مذكرات عضو النظام الخاص للإخوان: الدكتور عبدالعزيز كامل: حسن البنا لم يؤمن إطلاقاً بمبدأ الشوري:
مذكرات عضو النظام الخاص للإخوان: الدكتور عبدالعزيز كامل: حسن البنا لم يؤمن إطلاقاً بمبدأ الشوري

اضيف الخبر في يوم السبت ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: المصرى اليوم


مذكرات عضو النظام الخاص للإخوان: الدكتور عبدالعزيز كامل: حسن البنا لم يؤمن إطلاقاً بمبدأ الشوري 


كشفت مذكرات الدكتور عبدالعزيز كامل عضو النظام الخاص بالإخوان المسلمين ووزير الأوقاف الأسبق التي صدرت مؤخراً عن «المكتب المصري الحديث»، عن مفاجآت جديدة حول واقعة مقتل الخازندار، وخلافات عبدالرحمن السندي زعيم النظام الخاص مع حسن البنا مرشد الجماعة الأول، خلال الجلسة التي عقدت في اليوم التالي لواقعة الاغتيال، والتي بدا فيها البنا متوتراً للغاية حتي أنه صلي العشاء ثلاث ركعات.



وأدان كامل في مذكراته التي قدم لها الدكتور محمد سليم العوا، عدم إيمان حسن البنا بمبدأ الشوري، وكذلك اتباع النظام الخاص أسلوباً يشبه النظم الماسونية، وعدم حنكة الجماعة في اتخاذ القرارات بل والتسرع فيها اعتقاداً منها أن الله سيتكفل بإصلاح أخطائهم.

وفجر كامل مفاجأة بكشفه عن وجود علاقات بين الجماعة الإسلامية التي كان يرأسها أبو الأعلي المودودي في باكستان والإخوان، وسعي المودودي إلي ضرورة التنسيق بينه وبين الإخوان في طرق العمل.

وتناولت المذكرات ما أسمته بـ«صدمة سيد قطب من ضحالة فكر قيادات الجماعة»، كما تعرضت لماحدث للهضيبي المرشد الثاني للجماعة أثناء الاعتقال.

الدكتور عبدالعزيز كامل في ذمة الله الآن، وقد كتب مذكراته وأوصي بنشرها بعد أن ظلت حبيسة الأدراج أكثر من خمس عشرة سنة، وقد حكي فيها مشوار حياته، بداية من ميوله الصوفية ثم التحاقه بدعوة الإخوان المسلمين والعمل مع قياداتها. وقد شاء القدر أن يوجد في مواقع متباينة، من معتقل القلعة إلي السجن الحربي ومن التدريس بالمدارس الابتدائية إلي الجامعة وصولاً إلي كرسي الوزارة.. وقد ذكر أنه كم من مرة انتقل من مكان إلي آخر وفي يده قيد حديدي، ومرة أخري كانوا يفرشون تحت قدميه بساطاً أحمر، ليقف علي منصة الشرف يستعرض الحرس، ومرة تعبر به سيارة صامتة شوارع القاهرة وعلي عينيه عصابة سوداء.

تعرف عبدالعزيز كامل علي فكر الإخوان عندما التقي بصديق له يدعي محمد عبدالحميد في آداب القاهرة عام ١٩٣٦ وقرأ له تلخيصاً لدعوة الإخوان المسلمين علي أحد دواليب الكلية، ثم تلقي منه دعوة للحضور بالمركز العام للإخوان المسلمين في ١٣ شارع الناصرية بالسيدة زينب للاستماع إلي حديث حسن البنا الإسبوعي يوم الثلاثاء. وهذا المقر هو الأول للجماعة بالقاهرة.

يومها ركز البنا في حديثه علي الإيمان والعبادة ثم انتقل إلي فريضة الجهاد، وهو ما يعد شرحاً لخواتيم سورة الحج، التي لا تجد عضواً في الجماعة إلا وحفظها. وأوضح البنا أن المسلم هو أستاذ الإنسانية وأن أمته أستاذة العالم، وأن عليه أن يوقن بذلك.

واعتبر كامل حديث «البنا» انتقالاً بالدعوة إلي الصعيد العالمي، وحاول كامل أن يدرس جوانب شخصية المرشد الأول للجماعة، ولماذا لم يختر لنفسه اسم الرئيس أو ما شابهه. وأدرك فيما بعد أن لقب المرشد نبع من اتباع البنا الطريقة الصوفية الحصافية بالبحيرة، وتردده علي مجالس الذكر فيها مما ترك لمسة صوفية علي تصرفاته.

وانتقل كامل في مذكراته إلي أحداث صباح يوم ٢٢ مارس ١٩٤٨ عندما تم اغتيال المستشار أحمد الخازندار أمام منزله في حلوان، وهو متوجه إلي عمله، علي أيدي شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبدالحافظ، وأرجع كامل الحادث إلي مواقف الخازندار المتعسفة في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم علي جنود بريطانيين في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في ٢٢ نوفمبر ١٩٤٧.

وقد استدعي البنا للتحقيق في مقتل الخازندار ولكن أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.

وسرد كامل مادار في الجلسة الخاصة التي عقدتها الجماعة برئاسة البنا وحضور أعضاء النظام الخاص حول مقتل الخازندار حيث بدا المرشد متوتراً علي حد قوله وعصبياً وبجواره عبدالرحمن السندي رئيس النظام الخاص الذي كان لا يقل توتراً وتحفزاً عن البنا، إضافة إلي قيادات النظام أحمد حسنين، ومحمود الصباغ وسيد فايز وأحمد زكي وإبراهيم الطيب ويوسف طلعت وحلمي عبدالحميد وحسني عبدالباقي وسيد سابق وصالح عشماوي وأحمد حجازي ومصطفي مشهور ومحمود عساف.

وفي هذه الجلسة قال المرشد: إن كل ما صدر مني تعليقاً علي أحكام الخازندار في قضايا الإخوان هو «لو ربنا يخلصنا منه» أو «لو نخلص منه» أو «لو حد يخلصنا منه» بما يعني أن كلماتي لا تزيد علي الأمنيات ولم تصل إلي حد الأمر، ولم أكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم عبدالرحمن السندي هذه الأمنية علي أنها أمر واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئت بالتنفيذ.

ولفت كامل إلي أن البنا مساء يوم الحادث ولهول ما حدث صلي العشاء ثلاث ركعات وأكمل الركعة سهواً وهي المرة الوحيدة التي شاهد فيها أعضاء التنظيم المرشد يسهو في الصلاة.

ورصدت المذكرات احتدام الخلاف بين البنا والسندي أمام قادة النظام الخاص، وهو ما ظهر حين قال كامل للبنا: أريد أن أسألك بعض الأسئلة وتكون الإجابة بنعم أو لا.. فأذن له البنا.. فسأله:

كامل: هل أصدرت أمراً صريحاً لعبدالرحمن السندي باغتيال الخازندار، وهل تحمل دمه علي رأسك وتلقي به الله يوم القيامة؟

فأجاب البنا: لا.

فقال كامل: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسؤولية هذا العمل أمام الله؟

فأجاب البنا: نعم.

فوجه كامل أسئلته إلي السندي بعد استئذان البنا.

سائلاً: ممن تلقيت الأمر بهذا؟

السندي: من الأستاذ حسن البنا.

كامل: هل تحمل دم الخازندار علي رأسك يوم القيامة؟

السندي: لا!!

كامل: إذن من يتحمل مسؤولية الشباب الذين دفعتم بهم إلي مقتل الخازندار؟

السندي: عندما يقول الأستاذ إنه يتمني الخلاص من الخازندار فرغبته في الخلاص منه أمر.

كامل: مثل هذه الأمور لا تؤخذ بالمفهوم أو بالرغبة.

وسأل المرشد: هل ستترك المسائل علي ما هي عليه أم تحتاج منك صورة جديدة للقيادة وتحديد المسؤوليات؟

فرد البنا: بل لابد من تحديد المسؤوليات.

واستقر الرأي علي تكوين لجنة تضم كبار المسؤولين عن النظام الخاص، بحيث لا ينفرد السندي برأي أو تصرف وأن تأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة من البنا نفسه، وفق ميزان ديني، وهو الدور الذي قام به الشيخ سيد سابق، وأوضح كامل أن سابق أصبح ميزاناً لكبح حركة الآلة العنيفة داخل الإخوان.

وذكر كامل أن هذه هي المرة الأولي التي خضع فيها السندي للمحاسبة أمام البنا وقيادات النظام الخاص وكذلك الأولي بالنسبة للمرشد، التي يقف فيها صراحة أمام نفسه إلي الدرجة التي دفعته لأن يقول للسندي: أنا لم أقل لك ولا أتحمل المسؤولية، ورد السندي: لا.. أنت قلت لي وتتحمل المسؤولية.

وحكي كامل أنه التقي صلاح عبدالحافظ المحامي وشقيق أحد المتهمين في مقتل الخازندار ووجده ناقماً علي الجماعة التي أوقعته في تلك الظروف، وسعيه إلي إثبات أن أخاه يعاني من انفصام في الشخصية حتي ينجو من الإعدام.

وأشار كامل إلي أن عام ١٩٤٨ ومطالع عام ١٩٤٩ كانت أكثر الأعوام دموية عند الإخوان، ولهذا فتحت لهم المعتقلات وأعدت قوائم بالآلاف كانت تحت يد رجال الثورة حين أرادوا توجيه ضربتهم للإخوان سنة ١٩٥٤ وما بعدها.

بعد هذه الأحداث نقل البنا لكامل رغبته في التفرغ لتعليم وتربية وتكوين الشباب.. مائة شاب فقط يقابل بهم ربه ليجادلوا عنه يوم القيامة.. كان هذا الفكر قد تبلور في ذهن البنا بعد نصيحة تلقاها من عبدالستار سيت سفير باكستان في القاهرة بأن يعتني البنا بمن يتوسم فيهم الذكاء والوصول يوماً إلي مقاعد الحكم وبعدم العجلة، وسيكون لديه وقتها جيل قادر علي التغيير.

وعرج كامل علي فكر الإمام البنا مؤكداً أن البنا لم يؤمن بمبدأ الشوري، وأن الشوري عنده غير ملزمة للإمام، وإنما هي معلمه فقط، وقد كتب البنا هذا الرأي ودافع عنه ولم يتحول عنه، بل وسرَّي هذا الفكر إلي من حوله في أواخر الثلاثينيات وهي السنوات الأولي لكامل في الإخوان، حيث كان يسمع كثيراً كلمة «بالأمر» رغم أنها كلمة عسكرية، ولهذا لا يجد عضو الإخوان من يناقشه إذا كلفه رئيسه المباشر بأي أوامر بل ينبغي أن يكون هذا محل تسليم، وهي نقطة الخطورة التي أصابت جسم الإخوان بالخطر من وجهة نظر كامل، حيث أسس البنا النظام الخاص علي السمع والطاعة والكتمان وهو ما سهل خروج النظام عن أهدافه.

وبالنسبة للنظام الخاص يقول الدكتور عبدالعزيز كامل: كان عبدالرحمن السندي المسؤول رقم «١» فيه، رغم معاناته من روماتيزم في القلب، ولذا كان السؤال الذي يدور في خلد كامل دائما هو: كيف يتحمل السندي مسؤولية نظام يحتاج منه إلي المرور علي المحافظات والإشراف علي التدريب والرحلات الخلوية، حيث أصوات طلقات الرصاص والقنابل اليدوية، ويتساءل كامل كيف تمنع صحة السندي إتمامه للدراسة الجامعية وتساعده علي الإشراف علي هذا الجهاز الخطير الذي يحتاج إلي أعلي درجات اللياقة البدنية والفكرية؟ كما أن شعوره، بمكانته لدي المرشد وأفضليته علي أعضاء مكتب الإرشاد وتمسكه بموقعه يفقده القوامة لقيادة الجهاز.

وكشف كامل عن أن الترشيح لعضوية النظام يخضع لسلسلة من الاختبارات تتركز علي قدرة المرشح علي السمع والطاعة، فكان يحمل حقيبة من مكان لآخر ولا يعرف ما فيها ويراقب تصرفاته أحد أعضاء النظام وقد لا يكون فيها أكثر من ملابس عادية، أو قطع من الحديد تشعره بالثقل، وقد يؤمر بنقلها من بلد لآخر، أو الاحتفاظ بها أياماً، ولديهم وسائل يعرف من خلالها ما إذا كانت الحقيبة قد فتحت أم لا.. فإذا اجتاز تلك الاختبارات تحددت له ليلة البيعة داخل شقة لأحد قادة التنظيم في حي السيدة عائشة قرب جبل المقطم ويبيت عنده المرشحون يتعبدون طوال الليل ثم يؤمرون واحداً بعد الآخر بالدخول إلي غرفة مظلمة، لا يري فيها أحد، ويجلس علي الأرض بعد خطوات محددة، ويمد يده إلي حيث يوجد مصحف ومسدس وتمتد يد ممثل المرشد ليبايعه علي السمع والطاعة والكتمان دون أن يري وجهه.

ويذكر كامل تجربته حين دخل كي يبايع المرشد ولم يكن الصوت غريبا عليه فقال: ما هذا يا عشماوي وهل من الإسلام أن أضع يدي في يد من لا أعرف؟ ثم إنني أعرفك من صوتك وأتحدث معك كل يوم ما هذه الأساليب التي أدخلتموها علي عملنا ولا أساس لها من ديننا؟ فأجاب صالح عشماوي وكان عضوا في مكتب الإرشاد ورئيس تحرير مجلة الإخوان: هذا نظامنا.

بعد البيعة يذهب من أقسم إلي جبل المقطم يتدرب علي إطلاق النار فترة قصيرة، حيث كانت الأسلحة مخبأة في مكان هناك حتي لا يضطروا إلي حملها كل مرة، ويعودون بعد هذا إلي منزل البنا وبصحبتهم السندي في لقاء قصير يحييهم فيه ويدعو لهم بالخير.

وانتقد كامل هذا الأسلوب السري الذي اتبعته الجماعة معتبراً أن طقوس الانضمام إلي النظام الخاص أشبه بالنظم الماسونية، فضلاً عن آثار هذا الأسلوب الوخيمة علي طريقة العمل الإسلامي.

وأبدي كامل استياءه من فكر الإخوان، لأنهم لا يبذلون الكثير من الوقت والجهد في تقليب الأمور واتخاذ القرارات ودراستها بعمق، اعتقاداً منهم بأنهم إذا أخطأوا فإن عناية الله ستتكفل بإصلاح هذا الخطأ.

ورصد كامل صدام الإخوان مع ثورة يوليو بعد سعي الإخوان لإصدار مجلة جديدة بجانب مجلة «الدعوة» ومحاولة سيد قطب وحسن الهضيبي احتواء الأزمة، حيث تقدم كامل باقتراح يقضي بالاكتفاء بسلسلة من الرسائل، لأن المجلة ستضطر الإخوان إلي اتخاذ مواقف، وقد تعودهم علي أساليب النقد والمعاداة أكثر من طرح الاقتراحات البناءة، كما أن المجلة ستؤدي إلي توسيع الهوة بين الإخوان والثورة وهو ما حدث بالفعل، حيث اضطر الرقيب إلي حذف مقالات ورسوم كاريكاتورية مما زاد حدة التوتر.

وصل في هذا الوقت «ظفر الأنصاري» إلي القاهرة وهو أحد المقربين من أبوالأعلي المودودي أمير الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية، وأخبر كامل أن لديه رسالة من المودودي إلي حسن الهضيبي مرشد الإخوان الأسبق، وبالفعل التقيا به، ودارت رسالة المودودي حول حتمية عدم صدام الإخوان بالثورة بأي طريقة، لأن الجماعة الإسلامية وقتها كانت تخوض تجربة قاسية مع حكومة باكستان فزعماؤها في السجن ونشاطها مقيد ومن الممكن أن يستطيع الإخوان تقديم العون لهم إذا حافظوا علي قوتهم أما إذا دخلوا في صراع مع عبدالناصر فلن تتلقي الجماعة الإسلامية أي دعم مادي أو أدبي منهم، وكان المودودي يأمل في تعاون الجماعات الكبيرة مثل الإخوان والجماعة الإسلامية.

ويوضح كامل أن الجماعة الإسلامية لم تكن تؤمن بالعنف بعكس الإخوان المسلمين، فالمودودي يعرف أن يدهم قد تتحرك بالسلاح سريعاً في حالة اشتباكهم مع الثورة، وهو ما لا يريده لهم، وحاول كامل أن يعضد وجهة نظر المودودي عند الهضيبي، لأن الخاسر من الصراع هو الشعب والإسلام.

إلا أن موجة الاعتقالات بدأت مع مطلع عام ١٩٥٤ بالهضيبي وعبدالقادر عودة وعبدالحكيم عابدين وحسن عشماوي، ومنير دله، وصلاح شادي، بالإضافة إلي عبدالعزيز كامل الذي لفت انتباهه عدم وجود قادة النظام الخاص في المعتقل معهم.

واستعرض كامل جزءا من التحقيقات التي أجريت مع حسن عشماوي الذي كان علي صلة طيبة بعبدالناصر وإحدي حلقات الوصل بين الإخوان والثورة حين عاد من التحقيق وعلي وجهه علامات الدهشة فقد عثروا علي أسلحة في مزرعته وسألوه عنها فأجاب: لا أستطيع الرد إلا بعد استئذان عبدالناصر! مشيراً إلي أن الأسلحة كانت للضباط الأحرار وعندما ضيقت عليهم حكومة الملك طلب منه عبدالناصر أن يحفظها في مزرعته، وأوضح له كيفية حفظها ورسم له الخطة المناسبة لذلك بالورقة والقلم وبالفعل قام عشماوي بحفظ الأسلحة عنده، مؤكداً أن عبدالناصر الوحيد الذي يعلم بأمرها.

وأوضح كامل أن الاعتقالات الأولي في ١٩٥٤ قسمت الإخوان إلي شريحتين، الأولي تعاونت مع الثورة والأخري زج بها في المعتقلات، وهي تمثل الأغلبية الصامتة من أعضاء الجماعة، بالإضافة إلي القيادة العامة للجماعة.

وأشار كامل إلي أن تجربة المعتقل مع الإخوان كانت قد كشفت لسيد قطب ضحالة فكر قيادات الإخوان وهو ما كان يسر له به حين يلتقيه في السجن.

وأضاف كامل أن السجن الحربي شهد إذلال قيادات الإخوان وعلي رأسهم الهضيبي وعبدالقادر عودة، ومحمد فرغلي وحسين كمال الدين وكمال خليفة وحكي أنه أثناء طابور منتصف اليوم في ذات المرات صدرت الأوامر من قادة السجن بأن ينتشر قادة الإخوان في أماكن محددة وتذاع أغنية لأم كلثوم تقول «أجمل أعيادنا المصرية.. بنجاتك يوم المنشية» ويطلب من أعضاء مكتب الإرشاد والمرشد العام أن يقف كل منهم كأنه مايسترو في فرقة موسيقية كي يضبط الإيقاع ويحرك يديه مع النغمات، وأن يرفعوا أصواتهم بالترديد مع أم كلثوم تحت لهيب السياط.

ومن وسائل التعذيب المهدرة للكرامة ـ كما يضيف عبدالعزيز كامل ـ أن يقف الإخوان في صفين متقابلين ويضرب كل منهما الآخر علي وجهه وإذا ما تراخي أحدهما كان عقابه السياط التي تلهب ظهره أو وضعه في الثلاجة وهي عبارة عن زنزانة سد بابها إلي منتصفه وممتلئة بماء الصرف الصحي، يوضع فيها المعتقل يومين أو يزيد وهو ما حدث مع الهضيبي


اجمالي القراءات 5767
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق