نبيل هلال Ýí 2011-10-23
إن الخدعة المستهلكة التى طالما روج لهـا المسـتبدون مـن قـديم الزمـان وحتى الآن، هى إدعـاء القدسـية المستمدة من اللـه أو الأب أو شيخ القبيـلة، وفى البـدء ادعى فرعون أنـه المعبـود الذى ينبغى للأمة أن تنقـاد لـه، ومن يشـق عصا طاعة فرعون فقـد كفـر وحق عليـه عـذاب جهنم والحرمان من الجنـة في الآخـرة، والقتل والمحق في الدنيا، حتى أن ملكة مصر حتشبسوت زعمت أن الإله آمون قـد ضـاجع أمهـا فأنجبتهـا، لذا وجب لهـا الملك بحق الوراثـة، فهى ابنة الإلـه .ورأى فرعون المسـتبد أن إضفاء القدسـية الإلهية عليه تعصمه من شـعبه إذ أن الخروج عليـه كفـر لا يجوز في الدنيـا أو الآخرة .
ويدعى الخليفة "المسلم" أنـه ظل اللـه في الأرض، فهو لم يجرؤ على القـول بأنـه إله تجب عبادته، أو يتجاسر بالزعم أنـه غير بعيـد عن مقـام العـزة الإلهيـة كما زعم فرعون، وإنما قـال قـولا مطاطا ضبابيـا يخوله نفس حقـوق الفـرعون، أنـه (ظل) اللـه في الأرض، ينطق بلسـانه، ويضرب بسـيفه، وينهب باسمه .
قـال الخليفة العباسى المنصور في خطبته يوم عرفة:
" أيها النـاس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسـديده، وحارسه على ماله، أعمل فيه بمشيئته وإرادته، وأعطيه بإذنه، فقـد جعلنى اللـه عليه قفلا، إذا شـاء أن يفتحنى فتحنى لإعطائكم، وإذا شـاء أن يقفلنى عليـه قفلنى" .
والمدهش حقا أن أكذوبة (ظل)الله في الأرض قال بها كذلك رجال الكنيسة وملوك أوروبا في عصور الظلام ." يقـول جيمس الأول ملك إنجلترا: إننـا نحن الملوك، نجلس على عرش اللـه على الأرض ! ويقـول لويس الخامس عشـر: إننـا لم نتـلق التـاج إلا من اللـه ، فسلطة سـن القـوانين هى من اختصاصنا وحدنـا بلا تبعـة ولا شـركة ! ويقـول لويس الرابع عشر: إن سلطة الملوك مستمدة من تفويض الخالق، فاللـه مصدرها وليس الشعب " .
يقـول اللـه تعالى عن فرعون أنـه قال: (ياأيها الملأ ما علمت لكم من إلـه غيرى)، وكان منزها عن أن يتحدث إليـه أحد، بل من يتحدث معه كان يتحدث في (حضرته) وليس (معه)، ولاحظ التعبيرات التى ورثنـاها من تراثنا القديم والتى نستخدمها حتى الآن في أحاديثنا مع رؤسائنا فنقـول: حضرتك ولا نقـول أنت نفيـا للمساواة وتأكيدا للتمايز والتفاضل بين المتحدث والمتحدث إليـه، ونقـول (سـيادتك) فنحن عبيـد وهو السـيد، ونقول: ولى النعم وصاحب السـمو وصاحب الجلالة...وكلها ألفاظ تكشف في يسر تراث العبيـد الذى اسـتقر في ضمائرنـا .
" ويحث القـديس بولس المواطنين على الخضوع للسلطة العليـا في المجتمع وهى سلطة الحاكم التى أرادها اللـه ووضعها بترتيب منـه، ومن يعترض فإنما يعترض على المشيئة الإلهية ويستوجب غضب اللـه ونقمته! كما أنـه يفترض أن "سـيف الحاكم" لا يسـتخدم إلافي معاقبـة الأشـرار، وكل من يعارضه فهو شرير، وكل من يخافه فلأنه مجرم آثـم "! وهكذا ظهر الحق الإلهى المقدس للملوك، رغم أن المسيحية خطت بعـد ذلك خطوة مهمة جدا عنـدما نفت بشدة الطبيعة الإلهية للحاكم، واعتبرتـه بشـرا، وإن كان بشـرا يتمتع بسـلطان من اللـه! وهو سلطان ينبغى الخضوع لـه، والامتنـاع عن مناقشتـه، وإرجاء الأمر كلـه إلى اللـه ليحاسـب الملوك في الدار الآخرة، أما في هـذه الدنيـا فالسمع والطاعة والامتثـال والاستسلام، واعتبار صاحب السلطة ومانحها للحكام هو وحده دون سواه الذى يملك محاسبتهم إذا ظلموا أو أساءوا استخدام هذه السلطة " .
ويرى البعض الآخر من المستبدين الإنتفاع بما للأب على الأبنـاء من حقـوق الطاعة، فيرى أنـه "كبيـر العائلة" في محاولة لإسباغ نوع آخر من القدسية تكفل له نوعا من الحصانة ضد شعبه الذى يجب أن يرى فيه الأب المطاع الذى لا يجوز أخلاقيا عصيانه، فالخروج عليـه عقـوق يعدل الشرك باللـه، "وكلمة المستبد DESPOT مشتقة من الكلمـة اليونانيـة DESPOTES التى تعنـى رب الأسرة، أو سيد المنزل، أو السيد على عبيده، ثم خرجت من هـذا النطاق الأسرى، إلى عالم السـياسة لكى تطلق على نمط من أنمـاط الحكم الملكى المطلق الـذى تكون فيـه سلطة الملك على رعاياه ممثلة لسـلطة الأب على أبنـائه في الأسـرة، أو السـيد على عبيـده، وهكذا فإن الخلط بين وظيفـة الأب في الأسـرة التى هى مفهـوم أخلاقى، ووظيفة الملك التى هى مركز سـياسى، يـؤدى في الحال إلى الاستبداد " .
ورغـم أن هنـاك الكثيرين مـن الحكام المسـتبدين في التـاريخ الإسلامى ممن زعمـوا فرية الحق الإلهى، إلا إنهم يختلفون عن مدعى الحق الإلهي من ملوك أوروبا في عصور الظلام الذين سنوا القوانين ونسبوها إلى اللـه وألزموا النـاس باتبـاعها، وهذا ما لم يجرؤ عليه مستبد واحد من مستبدى المسلمين طوال تاريخهم، فقـد ادعـوا الحق الإلهي ليبـرروا ظلمهم للعبـاد ووجوب الطاعـة لهم من أجل استلاب الأموال والانفـراد بالسلطة، ولكنهم لم يعتـدوا قط على سلطان اللـه في سن الشرائع .وادعـاء المسـتبد للقدسـية حدا بالكثيرين إلى الظن أن الاستبداد السـياسى هو ابن الاستبداد الدينى، وكانـوا يشـيرون بذلك إلى اسـتبداد رجال الكنيسة في القـرون الوسطى واسـتبداد سلاطين المسلمين، وفاتهم أن هنـاك ألوانـا كثيـرة من الاستبداد السـياسى لم تكن وليـدة للاسـتبداد (الدينى) أى الاستبداد المنسوب زورا وبهتانا إلى الرب، ومادام الحاكم المستبد مقـدسا بحكم أنه يمثل إرادة الله في الأرض، فلا تجوز معارضـته سـياسيا، وبذا ينمحى النشاط السياسى المعارض ويعتبر من قبيـل التمـرد، بل هو الكفـر والزندقـة . نبيل هلال هلال
ن الخدعة المستهلكة التى طالما روج لهـا المسـتبدون مـن قـديم الزمـان وحتى الآن، هى إدعـاء القدسـية المستمدة من اللـه أو الأب أو شيخ القبيـلة، وفى البـدء ادعى فرعون أنـه المعبـود الذى ينبغى للأمة أن تنقـاد لـه، ومن يشـق عصا طاعة فرعون فقـد كفـر وحق عليـه عـذاب جهنم والحرمان من الجنـة في الآخـرة، والقتل والمحق في الدنيا، حتى أن ملكة مصر حتشبسوت زعمت أن الإله آمون قـد ضـاجع أمهـا فأنجبتهـا، لذا وجب لهـا الملك بحق الوراثـة، فهى ابنة الإلـه .ورأى فرعون المسـتبد أن إضفاء القدسـية الإلهية عليه تعصمه من شـعبه إذ أن الخروج عليـه كفـر لا يجوز في الدنيـا أو الآخرة .
ويدعى الخليفة "المسلم" أنـه ظل اللـه في الأرض، فهو لم يجرؤ على القـول بأنـه إله تجب عبادته، أو يتجاسر بالزعم أنـه غير بعيـد عن مقـام العـزة الإلهيـة كما زعم فرعون، وإنما قـال قـولا مطاطا ضبابيـا يخوله نفس حقـوق الفـرعون، أنـه (ظل) اللـه في الأرض، ينطق بلسـانه، ويضرب بسـيفه، وينهب باسمه .
قـال الخليفة العباسى المنصور في خطبته يوم عرفة:
" أيها النـاس، إنما أنا سلطان الله في أرضه، أسوسكم بتوفيقه وتسـديده، وحارسه على ماله، أعمل فيه بمشيئته وإرادته، وأعطيه بإذنه، فقـد جعلنى اللـه عليه قفلا، إذا شـاء أن يفتحنى فتحنى لإعطائكم، وإذا شـاء أن يقفلنى عليـه قفلنى" .
والمدهش حقا أن أكذوبة (ظل)الله في الأرض قال بها كذلك رجال الكنيسة وملوك أوروبا في عصور الظلام ." يقـول جيمس الأول ملك إنجلترا: إننـا نحن الملوك، نجلس على عرش اللـه على الأرض ! ويقـول لويس الخامس عشـر: إننـا لم نتـلق التـاج إلا من اللـه ، فسلطة سـن القـوانين هى من اختصاصنا وحدنـا بلا تبعـة ولا شـركة ! ويقـول لويس الرابع عشر: إن سلطة الملوك مستمدة من تفويض الخالق، فاللـه مصدرها وليس الشعب " .
يقـول اللـه تعالى عن فرعون أنـه قال: (ياأيها الملأ ما علمت لكم من إلـه غيرى)، وكان منزها عن أن يتحدث إليـه أحد، بل من يتحدث معه كان يتحدث في (حضرته) وليس (معه)، ولاحظ التعبيرات التى ورثنـاها من تراثنا القديم والتى نستخدمها حتى الآن في أحاديثنا مع رؤسائنا فنقـول: حضرتك ولا نقـول أنت نفيـا للمساواة وتأكيدا للتمايز والتفاضل بين المتحدث والمتحدث إليـه، ونقـول (سـيادتك) فنحن عبيـد وهو السـيد، ونقول: ولى النعم وصاحب السـمو وصاحب الجلالة...وكلها ألفاظ تكشف في يسر تراث العبيـد الذى اسـتقر في ضمائرنـا .
" ويحث القـديس بولس المواطنين على الخضوع للسلطة العليـا في المجتمع وهى سلطة الحاكم التى أرادها اللـه ووضعها بترتيب منـه، ومن يعترض فإنما يعترض على المشيئة الإلهية ويستوجب غضب اللـه ونقمته! كما أنـه يفترض أن "سـيف الحاكم" لا يسـتخدم إلافي معاقبـة الأشـرار، وكل من يعارضه فهو شرير، وكل من يخافه فلأنه مجرم آثـم "! وهكذا ظهر الحق الإلهى المقدس للملوك، رغم أن المسيحية خطت بعـد ذلك خطوة مهمة جدا عنـدما نفت بشدة الطبيعة الإلهية للحاكم، واعتبرتـه بشـرا، وإن كان بشـرا يتمتع بسـلطان من اللـه! وهو سلطان ينبغى الخضوع لـه، والامتنـاع عن مناقشتـه، وإرجاء الأمر كلـه إلى اللـه ليحاسـب الملوك في الدار الآخرة، أما في هـذه الدنيـا فالسمع والطاعة والامتثـال والاستسلام، واعتبار صاحب السلطة ومانحها للحكام هو وحده دون سواه الذى يملك محاسبتهم إذا ظلموا أو أساءوا استخدام هذه السلطة " .
ويرى البعض الآخر من المستبدين الإنتفاع بما للأب على الأبنـاء من حقـوق الطاعة، فيرى أنـه "كبيـر العائلة" في محاولة لإسباغ نوع آخر من القدسية تكفل له نوعا من الحصانة ضد شعبه الذى يجب أن يرى فيه الأب المطاع الذى لا يجوز أخلاقيا عصيانه، فالخروج عليـه عقـوق يعدل الشرك باللـه، "وكلمة المستبد DESPOT مشتقة من الكلمـة اليونانيـة DESPOTES التى تعنـى رب الأسرة، أو سيد المنزل، أو السيد على عبيده، ثم خرجت من هـذا النطاق الأسرى، إلى عالم السـياسة لكى تطلق على نمط من أنمـاط الحكم الملكى المطلق الـذى تكون فيـه سلطة الملك على رعاياه ممثلة لسـلطة الأب على أبنـائه في الأسـرة، أو السـيد على عبيـده، وهكذا فإن الخلط بين وظيفـة الأب في الأسـرة التى هى مفهـوم أخلاقى، ووظيفة الملك التى هى مركز سـياسى، يـؤدى في الحال إلى الاستبداد " .
ورغـم أن هنـاك الكثيرين مـن الحكام المسـتبدين في التـاريخ الإسلامى ممن زعمـوا فرية الحق الإلهى، إلا إنهم يختلفون عن مدعى الحق الإلهي من ملوك أوروبا في عصور الظلام الذين سنوا القوانين ونسبوها إلى اللـه وألزموا النـاس باتبـاعها، وهذا ما لم يجرؤ عليه مستبد واحد من مستبدى المسلمين طوال تاريخهم، فقـد ادعـوا الحق الإلهي ليبـرروا ظلمهم للعبـاد ووجوب الطاعـة لهم من أجل استلاب الأموال والانفـراد بالسلطة، ولكنهم لم يعتـدوا قط على سلطان اللـه في سن الشرائع .وادعـاء المسـتبد للقدسـية حدا بالكثيرين إلى الظن أن الاستبداد السـياسى هو ابن الاستبداد الدينى، وكانـوا يشـيرون بذلك إلى اسـتبداد رجال الكنيسة في القـرون الوسطى واسـتبداد سلاطين المسلمين، وفاتهم أن هنـاك ألوانـا كثيـرة من الاستبداد السـياسى لم تكن وليـدة للاسـتبداد (الدينى) أى الاستبداد المنسوب زورا وبهتانا إلى الرب، ومادام الحاكم المستبد مقـدسا بحكم أنه يمثل إرادة الله في الأرض، فلا تجوز معارضـته سـياسيا، وبذا ينمحى النشاط السياسى المعارض ويعتبر من قبيـل التمـرد، بل هو الكفـر والزندقـة . نبيل هلال هلال
صديق العمر وأخي نبيل هلال هو أحد أمراء الكلمة لأكثر من أربعين عاماً، من القصة القصيرة مرورا بالترجمة وليس انتهاء بالكتابات الرائعة في تشريح الجسد المهتريء للاستبداد في كل صوره، وأنا أنصح أحبابي من ( أهل القرآن ) أن يتابعوا كتاباته، ويبحثوا عنها على النت، فسيجدون مائدة من مشهيات الكلمة والتحليل والتأريخ التي لا تصيب بتخمة، ولكن باستعادة ملكة التفكير لنشاطها إن أصابتها اغفاءة أو كسل أو سكون.
من لم يقرأ لنبيل هلال فقد خسرت ثقافته مساحة كبيرة من المعرفة .
مع تحياتي
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو النرويج
شكرا جزيلا إلى أخي وصديقى العزيز الأستاذ محمد عبد المجيد ,وقد نعمت بصداقته منذ أن كنا أطفالا ,ومن لم يحظ بصديق مثله فقد فاته الكثير ,وقد تعلمت منه الكثير . تعلمت منه كيف تطرب للحن شجى ,وكيف تتذوق عملا فنيا راقيا ,وكيف تحب الحياة والجمال والحق .شكرا جزيلا له .
شكرا أخي الكريم رضا على تعليقك الرقيق ,ومعك كل الحق في أن الاستبداد الدينى أشد ضراوة من نظيره السياسي ,ففقيه السلطان ضالع في إفساد الأمة وضياع حقوق الناس .
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - الأنوناكي- ج14
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - عربة حزقيال - ج13
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - سلالة الآلهة- ج12
كتاب ( القرآن بين المعقول واللامعقول ) - هذا ما تقوله الأساطير - ج11
دعوة للتبرع
الدعوه بالقوة: الاست اذ دكتور احمد صبحي المحت رم السلا م ...
أربعة أسئلة: السؤا ل الأول عندن ا ( الدمغ ة ) على الذهب ،...
لا تقديس للكعبة: تنتشر تعليق ات حول من يتعلق بالكع بة يتبرك...
ولى الأمر الشيعى : تناقش ت مع بعض الشيع ه وسالت هم عن ادلته م ...
التحدى هو المواجهة: د/احم سلام الله عليكم ورحمت ه وبركا ته ...
more
الأستاذ المحترم / نبيل هلال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على هذا المقال التوضيحي القريب إلى تأصيل فكرة العبودية واستبداد الشعوب باسم الدين ، أو صناعة العبيد وتقديس الحاكم باسم الدين ووهو مقال من ونوعية السهل الممتنع لما فيه من شرح وعرض تاريخي مبسط جدا وأمثلة متعددة لتوصيل المعولمة بسهولة.
ولكن اسمح لي بإضافة بسيطة جدا :
وهي ان الاستبداد نوعان :
استبداد سياسي ، وهذا النوع من وجهة نظرى أقل نسبيا في أثره وضرره على الشعب أو المجتمع لأن المستبد السياسي حين يتعامل مع مخالفيه أو من يراهم أعداءه أو من يعتبرهم خطرا على ملكه وعرشه فيقوم بسجنهم واعتقالهم وتعذيبهم أو طردهم من البلاد ، رغم ظلمه وإجرامه واستبداده لا يعتبر نفسه متحدثا باسم الله رغم القدسية التي يكنها داخليا لنفسه ورغم اقتناعه امام نفسه انه يعرف مصلحة الشعب اكثر من نفسه ، لكنه يختلف كثيرا عن المستبد من النوع الثاني
استبداد ديني ، وهو أن يقتنع الحاكم أن الشعب رعية وهو راع أو يظن الحكم أنه يتحدث باسم الله ويتلقى الاوامر من الله ومن يخالفه أو يختلف معه يختلف مع الله لأن الحاكم يؤمن تماما انه مفوض من الله لحكم الشعب والتصرف فيه ، والأخطر من هذا كله أن المستبد الديني يتعامل مع رعيته بمنطق التصفيه والقتل وذلك بعد مشوار قصير من الاتهام الكفر والردة والخروج عن الملة واهدار دمه
ومع هذا وحتى لا يفهم من كلامي أني ادافع عن الاستبداد السياسي فكلاهما ظلم واجرام وقهر وسرقة لحقوق الشعوب وكلاهمها يخالف شرع الله ، والاستبداد السياسي لابد له من استبداد ديني او كهنوت ديني يسوغ له جرائمه وهنا الترابط بينهما واضح جدا ..
اشكرك مرة أخرى وتقبل خالص مودتي