هل فشلت الحكومة البريطانية في دعم الإسلام المعتدل وعزل المتطرفين

اضيف الخبر في يوم الإثنين ٢٢ - يونيو - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العرب


هل فشلت الحكومة البريطانية في دعم الإسلام المعتدل وعزل المتطرفين

هل فشلت الحكومة البريطانية في دعم الإسلام المعتدل وعزل المتطرفين
تصريحات رئيس الحكومة ديفيد كاميرون حيال المسلمين البريطانيين تزيد من الشكوك حول تهديدهم التماسك الاجتماعي.
العرب  [نُشر في 22/06/2015، العدد: 9956، ص(1)]
 
ملف المسلمين يحشر حكومة كاميرون في الزاوية
 
لندن – فاقمت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول دور المسلمين المتردد في مكافحة التطرف والإرهاب، من الجدل المتصاعد أصلا عن وضعهم كبريطانيين.

وكشفت التصريحات الملتبسة لكاميرون ضعف السياسة البريطانية في التعامل مع المسلمين، عندما دعا المجتمعات والأسر الإسلامية إلى بذل مزيد من الجهد لمكافحة التطرف، محذرا من أن البعض يغامر بتشجيع الشبان على التشدد من خلال التغاضي عن هذه الآراء المتطرفة.

وأثارت تلك التصريحات المزيد من الأسئلة حول سياسة الحكومة البريطانية في إقامة التماسك الاجتماعي من خلال دعم الإسلام المعتدل وعزل المتطرفين.

ووصفت البارونة سعيدة وارسي تصريحات كاميرون بالمثبطة لعزائم المسلمين في أول رد من شخصية سياسية مسلمة.

وعبرت وارسي التي كانت أول وزيرة مسلمة في حكومة كاميرون السابقة، عن خوفها من مطالبة المسلمين ببذل المزيد من الجهد لمحاربة التطرف، دون معرفة وفهم ما الذي يفعلونه الآن، مؤكدة أن دعوة كاميرون تحطم معنويات المسلمين.

وأضافت “تعرف الجاليات المسلمة أنها مستهدفة من قبل داعش، وتعرف أنها حربها، وأن الحكومة في حاجة إلى نصرة المسلمين ودعمهم، وفي تلك الحالة يحق لها مطالبتها ببذل المزيد من الجهد”.

وانتقدت وارسي النائبة السابقة في حزب المحافظين توجيه كاميرون كلمته للمسلمين من سلوفاكيا، مرجحة أنه كان من الأولى توجيهها من برمنغهام، على اعتبارها المدينة البريطانية الأكثر كثافة بالجالية المسلمة.

وقالت إن كاميرون محق في كلامه بوجود أقلية داخل الأقلية المسلمة يتغاضون عن التنبيه عن مخاطر داعش، لكن هناك أكثر بكثير من هذه الأقلية يقاتلون مثل هذه الأفكار القاتلة وإنهم يعرفون ما عليهم القيام به لأن المعركة مستمرة مع داعش وهذا ما يؤكد أن المسلمين يقاتلون فيها وعلى استعداد لبذل المزيد من الجهد.

 
سعيدة وارسي: رئيس الوزراء حطم معنويات المسلمين بدلا من دعمهم
 

ونقلت وارسي التي تمثل صورة عن الاعتدال كلام أحد الناشطين المسلمين قوله “لقد قوض كلام كاميرون كل ما قمت به من جهود، بينما نحتاج من الحكومة أن تدعمنا في معركتنا ضد التطرف”.

وقال رئيس الوزراء البريطاني في كلمته أمام مؤتمر أمني في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا “إن الناس الذين يعتقدون على سبيل المثال أن الديمقراطية خطأ وأن المرأة أدنى مكانة من الرجل وأن الشريعة تجب سيادة القانون يشتركون في اعتناق عقائد المتطرفين الإسلاميين”.

وأضاف “هناك أناس يتبنون بعض وجهات النظر هذه ولا يذهبون إلى حد الدعوة إلى العنف لكنهم بإيمانهم ببعض هذه القناعات يعطون هذا الخطاب الإسلامي المتطرف وزنا ويقولون لإخوانهم المسلمين أنتم جزء من هذا”.

ويتساءل المراقبون عما إذا كانت تصريحات كاميرون تعيد السؤال الشائع “هل تكمن المشكلة في الإسلام كدين؟” مثلما كان بوسع الغرب أن يقول في ما مضى “الشيوعية هي المشكلة كفكر” لكن مثل هذا السؤال لا يمكن أن يطرح في الأصل بصفة أن الدين الإسلامي مشكلة، لذلك يلف ويدور السياسيون حول جوهرالقضية كما تظهر تصريحات رئيس الحكومة البريطانية.

ويزيد كلام كاميرون من اعتقاد الكثير من البريطانيين أن حجم وطبيعة السكان المسلمين في بريطانيا يمثلان تهديدا للهوية الوطنية، وهناك تعصب يتنامى جراء النظر إلى الإسلام كتهديد للتماسك الاجتماعي.

وكان رئيس قسم دراسات السكان في جامعة مانشستر البروفيسور ديفيد فوس قد نبه إلى “أن الآراء منقسمة، وما زال الكثير من الناس يتسامحون مع حرية التعبير التي لا تحظى بشعبية وكذلك حيال اللباس المميز والسلوك الديني، لكن شريحة كبيرة من سكان بريطانيا غير راضية عن هذه الثقافات الفرعية”.

إلا أن ياسمين قريشي العضو المسلم في حزب العمل المعارض ردت على كاميرون بمقاربة “إن حادث كنيسة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا الأميركية نفذه مواطن أبيض، ولم أسمع كلمة واحدة عن ضرورة اعتذار الأميركيين ذوي البشرة البيضاء على أفعال هذا المواطن”. وعبرت في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية عن تعبها من الاضطرار إلى الاعتذار.

اجمالي القراءات 2007
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق