اضيف الخبر في يوم الخميس ٢٥ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الدستور
إبراهيم عيسى يكتب: الفتنة العمرانية
ماذا فعل نجل الرئيس الذى يلح البابا شنودة كل مرة فى امتداحه وتعميده لوراثة مقعد أبيه ، ماذا فعل وحزبه الحاكم للمحكومين الأقباط شعب البابا شنودة الذى يتحدث نيافته دوما عن حكمة القيادة والحياة الهانئة الرائعة الوارفة التى يعيشها الاقباط تحت ظل حكم الحزب الوطنى؟
وماذا فعل الأقباط الذين يحرصون على إبداء الولاء والسمع والطاعة لحكم الرئيس مبارك الذى ينجيهم ويحميهم من مجيئ الإخوان المسلمين المتطرفين الشرسين، ماذا فعلوا للحكم الذى يستخدمهم ويستغلهم للبقاء محتكرا للحكم وجالسا جلوسا أبديا سرمديا على مقعده؟
صدام العمرانية كاشف ماسح للأوهام كلها
لا الحزب الوطنى وحكومته وحاكمه ووريثه يحترمون المواطنة
ولا المواطنون الأقباط يصدقون الأكذوبة التى ترددها كنيستهم أن هذا الحكم لا يضطهدهم!
الكل باطل ...وفاشل
الكنيسة حين ينافق قساوستها نظام مبارك
ونظام مبارك حين يدعى قياداته احترام المواطنة وحرية العقيدة
دعنا نؤكد هنا أن مشهد الاربعاء الدامى من حيث حماقة اقتحام كنيسة تحت البناء أيا ما كانت مخالفتها الادارية –وفق قانون يعتبره الاقباط ظالما – ومن حيث تظاهر الاقباط بجسارة وبعصبية وبعنف ربما (أين مظاهرات الأقباط والمسلمين من أجل البطالة وارتفاع الاسعار والحد الأدنى للأجور ونهب ثروات البلد وتزوير الانتخابات ) يؤكد مدى هراء الاستقرار الذى تتحدث عنه دوائر الحكم فى مصر.
هناك أزمة عميقة وحقيقية فى :
1. العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر حيث تطرف وتعصب متبادل فكل طرف يرمى الآخر بالكفر يغذى تطرف المسلمين شيوخ السلفية ودعاة الوهابية ووعاظ التليفزيون وواقع الفقر وشظف لقمة العيش ويزرع تطرف الأقباط كنيسة يسكنها بعض المتعصبين وقساوسة الانترنت وواقع الشعور بالأقلية ، وبينما يعتقد المسلمون أن الأقباط فى وضع متميز وأنهم مدللون من السلطة (بأوامر من الأمريكان ) يؤمن الأقباط أنهم مضطهدون تحت طائلة التمييز ولا يتحصلون حقوقهم فى البلد.
2. البابا شنودة صنع من الكنيسة حزبا للأقباط ووضع نفسه وكنيسته فوق القانون المدنى فى الوقت الذى يقف فيه الأقباط ضد تطبيق الشريعة الاسلامية يفرض البابا الشريعة المسيحية على مواطنى بلده فى الوقت الذى تتعايش فيه الكنيسة على ملف أن الأقباط مضهطدون إذا بها تعزف لحن ممالأة وموالاة النظام المصرى المستبد المزور حتى أنه يزايد ويخاصم مشاعر المصريين جميعا فتؤيد التوريث كأنها تكسب من الأقباط شعبيتها وتتكسب من الأقباط مع الدولة سياسيا !
الغريب أنه بينما نخشى ونحذر من كارثة فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين تكاد تخبئ نارها تحت إبطها تجرنا الدولة بخطاياها والكنيسة بأخطائها إلى فتنة بين الدولة والأقباط !
دعوة للتبرع
خلط السياسة بالدين: قرأت لك كتاب ( تحذير المسل مين من خلط...
سؤالان : السؤا ل الأول : الذين يعملو ن الصال حات وهم...
مسألة ميراث: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته ارجو منكم...
عقوبة الزنا: لقد قرات لك مقالة عن "الزن " الذي وصفته...
التعدى على الطريق: ما حكم إخراج السلع إلى الشار ع ووضعه ا على...
more
رغم أن مصر منذ الغزو السعودي الوهابي لها وبعد أن تغييرت الهوية والثقافة المصرية الأصيلة ورغم ظهور ملامح الاحتقان الطائفى ضد الأقليات بصفة عامة وعلى رأسهم الأقباط وطبعا هذا كله هو حصيلة انتشار فقه الوهابية وثقافتها وسيطرتها على معظم قطاعات الدولة حتى على مستوى ضباط الجيش وضباط الشرطة فقد انتشر بينهم وباء الوهابية وأثر في ثقافتهم وفي مشاعرهم وبالتالي لابد أن يؤثر على نظرتهم للأمور وطريقة تعاملهم معها ، وهنا يكمن الخطر فقد تخطى الأمر مجرد استغلال النظام للأقباط كأقلية مصرية يخشى عليها النظام من الأخوان وبالتالي يضحك النظام علينا وعلى العالم ليستمر في فرض قانون الطوارىء على رقاب المصريين بكل فئاتهم وتوجاهتم وأطيافهم ، ولم يعد الأمر مجرد وسيلة للوصول مصالح سياسية بل لقد تخطى كل هذه الحواجز ، وللتوضيح أقول إن ضباط الجيش وضباط الشرطة عندما يتعاملون مع الأقباط فهم لا يتعاملون من منطلق رجل القانون ،و رجل ينفذ تعليمات مرؤسية من كبار الدولة ، وإنما هو يمارس العنف ضد الأقباط وغيرهم من الأقليات على خلفية دينية وهابية تغلغلت في أعماقه وسيطرت عليه بحيث أصبح يظن في نفسه أن ضابط شرطة يدافع عن الإسلام من الأعداء ومن الكفار إن صح التعبير ، فهو تقمص دور وشخصية المجاهدين دون ان يدرى و قد تمت حالة التعبئة الخطيرة هذه بسبب انتشار ثقافة الجهل في المجتمع وبسبب جهل ضباط الشرطة وضباط الجيش وانغلاقهم على أنفسهم واهتمام معلموهم بالحياة الأكاديمية فقط وإهمال الناحية الثقافية وحالة الحراك الثقافى والفكري التى تدور رحاها في أرجاء مصر ، فتحول ضابط الشرطة فورا دون أن يدرى أصواب ام خطأ ما فعله وما اعتنقه من فكر وهو في هذا لا يختلف كثيرا عن شاب مراهق تم تجنيده وغسل مخه في سن ما قبل العشرين ، وكما قلت هذه هي الخطورة ، ورغم كل هذا إلا اننا لا زلنا نسمع منافقي النظام يخرجون كل حين يدافعون عن الوحدة الوطنية وعن حرية العقيدة وعن أن مصر دولة متماسكة ولا فرق بين مسلم ومسيحي ووهابي فهم يخدعون أنفسهم قبل أن يخدعوا أحد والعواقب وخيمة لو استمر هؤلاء في حالة النفاق وقلب الحقائق والتعامل معها بهذه الطريقة المليئة بالكذب والنفاق والخداع ....