات النظام".
وجاء في نص التصريح ما يلي : "أكد فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين أنه فوجئ مثل كل المتابعين بالأخبار التي تتردد في بعض وسائل الإعلام حول تقدمه باستقالته من قيادة الجماعة، خاصة وأنه كان اليوم بمكتبه يمارس مهام عمله وعقد عدة لقاءات، مشيرًا إلى أن هناك سعيًا حثيثًا من قِبَل بعض وسائل الإعلام إلى افتعال مواقف هامشية لصرف النظر عن قضايا أكثر أهمية.
ونسب الموقع إلى المرشد العام القول: أعتقد أن عشرات الإخوان الذين يتم إلقاء القبض عليهم بصفة دورية، وترويع أسرهم، ومحاربتهم في أرزاقهم؛ أولى من أية قضايا مفتعلة بتسليط الأضواء الإعلامية عليها لفضح ممارسات النظام ضد معارضيه.
بينما قال إن المرشد رفض الخوض في الردِّ على ما تردَّد بخصوص استقالته، مؤكدًا أن أمور الجماعة موكولة لأعضائها، وهم وحدهم المنوط بهم ترتيب شأنها الداخلي، أما مسئولية الإعلام فهي أن يتابع أداء الجماعة في الشارع السياسي، وأن يرصد ما يتم من تجاوزات بحق الإخوان وذويهم من قِبَل النظام البوليسي الذي يحكمنا بقوانينه الاستثنائية؛ لأنه من غير المعقول أن يتحول خبر القبض على الإخوان إلى مجرد رصد دونما تحقيقات ومانشيتات تنتقد الظلم البيِّن الواقع علينا بحجم مثيلاتها التي تملأ الصحف منذ سنوات عن انشقاقات وانقسامات واستقالات في صفوف الإخوان.

اجمالي القراءات 3938
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق