Ezz Eddin Naguib Ýí 2011-10-13
هل فرض الله الرهبانية على النصارى؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
رأي
يقول تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَاحَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران93
ولكنهم لما ظلموا فقد حرم عليهم فى التوراة ما حرموه هم على أنفسهم عُقوبة لهم، ولكن قبل نزولها لم يكن مُحرما عليهم
وهو نفس ما حدث عندما اخترعوا السبت (يوم الراحة) بادعائهم أن الله خلق السماوات والأرض فى ستة أيام ثم استراح فى اليوم السابع
آ{إِنَّمَاجُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} النحل124
فقد اخترعوه وعاقبهم الله بتثبيت اختراعهم فحرم عليهم العمل يوم السبت، وعاقبهم علي مُخالفتهم لما اخترعوه وثبته عليهم
آ{وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً }النساء154
آ{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِيالسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ }الأعراف163
آ{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} البقرة65
وأنكرالله سبحانه عليهم ادعائهم هذا فقال:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ }ق38
وكل هذا رفعه الله عن أتباع عيسى عليه السلام من بنى إسرائيل كما ذكر فى الآية:{وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} ﴿٥٠﴾ آل عمران
وهذامن الغيب الذى ذكره الله لنا حتى لا نُقلدهم فى ظلمهم، فنُحرم ما أحل الله لنا، ولذلك قال:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التحريم1
و{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين}المائدة87
وقال: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} المائدة77
وقد غلا المسيحيون في دينهم فابتدعوا الرهبانية زيادة في طلب رضا الله
فثبت الله عليهم ما ابتدعوه، وجعله في قلوبهم
آ{ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَ امَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد27
وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ
فـ "إلا ابتغاء" تعني إلا لأنهم ابتغوا
فهنا إيجاز قرآني بمعنى:
ما جعلنا عليهم هذه الرهبانية التي ابتدعوها إلا لأنهم ابتغوا رضوان الله ولكننا لم نكتبها عليهم ابتداء
ولكنهم لم يرعوها حق رعايتها
والله أعلم
يقول تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }البقرة187
ويقول: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً} الإسراء79
و {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المزمل20
فالاعتكاف من النوافل
وهو ككل شيء يُمارس بالتوسط حتى لا يكون المُعتكف عالة على غيره وحتى يقوم بفعل الصالحات التي قصرها الشيوخ على العبادات فصرنا في ذيل الأمم لأننا تركنا علوم الدنيا لهم ولم نُصلح في الأرض
والمساجد في الآية أفهمها بأنه مكان في المنزل يخلو فيه الإنسان بنفسه ليعبد الله
ولا يُمكن أن تكون في المساجد العامة، فلا أدري ساعتها كيف يأمرنا الله بـ: وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ
فكيف يُمكن هذا في مسجد عام؟
وقد أمرنا ربنا بالعمل الصالح
والتوكل على الله يكون مع عزم على العمل والأخذ بالأسباب
أما التواكل فيكون بهجر العمل وهذا عصيان لأمر الله
يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
ويقول: {قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة23
و {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنفال61
و {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }يوسف67
و {الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }النحل42
فهناك عزم على العمل أولا ثم التوكل على الله ليُعينك فما عزمت عليه
دعوة للتبرع
صناعة فقهية سامّة : هل إذا وقع في الرفث (أي المما رسة الجنس ية) في...
القرآن فى الصلاة: ما هى الآيا ت القرآ نية التى تقرؤه ا فى...
خصوصية ملة ابراهيم: أمر الله نبيه محمدا أن يتبع ملة ابراه يم ...
الشهداء على القوم : الشهد اء من كل قوم هل هم المؤم نين جميعا .ام...
إغتصاب الزوجة: اذا كان الشرع علي ما قرآت قد احل اتيان الزوج ه ...
more
الدكتور / عز الدين نجيب السلام عليكم ورحمة الله .. ما أبدع وأوجز ما كتب في هذا الشأن .. شأن الرهبنة.. ومقالك عامر بآيات الذكر الحكيم .. وليس بعد ذلك ما يقال .. لكنها الخواطر تتداعى مع الآيات ...
وإذا كان النصارى قد فرضوا على أنفسهم رهبانية ابتدعوها ابتغاء وجه الله تعالى .. وذكر القرآن أنهم لم يرعوها وتجاوزوا حدودها التي فرضوها على أنفسهم وبالتالي فرضها الله عليهم...
إلا أنه يجب أن نعترف أن الله تعالى جعل في قلوب أتباع عيسى رأفة ورحمة هبة من الله لهم ..وعلامة من علامات سلوكهم الشخصي والمجتمعي.. وهذا واضح في تاريخ أقباط مصر.. الكرام الذين لم يتورطوا في إرهاب أوترويع للجموع المصريين عبر تاريخهم.. وهى كلمة حق يجب أن تذكر في تلك الظروف الراهنة..
أما عن المسلمين فقد أمرهم الله تعالى بالعمل والجهد وعمارة الأرض.. ( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم وروسوله والمؤمنون) ولكنهم تواكلوا ظانين انهم متوكلون على الله.. وقد إخترعوا أحاديث نسبوها للنبي عن الاعتكاف وخصوصاً في شهر رمضان فأنا كموظف أعلم جيدا أن كثيرا من زملائي في العمل يأخذون شهر رمضان بالكامل أجازة للإعكتاف .. ظانين أن الرسول كان يعتكف طوال الشهر حسب ما علمهم شيوخهم..
فهل هناك وجه شبه بين رهبانية النصارى واعتكاف وتواكل المسلمين..؟!