اضيف الخبر في يوم الجمعة ١٦ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً.
أيّام العيد في اليمن السعيد.. قصص اليتامى والأرامل والمصابين
أنهكت الحرب في اليمن شعبًا كان يعاني الكثير، قبل أن تنال منه صواريخ وقذائف ورصاص الحوثيين، وقوات علي عبد الله صالح، وقوات التحالف الدولي. فلم تكن تقتصر معاناته على الانقسام بين شطري الوطن الواحد، والفقر، وسوء التغذية، وشح المياه.
ومع استمرار الحرب هناك، يفقد اليتيم في اليمن كافلًا له، ولا تجد الأرملة معيلًا يقيها شر الحاجة، ثمّة أيضًا طفل آخر يعاني من سوء التغذية، وطفلة قصم ظهرها حمل دلو المياه التي لا تصل البتة إلى منزلها الفقير، كما تعجز المؤسسات الدولية والمحلية عن سد جوعهم، وعلاج جراحهم، كل ما يحدث أن بعض النشطاء اليمنيين يصرون على نقل معاناتهم على صفحات التواصل الاجتماعي على أمل إنقاذهم.
يرقد الطفل اليمني عزام محمد عبد الصمد (ثلاثة أعوام) في مستشفى حكومي بمدينة تعز، يغطي الشاش الطبي معظم جسده النحيل، فقد تسببت قذائف الحرب التي طالت منزله، في إصابته بحروق من الدرجتين الثانية، والثالثة.
يحدق عزام في وجه الأطباء والممرضات من حوله، يبحث عن أمه، وينادي باسمها، ومن حوله يعلمون جيدًا أنها لن تجيبه، إذ لاقت الأم حتفها بنفس القذائف التي أصابته بالحروق.
سيعاني عزام أيضًا من صعوبة في تلقي العلاج بمستشفيات تعز المحاصرة، مع عجز في وصول الإمدادات الطبية لها؛ لذلك وصلت نسبة من يلقون حتفهم بسبب نقص الأدوية إلى 25%.
ويكمن السبيل الوحيد في سفر الجرحى للخارج، لكن الحالات المرضية الخطيرة التي من المفترض أن تستقبلها المملكة العربية السعودية والسودان، يعد خروجها شديد الصعوبة، بسبب تطويق المناطق من قبل الحوثيين.
وقالت المدير التنفيذي لمؤسسة «شهيد» اليمنية، سارة قاسم، إن «الجرحى تتعفن جراحهم، هناك إصابات صعبة بالعمود الفقري، وإصابات بالشلل، يصابون بالتقرحات ولا يوجد لهم علاج، مما يسبب مضاعفات لأن المستشفيات لا تصلها المستلزمات الطبية».
وأضافت سارة قاسم لـ«ساسة بوست»، أنه «رغم صعوبة الفراق، إلا أن الناس هنا تحمد الله كثيرًا أن من استشهد لم يبق تحت رحمة الحاجة للعلاج، فخروج الجرحى صعب أمنيًّا، جرحى تعز على سبيل المثال لو تمكنوا من الخروج عبر الطرق الوعرة، فهم بحاجة لأربع ساعات لعبور طريق وحيد لا يستغرق بالأصل أكثر من نصف ساعة».
ولفتت سارة إلى ما اعتبرته تخاذلًا من قبل الحكومة اليمنية الشرعية، وعدم أدائها دورها في ظل وجود مسئولية كبيرة تقع على عاتق المؤسسات الإغاثية التي لا تستطيع الإيفاء بكل متطلبات علاج الجرحى، على حد قولها.
يُكافح الطفل اليمني، سعيد، ذو الستة أعوام، من أجل تعبئة الجراكن البلاستيكية بالمياه الصالحة للشرب يوميًّا، من صنبور عام، في مدينته عمران، الواقعة على بعد 50 كيلومترًا شمالي صنعاء.
يتقاسم سعيد تلك المهمة مع شقيقته هدى، التي تصغره بسنة، وما أن ينتهيان من ملء الجراكن بالمياه، يحملانها على عربة صنعها لهما والدهما، ثُم يجرانها إلى المنزل.
وبسبب شح المياه الشديد، تعاني أسرة سعيد، التي لا تستطيع شراء مياه الشرب من الشاحنات المسماة «الوايت»، وذلك لارتفاع أسعارها؛ وعليه فإنّ سعيد يُعد واحدًا من بين أربعة ملايين ونصف المليون طفل يمني يعيشون في منازل لا يتوفر فيها مصدر مياهٍ مُحسّن، وفقًا للتقارير الدولية، وهي مأساة دفعت العديد من سكان هذه المناطق إلى الهجرة إلى مناطق أخرى بحثًا عن المياه.
وتعد اليمن من أفقر أربع دول تعاني من شح المياه، وتتمثل المشكلة الرئيسية في أن الاستهلاك يفوق التعويض، فهي تستهلك ثلاثة مليارات متر مكعب سنويًّا، فيما لا يتجاوز التعويض ملياري متر مكعب. ويعاني 50% من الشعب اليمني بشكل دائم من نقص مياه الشرب.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإنّه «تحصل نسبة ضئيلة فقط من العائلات اليمنية على إمدادات المياه البلدية، ولا توفر الشركات الحكومية المياه سوى لبعض البيوت في المدن الكبرى، بينما يعيش 70 في المائة من اليمنيين في المناطق الريفية».
«تتهدد حياة مئات الآلاف من الأطفال بسبب نقص التغذية، وتردي الرعاية الصحية، ونقص المياه النظيفة»، هذا ما أشار إليه تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الصادر في مارس (آذار) الماضي، وقد أكد التقرير المعنون بـ«الطفولة على المحك»، وفاة حوالي 10 آلاف طفل تحت سن الخامسة، خلال العام الماضي فقط، بسبب نقص التطعيمات والعلاج والغذاء.
وأضاف التقرير: «أن نقص الغذاء وتدني القدرة على الوصول إلى الأسواق بسبب الصراع، إلى جانب صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية، وخدمات الصرف الصحي، وتعطل فرص كسب العيش، تعد من الأسباب الرئيسية لهذا التدهور، كما أدى شح الوقود، وانقطاع الكهرباء والغاز والمياه والخدمات والمرافق الأخرى إلى تفاقم الوضع بسبب الحصار والحرب».
وارتفعت أسعار الغذاء والوقود بشكل كبير في اليمن، وتؤكد الإحصائيات أن أسعار الأغذية ارتفعت بنسبة 40%، بينما تضاعفت أسعار الوقود خمس مرات في الفترة الأخيرة، لذلك يعيش ما يقرب من 14.7 مليون يمني على المساعدات الإنسانية.
ويعد سوء التغذية في اليمن داءً ينهك اليمينيين الذين يرون أطفالهم يموتون، إذ وصلت نسبة سوء التغذية في إحصائية أخيرة بين الأطفال دون سن خمس سنوات إلى 15%، هؤلاء يعانون من سوء تغذية عام حاد، وتبلغ معدلات سوء التغذية الحاد في بعض المناطق باليمن 32%، وحسب ذات الإحصائية فإن: «قرابة 267,000 طفل معرضون لخطر الموت كما يتعرض 400.000 آخرين لخطر الإعاقات الجسدية والعقلية طويلة الأجل، كما أن 45% من أطفال اليمن يعانون من الأمراض المزمنة كالإسهال، وعدوى الجهاز التنفسي، مما يجعل نموهم في خطر».
نجت هدى (35 عامًا) بأعجوبة من العاصمة صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وتمكّنت من النزوح إلى مأرب كمنطقة آمنة، تمكنت أيضًا من اصطحاب أطفالها الخمسة، ومعهم ابنة أخيها وحفيدتها اليتيمتان، كانت رحلة نزوحها خطرة جدًّا، ففي حالة رعب شديد تجاوزت مع عائلتها نقاط التفتيش، ونجت من القناصة الذين يعتلون المباني المرتفعة ويقنصون المارة.
تقول هدى لـ«ساسة بوست»: «دمرتنا الحرب، القمع والقتل والتنكيل أجبرنا على ترك منازلنا، فلم نعد قادرين على العيش في ظل هذه الظروف، وانقطاع مصادر دخلنا الأساسية»، مُضيفةً: «جئنا لهنا لنعيش معاناة أخرى، نعاني كثيرًا من النقص الغذاء والدواء، والمؤسسات الخيرية مساعدتها محدودة للغاية».
وللعام الرابع على التوالي، لم تتمكن هدى من توفير كسوة العيد لأبنائها، لكنها همها هذا، بات الآن آخر ما تُفكّر فيه، بعد انشغالها بالبحث عمن يُساعدها في تركيب ساعات أُذن لطفلها أحمد (سبعة أعوام)، والذي يحتاج إلى سماعات يصل سعرها إلى 300 ألف ريال يمني.
وتروي هُدى أنّها حين نزحت مع أبنائها إلى مأرب، وفي ظل الظروف الصعبة، اضطروا إلى الحصول على فرش منزلهم من المسجد. تقول هُدى: «يتحمل الصغار الوضع القاسي، ويستوعبونه، لكن أصغرهم، وهو في الصف الأوّل، لا يفهم، فيلومني على وعود لم أستطع الوفاء بها».
أما سحر مُحمد، وهي سيدة ثلاثينية، فقد أُجبرت كثلاثة ملايين يمني، على النزوح من منزلها. نزحت سحر من صنعاء إلى مأرب تحت لهيب النيران والرصاص. وقد أصيب زوجها بالرصاص إصابةً بالغةً، ما جعله عاجزًا عن العمل، وفي وضع صحي حرج.
أمر آخر يشغل بال سحر، وهو ابنها ذو العاشرة من العمر، إذ يُعاني من ضعف الرؤية في إحدى عينيه، ولقلة الرعاية الصحية فقد الطفل الرؤية بهذه العين التي ضمرت. تقول أمه، وهي تبكي: «أخاف على عينه الأخرى، أصبحت رؤيته فيها ضعيفة، وهو يحتاج إلى سفر من أجل العلاج، ونحن هنا لا نستطيع أن نوفر له العلاج».
«من يعايدنا في العيد؟ من يسلم علينا ويحبنا؟ من يشتري لنا الملابس؟»، هكذا تساءلت الطفلة رويدا (ستة أعوام)، بينما لم تستطع والدتها أم محمد الإجابة عن أسئلة صنعها نزوح الحرب.
لدى أم محمد سبعة أبناء: خمس بنات، وصبيّان، وتوفي زوجها قبل عام بمرض الفشل الكلوي. «الوضع مرير، لا أحد يساعدنا، الجمعيات تأتي لنا بالقليل، والغلاء وصعوبة توفير حاجاتنا يضاعف من معاناتنا»، هكذا قالت لـ«ساسة بوست».
يدرس الابن البكر لأم محمد، في الفصل الأول الثانوي، يقتنص بعض الوقت كلما سنحت الفرصة، للعمل، لمساعدة والدته في إيجار المنزل.
هذا، وتشير الإحصائيات، إلى التزايد المستمر في عدد حالات اليتم في اليمن، بسبب سوء الأوضاع الصحية، التي تدهورت على خلفية الحرب.
وخلفت الحرب أكثر من 50 ألف طفل يتيم الأبوين أو أحدهما. وذكر تقرير لمؤسسة «اليتيم التنموية» اليمنية، أن «استمرار القتال، وبطء الإغاثة، ومأساوية الأوضاع الإنسانية، جعل من أيتام اليمن أكثر فئات المجتمع معاناةً، وطواها النسيان حتى من جهات الإغاثة التي أسقطت هذه الفئة من أولوياتها وجهودها الإغاثية».
ويُضيف التقرير: «آلاف الأيتام بين نازح ومشرد ومحاصر بالإضافة إلى المئات أصبحوا بفعل غياب الاهتمام الأسري والمجتمعي عرضةً للأوبئة والأمراض الفتاكة، كما أن الآلاف من الأيتام محرومون من التعليم»
دعوة للتبرع
قلنا من قبل : انا اسف لاني اسال اسئله ربما هي هي غير لائقة...
لا بأس من الضحك عجبا: والله سوف يعود الإسل ام من جديد شئتم او ابيتم...
حق ذوى القربى: أريد أن استخر ج صدقة جارية لي فى حياتى وسبق أن...
ليس أخى الشقيق: عرفت ان امى كانت تخون أبى ، وأن أخى الأصغ ر من...
more