كاثوليك ومسلمون يبدأون محادثات تاريخية في الفاتيكان:
كاثوليك ومسلمون يبدأون محادثات تاريخية في الفاتيكان

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٠٤ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: مصراوى


مدينة الفاتيكان (رويترز) - بدأ علماء كبار من الفاتيكان والمسلمين يوم الثلاثاء أول منتدى كاثوليكي اسلامي لتحسين العلاقات بين أكبر عقيدتين في العالم من خلال مناقشة نقاط الاتفاق والاختلاف بينهما.

ويأتي الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام بعد عامين من اغضاب البابا بنديكت للعالم الاسلامي بخطاب أوحى خلاله بأن الاسلام يتسم بالعنف ويفتقر الى المنطق. وردا على ذلك دعا 138 من علماء الاسلام الكنائس المسيحية الى حوار جديد لتعزيز الاحترام المتبادل من خلال فهم أفضل من كل عقيدة للاخرى.



وقال المسلمون في بيانهم الذي يحمل عنوان "كلمة سواء" ان العقيدتين تشتركان في المباديء الاساسية المتعلقة بحب الله والجار. وتركز المحادثات على معنى ذلك في العقيدتين وكيفية تعزيز التناغم بينهما.

وهذا الاجتماع الذي سيشمل مقابلة مع البابا هو ثالث مؤتمر للمجموعة مع مسيحيين بعد حديث مع البروتستانت في الولايات المتحدة في يوليو تموز ومع الانجليكانيين الشهر الماضي.

وافتتح رئيسا الوفدين الكردينال جان لوي توران ومفتي البوسنة مصطفى سيريتش الجلسة بلحظة صمت ليتمكن وفدا الكاثوليك والمسلمين اللذان يضم كل منهما 28 شخصا بين عضو ومستشار من الصلاة والدعاء لنجاح المؤتمر.

وقال أحد أعضاء الوفدين "كان مناخا وديا جدا."

وقال توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان لصحيفة لا كروا الكاثوليكية الفرنسية يوم الاثنين ان المنتدى "يمثل فصلا جديدا في تاريخ طويل" من العلاقات التي كثيرا ما يشوبها التوتر.

وذكر أن مناقشة أصول الدين أمر صعب بسبب اختلاف المفاهيم عن الرب. وبدأ الاجتماع المغلق بشرح من أحد المسؤولين الكاثوليك لتعاليم المسيحية التي تقول إن البشر لا يستطيعون التقرب الى الرب الا من خلال المسيح.

ورد عالم الدين الاسلامي سيد حسين نصر بأن مثل هذه النظرة تستثني غير المسيحيين من الخلاص واقترح طرقا لرؤية أمور في الاسلام موازية للرؤى المسيحية لحب الله.

وقال أعضاء في الوفدين ان المناقشة التي تلت ذلك كانت ودية وتتسم بالاحترام لا صداما بين الاراء. وقال أحد أعضاء الوفد المسلم "نحتاج للتحدث بصراحة حتى يعرف كل منا الاخر."

والمسيحية هي أكبر دين في العالم ويبلغ عدد أتباعها ملياري نسمة أكثر قليلا من نصفهم كاثوليك. والاسلام هو ثاني أكبر دين ويبلغ عدد اتباعه 1.3 مليار.

وسيزور العاهل السعودي الملك عبد الله الامم المتحدة الاسبوع المقبل للترويج لحوار مواز بين الاديان أطلقه الصيف الماضي.

وتشير هذه الاجتماعات وغيرها الى اهتمام جديد من المسلمين منذ أظهرت هجمات 11 سبتمبر أيلول ونظرية "صدام الحضارات" وخطاب البابا في جامعة ريجنسبرج الالمانية اتساع الفجوة بين العقيدتين.

واستقبل الفاتيكان مبادرة "كلمة سواء" بفتور في باديء الامر قائلا إن الحوار بين علماء الدين لا معنى له اذا لم يؤد الى احترام أكبر لحرية العقيدة في الدول الاسلامية حيث تتعرض بعض الاقليات المسيحية للاضطهاد.

وقال مندوب كاثوليكي طلب عدم نشر اسمه "لا يمكن ان نجري حوارا حقيقيا الا اذا كان كل أتباع الاديان يتمتعون بحقوق متساوية في كل مكان وليس هذا هو الحال في بعض الدول الاسلامية."

ويعكس جدول أعمال الاجتماع المغلق وجهات النظر المختلفة بين أتباع العقيدتين. وركزت محادثات يوم الثلاثاء على القضايا الدينية التي عرضها المسلمون في حين ستركز محادثات يوم الاربعاء على قضايا حرية العقيدة التي يريد الفاتيكان اثارتها.

ويضم وفد الفاتيكان أساقفة من الاقليات المسيحية في العراق وسوريا وباكستان. بينما يضم وفد المسلمين سنة وشيعة من أنحاء العالم وأشخاصا تحولوا الى الاسلام من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا. ويشارك في الاجتماع ثلاث نساء كاثوليكية ومسلمتان.

وسيلتقي المندوبون مع البابا يوم الخميس وسيجرون نقاشا علنيا ظهيرة ذلك اليوم في الجلسة الوحيدة المفتوحة للصحفيين.

ومن المقرر أن يجتمع المنتدي الكاثوليكي الاسلامي مرة كل عامين وأن يعقد الاجتماع بالتبادل بين روما واحدى الدول الاسلامية.

اجمالي القراءات 4066
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق