فتوى جزائرية تحرم الزكاة نقدا!
الجزائر- آفاق - خاص
1
انتقد المجلس العلمي لمؤسسة المسجد في الجزائر الفتوى التي أطلقها دعاة سلفيون بتحريم إخراج الزكاة نقدا قائلين أنه لا تجوز الزكاة النقدية بل يجوز إخراجها سميدا أو عدسا أو غيره، بعد أيام من تحديد وزارة الشؤون لقيمة الزكاة ب80 دينارا عن الفرد الواحد.
المواطنون الذين استغربوا مثل هذه الفتوى اعتبروا أن إخراج الزكاة نقدا أسهل و أفضل بالنسبة لهم ألف مرة من إخراجها عدسا أو سميدا، لأن سعر كيلو العدس فقط يوازي100 دينار، وسعر السميد 120 دينارا للكيلو، بما يعني أن الزكاة لن تقل عن 500 دينار.
من جهتها قالت صحيفة لوريون في عدد اليوم أن وزارة الشؤون الدينية تلقت أمس آلاف المكالمات الهاتفية من المواطنين الذين اعتبروا أن فتوى السلفيين تعجيزا وتخريبا لجيوبهم، وهو الأمر الذي جعل رئيس المجلس العلمي لمؤسسة المسجد في الجزائر (التابعة لوزارة الشؤون الدينية) تندد في بيان ـ حصلت آفاق على نسخة منه ـ وجاء فيه أن الذين يستسهلون الفتوى يحاولون تشويش أذهان الجزائريين، خاصة في الأمور التي تبدو جلية وواضحة.
وأضاف ان الحكم الشرعي المعتمد والمعمول به في جواز إخراج زكاة الفطر نقدا جاء في البيان التابعي الجليل أبو إسحاق السبعي عمن أدركهم من السلف الصالح فقال:"أدركتهم و هم يعطون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام، والحال أن الذين أدركهم أبو إسحاق هم علي بن أبي طالب والبراء بن عازب و جابر بن سمرة وجرير بن عمر وعدي بن حاتم والمغيرة بن شعبة وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم."
من جهة ثانية قال الدكتور محمد الشيخ إن قياس القيمة المالية للقوت إنما جاء من مبدأ المصلحة والضرورة، حيث أخذ الفقهاء من مبدأ الحكمة في تشريع الإسلام للزكاة نزولا عند حديثه صلى الله عليه وسلم "أغنوهم عن السؤال" في يوم العيد، لكن ذلك لا يمنع من أن تخرج حسبه قوتا إذا كانت البلدة تحتاج إلى قوت ولا يجد أهلها ما يشترون بالنقود مثل الأماكن البعيدة جدا والنائية.
صحف جزائرية اعتبرت فتوى السلفيين تعجيزية وبعيدة كل البعد عن حرصهم على تطبيق الدين، حيث قالت صحيفة "لوريون" أنه لو أخرج مواطن بسيط الزكاة بالسميد وما إلى ذلك سيحتاج إلى 500 دينار للزكاة، في الوقت الذي يوجد وضعه كمواطن بسيط في خانة الفقراء الذين يحتاجون أساسا إلى الزكاة، ليس من المواطنين مثله، بل من الدولة، حسب تعبير الصحيفة في افتتاحيتها اليوم.
اجمالي القراءات
3825