خالد منتصر Ýí 2010-10-02
المثقف الحقيقى هو الذى يمتلك نبوءة زرقاء اليمامة بالنسبة لمستقبل وطنه، وقد كان فرج فودة من هؤلاء، ومن يقرأ كتبه الآن يحس أنه كان يتوقع مثل هذا المصير المؤلم للدولة المدنية، وكان يحس بنذير الفتنة الطائفية التى ستمزق النسيج الوطنى المصرى، وكان يقرأ خريطة انهيار العلاقة بين قطبى هذا الوطن.. نحتاج الآن أن نسمع كلماته التى شخّصت هذا الوجع، نحتاج الآن أن نستحضر نضال هذا الرجل الذى اغتيل غدراً بأيدى غربان الظلام من المتطرفيين الذين كانوا مجرد ضيوف فى زمنه، فصاروا بعد موته أصحاب البلد الحقيقيين.
يقول فودة: «أى اتجاه لدعوة المسيحيين لاعتناق الإسلام فى مصر يجد ترحيباً شعبياً، ويعتبره الكثيرون واجباً دينياً، وتغمض السلطات أعينها عنه بل تساعد عليه فى كثير من الأحيان، وفى المقابل بالطبع فإن أحداً لا يتخيل حدوث جهد منظم فى الاتجاه العكسى، ولو حدث ما يشبه ذلك بجهد فردى، لأصبح يندرج تحت بند (إثارة القلاقل).. وخطورة ما أذكره هنا أن فهم حرية العقيدة على المستوى الرسمى سواء كان الحكومى أو الإعلامى أو التعليمى، هو الدعوة إلى تحويل مصر إلى دولة دينية، فيحل الانتماء الدينى محل الانتماء الوطنى أو يسبقه على الأقل، ويتم إلزام غير المسلمين باتباع شرائع المسلمين والدفاع عن (دول الإسلام).
إن كاتب هذه السطور يعتقد أن علمانية مصر أو مدنية الحكم فيها هى التى حفظت وحدة مصر، وتحولها إلى دولة دينية هو السبب الحقيقى فى توتر المشكلات الطائفية وتتابعها خلال ربع القرن الأخير.. وهو الكفيل باستمرارها فى نسف هذه الوحدة الوطنية نسفاً، وإدخال مصر فى مسلسل من الفتن يسهل أن تتحول إلى حروب أهلية حقيقية لن يكون طرفاها المسلمين والمسيحيين، بل سيكون أحد طرفيها المسلمين والمسيحيين المتعصبين، وسيكون الطرف الآخر شاملاً للمسيحيين وللمسلمين المتنورين وللمؤمنين بحرية الاعتقاد كما يجب أن تكون.
إن حضارة العصر لا تتسع لدولة دينية متعصبة، وقد أضفت هنا لفظ (متعصبة) لأنه لزوم ما يلزم، فالدولة الدينية والتعصب وجهان لعملة واحدة، هى الشذوذ والرجوع خلفاً فى وقت يتوجه فيه العالم إلى الأمام.. إن الدعوة لتحويل مصر إلى دولة دينية هى التعبير السياسى عن دعوة أخرى تبدو وكأنها دعوة لتطبيق تعاليم الدين أو دعوة لتعديل النظم التشريعية، وأقصد بها الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية وهى دعوة لا ينكر أصحابها أن (الردة) جريمة تستحق الاستتابة والعقاب، ولست أظن أن أحداً يمكنه بضمير مستريح أو بمنطق متماسك واضح أن يدرج الردة خارج إطار حرية الاعتقاد، أو أن يعتبر مثلاً المرتد أو استتابته ممارسة لحرية العقيدة المطلقة.. إن أسوأ ما يمكن أن يحدث لباحث هو التردد أو التحسب أو الخوف، وأحسب أن كاتب هذه السطور خارج هذا الإطار، ولهذا فإنه من المناسب هنا أن أوضح ما أقصده تحديداً، وهو أن الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية فى مصر بما فيها حد الردة يمثل انتهاكا واضحاً لحقوق الإنسان وتحديدا لحرية الاعتقاد التى لن يصبح لها معنى ولا دلالة ولا وجود فى ظل هذا التطبيق».
انتهى كلام فرج فودة وأتمنى ألا ينتهى الوطن.
فرج فودة الذي اغتالته يد التطرف السلفي الوهابي بفتوى من عبد الغفار عزيز وبوصفة مرتد ويجب إقامة حد الردة عليه . فعلى الرغم من أنه قد قتل بدعوى الارتداد والكفر ولكن الراحل فرج فودة من أوائل من يرجع لهم الفضل في فضح شيوخ التطرف وفضح نواياهم الدموية الخبيثة. وبسببه نوقش حد الردة في أوساط الشيوخ بسبب ضغط الكتاب والمفكرين أمثال دكتور أحمد صبحي منصور وأصبح مشكوك فيه لدى بعض من الشيوخ القلائل ، ولكن بسبب هذا الحديث المنسوب زورا للرسول الكريم فمازالوا يشهرون هذا الحد ( حد الردة )بين الحين والآخر في وجه المفكرين والمعاضين لتراثهم الدموي
الإسلام دين سماحة ورحمة ويدعو إلى حرية المعتقد والفكر ، ولكنهم بفعلتهم هذه وبإشهار سيف التكفير على رقاب المفكرين وبفتواهم الدموية شوهوا صورة الإسلام وسماحته وجعلوه يعني الإرهاب والتطرف والإسلام الحق منهم برئ .
دعوة للتبرع
تعليم الاطفال القرآن: هل نحفظ أطفال نا القرآ ن و هم صغار ؟ و في أي سن...
الزواج من خارج الملة: ربنا قال لا تنكحو المشر كات حتي يومنو الي اخر...
صيام وصوم: اريد ان اعرف ,,هل يوجد فرق بين الصيا م والصو م ...
العشرة ( بكسر العين): عندنا فى مصر مثل يقول ( العشر ة ما تهون إلا على...
أبغض الحلال: يقولو ن عن الطلا ق إنه أبغض الحلا ل ،...
more
لقد صدق توقع دكتور خالد منتصر فهذا ما بدأ يحدث بالفعل فالعلمانية التي كانت موجودة في مصر بصورة مشرفة وهى التي كانت السبب في الحفاظ على العلاقة بين قطبى الأمة من مسيحيين مسلمين وعلى وحدتها ،
ولكن مع ظهور الدولة الدينية والمد الوهابي السعودي أصبحنا نسمع ونرى مشكلات ومناحرات بين قطبى الأمة .
لذلك فمقولة الدولة الدينية والتعصب وجهان لعملة واحدة مقولة صحيحة.
وندعوا الله أن لا يصدق توقع دكتور منتصر وتتحول إلى حروب أهلية