يحظى يوم التاسع من ذي الحجة بمكانة كبيرة، لدى شعوب العالم الإسلامي، وخاصة المصريين، وتحرص الأسر المصرية على صيام هذا اليوم، والتجمع على عزائم وولائم الإفطار العائلي.
واعتاد عدد من القادرين التصدق بأموالهم وتوزيع الهدايا واللحوم على الفقراء خلال يوم الوقفة؛ حتى يحل عيد الأضحى على الفقير ولديه المال واللحم.
على جانب آخر يخشى البعض من صيام يوم الوقفة هذا العام، بسبب استمرار موجات الحر الشديد وارتفاع نسبة الرطوبة، التي تؤدي للإحساس بالعطش والهبوط الناتج عن العرق والإجهاد الحراري.
يكفر السنة التى قبله والسنة التي بعده
قال الدكتور محمد الجبالي، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن العلماء أجمعوا على أن صوم يوم عرفة، هو أفضل الصيام في الأيام، وفضل صيام ذلك اليوم، أنه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صيام يوم عرفه أحتسب على الله أنه يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" [ رواه مسلم ].
ووصف "الجبالي" صيام يوم وقفة عيد الأضحى بأنه رفعة في الدرجات، وتكثير للحسنات، وتكفير للسيئات، لافتا إلى أنه لا ينبغي صيام يوم عرفة للحاج، أما غير الحاج فيستحب له صيامه لما فيه من الأجر العظيم وهو تكفير سنة قبله وسنة بعده.
وأشار أستاذ الشريعة، إلى أن المقصود بذلك التكفير، تكفير الصغائر دون الكبائر، موضحًا أن تكفير الصغائر مشروطا بترك الكبائر؛ لقول الله تعالى: "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم" [ النساء ]، وقوله صلى الله عليه وسلم : الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر" [ رواه مسلم ].
الصدقة مقبولة والدعاء مستجاب
وعن فضل الدعاء و التصدق على الفقراء في هذا اليوم، قال الدكتور عبد الفتاح الفقي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن يوم عرفة من أفضل الأيام عند الله تعالى، فصومه يكفر ذنوب سنتين وخير الدعاء دعاء يوم عرفة، موضحا أن الصدقة على الفقراء والمساكين، والإكثار من الطاعات في هذا اليوم لها زيادة فضل على غيرها، لأن الأعمال الصالحة تتضاعف في الأيام الفاضلة، كما هو معلوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام العشر، يعني العشرالأوائل من ذي الحجة".
وأضاف "الفقي" إن من أراد أن ينحر ذبيحة ويتصدق بلحومها على الفقراء في يوم الوقفة، فذلك من العمل المحبوب عند الله تعالى، مشددًا على أنه لا يجوز ذبح الأضحية في يوم عرفة؛ لأن وقت ذبحها يوم النحر بعد صلاة العيد كما هو معلوم.
وأوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أنه لا ينبغي تفويت الأضحية بالذبح يوم عرفة، لأن الأضحية أفضل، بل ذهب بعض العلماء إلى وجوبها.
الصيام في الصيف ينقي الجسد والروح معا
وعلى الجانب الطبي قال الدكتور محمود الفضالي، استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي، إن حاجة الجسم إلى استهلاك السعرات الحرارية تصل إلى حدّها الأدنى في فصل الصيف، موضحًا أن الصوم في الصيف يساعد بفعالية على تخليص الجسم من الدهون المختزنة فيه.
وأضاف "الفضالي" أن الصوم بشكل عام يخلص الجسم من السموم المتراكمة فيه، ويؤدى إلى إحراق الدهون المختزنة، ويساعده على تجديد خلاياه التالفة، وذلك من خلال إحراق الفضلات الضارة في الدم من أجل الحصول على الطاقة اللازمة للقيام بالنشاط الحركي اليومي.
وأشار إلى أنه يحرر السموم المخزنة في الأنسجة الدهنية؛ ليتخلص منها الجسم، كما يؤدي إلى إنقاص المخزون الدهني الضار في الجسم وإنقاص الوزن، ويريح الجهاز الهضمي.
وتابع: "صيام الأيام التى تسبق عيد الأضحى، حتى يوم الوقفة، يخلص الجسم من نسبة كبيرة من الدهون، ليستقبل دهون جديدة، خلال أيام العيد، محذرا من الإفراط فى تناول اللحوم بعد فترة الصيام".