امارير امارير Ýí 2012-05-14
[ الذاكرة ] تسير دائماً في الإتجاه [ المضاد للزمن ] ، كلما مرّ الزمن الى الأمام ، كلمّا قلّت الذاكرة و تراجعت الى الخلف ، و التناقل الشفهي لخطابٍ بعينه ، أو منظومة [ أحاديث ] لشخصٍ بعينه ، يجب أن تمّر عبر هذا القانون ، إلا إذا كنّا نتحدّث عن شخصين ، كانا يعيشين في مجتمعين مختلفين و عبر زمانين مختلفين ، لكن القاعدة العامة تبقى على حالها ، و هنا تكمن المعضلة ، بعيداً عن الإنتمائيّة المفرطة في التعصّب ، يجب علينا أن نعترف بأن كتب الأحاديث ليست سوى إختراعات طارئة ، [ الربيع بن حبيب ] ، [ الكافي ] ، [ البخاري ] و [ مسلم ] ، و نتوقّف عند هذا العدد من المصادر بسبب كثرتها حقيقة ، كلها تنتمي لصنفٍ واحد ، فهي كتب يقال أنّها [ أحاديث للرسول ] ، و الرسول شخصٌ [ واحد ] ، لكنّه حقيقةً أكثر من ذلك بكثير ، فعبر هذا [ المنهج السحري ] ، قام الفقهاء بسحر الأمّة ، و كان أول ما فعلوه هو أن أنكر كلّ منهم الآخرين جميعاً ، ليسير الجميع على رؤوسهم بدلاً من أقدامهم ، فبالعودة الى قانون [ الذاكرة و الزمن ] فإن طريقتين من طرق كتابة الأحاديث عبر [ مذهبين ] منفصلين يطرحان أسئلةً عدةً ، فيقول [ البخاري ] في صحيحه الذي تنقصه الصحّة ، حيث يقول في مقدّمته أنّه : [ جمع و صنّف 600000حديثٍ في 16عام] ، و بعمليّةٍ حسابيّة بسيطة نكتشف المنطق المقلوب الذي يستخدمه البخاري للشهادة على بطلان قوله ، 16 عاماً هي 5760يوم، و هي أيضاً 138240ساعة ، و إذا افترضنا قرضيّةً قريبةً إلى الصحّة مفادها أن البخاري إنسانٌ يستهلك في اليوم فقط 8 ساعات للقيام بكل وظائفه الحيويّة و المعيشيّة بما في ذلك التنقّل بين مصادر الاحاديث المختلفة ، فإنّه يستهلك دون حساب زمن الركعتين اللتين يقوم بصلاتهما عند تدوين كل حديث كما كان يقول ، يستهلك 16 ساعةً يوميّاً يجمع خلالها 6 أحاديث كل ساعة ، أي بمعدل حديث كل 10 دقائق ، وفق المعادلة الآتية : 16 سنة = 5760 يوم = 138240 ساعة – 46080 ساعة [ 8 ساعات يوميّاً ] = 92160 ساعة و هي ساعات العمل المخصّصة لتجميع 600000 حديث ، 600000 حديث ÷ 92160 ساعة = 6.5 حديث / 1 ساعة ، و هذا الأمر مستحيلٌ لا يقبله الناموس الطبيعي للكون الذي خلقه الله ، و لا يزول هذا الناموس أو يتغيّر إلا بقدرة الرسالة و صلة النبوّة بين الله و أحد عباده الّذين إختارهم ، و التي انقطعت منذ وفاة الرسول الكريم محمّد عليه صلاة الله .
[ الجامع الصحيح ] كتاب [ ربيع بن حبيب ] ، إمام الحديث في فقه [ الإباضيّة ] ، ولد بين سنتي 80/90 هـ ، يحوي كتابه فقط على [ 1000 ] قولٍ منسوبٍ للرسول ، و هي تمر عبر طريق [ سند ] يحتوي فقط [ 3 ] أشخاص في المجمل ، أورد جلّها في كتابه [ البخاري ] إبن [ بردزبة ] ، صاحب كتاب [ الجامع الصحيح ] أيضاّ ، و الذي وُلد ولد بين 180/190 هـ ، مرجعيّة أحاديث فقهاء المذاهب الأربعة [ المالكيّة / الشافعيّة / الحنفيّة / الحنابلة ] ، يحوي كتابه على [ 7500 ] حديث ، أي [ عشر أضعاف ] ما يرد في كتاب [ سلفه ] ربيع بن حبيب ، و ما يساوي فقط [ 3/1 ] ثلث ما يرد في كتاب سلفه [ أحمد بن حنبل ] الذي يحوي مسنده ما يزيد عن [ 27000 ] سبعاً و عشرون ألف حديثٍ صحّحها إمام المذهب الحنبلي المتأخر عن سلفه الإمام مالك صاحب الموطأ ، و الذي يحوي فقط [ 1800 ] ألف وثمانمائةٍ حديثٍ في مفارقةٍ غريبةٍ في مقدار التضخّم و التضائل في عدد الأحاديث ، رغم اتّفاقها في تسلسل السند و أسماء الرجال مرجعيّات النقل كما ينسب إليهم فقهاء كتب الأحاديث السنيّة خصوصاً ، حيث عند البخاري مثلاُ يمر عبر طريق [ سندٍ ] يحوي [ 5 ] أشخاص في المجمل ، الأمر الذي يتناقض و الطبيعة البشريّة ، فالوضع الطبيعي هو أن يتناقص عدد [ الأحاديث ] مع مرور الوقت ، ببسبب اتّساع المسافة الزمنيّة بين الحدث و تدوينه ، لكن الرحلة مرّت رأسا على عقب في الإتجاه المعاكس للمنطق و قوانين الطبيعة ، بسبب كون المبحث [ إنتمائي ] و مقيّدٌ برغبة الباحث عن الأحاديث و مدوّنها لا حقيقة قولها من عدمه ، إلا في حال رجعنا الى كتب التراث لنقرأ أن أحد السلف قال : [ أننا إذا إستحسنّا حديثاُ ، وضعنا له سنداً ] ، [ نبيّ القرن الثالث ] كان يتكلّم أكثر من [ نبيّ القرن الثاني ] على ما يبدو ، نعم يوجد أكثر من محمّد عليه صلاة اللهفي كتب الفقهاء ، و يجب الأخذ بالعلم كون أوّل نص ترد فيه كلمة [ السنّة ] منسوبةً للرسول في كتب التراث الإسلامي هو نصٌّ في وثيقةٍ منسوبةٌ [ لعبد الله ابن أباض ] ، الواجهة الدعائيّة للمذهب الإباضي ، في ستّ مواضع في رسالةٍ للخليفة [ عبد الملك بن مروان ] في أواخر القرن الهجري الأول : [ فولّوا عثمان ففعل ما شاء ، و نفاهم الى أطراف الأرض من أجل أن ذكّروه بكتاب الله و سنّة نبيّة و آثار من كان قبله من المؤمنين ] ، و نلاحظ هنا تمييز إبن إباض للنبي عن الرسول ربّما في قوله سنة : [ نبيّه ] ، فلم يقل سنّة [ رسوله ] ، و من باب التخمين نقول أن التمييز كان جليّاً عند الأولين خلاف المتأخرين ، كما لا يمكن تجاهل كون الزخم و التضخّم التراثي للنصوص المنسوبة للرسول في كتب مذاهب السنّة ، يفوق أضعاف مضاعفة ما يرد في [ البخاري ] منفرداً ، إذ أن منهجيّة كل فقيهٍ هي التي تحدد كم الأحاديث الموثوقة من عدمه ، فمسند ابن حنبل يحوي [ 27688 ] سبعاً و عشرون ألف و ثمانمائة و ستّاً و ستّتون حديثاً ، و صحيح [ مسلم ] للإمام الناسبوري يحوي ما يقارب [ 3033 ] ثلاثة ألاف و ثلاثة و ثلاثون حديثاً ، بمقدار [ 4500 ] أربعة آلاف و خمسمائة حديث ناقصة عن زميله و معاصره [ البخاري ] ، و الفارق ليس وجود شخصين اثنين أو ثلاثة يُنقل عنهم الكلام ، بل ثقة الرجلين بآخر الأشخاص في طريق السّند في اتّجاه المصدر الذي نُسب له الكلام ، وهو في واقع الأمر مسالةٌ عبثيّةٌ ، فلا معنى لقبول المتن المليء بالثغرات و التناقضات فقط لأنه منسوبٌ لرجال رضخوا لطاعة السلطة الحاكمة على امتداد المسافة الزمنيّة الشاسعة بين وفاة الرسول و بين تدوين أحاديثه ، لكن تجاوزاً قررنا حصر الحديث عن البخاري لا غير كنص دلالة على هذا الزخم و التضخّم ، فمسألة الثّقة في السند خرافةٌ منشأها [ السياسة ] لا غير ، فلا يمكن الوثوق في الرجال ما دامت طائفة المنافقين في علم الله وحده ، حيث الكل مقيّد بالولاء السياسي أولاً و أخيراً : ]وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ [العنكبوت 11 ، و من ناحيةٍ أخرى فإن اعتبار السند كتقنيةٍ تعطي إنطباع الوثوق في الرجال داخل تسلسله لم ترسخ كتقليدٍ متّبع إلا من خلال كتّاب متأخرين ، فعلى سبيل المثال لا يذكر [ مقاتل بن سليمان ] سلسلةً إسناديّةً لدعم مرويّاته عن أسباب النزول في تفسيره للقرآن ، و لكن السؤال الحقيقي هنا ، لماذا اتّفق الفقهاء على نسب صفة [ الشيخين ] لكلّ من [ مسلم ] و [ البخاري ] ، رغم وجود شيخين إثنين أكثر منهما علماً و أقرب منهما لعهد الرسول نسبيّاً ، هما الإمامان حسب لغة الفقهاء نفسها [ مالك ] و [ ابن حنبل ] ، و الّذان يملكان كتابي صحيح الأحاديث أيضاً [ الموطأ ] و [ المسند ] ؟ ، رغم إعلان حسن النيّة المفرطة ، إلا أن الأمر مثيرٌ للريبة حقيقةً ، و نكتشف خلاف الرسول محمّد عليه صلاة الله[ كثير الكلام ] في [ البخاري ] و [ ابن حنبل ] ، و الرسول محمّد عليه صلاة الله[ قليل الكلام ] عند الحبيب ، عبر فارق أحاديث ضخم يضم [ 6000 ] حديثٍ [ زائدة ] عند الأول [ تنقص ] عن الآخر ، عند الكلّيني في كتابه [ الأصول في الكافي ] و هو كتاب أحاديث للرسول و آل بيته مجتمعين يخص المذهب [ الجعفري / الإثنا عشرية ] ، نكتشف شخصيّة أخرى تخالف الشخصيّة الإعتياديّة في المرجعين السابقين ، فسياق التعبير هنالك كان على هيئة خطابٍ جافٍ ، يتّسم بالنسق الواقعي ، العملي المباشر و الصارم ، الخالي من الإيقاع الرمزي أو التناسق التعبيري ، و مثال ذلك الحديث الشهير في [ مسلم ] والمنسوب الى الرسول ، و الذي ينسف فكرة كتابة الاحاديث من أصلها : [ لا تكتبوا عني ، و من كتب عني غير القرآن فليمحه ] ، و ما نُسب إليه أنّه قال في [ البخاري ] : [ من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ] ، و هو من الأحاديث التي يقوم الفقهاء بتغييبها تارةٍ ، و استجلابها تارةً أخرى حسب ما تقتضيه المصلحة الآنيّة التي تحكمها الظروف لا غير ، فيقول بنسخ حديثٍ و يتناسون ذكر آخر ، و عموماً فإن السياق التعبيري في كتب أحاديث [ السنّة ] يخالف شخصيّة التعبير في كتاب [ الشيعة ] ، فالسياق في [ الكافي ] يتّسم بالإيقاع البلاغي المليء بالمسحة الشعريّة ، كقوله عبر أحد الأحاديث القليلة الواردة فيه و المنسوبة للرسول الكريم في باب الأخذ بالسنّة و شواهد الكتاب : [ إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه ] ، و انّه قال أيضاً في باب فضل البنات : [ نعم الولد البنات ملطفات ، مجهزات ، مؤنسات ، مباركات ، مفليات ] ، و هذا سياقٌ يوصل إلى رسولٍ آخر في حال مقارنته بما نُسب له في صحيح البخاري أنّه قال : [ ... الشؤم في ثلاثة ، الفرس ، الدار و المرأة ] ،و يرد أيضاً عند الكافي : [ ... خرجت والمرأة تمخض فأخبرت أنها ولدت جارية، فقال له النبي: الأرضتقلها والسماء تظلها، والله يرزقها وهي ريحانة تشمها، ثم أقبل على أصحابه فقال: من كانت له ابنة فهو مفدوح ، ومن كانت له ابنتان فيا غوثاه بالله ، ومن كانت له ثلاث وضع عنه الجهاد وكل مكروه، و من كان له أربع فيا عباد الله أعينوه، يا عباد الله أقرضوه، يا عباد الله ارحموه ] , و هذا محمّدٌ آخر و هذه سنّة اخرى ، و باستخدام لغة الفقهاء ، هذا وحيٌ آخر .
