محمد عبدالرحمن محمد Ýí 2012-05-03
يقول تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
هذا الآية العظيمة هى خير ما يمكن أن أفتتح به الجزء الثاني مع أحد خبراء مصر في علوم الري الحديث الدكتور : ع .ن .. فنتعرف معه كيف أن الغرب يجعل القرآن العظيم في أوامره في هذه الآية واقعاً عملياً وانسانياً .! وتخلفنا نحن المسلمين عن جعل هذه الاية منهجاً للتعاون الدولي بيننا وبين باقي شعوب وقبائل الناس (الانسانية).
ولنرجع نصف قرن أو أكثر مع رائد من رواد التنوير والاصلاح في القرن الماضي ألا وهو الدكتور/ زكي نجيب محمود .. عندما كان في أمريكا يعمل أستاذاً زائراً في جامعتها بناءاً على دعوة وجهتها له أمريكا في ذلك الوقت.. فما كان منه إلا أن لبى الدعوة ليؤثر في الثقافة الأمريكية ويتأثر بها وهى وليدة الثقافة الأوربية سيدة ثقافات وحضارات العالم اليوم.
وإذا كان الكثيرين يقولون اليوم عن أمريكا أنها الشيطان الأكبر ..فلماذا يتعلق قلب كل من سافرلأمريكا بها ومن عاش فيها ثم غادرها، لأن يعود إليها ويكمل بقية حياته بها وخصوصا ممن سافروا من دول العالم الاسلامي!؟
وكم نتعجل أحكامنا على الشعوب حين نلقي القول جزافاً بغير سند أو دليل! إن الحكم على رجل واحد هو ــ عند من يحاسب نفسه ــ أمر عسير، فما بالك بالحكم على شعب قوامه أكثر من مائتين وخمسين مليوناً من الأنفس؟
ويحكي الدكتور زكي أنه عندما غادر نيويورك بالطائرة قاصدا إلى كولومبيا بولاية كارولاينا الجنوبية لكي يحاضر في الفلسفة مدة النصف الأول من العام فبلغها عن الغروب وكان يستقبله في المطار العميد "ن" والدكتور "ش" وهما من رجال الجامعة الأعلام، ويقول الدكتور زكي (فما كان أشد دهشتي، بل حيرتي، حين رأيت هذين الأستاذين الجليلين ثم صحباني إلى الفندق الذي نزلت فيه... الحق أنني ساعتئذ يسبقاني إلى حمل حقائبي ووضعها في سيارة الأول، تخيلت أستاذاً أمريكياً يزور مصر كما أزور أنا اليوم أميريكا، ثم سألت نفسي: مَنْ مِن رجال الجامعة عندنا يفكر في استقباله بالمطار كما استقبلني هذان السيدان وحملا حقائبي بنفسيهما ومَنْ مِن رجال الجامعة عندنا يظل يرعى هذا الأستاذ الأمريكي حتى يطمئن على استقراره؟.. لكننا نغمض الأعين عن هذه الأمثلة الانسانية، ونصر على أن نمضي في صياحنا لأنالأمر لايعدو الصياحــ بأن هؤلاء الأمريكيين يعيشون في مدنية مادية ليس فيها شئ من القيم الانسانية، أما نحن فنترع وننعم بمدنية روحية.!.
هذا بعض مما ذكره الدكتور زكي عن الأمريكيين في منتصف القرن الماضي ولنتعرف معا على ما قاله خبير الري الحديث الدكتور ع. ن. الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة..
في بداية حواري معه سألته عن حقيقة ذكرها لي في حديثه وهو أنه سافر لكندا لعمل رسالة الدكتوراة في أساليب ونظم الري الحديث وقاطعته قائلاً :
لماذا كل الحاصلين على دراسات عليا (ماجستير ودكتوراة) في أساليب الري الحديث حاصلين عليها من كندا.!!؟
اجابني.. بانها كلها منح كندية للزراعيين المصريين لنيل هذا التخصص الفريدوالمهم جداً لطبيعة أراضي مصرالصحراوية.. إنه تعاون الأمريكيين والكنديين وهما من اكبر القوى الانتاجية الزراعية عالمياً، مع العالم كله في سبيل التبادل العلمي والعملي والنهوض بمستقبل الانتاج الزراعي على المستوى العالمي.لسد النقص الشديد في الغذاء.
فالفائدة متبادلة والتعاون ضروري لا غنى عنه..
وذكرت أنك سافرت لجمهورية شيلي فماذا كان الغرض من هذه الزياة ومن الذي أعطاك هذه الفرصة.؟ رد الدكتور ع. ن قائلاٍ:
أمّا عن سفري لجمهورية شيلي بأمريكا الجنوبية.. فإنها منحة أمريكية مدفوعة التكاليف والاقامة الفاخرة لي وذلك للتعاون العلمي وتبادل الخبرات الزراعية العلمية بين كل من أمريكا وجمهورية شيلي ومصر..!
ويحكي الدكتور ع.ن.. عن هذا التعاون الانساني الدولي بين البلدان وبين علماء الزراعة في البلدان الثلاث فيقول إن الولايات المتحدة (أمريكا) قد قامت بتمويل التعاون الزراعي المشترك لتحسين سلالات العنب في الدول الثلاث فقد أرسلت أمريكا خبيرا زراعياً ومستثمراً من جمهورية شيلي في بعثة علمية تعاونية لمصر للمشاركة في أبحاث الري الحديث في المناطيق الصحراوية التي بها ندرة مياة وأبحاث زراعة أصناف فاخرة من العنب بتلك الدول.. وقد وصل هذا الخبير إلى مصر .. وهو بالطبع يتحدث الأسبانية اللغة النايتف.. ويتحدث الانجليزية.. والدكتور ع .ن قد قابل هذا الخبير المهندس الزراعي سنيور (مارسيللو جدزيللا) من دولة شيلي.
يقول الدكتور ع .ن أنني عندما التقيت هذا الرجل فكان مظهره متواضعا للغاية فقد كان يلبس بنطالا من الجينز قديماً ومهترئ وتي شرت عفا عليه الزمان.. وأتى إلى مصر وقد أبديت به الاهتمام .. وجعلته يزور مزارع العنب بمزارع الكلية.. وبمزارع الوزارة والمزارع الخاصة..
وكنا نجري أبحاثنا عن ملوحة الأرض المراد استصلاحها أو زيادة انتاجها وقياس معدلات الـ PHللتربة وغيرها من المعاملات التي تؤثر في جودة المنتج الزراعي من الفواكه هدف التعاون البحثي.. كنت إذا اخرجت من حقيبتي جهازا خاصا من مبتكراتي لقياس نسبة الملوحة بالتربة أخرج ذلك المهندس جهازا شبيها له في طريقة العمل من حقيبته ويجري ابحاثه أيضا كنت إذا استعملت جهازا لقياس البي اتش استعمل جهازا صغيرا من صنعه وهو في شيلي يؤدي نفس الوظائف..
حتى إذا أردنا أن نقيس معدل ارتفاع أرض المزرعة عن مستوى سطح البحر .. أخرج هو جهازاً حديثاً وقاس به وعندها لم أخرج جهازا من حقيبتي ..! فقال لي السنيور مارسيللو: لماذا لاتخرج جهازك لتقيس معدل الارتفاع عن مستوى سطح البحر .. ابتسمت وقلت له: إننا بمصر نقدر هذا الارتفاع عن مستوى سطح البحر بالنظر والتقدير العقلي. لضيق ذات اليد ..فتعجب هو لذلك.
كنت المرافق الدائم للسنيور في رحلته لمصر وكنت قد استضفته في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة واستضفته في رحلة لآثار القاهرة السياحية .. وقد أثر ذلك فيه وعند نهاية رحلته العلمية المشتركة قال لي: سوف أزكيكَ وأرشحك كمندوب عن مصر لزيارة شيلي.. وطبعا إنت تعلم أن الأمريكيين هم من سوف يقوم بتمويل رحلتك العلمية الزراعية المشتركة لشيلي..
وبعدها بعدة أسابيع جاءت الدعوة من دولة شيلي لزيارة مزارع العنب بها وإجراء الأبحاث .. وطبعا .
الدكتور ع .ن يقول:
الأمريكان كانوا في غاية السخاء والكرم والتعاون العلمي المثمر.. كانوا قد حجزوا لي في طوال مدة إقامتي في شيلي في فندق (سبع نجوم) أرقى انواع الفنادق العالمية هناك .. وانت في حجرتك ملتحم بالطبيعة تماماً فالغرفة كلها من الزجاج النقي جدا بمجرد أن تزيح ستائر الغرفة .. تجد نفسك وجها لوجه مع غابات وحدائق وزهور لايفصلك عنها إلا الزجاج وإذا فتحت الزجاج شممت رائحة الزهور ..!! وكأنك بالجنة..
وكان الــpocket Mony وفيراً وسيارات هامر تُقِلنُا من مكان لآخر وسط المزارع.. والجبال العالية.. وصلت إلى (إمبراطورية مارسيللو ) بشيلي .. إنها مزرعة من الخيال بها العنب الشهير (عنب شيلي) .. إن هذه المزرعة مرتفعة عن سطح البحر بستة آلاف متر .!! في كثير من أجزائها.. عندما وصلت المزرعة قابلني مالكها المهندس مارسيللو .. ذلك الذي قابلته بالقاهرة في مظهره المتواضع وإن شئت فقل الوضيع..!!
تجولت في المزرعة فوجدت ما سحر عقلي كمهندس وخبير زراعي فهى مزرعة متكاملة أشبه بامبراطورية لزراعة العنب.. قلت له: أتركني أتفقد وأتجول في الورش ومصانع المزرعة المتكاملة.. قلت له :ماذا وجدت هناك؟:
قال: وجدت مصانع بأكملها داخل المزرعة لتصنيع أدوات ومستلزمات الري الحديث .. من خراطيم الضخ بأقطارها المختلفة.. ومصنع لرشاشات تورزيع الماء المضغوط والمُركبة في الخراطيم .. ومصنع ثالث لصناعة العبوات الفاخرة الخاصة بتغليف العنب والفواكه الأخرى بحيث يخرج العنب وباقي الفواكه مغلفة تماماً بمواصفات جودة عالمية للتصدير مباشر من المطارات والمواني بأنحاء شيلي..
سار معي مارسيللو لفترة في المزرعة.. وجعلني أشاهد نظم الري التي ابتكرها هو بنفسه في مزرعته أقصد امبراطوريته.. فكما قلت لك: إن المزرعة متدرجة بارتفاعات مختلفة متوسطة وشديدة الارتفاع تلف حول سلسلة من الجبال يصل الارتفاع في أعلاها إلى اكثر من ستة آلاف متر.. يستصلحون جزءا من الجبل دائري حول الجبل كمصاطب تدور حول الجبال والهضاب العالية جدا.. ويزرعون الشتلات وينشئون سيستم الري بالخراطيم والمضخات العجيبة التي لم أرى مثلها في حياتي..
ماسيللو تحداني وقال لي .. أنت خبير بالري الحديث لو استطعت أن تتعرف على البمب (Pump) الرئيس الذي يغذي المزرعة سوف أعزمك على مشروب فاخر.. وأجعلك تصل لقمة المزرعة في اعالي الجبال ..وحاولت جاهدا أن أكتشف مكان البمب ولم أفلح .. وأقول في نفسي أية بمب يمكنها ان ترفع المياة إلى ألفي متر وأكثر ؟؟ كم يكون حجمها..!!؟؟ ولم أفلح في أن أتصور مكان البمب ولا كيفية أن ترفع المياة إلى هذا الارتفاع..
لقد صمم المهندس الشيلي المضخة الرئيسية بمزرعته العجيبة بنفسه وهى استغلال أمثل لجيويجيا وتضاريس هذه المنطقة وهذه المزرعة.. فالأمطار تهطل في مواسم معينة بغزارة شديدة.. فما كان من ذلك المهندس إلا أن بنى حوضا عملاقة مثل حمام السباحة الأوليمبي في مكان مترفع من اكثر المواقع ارتفاعا بالمزرعة .. وجعل في أسفل هذا الحوض فتحات عملاقة وصّل بها مواسير عملاقة من الصلب تنتهي بمواسير من الفيبرجلاس القوي .. مغذياً بذلك جميع أجزاء شبكات الري بالمزرعة.. لتروي .. بدون استخدام طاقة كهربية او بترولية,, اوغيرها ..
لقد استفاد المهندس م . ج .. من الطبيعة وسخرها في ضخ المياة لمزرعته العجيبة العملاقة.. فكل ثلاثين متراً من هذا الارتفاع تعطي )One Barيعني قوة واحد ضغط جوي مما يجعل قوة ضغط المضخة الطبيعية بأكثر من ثلاثين بار ..!! إنها عبقرية زراعية..لايضاهيها إلا : شجاعة الشيليون المنقطعة النظير..قلت له كيف.؟
قال لي الدكتور ع .ن : المهندس مارسيللو صاحب الامبراطورية (المزرعة) سألني هل يمكنك ان تتفقد أعالي المزرعة في ققم الجبال الشاهقة؟ قلت له بالطبع أستطيع..!
فطلب السنيور المهندس من أحد سائقي المزرعة أن يرافقني بسيارة (هامر) وبدأنا طريق الصعود في قمم وهضاب المزرعة العجيبة...
وكنت متحمساً في البداية وكنت أرى شواهد مكتوباً عليها بعض الأسماء فسألت السائق عن هذه الشواهد فقال أنها أسماء المهندسين والعمال او السائقين الذين لقوا حتفهم وهم يصعدون ويهبطون أثناء العمل بالمزرعة ويقول السائق .. أن هذا المهندس واسمه كذا .. عملjump أي سقط بسيارته في هذه المنطقة وأقيم له قبر هنا .. وهذا السائق عملJump وهو عائد من العمل وأقيم له قبر هناك.. وهذا شئ عادي عندنا.. وزاد خوفي وقلقي إلى أن وصلنا إلى ارتفاعات أكثر من ألفين متر فوق مستوى سطح البحر حتى أنني لم أستطيع ان اتنفس جيدا لقلة الأوكسوجين واختلال الضغط الجوي عن المعدل الطبيعي لنا كمصريين.. وكلما صعدنا قلت حاسة السمع لدي حتى أصبحت لا أسمع شيئاً.! وانا أرى السائق يسير بالسيارة بسرعة ومهارة .. حتى وصلنا عند منحنى خطير ووجدته منتشياً لدرجة مخيفة وترك (عجلة القيادة) وأخذ يصفق ويغني ..!!
صرخت بأعلى صوتي فزعا هلعاً وأشرت له بأن يعود بنا من حيث أتينا..وأنني عندي أولاد.. فابتسم وضحك .. ورحمة بي لم يكمل طريق الصعود لقمة المزرعة.. وسلكنا طريق العودة.. ولم اكن واثقاً أو مصدقاً أنني سوف أعود وأرى اولادي..
هكذا يروي مارسيللو مزرعته بدون استعمال طاقة تقليدية مكلفة جداً..
خبراء الزراعة بشيلي يتعاونون مع أمريكا ولا يخافون منها ولا يعتبرونها الشيطان الأكبر كما نطلق نحن العرب عليها..
القائمون على التصدير بدولة شيلي يدركون أن شيلي تقع في نصف الكرة الجنوبي.. فالصيف عندهم هو شتاء أوروبا ومعادلة بسيطة يمكن أن تحسب بها فرق توقيت شهور السنة.. تضيف رقم (6) .. فعندما يكون شهر ديسمبر في أوروبا وهو شهر 12 وفي نهايته أعياد الكريسماس يكون مناخ شيلي في الصيف في شهر يونيو (6) والعنب عندهم قد طاب ونضج واستوى .. وتم قطفه في عبوات متعارف عليها في سوق التصدير العالمي ومناسب للذوق الأوروبي عبوات نصف كيلو وكيلو وأكثر وأقل من نصف كيلو حسب طلب المستهلك الأوروبي.. في أعياد الميلاد .. في هذا الوقت من العام بأوروبا لا يكون عنقود عنب واحد محلي مزروع في أوروبا موجود للإستهلاك..
والسوق الأوروبي متعطش لعنب شيلي اللذيذ الفاخر .. وبهذه السياسة الزراعية للفواكه وتصديرها واستغلال الموقع الجغرافي .. تتحرك شيلي متفردة في العالم..
أزاحت شيلي أكبر دول منتجة للعنب في العالم ومصدرة له (فرنسا وأسبانيا) أزاحتهما من على القمة واحتلت شيلي المكان الأول في العالم في تصدير العنب ..!!
إنه عنب شيلي يملأ أسواق أوروبا وسوبرماركتاتها ويملأ باقي أرجاء نصف الكرة الشمالي في أعياد الميلاد .. وهو أثمن وأغلى من البترول المصري.. وبهذا يكون عنب شيلي أثمن وأغلى من بترولي .
بعد كلمات الدكتور ع. ن، عن عنب شيلي تذكرت قوله تعالى:
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَاوَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الروم9
إن شاء الله تعالى نستكمل الحوارفي المقال القادم.
شكرا للأستاذة الفاضلة / نجلاء محمد على مطالعة المقال والمحاورة حول هذا الموضوع المهم وهو (أخلاقيات المدنية والحضارة ) والتي عبر عنها القرآن الكريم بقوله تعالى ( وجعلناكم شعوبناً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقد رأينا الدكتور ع . ن يشيد بما لاقه من اهتمام حقيقي بدراسته للدكتوراة بكندا ، وتفانيهم بتذليل الصعاب التي تقابله في الدراسة وفي السكن ، والحرص منهم على أن يكمل دراسة الدكتوراة بإيجادة تامة التي هى عنوان لهم .
ولقد أشاد أيضا هذا الدكتور بعد أكثر من نصف قرن مما ذكره الدكتور نجيب محمود بكرم الأمريكان وسخائهم الشديد بتمويل البعثة العلمية الزراعية التي أوفده لأجلها إلى شيلي للاطلاع على أحدث الوسائل في طرق الري الحديثة .
شكرا لكِ والسلام عليكم ورحمة الله .
الاستاذ المحترم / محمد عبد الرحمن تحية لك على هذه السلسلة من المقالات التي تخص الشأن المصري والزراعة فيه وزيادة الدخل لدى الفرد المصري .
وكان لدى سؤال هل مصر بخبرائها الزراعيين وأراضيها الشاسعة هل عندنا فرصة لتصدير للعالم وخاصة لأروبا مثل شيلي ،وهل هناك معوقات لعملية التصدير .
السيدة نورا الحسيني / السلام عليكم ورحمة الله شكرا لمرورك الكريم ومطالعة المقال .
دائما أحتي الكريمة لا حياة مع اليأس ، فلو يئسنا من حالنا الراهن في الزراعة وغيرها - خصوصا ما نمر به من أحداث ندعوا الله تبارك وتعالى أن يحمي وطننا مصر من كيد الكائدين .
فمصر بها خبراء زراعيين ومزارعين مهرة في جميع المجالات ،قادرين على صناعة اكتفاء ذاتي وخصوصا في القمح وفواكه التصدير ،
نحن نمتلك ميزة نسبية فمع أننا نقع في نصف الكرة الشمالي ، إلا أننا نمتلك جوا دافئا في شتاء الواحات يمكننا من زراعة أنواع مهمة جدا من الفواكه والخضر مثل الكنتالوب والبطيخ ،وهما نوعان من الفواكه مطلوبين جدا في السوق الاوربي وخصوصا في أعياد الميلاد .
