صيدلي مصري قد ينقذ العالم من الخطر.. قصة الاكتشاف الطبي الذي سيحمي الإنسان من الميكروبات المقاومة لل
اضيف الخبر
في
يوم
الثلاثاء ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً.
نقلا عن:
عربى بوست
صيدلي مصري قد ينقذ العالم من الخطر.. قصة الاكتشاف الطبي الذي سيحمي الإنسان من الميكروبات المقاومة لل
صيدلي مصري قد ينقذ العالم من الخطر.. قصة الاكتشاف الطبي الذي سيحمي الإنسان من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية
يبدو أن صيدلي مصري على وشك أن يدخل للتاريخ بعدما اكتشف مادة مذهلة تعمل بطريقة مختلفة ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تعد بتخليق علاج جديد يصعب على البكتيريا تكوين مقاومة مضادة له.
وأسفرت الأبحاث التي أجراها علماء من جامعة ماكماستر الكندية تحت قيادة الصيدلي المصري عمر الحلفاوي، عن اكتشاف مادة قوية مضادة للميكروبات والتي تعمل ضد أقوى أنواع البكتيريا المسببة لأنواع العدوى المختلفة.
ويمكن أن يمثل هذا الاكتشاف بداية تطوير علاجات جديدة لمكافحة الأمراض التي تسببها البكتيريا المقاومة للعقاقير، والتي تعد أحد أكبر المخاطر التي تواجه البشرية، خصوصاً مع بروز عدة حالات أصيبت بأنواع من البكتيريا المقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية المعروفة.
وكانت دورية «نيتشر» العلمية نشرت تفاصيل البحث يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، والذي شارك فيه 12 باحث بالإضافة إلى عمر الحلفاوي.
أهمية الاكتشاف الجديد
هذا الاكتشاف مهم لأنه مرتبط بشكل مباشر بتطور الأمراض التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية، والتي تعد السبب الرئيسي للخطر العالمي المتزايد لمقاومة المضادات الحيوية، خاصة السلالات المقاومة للميثيسيلين (MRSA) التي أصبحت مقاومة لجميع المضادات الحيوية الحالية.
وقال إريك براون، كبير الباحثين وأستاذ الكيمياء الحيوية والعلوم الطبية الحيوية في جامعة مكماستر، إن هذه المادة الجديدة لها طريقة مثيرة للغاية في العمل ضد البكتيريا، مثل ضرب العديد من الطيور بحجر واحد.
واكتشف فريق البحث مضاداً جديداً قوياً للجراثيم يسمونه MAC-545496 وهو فعال ضد سلالة MRSA. وعلى عكس المضادات الحيوية التقليدية، لا يقتل هذا المضاد للميكروبات الجديد بكتيريا المكورات العنقودية ولا يوقف نموها من تلقاء نفسه مثلما تفعل كل المضادات الحيوية الأخرى، وبالتالي قد تقل احتمالية مقاومة مضادات الميكروبات له حد كبير.
ويعمل المضاد الجديد من خلال شل قدرة البكتيريا على التسبب في العدوى من الأساس عن طريق تقليل قدرتها على تحمل ومواجهة المكونات المعادية للجهاز المناعي للإنسان. ليس هذا فحسب، بل يمنع قدرة البكتيريا على مقاومة عمل العديد من المضادات الحيوية الأخرى.
ولنكون أكثر تحديداً، تقوم مضادات الميكروبات بنزع بروتين مهم من بكتيريا MRSA يسمى GraR. هذا البروتين يمكّن المكورات العنقودية من الاستجابة للتهديدات الخارجية للجهاز المناعي، وهو ما يسمح للأخير بإزالة العدوى بشكل أكثر فعالية.
وذكر المؤلف الأول للبحث المصري عمر الحلفاوي، وهو زم"en" style="overflow: hidden; cursor: pointer; background-color: rgb(255, 255, 255); border: 1px solid rgb(225, 232, 237); border-radius: 5px; max-width: 520px;">
يعمل عمر الحلفاوي حالياً في قسم الكيمياء الحيوية والعلوم الطبية الحيوية بجامعة ماكماستر في مقاطعة أونتاريو الكندية.
يقوم عمر بأبحاث في علم الأحياء الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية والوراثة. ونشر عدة أبحاث متعلقة بالمضادات الحيوية الجديدة وعلاج العدوى البكتيرية، مثل بحثه عن «مجموعات المضادات الحيوية الجديدة المقترحة لعلاج عدوى Burkholderia cepacian المركبة».
حصل الحلفاوي على بكالوريوس العلوم الصيدلية من جامعة الإسكندرية. وبعد عمله كصيدلي، حصل على درجة الماجستير في الأحياء الدقيقة الصيدلية من جامعة الإسكندرية.
انتقل الحلفاوي إلى كندا، حيث أكمل شهادة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة أونتاريو الغربية، حيث ركز في رسالته على آليات مقاومة المضادات الحيوية الداخلية الناجمة عن مكونات الأيض وغيرها من الجزيئات الصغيرة البكتيرية.
