شادي طلعت Ýí 2011-01-05
لقد كان للمرأة المصرية مكانة عظيمة في عصور ريادة الدولة الفرعونية لدرجة أنها كانت تصل إلى أعلى السلطات في الدولة وجميعنا يعلم من هن الملكات "حتشبسوت و كليو باترا و نفرتيتي و نفرتاري" و نعلم عن إيزيس الأسطورة ، حتى بعد الفتح الإسلامي ظهرت قيادات نسائية مثل "شجرة الدر" و حكايتها ، و في القرن الماضي جميعنا يذكر صفية زغلول و هدى شعراوي و من منا لا يذكر الفنانة الكبيرة أم كلثوم و التي ظلت تغني حتى سن الــ 75 عاماً و كان لها روادها و جمهورها ، و هي إمرأة ليست بالجميلة و ليس لديها أي إغراء أو شباب و لكن كان لديها عطاء في مجال آخر له إحترامه بين الناس اللذين كانوا يقدرونها ، إن المرأة المصرية مرت بمراحل عديدة كانت سماتها القيادية تختفي في فترات و تعود في فترات أخرى .
و أجد نفسي أعود بذاكرتي إلى الوراء و أذكر عندما كنت طفلاً في بداية الثمانينات من القرن الماضي كنت أعيش مع أهلي خارج مصر و لم أكن أزور مصر إلا شهر أو شهرين في السنة الواحده ، و أتذكر جيداً بلدتي مدينة المحلة الكبرى ، و أذكر المرأة المصرية في ذلك الوقت ، و لا حظوا أني أتحدث عن المرأة في أقليم المحلة الكبرى و ليس القاهرة ، لقد كانت النساء في غاية الجمال فتيات كانوا أو متزوجات ، كانت المرأة في الأقاليم مهتمة بجمالها لدرجة رائعة ، و كانت نسبة الحجاب نادرة و قليلة ، و أنا هنا لست ضد الحجاب و لكني أرصد الواقع في تلك الفترة حيث كانت النساء تهتم بشكلها العام إلى أقصى درجة ، و لم تكن المرأة تستهلك وقتاً كثيراً حتى تهتم بنفسها فمن فرط تعودها على إهتمامها بنفسها أصبحت تستغرق وقتاً قصيراً و ليس طويلاً .
و أذكر أنني كنت فخوراً و أنا صغير بالمرأة المصرية جداً فقد كانت مثال مشرف جميل ، إلا أن المرأة فيما بعد بدأت في التغير شيئاً فشيئاً ، و أذكر جامعة القاهرة منذ 11 عاماً مضت كانت الطالبات في الجامعة في غاية الروعة و الجمال و كان منظر الطالبات يسر العين و مدعاة للتفاخر سواء كانت الفتيات محجبات أو غير محجبات إلا أنهن جميعاً كانوا في غاية الروعة و الجمال .
و جامعة القاهرة التي أتحدث عنها من 11 عاماً فقط ليست هي جامعة القاهرة الموجودة الآن ! فالفرق شاسع فكافة الفتيات قد إرتدين الحجاب و أهملوا أنفسهن و جمالهن و حتى الفتيات الغير محجبات أصبحن لا يهتمون بالجمال مطلقاً أو إظهاره ، و هذه ظاهرة جديدة أعتقد أنها جديدة على المرأة المصرية ، فقد إنتهى عصر فاتن حمامة و ماجدة و دخلت المرأة في عصر جديد أصبحت متوسطات الجمال فيه هن الجميلات في حين أنهن متواضعات جداً في الجمال حتى السينما المصرية أصبحت تعرف نجوماً من النساء متواضعات جداً في جمالهن و أصبح الرجال يتغزلون في جمالهن و لكن .. ليس لأنهن جميلات و لكن لأنهن أفضل النساء الموجودة!
إنني عندما أتحدث عن المرأة و جمالها فأنا لا أتخطى الخطوط الحمراء أو أدخل في المحظور ، و لكن أبحث في المسألة لإرتباطها بشكل مباشر بالصورة العامة للدولة ، فأنت تستطيع أن تعرف مدى تقدم الدول من خلال الشكل العام للمرأة ، فلو أنك ذهبت إلى أمريكا أو أوربا ستجد أن النساء جميعهن جميلات حتى و إن لم يكن جميلات إلا أن إهتمامهن بأنفسهن يظهر جمالهن حتى و إن كان جمال متواضع إلا أن خصوصية كل إمرأة في الجمال تظهر على السطح ، و المرأة التي تهتم بجمالها هي الأكثر إنجازاً للعمل بينما العكس صحيح لذلك نجد تلك المجتمعات ناجحة في كل شيئ و تسبقتنا بمئات السنين .
أما مصر الآن .. نجد أن وضع المرأة فيها قد أصبح مؤسفاً جداً فلو ذهب أي شخص إلى أي مصلحة حكومية فسيجد نساء سمينات لدرجة مخيفة و يرتدين ملابس مهلهلة و ستجد معهن طعام في شكل خبز و جبن و خضروات بشكل قد يصيبك بالغثيان و الطامة الكبرى إذا ما شاهدتهن و هن يأكلن الطعام ، دون خوف من السمنة أو الرشاقة أو حتى خوف من أن يتسببن في إصابة من يشاهدهن بالغثيان .. إنه حقاً منظر مؤسف !
و دعونا الآن نتساءل لماذا إنقلب حال المرأة المصرية إلى هذه الدرجة الدونية ؟
إن لكل ظاهرة أسبابها و دعونا نطرح هموم المرأة المصرية فقد نصل إلى حل أو إجابة و بداية نبدأ بمشاكل الفتيات بعد مرحلة الثانوية :
- يسيطر على الفتيات خوف من المستقبل بسبب يأس و خوف من مجهول قد يجعلها لا تتزوج .
- ترى الفتيات مغريات حولها من كل جانب ثير بداخلها الغريزة الجنسية في ظل غياب رقابة مجتمعية أو أسرية ، و سبب غياب الرقابة الأسرية هو محاولة الأسرة تجميع المال من أجل تأمين مستقبل أولادهم ، و سبب غياب الرقابة المجتمعية هو فساد النظام الحاكم و إنشغاله بمحاولات البقاء في الحكم ، و بالتالي إنتشرت ظاهرة الزواج العرفي و العلاقات الغرامية و التي من الممكن أن تتسبب في الإساءة لسمعة الفتيات و بالتالي تؤثر على زواجهن في المستقبل .
- تتسبب بعض العلاقات الغرامية في أن تفقد العديد من الفتيات عذريتهن ، و بعضهن يلجأن إلى الحلول الطبية ، إلا أن مثل هذه الحلول تفتح باب الكذب بين الفتاة و زوجها و يظل الكذب ملازم العلاقة الزوجية ، و الكذب في النهاية يتسبب في إنهيار العديد من الأسر .
إن الأسباب التي تسببت في إنهيار نفسية المرأة و تحطيمها كثيرة و لكن أين يكمن الحل و هل لنا من سبيل حتى تستعيد المرأة المصرية سابق عهدها ، و أنا أقول في هذا الصدد نعم تستطيع المرأة أن تعيد سابق عهدها فقط إن أرادت هي ذلك و من وجهة نظري الآتي :
- على الفتاة التي هي في مقتبل الزواج أن تتخلى عن الشروط و العقبات التي يضعها أهلها لإتمام زواجها و لا يقدر عليها من يريد الزواج بها ، على الفتيات أن يرفعن أصواتهن و يطالبن بحقهن في الزواج الشرعي أمام الجميع و أن لا تعتبر عسر الحال أو ضيق اليد عاراً .
- على الفتيات أن يضعن في إعتبارهن أنهن شريكات لأزواجهن ، و الشراكة و المساواة تقتضي أن تعمل كما يعمل الرجل ، و أن تعلم أن الزوج شريك لبناء بيتها الذي حلمت به و تبعد عن أفكار ضرورة التأمين من الزوج مثلما تفعل بعض الفتيات أو أهلهن بأن يقوموا بأخذ توقيعات الأزواج على أوراق على بياض أو إيصالات أمانة .
- على الفتيات أن تعلم أن تأخرها في الزواج لا يعني أنها لن تتزوج و عليهن أن لا يضعن أوقاتهن دون محاولة البحث عن مواضع الإبداع فيهن ، فلكل إنسان مواطن إبداع لو بحث عنها سيجدها و لو وجدها و أخرجها فإن مواهبه ستظهر و بالتالي يكون له مريدين .
- يجب على كل فتاة أن تنظر إلى نفسها في المرآة و تعلم أن الله قد خلقها جميلة بدليل أنها تختلف عن مثيلاتها ، و عليها أن تظهر مواطن الجمال فيها ، أما و أنها يبث البعض في أذنيها أن إظهار الجمال حرام و أن الرجل يحب المرأة المتدينة ، فهو كلام خاطئ فالرجل قبل أن يقدم على الزواج ينظر إلى الشكل و المظهر أولاً .
- على النساء المتزوجات أن تهتم بأنفسهن مثلما كن يفعلن في فترة خطوبتهن بل و أكثر ، و أول شيئ يجب على المرأة أن تراعيه هو جمال جسدها ، فالرشاقة مطلوبة و لا تنفر الرجال ، فأكثر ما ينفر الرجل من المرأة هو أنها تأكل كثيراً .
لقد كتبت مقالي هذا بعد رؤية تجارب عملية أمامي إصطدمت بها قي عملي كمحام و كم وجدت أن الأزواج يصرون على الحفاظ على زوجاتهم حتى و إن طلبن هن منهم الطلاق ، لا يفرط الرجال في المرأة الجميلة أو المرأة التي تستطيع أن تظهر ما لديها من جمال أو إجمالاً المرأة التي تهتم بنفسها لأنها تكون عزيزة جداً على زوجها ، أما المرأة التي لا تهتم بنفسها فإن زوجها لا يبالي ببقاءها أو طلاقها !
إن للمرأة المصرية هموم أهمها أنها تعيش في مجتمع ذكوري و لكن عليها أن تعلم أنها لن تتخلص من همومها إلا إذا كسرت ما حولها من قيود مجتمعية متخلفة إنتهت بها إلى الهاوية ، قيود تدعو إلى الأخلاق في حين أنها تدعو إلى الكذب و الإنحلال ، فالغريزة الجنسية موجودة لدى المرأة كما هي موجودة لدى الرجل و بحث أحدهما عنها لا يعد عاراً ، و لو كانت عاراً ما خلقها الله إلا أنها يجب أن تكون في إطار شرعي و في النور من أجل أبناء هم ثمرة العلاقة بين الرجل و المرأة .
أقول قولي هذا و أستغر الله لي و لكم
شادي طلعت
كلمات أغاني ام كلثوم البسيطة وبالعامية المصرية ،. تحمل في داخلها رسائل ومضامين غاية في العمق ..
فالرجل المصري سوف يقول لك " عايزنا نرجع زي زمان ؟؟ ، قول للزمان أرجع يا زمان ..
والمرأة المصرية أيضاً ستقول لك نفس الأجابة ..
ولكن المرأة ستزيد وتضيف " وهات لي قلب لا داب ولا حب .. ولا انجرح ولا شاف حرمان " ..
فمن يستطيع تبديل القلوب ، بقلوب أخرى لم تدب من الحب ولم يجرحها الحب او الحرمان ؟؟ ..بالطبع مستحيل ..
لذلك فإن اغنية أم كلثوم تنتهي بعبارة " فات المعاد " فالموعد المنتظر قد فات وانتهي ..
ستخرج الصين كعادتها وتصنع قلباً يعطيك كل ما تريده ولكنه في النهاية هو قلب صيني ( سيحب بالصيني ويكره بالصيني ) .. لذلك فات المعاد ..
فالأفكار القومية التي جرحت المصريين والأفكار الخوانية التي فجرت وفخخت المصريين .. والأفكار المباركية التي أفسدت وسرقت ونهبت المصريين .. كلها وبسببها فإن المعاد قد فات ..
ولكن هل هو الموعد الأخير ؟؟
بالطبع لا فهو ليس الأخير .. فهناك قطار الحرية والكرامة والمسئولية والمساواة والعدالة والتسامح .. .. المطلوب من المصريين أن يركبوه لا يفوتوه ..لأنهم لو فوتوه ستصبح مصر في صفحات التاريخ ..
حياة الماعز .."ظُلمٌ ڪبير لشعبٍ عريق"
عوائق تعويض المتضررين من الحبس الإحتياطي
دعوة للتبرع
يا خالتى يا عمتى .!: في تعامل نا اليوم ي مع الذكو روالإ ناث ...
كلام عبيط : هل يجوز افراد يوم الجمع ة بالصي ام لانه...
لا بد من الاعتراف: قال جل وعلا : ( وَمَا أَرْس َلْنَ ا مِنْ...
الوعد والوعيد: هل الوعد الاله ى نقيض الوعي د الاله ى؟ اى ان...
سرقة فى عصر النت: مارأي كم في تحّمي ل ملفات من النت تحتوي على...
more
معك حق أستاذ شادي في بعض ما ذهبت إليه من أن المرأة المصرية قد تغيرت وأصبحت جل اهتمامها هو العثور على زوج وإنجاب أولاد والعمل على توفير حياة سهلة وميسرة للأولاد وتوفير كل احتياجاتهم وأثناء الانشغال بذلك تنسى المرأة نفسها وواجباتها نحو نفسها وزوجها وواجباتها الأساسية نحو تعليم هؤلاء الأولاد بنفسها فهذا أهم من توفير حالة معيشية مريحة .
فتعليم الأبناء وتربيتهم تربية سليمة وتعليمهم القيم الأخلاقية الحميدة مكانه المنزل والأسرة وعن طريق الوالدين أو ما يقوم مقامهما .
ولكن ما حدث وأدى إلى نتائج نرى آثارها السيئة الآن وهو أن تخلت الأم والأسرة عن مهامها وتركوا ذلك للمجتمع بما فيه المدرسة هى التي تربي وتكسب خصال سيئة في معظمها عن طريق أصدقاء السوء .
والمشكلة التي ناقشتها في مقالك أستاذ شادي لا تبعد أسبابها عن هذا التقصير من الأسرة فهى دائرة مفرغة كلها مترتبة على بعضها ومؤدية لبعضها .