التاريخ ، بل أكثر من تاريخ :
بحثا عن محمد في القرآن [ 22 ]

امارير امارير Ýí 2012-02-27


التاريخ كان هنا في واقع الأمر هو عدّة [ تواريخ ] ، المفهوم فيها هو التاريخ الموحّد [ نظريّاً ] ، و نظريّاً فقط ، [ التاريخ المشتّت ] لم يتحّد إلا عبر [ مفاهيم خاصة ] و [ آنيّة ] ، و الذي حاول المؤرخون نقله عبر كتب التأريخ الأولى ليس سوى تعبيراً عن (1)[ الإزدواجيّة ] أولاً ، (2)[ اللا موضوعيّة ] ثانياً و (3) تأثير [ المناخ السائد ] إبان تدوينه ثالثاً ، فالسياق التأريخي متأثر بالتأثيرات الدينيّة المعقّدة ، و الخرافات الصارخة و المفارقات الواضحة ، فكانت النصوص التي أوردنا مثالاً لها عبر قراءةٍ نقديّة قل نظيرها ، هي نصوصٌ خاليةً من الموضوعيّة ، تنقل فقط طبيعة الحالة حينها لا الوقائع التاريخيّة ، و عند الحديث عن التداخل الحاصل بين منظومة التأريخ على جانبٍ و منظومة الفقه على جانبٍ آخر ، فإن القول بإحاطة النّص [ الفقه/تاريخي ] بكل نتائج تفاعل النّص القرآني و المجتمعات البشريّة متغيّرة الإحداثيّات ، بمعنى أن النّص الفقهي الذي يتحدّث عن سيرة الرسول ، أقواله و أفعاله و فهم السلف كما الخلف لتأويلات النّص و معانيه الخفيّة كما الظاهرة ، هذا النّص لا يمكن أن يشكّل مربّعاً مكتمل الأضلاع يحتوي داخله دونما زيادةٍ أو نقصانٍ ، دونما تدليسٍ او تزويرٍ ، دونما تأثرٍ بسلطةٍ حاكمة أو بحالةٍ تاريخيّةٍ طارئةٍ ، دونما إنتحالٍ أو تلبيس ، يحوي داخله الحقيقة المطلقة أمرٌ ينفيه العقل أولاً و كل حقائق تدوين التاريخ أيضاً ، فعندما يختلط المقدّس المباح للتفاعل و العقل ، و المدنّس المقيّد برغبات و نزوات صانعه ، المحاط بحالته التاريخيّة التي انتجته ، تكون النتيجة إنتاج أبشع أشكال التسلّط و أسوأ حالات العنصريّة ، فالمؤرّخ [ دغمائيٌّ / متعصّبٌ لرأيه ] بطبعه ، و هو [ برغماتي / منحازٌ للمصلحة ] أيضاً بحكم وظيفته طبعاً ، الأخطاء الفاضحة تملأ نصوص التأريخ الإسلامي سبب كونها مقيّدة بالحالة التي واكبتها ، و في حالة المثال الذي ورد هنا عن مرحلة فتح الأندلس ، فإن [ الاحكام الدينية المسبقة ] و المعقّدة ، رفقة [ التعقيد السياسي ] و كون [ الأفكار ] هي التي تتحكم في تدوين مجرى الأحداث ، فينتج بناءً على ذلك نص [ خرافاتٍ ] و [ أساطير ] ، بدلاً عن نص [ توثيقٍ ] و [ تدوين ] ، هذا في حال الحديث عن أحداثٍ واكب فيها حدوثها [ تدوينها ] ، فما بالك عند الحديث عن نصوصٍ فارقت و باعدت فيها الأحداث زمن تدوينها و اعتمدت على [ التناقل الشفهي ] و الذاكرة المضطّربة للرواة بالإضافة الى الإنتمائية التي يحدّدها بالدرجة الأولى  [ الولاء السياسي ] ، و ليس أكثر طرافةً من المقولة المنسوبة لأحد رجال الحديث المشهورين أنّه قال : [ الصلاة وراء علي أقوم ، و الأكل مع معاوية أدسم ، و الجلوس فوق التلّة أسلم ] ، و عبر نفس الطريق نُسب الى الشخص الأول [ علي ] أنّه قال بخصوص تنحيته عن الخلافة عبر الروايات التاريخيّة المليئة بالعلل و الشكوك المريبة : [ أنا لا أريد الخلافة ، لكنّي أكره العزل ]  لينتج فراغٌ يستحيل ملأه إلا بالأكاذيب التّي أطلق عليها المؤرّخون عن طريق الخطأ المقصود اسم [ تاريخ ] ، و أطلق عليه الفقهاء عبر طريق نفس الخطأ إسم [ سنّة ] و [ أثر ] ، و عبر انتحال صورة ، لسان ، اسم و صفة الرسول ، و أصحابه ، بل و المرحلة التاريخيّة التي يكتنف الحديث عنها شعور بالإطمئنان لدى سائر المسلمين ، تحول الفقهاء عبر رحلة التنصيص التيانطلقت عبر كتب السير ، الأحاديث و التأريخ الإسلامي ، تحوّلوا الى صورةٍ أخرى من صور فرعون ، تلك الصورة التي ترد في القرآن كرمزٍ و صورةٍ يسهل تكرارها لمفهوم الاستبداد و التسلّط :]قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ[غافر29، إن غاية الإسلام بالدرجة الاولى هي الفصل بين سلطة [ الدين/الشريعة ] ، و  الأشخاص الذين يمثّلونها [ الكهنوت/المرجعيّات ] ، فليس الرجال علامةٌ على الحق ، بل الحق علامةٌ على الرجال : ]مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ [آل عمران 79  .

 

لكن الخلط الحاصل و المزج بين [ الرسول ] و [ النبي ] على جانبٍ ، و بين [ الحديث ] و [ السيرة ] على جانبٍ آخر ، بين [ القطعي ] و [ الظنّي ] و بين [ المحكم ] و [ المتشابه ] ، و بين [ العالم ] و [ رجل الدين ] هو الذي أوصل الى الحالة المزرية اليوم حيث فرض [ التاريخ ] سطوته على [ الشريعة ] ، يقول ابن الجوزي في الياقوتة و السيوطي في الراوي : [ ...  قال رسول الله : يكون في أمّتي رجلٌ يفال له محمّد بن إدريس ، أضرّ على أمّتي من إبليس ، و يكون في أمّتي رجلٌ يقال له أبو حنيفة النعمان ، هو سراج أمّتي ] ، و يقول أبي يعلى في طبقات الحنابلة : [ ... أن سائلاً سأل النبي في نومه : من تركت لنا في عصرنا من أمّتك نقتدي به يا رسول الله ؟ .. ، فقال : عليكم بابن حنبل ] ، و في المناقب  للمكي : [ ... أن النبي قال : أنّه آسفٌ أن لا يكون في أمّته لقمان في حكمته ، فأخبره جبريل : نحن نجعل في أمّتك نعمان مثل لقمان ] ، و يقول ابن عبد البر في الانتقاء : [ ... عن أبي هريرة أن النبي قال : يوشك أن يُضرب الناس أكباد الإبل في طلب العلم ، فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة ، و المقصود مالك  ] ، و كل هذه الأقاويل منافيةٌ للعقل و صريح النّص القرآني : ]وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [الأنعام 50 ، أساسها العصبة و التشدّد للمذهب و الرأي ، عبر تقديس الأشخاص ، فالقرآن في بدايات عصور التدوين كان هو الميزان الذي يُقاس عليه الحديث ، فلم يكن عند [ ابن إسحاق ] على سبيل المثال صاحب السيرة الشهيرة التي تُنسب إليه أثرٌ لما إصطلح عليه الفقهاء باسم [ السند ] ، و الذي ظهر عند [ ابن هشام ] و الذي كان يسند الأخبار و الروايات التي ترد في تاريخه الى ابن إسحاق نفسه ، و الأكثر غرابةً من ذلك هو أن شخصاً اسمه [ عروة بن الزبير ] عليه رحمة الله  كما يقول الفقهاء كتبة الفقه و التاريخ ، توفّي سنة [ 94 هـ  ] ، أي بعد ما يزيد عمره عن عصر الرسول ، كان يرد في نصوص الاحاديث عند البخاري مثلاً و خلافه كسندٍ أوّل للأحاديث التي يرجعها الى نفسه مباشةً بعد الرسول أو زوجه ، رغم كونه و بشهادة الفقهاء أنفسهم ، لم يواكب عصر الرسول أصلاً ، و مثال ذلك ما يرد في صحيح البخاري في أول حديثٍ في الصحيح نفسه / باب بدء الوحي : [ حدثنا يحيى بن بكير قال : حدثنا الليث عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة أنها قالت : أول ما بدىء به رسول من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارىء ، قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، قلت ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارىء ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ،  خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [، فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق] ، و التناقض لا يقف هنا ، إذ يرد عن شخصٍ يقال أنّه [ أسدي ] كنيته [ أبو هريرة ] حافظٌ للحديث لا ينسى أبداً ، بسبب مباركةٍ نالها من الرسول يرويها هو نفسه ، و الذي  تقول الروايات التاريخية نفسها أنّه لم يعاصره سوى عامين إثنين أو أقل من ذلك بكثيرٍ ، هذا الشخص الذي اختلف الفقهاء انفسهم في اسمه الحقيقي ليصلوا الى أكثر من [ 40 ] إسماً له ، فيقول النووي : [ ... إختلف في اسمه و اسم أبيه على نحو ثلاثين اسماً ] ، و يقول القطب الحلبي : [ ... اجتمع في اسمه و اسم أبيه أربعة و أربعون قولاً مذكورةٌ في الكنى للحاكم ، و ابن حجر في الإصابة] ، و قال ابن عبد البر صاحب [ الإستيعاب في معرفة الأصحاب ] : [ ... اختلفوا في اسم أبي هريرة و اسم أبيه إختلافاً كبيراً ، لا يحاط به و لا يُظبط في الجاهليّة و الإسلام ] بل يرد في [ أسد الغابة ] للعسقلاني : [ ... اختلف في اسمه إختلافاً كثيراً لم يختلف في اسم آخر قبله و لا يقاربه ] ، فقال أبو هريرة فيما يُنسب له في [ البخاري ] : [ ...  ما من أحدٍ من أصحاب التبي أكثر حديثاُ منّي ، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب و لا أكتب ] .

 

رغم كون الإرقام تخبرنا خلاف هذه المعلومة الطارئة ، فأبو هريرة هو الأكثر حديثاً فقد روي عنه [ 5374 ] حديثاً، ثم عبد الله بن عمر روي عنه [ 2630 ] حديثاً ، ثم أنس بن مالك روي عنه [ 2286 ] حديثاً ، ثم عائشة أم المؤمنين روي عنها [ 2210 ] حديثاً ، ثم ابن عباس [ 1660]  حديثاً ، ثم جابر بن عبد الله [ 1540] حديثاً ، ثم أبو سعيد الخدرى / سعد بن مالك [ 1170 ] حديثاًفي بحور كتب أحاديث فرقةٍ واحدةٍ لا غير ، و هي الفرقة المشهورة بإسم مذاهب [ السنّة ] الأربع، و عبر متونٍ أخرى تتفق في الفحوى عند [ الترمذي ]  و [ الدارمي ] يرد نفس القول ، لكن السؤال المنطقي هنا ، أين وثيقة الأحاديث التي يُعلن عنها أبا هريرةً و يوافقه في إدّعائه الفقهاء من حملوا مقولته محمل الجدّ ؟ ، و كيف تضيع وثيقةٌ بهذه الأهميّة و لا يبقى سوى إشارات عنها في نصوص الفقه الموالية لزمن كتابتها بعقودٍ ، بل   و قرون طوال ، فلا وجود لوثيقةٍ أحاديث تحمل اسم [صحيح عبد الله بن عمرو ] ، هذا على جانبٍ ، فهذه الوثيقة إما أن تكون قد ضاعت لأنها لم تصل الى أبعد من هذا القول ، أم أنّها لم تكن موجودةً أصلاً و أن ما يرد على لسان هذا الشخص غير معروف الإسم تدليسٌ في مجمله ، و على جانبٍ آخر فإن هذا القول نفسه في حال قبوله و المسير على رأي الفقهاء ، يشكّل حجّةٌ على الفقهاء أنفسهم من يقولون أن معنى مفردة : ]الأُمِّيِّينَ [التي تتكرّر داخل النّص القرآني تعني من يجهلون القراءة و الكتابة ، و هي منفيّة بسبب علّة وجود كتّابٍ في واكبوا زمان و مكان الرسول الذي كان : ]رَسُولاً مِّنْهُمْ [الجمعة 2 ، كما يرد في الرواية نفسها، هذا المجتمع الذي واكب فترة تكوين الرسالة ، يكوّن : ]أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ [البقرة 134 ، تبقى كل الإحالات و المرويّات التي تخص تفاصيل الأحداث الدائرة فيما بينها أمراً من أخبار : ]الْقُرُونِ الْأُولَى [كما يرد على لسان النّص نفسه ، التي تأتي ضمن أمور العلم ]بِالْغَيْبِ [على اعتبار المسافة و البين الشاسع الذي يبعد مسافة المكان و الزمان بين زمن حدوثه و تدوينه ، و لكل أمّةٍ معاييرها و واقعها الذي يحكم تفاعلها و فاعليّتها و تفعيلها للنّص القرآني من عدمه ، موصلاً الى نتيجة يؤكّدها النّص القرآني أن هذه الأمم : ]لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [البقرة 134 ، لكن السؤال المثير للإستغراب عند إجابته بقليلٍ من التجرّد و الكثر من الواقعيّة ، من الذي شوّه صورة الأصحاب [ الأوّلين ] ، الفقهاء و المؤرخون من يدّعون علم القرون الأولى أم أصحاب الرأي و الفكر من يستقون معلوماتهم من مصادر هؤلاء الفقهاء و أهل السير ؟ ، و من طرائف أهل السير حقيقةً ما ذكره ابن كثير على لسان ابن العبذاس بخصوص أبناء الرسول من زوجته خديجة ، يقول [ ابن كثير ] في مختصر السيرة النبوية/774 هـ : [ ...  قال ابن عباس كان أكبر ولد رسول الله القاسم، ثم زينب،  ثم عبد الله،  ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية ] ، فيقول أنّها ولدت [ 7 ] أطفال للرسول أصغرهم [ رقيّة ] ، و في نفس المصدر ، بل و في نفس الصفحة يقول : [ ... قال أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري ، عن ابن عباس : ولدت خديجة من النبي ابنه عبد الله ثم ولدت له زينب ثم ولدت له رقية ثم ولدت له القاسم ثم ولدت الطاهر ثم ولدت المطهّر ثم ولدت الطيب ثم ولدت المطيّب ثم ولدت أم كلثوم ثم ولدت فاطمة ، وكانت أصغرهم ] ، و في هذه الرواية ولدت خديجة [ 10 ] أطفال للرسول أصغرهم [ فاطمة ] ، وكلا الروايتين عن ابن عباس ، وهذا يبين لنا إما أن ابن عباس كان يعتمد على ذاكرته التي يبدو أنها خانته كثيراً ، أو أن الرواة و أهل السير و إبن كثير تحديداً ، عنه و عن سيرة الرسول الكريم يكذبون ، فالتضارب صارخٌ لا مبرّر له ، يرد في الإتقان عن الإمام [ الشافعي ] أنّه قال : [ ... لم يثبت عن ابن عبّاس في التفسير إلا مائة حديث ] ، و لإبن العبّاس نفسه آلاف الروايات التي وضعها المفسرون في أحاديث موضوعةٍ نسبت للشخصيّة التاريخيّة المعروفة بابن العبّاس عليه رحمة اللهلا قيمة لها سوى سندها ، كما أن كتب التاريخ الأخرى تقول ما مفاده أن [ زينب ] على سبيل المثال هي ابنة زوج الرسول خديجة من زوجها الأسبق [ النبّاش بن زارة ]  :

 

أبناء الرسول من زوجته خديجة حسب ابن كثير في سيرته

الإبن

عن ابن العبّاس [1]

عن ابن العبّاس[2]

الأول

القاسم

عبد الله (3)

الثاني

زينب

زينب (2)

الثالث

عبد الله

رقية (6)

الرابع

أم كلثوم

القاسم (1)

الخامس

فاطمة

الطاهر

السادس

رقية

المطهّر

السابع

لا يوجد

الطيب

الثامن

لا يوجد

المطيّب

التاسع

لا يوجد

أم كلثوم (4)

العاشر

لا يوجد

فاطمة (5)

 

 

و ليس أكثر طرافة مما يقوله ابن كثير في [ مختصر السيرة ] ما يقوله هو نفسه في قصص الأنبياء ، فتارة يقول أن أصحاب نوح في السفينة شكوه الفأرة أو الفويسقة كما يرد عنده ، تأكل متاعهم و طعامهم ، فدعا ربّه : [ ... فأوحى الله للأسد  فعطس ، فخرجت الهرّة ، فاختبأت الفأرة ] ، و تارةٍ أخرى يقول : [ ... أوحى الله عز وجل إلى نوحٍ : أن أضرب بين عيني الأسد ، فخرج من منخرة سنور وسنورة فأقبلا على الفأر ] ، و الأشد طرافةً في كتابات ابن كثير المتوفى سنة 774هـ ما يرد في كتابه [ صحيح معجزات الرسول ] ، عن معجزاتٍ لا يمكن أن تحدث ، بل و ليست للرسول أصلاً ، و منها في باب كلام الأموات و عجائبهم : [ ... أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي في زمن عثمان بن عفّان فسجّي بثوبه ، ثم أنّهم سمعوا جلجلةً في صدره ، ثم تكلّم ، ثمّ قال : أحمد أحمد في الكتاب الأوّل ، صدق صدق أبو بكر الصدّيق الضعيف في نفسه ، القوي في أمر الله ، في الكتاب الأوّل ، صدق صدق عمر بن الخطّاب القوي الأمين في الكتاب الأوّل ، صدق صدق عثمان بن عفّان على منهاجهم مضت أربع و بقيت إثنتان أتت بالفتن ، و أكل الشديد الضعيف و قامت الساعة ، و سيأتيكم جيشكم خبر ، بئر أريس ، و ما بئر أريس ، قال يحيى : قال سعيد : ثم هلك رجلٌ من بني خطمة فسجّي يثوبه ، فسمع جلجلةً في صدره ، ثم تكلّم ، فقال : إن أخا بني الحارث ابن الخزرج صدق صدق ] ، و هذه الرواية القريبة الى الخيال أو الفنتازيا يظهر جليّاً عبرها سطوة الإنحياز السياسي للعصبة الموالية لسياق ما ذكر عن فتنة السقيفة و ما لحقها من رواياتٍ عن حرب عليٍّ و معاويةٍ ، و على جانبٍ آخر فإن الطريف في الأمر هو ذكر هذه القصّة في كتابٍ يتحدّث عن معجزات الرسول ، و القصّة كما يشير نصّها حدثت بعد وفاة الرسول بأربعين عاماً ، و ليس أسوأ من كل هذا اللغط سوى ما اعتمد عليه الفقهاء لأجل إباحة زواج [ القاصر ] من الفتيات غير البالغات  ، روايةٌ تتكرّر في جل بل كلّ كتب الفقه و السيرة النبويّة و التي مفادها أن الرسول دخل على زوجته [ البكر ] الوحيدة و اسمها [ عائشة ] عليها رحمة الله، و هي في سن التاسعة أو الثامنة في وراياتٍ أخرى ، رغم كون نفس كتب السير التي تتحدّث عن سند الفتوى المريبة هذه تثبت أن عمر زوج الرسول بالمقارنة و عمر شقيقتها [ أم كلثوم ] التي يرد ذكر ميلادها و زواجها في نفس سياقات التأريخ توصل إلى نتيجةّ مفادها أن عمر [ عائشة ] عليها رحمة اللهيتجاوز الثماتية عشر و العشرون سنةً في رواياتٍ تاريخيّةٍ أخرى ، و مرّة أخرى يتناقض المؤرخون و المؤرخون ، إذ يقول البخاري في صحيحه زوج الرسول [ عائشة ] عليها رحمة الله  قالت : [ ... تزوّجني النبى وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة ،فأسلمتنى إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين] ، لكن السياق التاريخي الذي يرد في كتب أمّهات التاريخ الإسلاتمي مثل تاريخ دمشق ،سير أعلام النبلاء ،تاريخ الطبري ووفيات الأعياتيوصل الى نتائج أخرى تناقض هذه المعلومة المنافيّة للناموس الإنساني الطبيعي ، ناهيك كون القول بأن الرسول [ دخل ] على طفلةٍ في التاسعة من عمرها يناقض شخصه الكريم في الأساس ، فالرسول كانت له ابنة اسمها [ فاطمة ] عليها رحمة اللهكما يقول [ ابن حجر ] تكبر عائشة عليها رحمة الله[ 5 ] سنواتٍ لا غير ، و قد ولدت و عمر النبي [ 35 ] عاماً مكذباً رواية البخاري ضمنيّاً في شرحه للصحيح ، كما أن [ الطبري ] في تاريخه يقول : أن كل أبناء [ أبي بكر ] عليه رحمة اللهولدو في الجاهليّة  بما فيهم عائشة ، مما ينفي كونها قد ولدت سنة 4 هـ ، حيث أن شقيقتها [ أسماء ] عليها رحمة اللهو التي تكبرها بعشر سنوات ولدت [ 27 ] عاماً قبل الهجرة ، و كانت تكبر عائشة [ 10 ]  سنوات يوصل الى سنة ميلادها [ 17 ] قبل الهجرة ، أي ان عمرها بداية البعثة كان [ 13 ] سنة ، و كل هذه الأرقام توصل الى نتيجةٍ مفادها أن من اتفّق الفقهاء و المؤرخون على كونها زوج الرسول [ عائشة ] عليها رحمة اللهكان عمرها [ 18 ] عاماً وقت زواجه بها ،مما يجعل الفتوى من أساسها تاريخيّة المنشّا معتمدة فقط على سوء نيّة المؤرّخ لا غير ، و التي انساق بعض المفسّرين و منهم[ إبن كثير ] في تفسيره ، من أجل ملائمة النّص عنوةً و الرواية التاريخيّة المشكوك في سياقاتها المضطّربة ، ليكون تفسير قوله تعالى : ]وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ [الطلاق 4، الصغيرات اللائي لم يبلغن المحيض ، من يجوز تزويجهن ، يقول في تفسيره : [ ... و كذا الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض ، إن عدّتهن كعدّة الآيسة ثلاثة أشهر ] .

اجمالي القراءات 11038

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأربعاء ٢٩ - فبراير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً
[64845]

عليهم لعنة الله والناس أجمعين

تناقض وكذب على الرسول في كتب الصحاح   "


أن الرسول دخل على زوجته [ البكر ] الوحيدة و اسمها [ عائشة ] عليها رحمة الله، و هي في سن التاسعة أو الثامنة في وراياتٍ أخرى ، رغم كون نفس كتب السير التي تتحدّث عن سند الفتوى المريبة هذه تثبت أن عمر زوج الرسول بالمقارنة و عمر شقيقتها [ أم كلثوم ] التي يرد ذكر ميلادها و زواجها في نفس سياقات التأريخ توصل إلى نتيجةّ مفادها أن عمر [ عائشة ] عليها رحمة اللهيتجاوز الثماتية عشر و العشرون سنةً في رواياتٍ تاريخيّةٍ أخرى ، و مرّة أخرى يتناقض المؤرخون و المؤرخون ،


فهل يٌعقل أن يتزوج الرسول عليه السلام من طفلة عمرها ست سنين أو تسع سنين  ، فهل يصدق عاقل أن الرسول الكريم قد فعل هذا ؟!


روايات كذبة ومتناقضة ، وتحمل بين طياتها أسباب كذبها !!


عليه لعنة الله كل من روج  لهذه الاكاذيب  لكي يٌسيء للإسلام ولنبي الإسلام،  عليه وعلى جميع الأنبياء السلام


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-12-23
مقالات منشورة : 42
اجمالي القراءات : 459,404
تعليقات له : 14
تعليقات عليه : 55
بلد الميلاد : libya
بلد الاقامة : libya