في حكم غريب وغير مسبوق حكم القاضي عيسى المطرودي في المحكمة الجزائية ببريدة يوم الأحد 17 مارس بالإفراج عن عشرة معتقلين واستثنى القاضي المطرودي على الشاب عبد الله عبد السميع علي السمري والذي كان معتقلاً معهم نفس ظروف وسبب ومكان الاعتقال ! ، ولكن أصدر الحكم بالجنسية ولأنه يحمل الجنسية المصرية وليست السعودية وعل الرغم أنه مولود في بريدة بالقصيم السعودية ولم ير مصر في حياته ! وحكم عليه بحكم قضائي له دلالة خطيرة حيث الحكم بالجنسية وينم عن عنصرية تخالف شرع الله والقوانين الوضعية فقضى عليه بالسجن ثلاثة أشهر وكتابة بحث لا يقل عن 60 صفحة عن تحريم المظاهرات !!! فسقط والده المسكين مغشياً عليه.
وقام أقارب المعتقلين من السعوديين المفرج عنهم بمخاطبة القاضي وطالبوه بأن يفرج عن الجميع لأن تهمتهم واحدة وأن الحكم لا علاقة له بالجنسية حيث لا فرق بين سعودي ومصري ، وقال أحدهم : نتمنى أن يسجن أحدنا ولا يسجن عبد الله على اعتبار ان جنسيته مصرية مع أنه مولود ببريدة وترعرع وعاش ببريدة ويتكلم لهجتنا.
حكاية الشاب المصري تتمثل في أنه غار على عرض نساء دينه، فقام ليدافع عنهن في اعتصام بريدة فتم القبض عليه، ومن ثم إيداعه السجن والحكم عليه بالسجن 3شهور بالإضافة لكتابة وكتابة بحث لا يقل عن 60 صفحة عن تحريم المظاهرات.
الشاب عبد الله عبد السميع علي السمري من أهل مصر، من مواليد بريدة، درس جميع المراحل الدراسية ببريدة ثم أكمل دراسته، بمعهد الحديث بمكة المكرمة ثم التحق بجامعة القصيم قسم الشريعة ولا يزال في المستوى الثالث بالكلية .
كان عبد الله السمري ووالده يدرسون في حلقة تحفيظ خاصة بالجالية المصرية في منزل والده فلما علم أمير القصيم فيصل بن بندر ضيق عليهم.
في ذروة الأحداث لقمع التيار الإسلامي عام 2009 قامت إمارة القصيم باستدعاء الشيخ عبد السميع السمري والد عبد الله ، وتم إخباره بقرار تعسفي حيث أبلغت أسرته بنفيها من القصيم وضرروة مغادرة القصيم خلال ثلاثة أشهر فارتحلوا إلى خميس مشيط، وأكمل دراسته في معهد الحديث بمكة المكرمة، ثم التحق بجامعة القصيم وحالياً في السنة الثالثة بقسم الشريعة.
وفي تطور لاحق ومع فعاليات اعتصام بريدة في 25 فبراير الماضي خرج أهالي المعتقلين للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين دون تهمة أو محاكمة ، وقام الأهالي بالاعتصام أمام هيئة التحقيق والادعاء العام بمدينة بريدة السعودية بهدف اطلاق سراح المعتقلين بدون سند نظامي وحكم قضائي بالتجمع السلمي، فتم اعتقال 161 شخص و15 إمرأة واعترفت السلطات السعودية باعتقال 176 مواطناً ومواطنة لرفضهم فض الاعتصام الذي استمر لأكثر من 12 ساعة ، وكان من بينهم عبد الله السمري ، ولم يكن له أي قريب أو صديق معتقل، لكن الغيرة دفعته للمشاركة والمطالبة بإطلاق سراح النساء.
تم الإفراج عن أغلب من شارك في الاعتصام، وعددهم ٥٠٠ معتصم تقريباً، وتمت محاكمة القليل والإفراج عنهم عدى" عبد الله عبد السميع السمري" فقد حكم عليه القاضي بالسجن ٣ أشهر في قرار قضائي له دلالة خطيرة ويعكس فساد القضاء والتحفظات على القضاة.
وقالت السيدة / مها الضحيان شاهدة عيان وزوجة عبد الله العياف المعتقل منذ 6 سنوات ، ووالدة المعتقل ياسر العياف : لم يسمح لي بحضور محاكمة ابني ياسر وبقيت خارج القاعة وبعد وقت طويل خرجوا يبشروني بأن الجميع صدر لهم افراج الا واحد من مصر! .
وأضافت : علمت بحكم القاضي على الأخ المصري 3 أشهر فطلبت الدخول على القاضي فدخلت ، وقلت له : اتق الله . . انت تحكم بالشرع أو بالعنصرية والجنسية ؟!!!!!
وذكرت : قلت للقاضي ان الجميع تهمتهم واحدة ، فاتق الله في هذا الرجل المصري . . إني اتيت لأشفع له ليخرج مع باقي الشباب فرد القاضي علي : يستطيع هو الاعتراض إذا لم يرض ذلك .
الشاب عبد الله السمري مواليد مدينة بريدة درس الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدينة بريدة .
شاب نشأ على طاعة الله ومن حفظة كتاب الله ، والده شيخ محفظ للقرآن يقيم حلقات تحفيظ للقرآن الكريم.
إنها مأساة انعدام العدالة والتمييز العنصري . . وأقول للقاضي عيسى المطرودي وكل قاض عل شاكلته : ديننا علمنا احترام كرامة الإنسان، والمساواة بين الناس.
وأذكر المطرودي وكل مطرودي إن حقوق الآدمي في الإسلام مكفولة في الإسلام - ولفظ الآدمي بذاته ينفي كل تفرقة تقوم على العرق أو اللون- وردت جزءا من الشريعة الإسلامية، وترتبط ارتباطا وثيقا بالبناء العقدي والأخلاقي فيه.
فحقوق الآدمي، مضمونة بالنصوص الشرعية التي تنص على الحق، وعلى ضماناته، بل وعلى الجزاء المقرر عند انتهاكه ، وحظر الإسلام تفاضل الناس على أساس العرق واللون.
وعندما قال أحد الصحابة لرجل مسلم: (يا ابن السوداء) وصف الرسول- صلوات الله عليه وسلامه- هذا القول بأنه يدل على جاهلية، أي على معايير وقيم سابقة على الإسلام، لا تصلح إلا في مجتمعات التخلف والجهل، ووضع الصحابي الجليل خده على الأرض طالبا ممن أساء إليه بقوله أن يعفو عنه.
أيها القاضي المطرودي اتق الله يقول المولى عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) . فمن أهم صور المساواة التي جاءت في الإسلام أصولها ومفاهيمها، في قضايا مهمة من قضايا البشر: عدم التفرقة العنصرية بسبب اللون أو الجنس أو العرق ، ولم تكن كرامة الآدمي في الإسلام، منذ نزول القرآن، شعاراً عاماً، بل كانت نظاما تشريعيا داخلا في البناء العقدي والأخلاقي الإسلامي، فلا فضل لسعودي على مصري أو غيره إلا بالتقوى .
فالإسلام حدد حقوق الإنسان بمفاهيمها الصحيحة، وضوابطها الشرعية، التي تحقق كرامة الإنسان، وتحفظ مصالح الفرد والمجتمع ، وهي مضمونة بالشرع وأحكامه، لكل بني الإنسان على اختلاف الأعراق والألوان.
وأين أهل الشرع والدعاة في المملكة العربية السعودية من هذا الحكم ؟ واين موقف حكام مصر من العنصرية بحق رعاياها وعدم احترام حقوق رعاياها في الخارج ؟
إلى الله المشتكى . . والله المستعان