ثلاثة أسئلة

الأحد ١٢ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : مامعنى ( العروة الوثقى ) ؟ السؤال الثانى : ما معنى لذة الأعين لأصحاب الجنة فى قوله جل وعلا : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ ) ( 71 ) الزخرف ). ؟ السؤال الثالث : ما معنى : ( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) الذاريات )؟
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

( العروة الوثقى) جاءت مرتين فقط فى القرآن الكريم فى الأمر للبشر بالتمسك بها .

قال جل وعلا :

1 ـ ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) البقرة ). الذى يتمسك بالعروة الوثقى عليه أن يكفر بكل الآلهة ويؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له . أى إن العروة الوثقى هى ( لا إله إلا الله ) . هى شهادة الاسلام الواحدة الوحيدة ، وهى جزءان : الأول يبدأ بالكفر ( لا إله ) ، والآخر بالاستثناء والوهية الله جل وعلا وحده طبقا لاسلوب القصر والحصر؛ قصر الالوهية على الرحمن جل وعلا وحصرها فى الرحمن جل وعلا .

2 ـ ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ (22) لقمان ). هنا المعنى المؤكد لما سبق : إسلام وتسليم الوجه لله جل وعلا وحده مع عمل الصالحات والاحسان .

3 ـ ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) الفلق ). هذا عن الاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، ومن وسائله فى غواية البشر أنه ينفث فى العقد ، أى فى إعتقاد الفرد وفطرته ( لا إله إلا الله ) فيجعله يقع فى الشرك ويغطى أو ( يكفر ) الفطرة بالاعتقاد فى آلهة وأولياء من المخلوقات . ( العُقد ) بمعنى ( العروة ). قد تكون ( العقدة / العروة ) هشة كعقيدة المشركين ، وقال قال جل وعلا عنها وعنهم (  وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)  ابراهيم )، وقد تكون العقدة / العروة ) وثقى متينة لا تشكك فيها ولا ريب ، وهذه عقيدة المؤمنين الموقنين.

إجابة السؤال الثانى

ما معنى لذة الأعين لأصحاب الجنة فى قوله جل وعلا : ( وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ )( 71 )الزخرف ).

1 ـ قال جل وعلا : ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) الزخرف ). لذة الأعين ضمن نعيم أهل الجنة .

2 ـ لا يمكننا ونحن فى الدنيا أن نتخيل نعيم الجنة . قال جل وعلا : ( فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (17) السجدة ).

3 ـ نحن فى هذه الدنيا لا نبصر بأعيننا المادية كل شىء حولنا ، قال جل وعلا : ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لا تُبْصِرُونَ (39) الحاقة ). فى الآخرة ينكشف عنا الغطاء بعد فناء الجسد البشرى فنرى ما لم نكن نستطيع رؤيته من قبل . قال جل وعلا : ( وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) ق ). أهل الجنة يرون بأعينهم ما لايمكن لنا تخيله فى الدنيا ، ويكون ما يرونه نعيما ولذيذا .

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ تكرر فى القرآن الكريم لفظ ( ذنوب ) بالذال المضمومة ، كما فى قوله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر ). ومعناه معروف .

2 ـ أما ( ذنوب ) بالذال المفتوحة فمعناه مختلف ، يعنى النصيب . وقد جاء فى آية وحيدة فى قوله جل وعلا : ( فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) الذاريات )، أى نصيب من العذاب .  



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 3386
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الثلاثاء ١٤ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93964]

ومن شر النفاثات في العقد


جاء في الأجوبة التالي: "( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) الفلق ). هذا عن الاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان الرجيم ، ومن وسائله فى غواية البشر أنه ينفث فى العقد ... ( العُقد ) بمعنى ( العروة )".



في تفسير الميسر والجلالين جاء معنى النفاثات في العقد "ومن شر الساحرات اللاتي ينفخن فيما يعقدن من عُقَد بقصد السحر."



بالرغم من أن الفرق بين التفسيرين ليس بهذه الأهمية، فالساحرة تعمل في مفوضية لدولة الشيطان، لكني استغرب وجود هذا الإختلاف في معنى نص عربي "مبين". لماذا لم يقم السلف "الصالح" بتثبيت معاني المفردات على الأقل؟ والتي كان من المفترض معرفتها زمان الرسول. لو حدث ذلك، لتجنبنا كثيرًا من الخلافات.



الغريب أيضًا أنه رغم المستوى العالي في تطور اللغة العربية أو اللسان العربي في ذلك الوقت (حتى قبل الرسالة) وأهمية هذا اللغة عند العرب، وأهمية اللغة كعنصر في تركيبة الحضارة، لا نجد كثيرًا من المخطوطات أو الكتابات التي نجدها عند أمم أخرى سبقت العرب بمئات السنين.


2   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٥ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93966]

جزاك الله جل وعلا خيرا اخى بن ليفانت . واقول


1 ـ كان اللسان العربى محليا قبل نزول القرآن الكريم فأصبح به عالميا . اللسان العربى شديد الحساسية بما نسميه بالاعراب والبناء ، أى تغير الحرف الأخير فى الكلمة من رفع ونصب وجرّ وسكون وتغير المعنى . وهذه كلها مصطلحات أوجدها علماء اللسان العربى فى العصر العباسى ، وقد قاموا بجمع المفردات العربية ثم إستخلاص قواعد ما أسموه ب ( النحو ) ، وعلى هامشه نشأ علم ( البلاغة ) و علم ( المحسنات ) وقبلهما علم ( الصرف ) . ومع نقدنا لبعض جهدهم فهو بلا شك رائع ، بل هو إنجاز يعوّض بعض خطايا ما فعله ( المفسراتية ) . ومع نقدنا لمناهج الأزهر فأننا نقرّ ونعترف بأن مناهج الأزهر التى درسناها الستينيات كان مستوى تعليم ( النحو والصرف والبلاغة والعروض ) على أعلى مستوى . وأدين له بمعرفتى . فيما بعد جرى إختصار لتلك المناهج . من المحزن والمخزى ان ترى التردى الهائل فى الكتابة العربية لدى بعض ( المؤلفين ) . إنه عصر الانحدار العظيم .

2 ـ شكرا اخى بن ليفانت على تعليقك .  

 

 

 

3   تعليق بواسطة   ربيعي بوعقال     في   السبت ١٨ - فبراير - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
[93975]

Ben Levante سلام عليك اخى بن ليفانت


سؤال وجيه  وشكرا للسائل النبيه، وقد كتبت بالأمس مقالا فيه إشارة قد تفيدك، قلت: مادة هذا المقال مركزة تركيز ما يُخلق بالوحي في صيدلية النحل، فإما قراءة على مهل تشفي الغليل وتغذي الرصيد، أو مغادرة وارتحال لأسفار العنعنة والعصف المأكول، أو لسهول اللهو والرقص مع النفاثات في عقد النفس، ونعوذ برب الفلق من شر الهز والشبق



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5327
اجمالي القراءات : 65,946,528
تعليقات له : 5,522
تعليقات عليه : 14,921
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


إعتكاف المحمديين : أعرف شخصا من المتط رفين فى تقديس النبى...

سؤالان : السؤا ل الأول : ما معنى : ( وَكُل ٌّ أَتَو ْهُ ...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : الاس تاذ حمد حمد كتب...

وضع : قرأت فى رد لك على تعليق على مقال أن كلمة وضع...

دولة الاكراد: سلام علی ;کم یا دکتر احمد صبح 40; ...

مسألة ميراث: توفى خالى وترك اخته التوأ م وامه وأخا وأختا...

الجهر والخفوت فى الص: قُلِ ادْعُ وا اللَّ هَ أَوِ ادْعُ وا ...

هلا بك معنا : اخوكم مواطن تونسي مقيم بفرنس ا اريد...

ثلاثة أسئلة: عندى أسئلة عن يوسف عليه السلا م : 1 ـ هل يوسف هو...

القرآن نور الله : تقولو ن انكم انتم تدعون للاسل ام الحقي قى ....

أثخن : ما معنى ( أثخن ) فى الآية 4 من سورة ( محمد ) ؟...

الموت حرقا : اود ان احكي لك شيئا جدث من فترة اثر في كثيرا من...

الابتلاء خيرا وشرا: السلا م عليكم ابي العزي ز .. انا رجل في...

مقالات موجعة جدا : استاذ ي د. احمد ارجو ان تقرأ مقالا في موقع...

الوصية: تبت أم لبنات ها قبل وفاته ا ماتمل ك من أرض...

more