اللاجئون السوريون في الغرب.. ضحايا ومتهمون

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ١٧ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


اللاجئون السوريون في الغرب.. ضحايا ومتهمون

 
اللاجئون السوريون في الغرب.. ضحايا ومتهمون
تنامي معاداة اللاجئين خشية تسلل عناصر داعش بين صفوفهم، وميركل تكافح لتوجيه دفة أزمة فقدت فعليا السيطرة عليها.
العرب أحمد أبو دوح [نُشر في 18/11/2015، العدد: 10101، ص(1)]
 
اللاجئون يدفعون ثمن الخوف الأوروبي
 
لندن - يجد اللاجئون السوريون أنفسهم “ضحايا”، لكنهم يقفون في نفس الوقت في الغرب على قدم المساواة مع متشددين إسلاميين يتوعدونه بالقيام بالمزيد من الهجمات في عواصم بلدانه، ويتلقون ردا عاجلا من سياسيين غربيين برفض استقبال المزيد من اللاجئين الهاربين من مذابح داعش وجرائم النظام السوري معا.

وبعدما شاهد سياسيون أميركيون وأوروبيون أجسادا ملقاة على الأرض وسيارات إسعاف تهرع إلى إنقاذ المئات من المصابين وقوات خاصة تقاوم باستماتة جهاديين نفذوا هجمات واسعة وغير مسبوقة يوم الجمعة الماضي في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، تعالت دعوات التوقف عن استقبال المزيد من اللاجئين خشية اندساس الجهاديين بين صفوفهم.

ووصل الأمر بالفعل إلى إعلان أكثر من نصف حكام الولايات الأميركية عن عدم ترحيبهم باستقبال المزيد من اللاجئين، وطالب بعضهم باقتصار التسهيلات التي يقدمونها على المسيحيين منهم بعد أيام فقط من الهجمات التي أسفرت عن مقتل قرابة 130 شخصا وإصابة أكثر من 350 آخرين في أعنف هجوم دموي تشهده فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقدم ماركو روبيو العضو الجمهوري في الكونغرس الأميركي عن ولاية فلوريدا مثالا صارخا على خروج المناهضين لخطط استقبال اللاجئين إلى النور.

ورسم أمس صورة قاتمة لانطباعات الغرب عن اللاجئين عندما قال في مقابلة تلفزيونية إنه “يمكنك أن تسمح لألف لاجئ بالقدوم إلى الولايات المتحدة، وستجد أن 999 منهم فقراء جدا وأن اللاجئ الأخير عضو في داعش”.

وانتقلت عدوى رفض اللاجئين إلى دول أوروبية عدة، ومنها بولندا.

 
سيمون جينكينز: داعش سيكون سعيدا بإعلان الغرب الطوارئ وتقييد الحريات وملاحقة المعتدلين
 

ويعكس ذلك الخوف الذي أشاعه تنظيم داعش في الأوساط الغربية التي باتت تنظر إلى اللاجئين، المسلمين على وجه الخصوص، بكثير من الريبة، بعدما أُعلن أن أحدهم، ويدعى أحمد المحمد وهو سوري، كان من بين ثلاثة آخرين فجروا أنفسهم خارج ملعب دو فرانس خلال إقامة مباراة ودية بين المنتخبين الفرنسي والألماني.

وبات يخشى من تسرب موجة الخوف إلى صناع القرار. وسياسة الخوف، التي حذر منها الكاتب البريطاني سايمون جينكينز، قد تنتج ردود أفعال يشوبها التشنج تجاه الحريات العامة، وتسهم في التوسيع من نطاق السلطات التي تطالب أجهزة الاستخبارات في الغرب طوال الوقت بالمزيد منها.

ويقول جينكينز “فكر في ما يريد عدوك أن تفعله، وافعل الشيء المقابل تماما. داعش سيكون سعيدا عندما يعلن الغرب الطوارئ ويقيد الحريات ويلاحق المسلمين المعتدلين”.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية “أثبت بن لادن أن القتل الجماعي هو أفضل وقود لسياسة الخوف، الخوف الذي يشوه الحكم الديمقراطي ويجتر ردود الأفعال المبالغ فيها ويخلق المزيد من الأعداء المتوحشين”.

ومن المرجح أن يدفع اللاجئون القادمون من مناطق النزاع ثمن الخوف الأوروبي، بعدما دفعوه مضاعفا في بلدانهم.

وبعدما كانوا يتمتعون في السابق بامتيازات واسعة بمجرد أن تطأ أقدامهم أوروبا تمهيدا لحصولهم على جنسية البلد الذي وصلوا إليه، يواجه اللاجئون اليوم إجراءات يعتبرونها أكثر إجحافا، إذ يخطط المسؤولون في بروكسل إلى إعادة، قدر الإمكان، الآلاف منهم إلى بلدانهم بمجرد أن تهدأ موجة الصراع.

وقبل اتخاذ إجراءات حساسة كهذه، تتوجه الأنظار عادة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعاني من ضغط هائل لإغلاق الحدود، وبدأت شعبيتها في الانحسار تدريجيا على وقع قيادتها للمعسكر الأوروبي الداعي إلى استقبال المزيد من اللاجئين.

وتعلم ميركل أن إغلاق الحدود الألمانية سيسمع صداه في بلد تلو الآخر في أوروبا، وأول من سيستغل هذا القرار كي يحذو حذوها هي دول البلقان.

وإذا ما حدث ذلك فمن المحتمل أن يتكدس اللاجئون على الحدود، ومن ثم تشهد أوروبا خلافات خطيرة على الحدود بين دولها.

لذلك تبذل ميركل الآن كل ما بوسعها من أجل أن تكون قادرة على توجيه دفة أزمة اللاجئين التي يعتقد كثيرون أنها فقدت السيطرة عليها.

أحمد أبو دوح
 
اجمالي القراءات 3049
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق