التأصيل القرآني – إنصاف المسلمين –الحكم بالكفر والإشراك والإيمان:
التأصيل القرآني – إنصاف المسلمين –الحكم بالكفر والإشراك والإيمان

غالب غنيم Ýí 2011-11-25


بسم الله الرحمن الرحيم
إن من الإنصاف لمن سبقونا بالإسلام أن أوضح في هذا المقال بعض ما خفي ولم يطرحه أحد في موقع أهل القرآن، وأغلب الظن لتركيز الجميع على نقض التراث، ومن ثم الحكم
على الأغلبية الساحقة من المسلمين من خلال اتباع أغلبهم لهذا التراث.

مقدمة:

المزيد مثل هذا المقال :

إن جلّ ما في الأمر، والأمر المحدث عندي هنا، والذي اجتهدت به أنا، بعيدا عن كل ما كتب سابقا عن (العقيدة والسلوك) وهذا مما هداني الله اليه، وطرحته في هذا المقال، هو التفريق بين (قول - وقول) مما أسميته في مقالي (قول -و - قول العمل) أو العقيدة والسلوك، ولكي تصل الفكرة كاملة ، اضطررت للبدىء بالإشراك والكفر وأحقية التكفير وعدمه، ثم اضطررت لشرح القول العمل ( السلوك) ، ولكي تتم الفائدة كان لا بد من التفريق بين الإيمان (قولا أي عقيدة) والإيمان الخالص (قولا وفعلا أي عقيدة وسلوكا) ..ثم تعرضت لمثالين واضحين أولهما "الشهادتين" كأوضح مثال على القول، والتاريخ على أنه أوضح مثال على القول العمل – السلوك- لأفند أحقيتنا في عرض القول العمل – السلوك – على القرآن.

ومن القرآن سابدأ لكي نرى كيف يحكم الله تعالى غلى المشركين وغيرهم.. فالله تعالى يقول في كتابه العزيز:

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) المائدة -68:69

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة – 62

 

حيث نزلت هذه الآيات لتفصل وتوضح أمر الحكم على الناس بالكفر أو عدمه، فالآيات التي تحكم بالكفر كثيرة، ولكم أن تبحثوا بها، والحكم بالكفر أو عدمه لا يصح لنا استخدامه، فهو حصر على الله تعالى، حتى لو عرضنا أعمال هؤلاء البشر على القرآن فلا يصح لنا تكفيرهم،بل لا يجوز لنا عرض أعمالهم على القرآن الكريم، وجل ما يصح لنا هو الإعراض عن "عملهم" ، وهذا لا يعني تكفيرهم و "إخراجهم من دائرة الإسلام.

فالله تعالى اختص نفسه بالغيب وبمحاسبة البشر على أعمالهم يوم القيامة، ولم يعط لرسله الحق في تكفير البشر، ولم يعطهم الحق في رفضهم وقبولهم لمن تبعوهم صدقا أم نفاقا، بل أمرهم بتسليم أمرهم لله والتوكل عليه تعالى، وانتظار يوم الحساب:

(وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ * وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) هود – 29:31

حيث نرى قول نوح بعدم قدرته وعدم ملكه لحق "طرد" من أسلم معه، أي لا حق له في إخراجهم من دائرة الإسلام واعترافه بعدم علم الغيب والرزق،بل إنه يقول أنه ليس له الحق في القول عن الذين تبعوه أنهم سيدخلون الجنة أم لا، لأن الله وحده يعلم الغيب وما تخفي الصدور، ومن بعد نوح أقر كل الرسل بهذا، وحملوا الرسالات يبلغونها للناس بدون أن يحكموا عليهم، وكذلك نحن.
بل وحتى من أعلن كفره علنا ليس لنا فيه من الأمر من شيء ومردّه الى الله تعالى:

(وَمَن كَفَرَ فَلا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) لقمان - 23
فالله تعالى وحده عليم بذات الصدور..
 

موضوع البحث:

بناءا على ما سبق، فليس لنا من الحق قيد أنملة في تكفير البشر ممن سبقنا ممن هم معنا، وممن هم حولنا الآن.
وعودة لموضوع البحث، وهو الآيتين الإفتتاحيتين في هذا المقال،  حيث يقول المولى عز وجل أن أهل الكتاب ليسوا على الحق ما لم يؤمنوا بما جاء في التوراة والإنجيل ويتبعوا أوامر الله تعالى فيهما بتنفيذها والمحافظة على تلك الأوامر وهذا يؤدي الى التصديق بما أنزل الله تعالى على نبيه محمد عليه السلام ولكن الله تعالى يخبرنا بأن القرأن سيزيد كثيرا منهم طغيانا وكفرا.

وهنا يجب علينا التركيز وملاحظة "اسلوب" استخدام الله تعالى للكلمات في أحكامه، وهذا مهم جدا، فالله تعالى يقول (كَثِيرًا مِّنْهُم) ولم يقل جميعهم.ثم يقول تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى ، ولا نستغرب ذكر "الذين آمنوا" هنا، فهو بيت القصيد هنا، فالله تعالى يعمم الحكم هنا على السابقين واللاحقين من البشر في إسلامهم، ويقوم بتعميم الحكم على اليهود والنصارى والذين آمنوا بالله من الأقوام والأفراد الذين لم يأتهم رسل (الصابؤون) و"كذلك" الذين آمنوا من بعد الرسول عليه السلام (أي من الصحابة وحتى يومنا هذا) ، ويضع شرطا للحكم قبل إصداره (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا) ثم يصدر الحكم ب (فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).

وتتكرر هذه الآية "الحكم الإلهي" مرة أخرى في سورة البقرة،

ثم يأتي التوضيح التفصيلي لأسباب هذا الحكم الإلهي :

(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) النساء -48
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا) النساء - 116

وهنا ينتهي الأمر كاملا، ويبقى علينا تدبره وفهمه واستيعابه.

والآن ولكي يكتمل موضوعنا، علينا معرفة وفهم أهم استثناء لمن يغفر لهم الله تعالى إن شاء ومن الذين لا يغفر لهم! ألا وهو الشرك بالله عز وجل...

ما هو الشرك بالله؟
من الآيتين الأخيرتين أعلاه نستخلص ربط الشرك بالله تعالى بالكذب عليه وافتراء الأكاذيب عليه وأنه من "عظيم" الإثم، وأن هذا من  أبعد الضلال عن السراط المستقيم ، ولهذا قال بعيدا وليس كثيرا أو كبيرا، فالسراط المستقيم يدل على الحق عز وجل ومن ضل عنه فيضل بدرجات، فلربما خلط البعض عملا سيئا، وهو نوع من الضلال ، وبه يكون أبعد عن السراط ولكن بقدر، ثم يتوب الى ربه، فيعود الى السراط، فعسى أن يتقبل منه الله تعالى التوبة ويغفر له: (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التوبة -102

الخلاصة أن الشرك بالله تعالى هو من أبعد الضلال.ثم يستطرد تعالى بيان نوع الشرك الذي وقعوا به فيقول في الآية التي تلي  " ..وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا * إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا "
وهذا أول نوع من أنواع الشرك بالله نتعرض له من خلال هذه الآيات ألا وهو (أن يجعل الإنسان مع الله شركاء في الحكم فمنهم من جعل له بنات إناث من الملائكة ومنهم من عبد الشيطان نفسه والهه) ، فالشرك بالله هو الإقرار بأن الله ليس بواحد أحد بل معه شركاء في الحكم، فيدعونهم من دون دعاء الله، أي يدعونهم كما وأنهم يستجيبون لهم ويهجرون الله تعالى.

 يقول المولى عز وجل:
"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" آل عمران – 64
وهنا يتكرر الأمر ولكن أكثر تفصيلا مما سبق، فاتخاذ البشر بعضهم البعض أربابا هو بعينه الشرك، واتخاذ ابناءا لله الواحد تعالى أربابا هو مثل اتخاذ البشر بعضهم لبعض أربابا..
والإشراك كفر واضح وجزاؤه النار لأنه لا غفران له:

"سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِي" آل عمران – 151

وهذا كله حق الله وحده، لا يسمح لنا بالتعدي على حد من حدود الله بأن نتهم فلانا بالشرك أو نكفر فلانا لأن الله وحده علام الغيوب وما تخفي الصدور.

ولكي أكون أكثر دقة في هذا الأمر ارتأيت أن أتعرض لكلمة "الذين آمنوا" حتى يتضح لنا حصر الأحكام بالكفر والإشراك على البشر بالله وحده، فالله يخاطب من آمن أن يؤمنو! وهذا إن دل فيدل على أن الإيمان عند الله ليس الفيصل، بل الفيصل أمور إيمانية كثيرة حين تجتمع كلها في الشخص يصبح من المؤمنين الذين فلحوا في الدنيا والآخرة وإلا فهو يستمر في مخاطبتهم وحثهم على الإيمان كاملا وبشكل صحيح (النساء – 135:137)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَإِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)
وفي الأخيرة يقول  تعالى أن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنو ...فكيف يكون ذلك؟ مما قلناه مسبقا بأن الإيمان بالجزء ليس هو إيمان المفلحين بل حينما يكتمل الإيمان بكل ما أمر الله به يصبح إيمانا مكتملا كاملا وهناك يصبح الإنسان من المفلحين، ولمعرفة المفلحين يجب تتبع كل ما وصفهم الله تعالى به في كتابه العزيز، ومن هناك نصل الى الؤمنين بالله حقا، المهم، أن العملية هنا ليست بتكرار الإيمان والكفر بل بتكرار الإيمان الجزئي والكفر الجزئي –أي التمرجح بين الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه- ثم " ازْدَادُواْ كُفْرًا " وهنا تأكيد على رفضهم التام لما أنزل الله تعالى وجحدهم به، وهنا يكون الكفر الذي يستحق النار بدون مغفرة، مثله مثل الإشراك بالله تعالى.
والآية اللتي تبين مثل هذا النوع من الكفر والإيمان المتكرر تقول عنهم (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ
) يوسف -106 حيث يتضح لنا منها أن الإيمان ليس الفيصل بل هو الإيمان الذي يتصف بالفلاح. (فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)القصص- 67

ومن هنا نخلص بنتيجة أن الإيمان لا يعني الفلاح ولكن الفلاح يعني الإيمان الخالص.

فمن منا يستطيع تحديد درجة إيمان شخص آخر؟ أو درجة كفره أوإشراكه؟

وهناك انواع من الكفر الواضح البين الذي حكم الله تعالى عليه بدون مقدمات أو شروح، مثل إعلان الإشراك بالله تعالى، وهنا لا وسط ولا درجات، ولا جدال فيه، ولا يجوز لنا ابهام الأمر وتضليله، ومن مثل هذا الكفر الواضح هو من اعلن للملأ أن لله تعالى ولدا:
 (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ *لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة – 72:73
والآيات من سورة المائدة – 72:86 تفصل الأمر كاملا لمن أراد الإستزادة وهي واضحة لا لبس فيها، وينهي الله تعالى الأمر بقوله (وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).

إذن قلنا أن من الإشراك هو الإفتراء على المولى عز وجل بأن له شركاء في الحكم من أوثان أو شيطان، وأن منه الإفتراء والإدعاء بأن له ولد سبحانه ، وأن من الإشراك أن يتخذ البعض بعضهم أربابا من دون الله وهذا هو نفسه إتخاذ البشر أولياء من دون الله تعالى.

(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) الأنعام – 14
ثم يأتي تفصيل هذا الإشراك بأوضح الكلمات في آية تأتي بعد عدة آيات من  هذه الآية (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَأَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) الأنعام – 19

والشرك نوع من انواع الضلال وليس العكس، والضلال عن السراط المستقيم نوع من أنواع الجهل والكبر والنسيان المتعمد وعمى البصر والبصيرة، ولو شاء الله لأراهم البراهين والأدلة ولكشف عنهم فسيروا حينذاك الحق ، وسيعلموا أنهم أضلوا أنفسهم باتباعهم السبل الخطأ، ولعلموا حينذاك أنهم كانوا يدعون الله تعالى نفسه وليس من أشركوا بهم، ولكن طبع على قلوبهم بظلمهم وعنادهم وجحدهم: (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) الأنعام – 39:41

ويعود المولى عز وجل بتذكيرنا بعدم المساس بحقه في الحكم والمحاسبة فيقول بعد شرح وبيان لرسوله عن المشركين وجحدهم:
(وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِي) الأنعام – 52 ، فالله يوم القيامة يحاسب الرسول ويحاسب البشر من آمن منهم حقا أو كان منافقا أو أعلن كفره، ولا تزر وازرة وزر أخرى. (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِإِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ * قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِي) الأنعام – 57:58
والفصل في الأمر واضح لا غموض فيه، وليس لنا الحق في التكفير لأي كان من البشر، حتى من أعلن إشراكه بالله تعالى، فكيف يكون لنا الحق في تكفير من أعلن الوحدانية وشهد أمام البشر كافة أنه لا إله إلا الله؟
(اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَوَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْوَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) الأنعام –
106:107
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِين) الحجر -94
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) الحج -17

ومن أجمل ما رأيت من رحمة الله تعالى بعباده أنه استثنى من المشركين الوالدين في المعاملة، فالإنسان قلبه رقيق نحو أبويه، فزادنا الله من فضله بأن لا نعرض عنهم ولا نهجرهم إن أعلنوا إشراكهم، بل أن نعاملهم بالحسنى وشدد على أن لا نطيعهما في الشرك فقط ولم يدع لنا مجالا للحكم عليهم لأنه هو سبحانه صاحب الأمر فقال بلطف أنكم كلكم راجعون إلي وهناك يوم الحساب (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) العنكبوت – 8
(وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان – 15

ثم يتم الحكم الإلهي أخيرا عليهم فيقول تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) البينه -6

الشهادتين والجهل والتكفير!
إن من أغلب ما جاء في التراث مضل للبشر عن دينهم، ولقد اتبعه الأغلب من المسلمين منذ ظهوره! وحتى يومنا هذا، ونحن دائما يجب أن نذكر الآخرين بعدم نفعية هذا التراث أمام كلام الله تعالى المنزل على رسوله عليه السلام، وأن فيه من الضلال ما فيه، وأن لا ندعوا مع الله تعالى أحدا، فالشهادة هي لوحدانية الله تعالى فقط، وهي عتبة الإسلام والإيمان، فقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) تعني قبولك وإقرارك بوجود الله تعالى و بوحدانيته سبحانه وتفرده بالملك، وبهذا لا يحق لأي مخلوق كان، مسلما كان أو غير ذلك، نبيا كان أو رسولا، أن يكفرك بعد قولها، وهذا من باب أولى بعد كل ما ذكرناه أعلاه في حق الله تعالى وتفرده في الحكم علينا بالكفر والإيمان والفلاح ...فكيف بنا بالحكم على من سبقنا بالإسلام؟ ولنا الحق فقط بالحكم على ما وصلنا من قول مؤكد يقيني عنهم، وحكمنا لا يجب أن يتعدى إقرارنا بأن هذا القول منكر أو مقبول بعرضه على القرآن الكريم، ولا يجوز لنا القول بأن هذا القول "يكفر" صاحبه لأن في ذلك تحايل على الله تعالى بتجاوز حدوده، بل الأفضل أن نترك ذلك الأمر لأن الله تعالى علمنا من خلال أمره ونصحه لرسوله عليه السلام بالرد على "من أعلن شركه" بأن (قُل لّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) سبأ -25

ولا يحق لنا الخلط بين الأعمال والأقوال، وهنا بيت القصيد، قلب بحثنا هذا، فالأقوال هي ما وردنا من تراث ظني مكتوب من البشر، يصف الدين والمعاملات والعبادات والعقيدة، وهذه كلها أقوال، يمكننا عرضها على القرآن الكريم، أما ما وصلنا من أقوال ظنية أو تراث ظني أو تأريخ ظني، عن أفعال وأعمال فلا ينطبق عليه حكم العرض على القرآن، بل ينطبق عليه حكم التجاهل له والإعراض عنه، أو العبرة منه لا أكثر، وهنا العبرة تكون شخصية بحتة، لا تعميم فيها، وإن عممت أصبحت قرارا وحكما، لأن الأفعال والأعمال من إختصاص الرحمن تعالى، فهو الخبير اللطيف بعباده، ونحن إن حكمنا على هذه الأعمال بعرضها على القرآن الكريم فبهذا نتعدى على حق من حقوق الله تعالى، حيث هو سبحانه سيعرض هذه الأعمال والأفعال يوم القيامة ويزنها بميزان العدل، وليس لنا من الأمر بشيء،وأظن انه لا أحد يختلف معي في مسألة تفرد الخالق عز وعلا بعرض أعمال البشر عليه يوم الحساب.


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) الحجرات - 6
ومن هذه الآية يتضح لنا بدون لبس الفرق بين الأقوال وألأعمال، فالقول حين يصف عملا يصبح حكمه حكم العمل وليس حكم القول، فإن أنا قرأت في التاريخ أو التراث –وبالنسبة لي التراث والتاريخ سواء في الظن وعدم الدقة- قولا أو خبرا عن شخص معين يصف ما فعله ذلك الشخص فلا يحق لي أن أصدر حكمي، لأنني حينذاك أصدر حكما على فعل / عمل وليس على قول.

وللذين يصعب عليهم استيعاب الفرق هنا مثل بسيط:
مثال القول: قال فلان الكلاب نجسة.
هذا قول، فيه معلومات لنا أن الكلاب نجسة، ولنا الحق في عرضه على القرآن لنتبين صحته من خطأه.
مثال القول العمل: قال فلان أن فلانا قتل عشرة أشخاص.
وهذا قول عن عمل، وفي البداية يجب أن نطيع الله تعالى بالتحقق من الخبر(القول) حتى نتأكد من يقينه، فإن تأكدنا ولم يبق ظن وكان له حد من حدود الله فنقيم الحد وإلا ليس لنا من الأمر من شيء، ولا نستطيع عرضه على القرآن والحكم فيه، فكيف إن كان القولان ظنا وأكل عليهما الدهر وشرب؟
مثال على القدم من الخبر: قال فلان أن فلان قبل ألف عام قتل جميع قومه.

أنا أستحلفكم بالله، هل منا من يستطيع البت في الأمر؟ فكيف لنا الحكم فيه وعرضه على القرآن؟

وإن قلنا أن من يدعو مع الله أحدا أشرك فالله تعالى قال ذلك ونحن آمنا بذلك لا أكثر، فلا يجب أن ندعو مع الله أحدا، وهذا لا يعطينا الحق بالتكفير:
(ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ) غافر -12
ولكي أغطي الجانب الآخر من الموضوع، ألا وهو تقديس البشر ، فإن كان فلان يقدس فلانا أو يتخذه وليا من دون الله فهذا هو صلب موضوعنا، ولا يعطينا الحق بإظهار الشخص المقدس(بفتح الدال) على أنه لا شيء، فهو لم يطلب التقديس، وهذا النوع من الإشراك ناقشناه أعلاه، فإن قام الناس بتقديس النبي أو أبو بكر أو علي فهذا شأنهم، والله تعالى يفصل بيننا يوم القيامة، فمن قبلهم قدسوا عيسى وموسى وغيرهم، وما زالوا، ولا يحق لنا حينذاك البحث فيما رفضناه من التراث والتأريخ التراثي والإستشهاد بعيوب (أقوال) ذكرت هناك عن النبي عليه السلام أو عن أبي بكر أو علي لكي نثبت مالايحتاج إلا إثبات! ونبحث فيما لا يحتاج الى بحث.
وكيف إن كانت هذه الأقوال تصف عيوبا أو أعمالا لهم؟
 بل إننا بفعل ذلك نقع في ذنب لن يتغاضى عنه رب العزّة الكبير المتعالي، فليس لنا الحق في التعدي على حدوده، وله الكبرياء في الأرض.

والسر الذي يكمن في اختصاص المولى عز وجل بالحكم بالتكفير أو عدمه: علم الله تعالى بالغيب وما تخفي الصدور، فلربما حكمنا على ذلك الشخص بالإشراك لموقف معين، وما أدرانا ما فعل بعد ذلك؟ هل تاب؟ هل كفر ثم آمن ثم كفر ثم آمن..؟ هل ازداد كفرا؟  (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التوبة -102

الخلاصة:
 * لا حق للبشر بتكفير أحد.
* لا حق للبشر بادعاء إشراك أحد.
* لا حق للبشر بعرض أحد (شخص) على القرآن.
* لنا الحق بعرض الأقوال (اللتي لا تدل على أعمال بشر) على القرآن.
* لا حق للبشر بعرض الأعمال على القرآن.
* لنا الحق برفض ما يخالف ما جاء في القرآن من قول أو فعل أو عمل.
* إن البشر وأعمالهم من اختصاص الله تعالى يوم القيامة، هو سيعرضها وينبئنا بها.
* لنا كامل الحق بالإعراض -فقط- عما نراه اشراك واضح بين ليس فيه لبس وظن إلا الوالدين.

 سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم.

 

وآخر ما أختم به بحثي هذا ببعض الآيات البينات اللتي تلين القلوب وتوضح موضوع البحث هذا كله :
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ * قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) الأنعام -159:165

اجمالي القراءات 5722

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٥ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62307]

شكرا أخى الحبيب استاذ غالب على توضيح وجهة نظرك ..وستأتى وجهة نظرى فى مقال قادم بعونه جل وعلا

شكرا استاذ غالب على هذا المقال ، ولقد  كتبت كثيرا فى هذا الموضوع فى مقالات كثيرة وفتاوى بحيث يصبح مرهقا ومتعبا لى ذكر العناوين . لذا قالأفضل والأيسر لى أن أرد بمقال خاص قادم بعونه جل وعلا..مع رجاء ـ أخى العزيز ـ قبل ان تتحمس لكتابة موضوع ـ أن تتفضل بقراءة كل ما سبق لى كتابته ، حرصا على الوقت وحتى لا أضطر لكتابة مقالات أعيد فيها وأكرر بلا داع..


وطبعا لا يعنى هذا فرض راي عليك ـ ولا يعنى أيضا مصادرة حقك فى النقد ..كل منا له حريته فى الاجتهاد ..وكل منا مسئول أمام الله جل وعلا وحده عما يكتب ، وكل منا يتحمل مسئولية رأيه إن صوابا وإن خطأ ..ولهذا أتمنى المزيد من حرصك على التدقيق وعلى معرفة الحق مهما خالف ما توارثناه من تقديس للآئمة وتراثهم وما وجدنا عليه آباءنا .


الحق أقول ..إننى مررت بكل هذا بل أفظع منه بحكم كونى شيخا معجونا بالتراث ..ومن بين الكتب  الخمسة التى حوكمت بسببها فى جامعة الأزهر كان كتاب ( العالم الاسلامى بين عصر الخلفاء الراشدين وعصر الخلفاء العباسيين ) وعقدت فيه مقارنة بين الخلفاء فى العصرين ، وكنت لا أزال مهووسا بتقديس أبى بكر وعمر معتبرا أن الفتوحات (إسلامية ) ..بل ظللت على هذا حتى عام 1990 وكررت نفس الرأى فى بحث ( حرية الرأى بين الاسلام والمسلمين ) ثم صححت الخطأ فيما بعد ، وذلك لأننى أحاول أن أتعلم بالقرآن تنظيف عقيدتى من تقديس البشر حتى يكون خالصا لله جل وعلا وحده. إنّ فى القلب مساحة للتقديس يجب أن تكون خالصة لله جل وعلا وحده. وأى تقديس لغيره فهو إنتقاص من التقديس الواجب لله جل وعلا وحده.


لا ألومك حين أنظر الى حالى السابق..فربما تكون أنت الآن خيرا منى من 15 عاما حين كنت فى قمة النشاط البحثى ، كتبت أكثر من 15 كتابا وعشرات المقالات ، ولم تكن عقيدتى كما هى الان ، والحمد لله جل وعلا رب العالمين .


2   تعليق بواسطة   غالب غنيم     في   السبت ٢٦ - نوفمبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[62318]

الأستاذ الحبيب أحمد منصور - أنت الأساس ونحن البنيان

أستاذي ومعلمي:

إن إنكار دورك في عصر خلاصات أفكارك وعلمك في هذه المقالات اللتي قمت بنشرها، والتي من خلال قرائتنا لها وتعلمنا منها، فيه ظلم عظيم لك، فإن قلت أنني الآن خيرا منك من 15 عاما، فلا أظن ذلك، وإن كان فبجهدك هذا الذي بين يدي،فأنا لم أتعب وأجتهد وأجاهد قبل عامي هذا، فأنا جلست تحت الشجرة وأخذت أقطف من ثمارها التي قمتم أنتم بتربيتها والعناية بها، والفضل كله لله علينا بهدايته لكم وباتباعي علمكم.



والحقيقة أنني لا ولم أنتظر ردا من حضرتكم، فالبعل قرأت الكثير عما كتبتم في هذا الشأن، وقرأت لغيركم، ولم أتبع كثيرا مما قيل لكم، بل اقتنعت بأكثر الذي أتيتم به، فمنطقكم كان الأقوى في مسائل الشهادتين وتقديس البشر، وفي مقالي هنا ركزت على أن لا أخالف رأيكم - الذي أنا اقتنعت به - بل أنني عاضضتكم في هذه نظراتكم واجتهاداتكم بحرمة هذا التقديس وإشراك القول بالدعوة مع الله بأحد...



وجل ما في الأمر، والأمر المحدث عندي ، الذي اجتهدت به أنا، بعيدا عن كل ما كتب سابقا من تعليقات وأراء هو (التفريق بين قول - وقول) مما أسميته في مقالي (قول -و - قول العمل) وهذا مما هداني الله اليه، وطرحته في هذا المقال، ولكي تصل الفكرة كاملة، آضطررت للبديء بالإشراك والكفر وأحقية التكفير وعدمه (حيث لكم في هذا كثير من العلم والمقالات) التي من خلالها بنيت نظراتي ورأيي، ثم اضطررت لشرح مبدأ الإيمان والإيمان الخالص(الفلاح)، حتى أستطيع الفصل بين (القول - القول العمل)، ثم اضطررت لذكر الشهادتين (لأنهما أوضح مثال على القول) ثم تعرضت (للناريخ والقول العمل) لأفند أحقيتنا في عرضهما على القرآن.



أما أنا فأقول، أنت المعلم الأول، والأساس، ولرب ضارة نافعه، فهداني الله تعالى وإياك والجميع بإذنه تعالى الى السراط المستقيم, ولا بأس إن اجتهدنا من جديد في هذه المسألة ففي كل شخص جديد يأتي (بعض) الجديد من طروحات ونظرات وأفكار،فهو كالبيت، بني أساسه على الصخر الصلد القوي، ورفع ويرفع بنيانه، فأنت الأساس المبني على القرآن، ونحن البنيان والتقسيمات الداخلية للبيت، وكل ما فعلته أنا أن أزيد (بلكونة أو شرفة صغيرة) مخالفة لمن قبلي.. والله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.




أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2010-11-13
مقالات منشورة : 65
اجمالي القراءات : 828,155
تعليقات له : 265
تعليقات عليه : 151
بلد الميلاد : Jordan
بلد الاقامة : Jordan