انضم عمر إلى مختبرات براون في أكتوبر/تشرين الأول 2015، حيث كان جزءاً من مجموعة أبحاث تتعلق بحمض التيكويك، وهو أحد المكونات المهمة في جدار الخلايا البكتيرية. وكان الحلفاوي يبحث عن علاجات جديدة ضد المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، حيث يستكشف إمكانية أن يكون هذا الحمض أحد الأهداف المحتملة.
وبحسب موقع Google Scholars، فقد شارك الحلفاوي في 22 بحثاً علمياً في الفترة بين عامي 2008 و2019.
أزمة البكتيريا المضادة للميكروبات
المضادات الحيوية هي تلك الأدوية المستخدمة لمنع وعلاج العدوى البكتيرية. وتمر المضادات الحيوية هذه الأيام بأسوأ فتراتها منذ اكتشف ألكسندر فلمنج البنسلين، أول مضاد حيوي على الإطلاق، عام 1929. هذا الاكتشاف أحدث ثورة في مجال الطب وساهم في إنقاذ الملايين من الوفاة الذين كانوا يصابون بأمراض بسيطة.
على سبيل المثال، فإن جرح صغير يصاب به الإنسان في فترة ما قبل البنسلين كان يمكن أن يسبب تسمم الدم بالبكتيريا والوفاة.
الآن، تراجع مفعول المضادات الحيوية بعد أن ظهرت أنواع خاصة من البكتيريا قادرة على المقاومة والتأقلم، بعد أن تطوَّرت جينياً. نتيجة لذلك أصبحت المضادات الحيوية غير فعّالة في القضاء على بعض أنواع البكتيريا وبالتالي علاج الأمراض التي تُسبِّبها.
ليس هذا فحسب، بل ربما لا يعرف البعض أن بعض البكتيريا تستطيع تناول هذه الأدوية واستخدامها كغذاء للنمو والتكاثر بدلاً من أن تكون سلاحاً لقتلها أو القضاء عليها، فقد أثبت العلماء أن العديد من البكتيريا التي تعيش في التربة صارت قادرة على مقاومة المضادات الحيوية والتغذي عليها.
وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وإقامة المستشفى لفترة طويلة وزيادة الوفيات.
وبحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن مقاومة المضادات الحيوية ترتفع إلى مستويات عالية بشكل خطير في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أن آليات مقاومة جديدة للبكتيريا آخذة في الظهور والانتشار على مستوى العالم، ما يهدد قدرتنا على علاج الأمراض المعدية الشائعة. ويتضح هذا من حجم الوفيات، إذ يموت سنوياً في الولايات المتحدة حوالي 33 ألف شخص نتيجة الميكروبات المقاومة.
وأصبحت قائمة متزايدة من العدوى والأمراض مثل الالتهاب الرئوي والسل وتسمم الدم والسيلان والأمراض التي تنقلها الأغذية، أكثر صعوبة، وأحياناً مستحيل، علاجها عندما تصبح المضادات الحيوية أقل فعالية.
وحين يمكن شراء المضادات الحيوية للاستخدام البشري أو الحيواني دون وصفة طبية، يصبح ظهور المقاومة وانتشارها أسوأ. وبالمثل، في البلدان التي لا توجد فيها إرشادات علاجية قياسية، غالباً ما يتم وصف المضادات الحيوية بشكل مبالغ فيه من قبل العاملين الصحيين والأطباء البيطريين والإفراط في استخدامها من قبل الجمهور.
وحذرت منظمة الصحة العالمية أنه بدون تحرك عاجل، فإننا نتجه نحو عصر ما بعد المضادات الحيوية، حيث يمكن للعدوى الشائعة والإصابات الطفيفة أن تقتل مرة أخرى.
البكتيريا الخارقة ومقاومة المطهرات
ويطلق على سلالات البكتيريا الجديدة التي بدأت بالظهور مؤخراً والتي تقاوم كافة أنواع المضادات الحيوية اسم «البكتيريا الخارقة».
وكان علماء ذكروا في دراسة أن البكتيريا الخارقة المقاومة للعديد من المضادات الحيوية، والقادرة على نقل أمراض خطيرة بالمستشفيات، أصبحت أكثر مقاومة لمطهّرات الأيدي والمعقمات المعتمدة على مادة الكحول.
وأوضحت الدراسة المرتبطة بما وصفه الباحثون بأنه «موجة جديدة من البكتيريا الخارقة»، وجود تغييرات جينية حدثت خلال 20 عاماً لبكتيريا المكورات العنقودية.
وتستطيع هذه البكتيريا إصابة المسالك البولية والجروح ومجرى الدم بعدوى يصعب علاجها. ولجأت مؤسسات طبية على مستوى العالم إلى تطبيق خطوات صارمة للنظافة الشخصية، في مسعى للتغلب على البكتيريا الخارقة في المستشفيات، التي تتضمن المكورات العنقودية الذهبية.
وعادة ما تتضمن هذه الخطوات استخدام مطهرات وصابون لليدين يحتوي على الكحول. لكن يبدو أن حتى هذه الخطوات ربما لن تصبح كافية.