ويمكننا زيادة الدخل القومي بهذه الطريقة .
الدكتور محمد السلام عليكم مقال ممتع كالعادة ، لكن دعني أسأل هل ساهمت منطقة الواحات والداخلة والخارجة والفرارة في ازدهار زراعة الفاكهة ؟ لأن الفاكهة كانت قبل ذلك قليلة ونادرة ، وكانت أسعارها غالية على المستوى المتوسط ؟ أما الآن فقد أصبح في متناول قطاع عريض شراء الفاكهة التي كان يتخيلها حلما صعب المنال .
السيدة عائشة حسين السلام عليكم ورحمة الله أشكرك كثيرا لمطالعة المقال والمحاخلة .
وأحب أن نقر سويا بارتفاع مستوى الدخل العام ، وهذا التطور طبيعي في الاقتصاد العالمي ، ونظرا لتطور حالة النقل البري والجوي في جميع أنحاء العالم ومن بينها مصر فان سهولة نقل المنتج الزراعي والصناعي جعله متوفرا في جميع الاماكن والمدن ، وهذا يفسر وجود أنواع مختلفة من الفاكهة في كل مكان ، منها ما هو مستورد من خارج مصر ، ومنها ما هو مستحدث زراعته في مصر .
وعلى سبيل المثال فاكهة الكنتلب لم يكن معروفا عند الزارع المصري ، كما أن الاصناف الجديدة من التفاح المصري مستحدثة زاعته قد تم أخذ سلالته من دول اوربية وزراعته بمصر .
وهذا يفسر لنا الكم الكبير من الفاكهة وبسعر معظه في متناول اليد .
من حـــفر العــــيون والآبار إلى معاناة الأسفار
مذكرات وحكايات الأجداد بالوادي
دعوة للتبرع
التراضى ليس عاما: الدكت ور منصور يجيب كثيرا على بعض الفتا وي ...
مخالفتنا للقرآن !؟؟: انا شاكر لكم يا اهل القرا ن تدعون للتقد م ...
ليس سُحتا : كان هناك مزاد في الياب ان عن طريق الانت رنت ...
والعافين عن الناس : هناك شخص قريب لى ، وتعود ت على إكرام ه ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : أتفق معك فيما ذكرته فى فتوى...
more
شكرا للدكتور محمد عبد الرحمن على الإتيان ببعض الفقرات من كتاب الدكتور زكي نجيب محمود والتي ذكرتني بهذه الأخلاق الكريمة وهذا التعامل الراقي ، والتي يقول فيها (فما كان أشد دهشتي، بل حيرتي، حين رأيت هذين الأستاذين الجليلين ثم صحباني إلى الفندق الذي نزلت فيه... الحق أنني ساعتئذ يسبقاني إلى حمل حقائبي ووضعها في سيارة الأول، تخيلت أستاذاً أمريكياً يزور مصر كما أزور أنا اليوم أميريكا، ثم سألت نفسي: مَنْ مِن رجال الجامعة عندنا يفكر في استقباله بالمطار كما استقبلني هذان السيدان وحملا حقائبي بنفسيهما ومَنْ مِن رجال الجامعة عندنا يظل يرعى هذا الأستاذ الأمريكي حتى يطمئن على استقراره؟.. لكننا نغمض الأعين عن هذه الأمثلة الانسانية،"
فمع أنهم من رجال الجامعة الكبار لم يتكبروا على استقبال الضيف والترحيب به بنفسه ، بل والمدهش هى محاولة حمل الحقائب الخاصة بالدكتور زكي بأنفسهم دون تكبر أو استعلاء وهذه أخلاق العلماء !!
وقد تعاملت بنفسي مع نماذج من هذه النوعية المتواضعة من أساتذة جامعات ،استغربت واندهشت في بادئ الأمر من طريقتهم البسيطة في التعامل وتواضعهم الملفت للنظر لكن اعتدت على هذه الآخلاق وهذه البساطة المريحة .