السيد المحترم أمارير أمارير.. بارك الله تعالى فيك وفي عقلك وقلمك الذي يسعى لبث نور العقل في المجتمع العربي كله.. لأنك بمقالك هذا تفتح الأبواب لكل صاحب عقل أن يحطم صنم البخاري الذي يعبده العرب والمسلميسن السنيون من دون الله جل وعلا..
وقد خطر ببالي سؤال محير! عندما قرأت التعليق السابق أيضا ،عندما تكلم عن ان البخاري وهو مستيقظ كان معدل انتاجه للأحاديث حديث كل عشر دقائق، في جميع حالات اليقظة!
وسألت نفسي سؤال : أليس من أوقات اليقظة الوقات التي يقضيها الانسان والبخاري انسان والانسان ضعيف مش بردوا دي فيها أوقات يكون الانسان يقضي حاجته في الخلا.. بيت الراحة كما يقولون هل كان البخاري يقول الاحاديث ويدونها وهو في بيت الراحة على حسبة أنه يقوم بكتابة حديث كل عشر دقائق في أوقات الصحو والاستيقاظ..!؟
يعني كل الأحاديث التي قنن فيها للأستنجاء والغسل والجماع والتبول والتبرك بالبول وشرب البول والتبرك بالنخامة كان يدونها وهو في بيت الخلاء أو في بيت الراحة ، أو الكابينيه!!؟؟
شكرا على المرور ، لا أحب الرد على المقالات لانه تفتح أبوبابا لتشعبات أخرى ، عموما سررت لقرائتكم ، و دمتم بود .
السلام عليكم
اود طرح موضوع عسى ان اجد الاجابة من اخواني
هو ان خبر الدجال ونزول عيسى عليه السلام والمهدي هل في محل النكران
انا محتار صراحة خاصة انني مقتنع بالقران فقط
دعوة للتبرع
أتفق معك تماما: في الحقي قة ترددت كثيرً ا قبل أن أكتب إليكم...
النقاب يسر لا عسر: هجومك يا استاذ قاسى جدا على المنق بات . أنا...
صوم وصيام : هل هناك فرق بين الصيا م والصو م ؟...
التطرف فاعل أم مفعول: التيا ر المتط رف هل هو فاعل أو مفعول...
درجات الجنة: أريد أن أعرف درجات الجنة ومرات بها مع نبذة عن...
more
أعلم استاذ امارير أنك لا ترد على المداخلات ربما لانشغالك.. في امور أخرى .. لكن هذا لايمنع من ان أشكرك خالص الشكر ومزيد التقدير لما تبذل في سبيل الله تعالى .. لتجلية حقائق البخاري ومعاصريه وتلامذته وأساتذته.... الخ ..
وبالمعادلات الحسابية المبسطة الواردة في مقالكم.. كان البخاري يصنع حديثاً في كتابه كل عشر دقائق.. على مدار صحوه ويقظته..
لكن لي سؤال.. وإذا كان البخاري يمارس الجنس في يقظته وفي صحوه .. فهل فترة المضاجعة مع أهل بيته كا يكتب فيها الأحدايث أيضا ويدونه وقت اللقاء الجنسسي.. لأنه بقسمة عدد الاحاديث على عدد الساعات التي هو متيقظ فيها يكون الناتج ستة احديث ونصف حديث كل ساعة بمعدل حديث كل تسع إلى عشر دقائق.. وهو يقظ
فهل ورد ما يفيد كيف كان يدون الحديث الواحد في صحيحه المزعوم .؟