هل هذه حقاً بدهيات دينية؟ (٥)

خالد منتصر Ýí 2010-08-18


 

عندما يحاول شخص أن يناقش بالعقل مفهوم السنة، ويقول إنه ليس فريضة أن نمارس الطب والزراعة وخطط الحرب والاقتصاد كما مارسها الرسول، أو نلبس نفس الملابس التى ارتداها أو ننام أو نأكل بنفس الطريقة، فإنه يقابل بعاصفة التكفير والمروق وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة ومواجهته بالآية التى تقول «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى»، برغم أن الرسول قد قال إننا أعلم وأدرى بأمور دنيانا وذلك فى حادث تأبير النخل الذى تراجع فيه ا&acedil;لرسول عن نصيحته وترك أصحاب النخل يتصرفون حسب خبراتهم، وبرغم أنه كان دائماً يؤكد صفته البشرية ويكرر قوله إنما أنا بشر،

وبرغم أن الصحابة كانوا يسألونه «أهو الوحى أم الرأى؟» دلالة على أن هناك حالتين للنبى، الحالة البشرية الغالبة عليه معظم الوقت وحالة الوحى فى الأوقات الأخرى وهى الأقل عند نزول آيات القرآن، كان الصحابة يسألونه هذا السؤال لضمان أن المناقشة بعد ذلك مع الرسول حرة، فيها تبادل للرأى ومقارعة بالحجة،

 فعند مناقشة خطة حربية كحفر الخندق مثلاً مسموح للصحابى أن يقترح ويجادل ويعطى رأياً مخالفاً دون أدنى حرج أو اتهام بأنه يخالف الوحى، وعند مناقشة سلوك سياسى كالتعامل مع الأسرى على سبيل المثال فمسموح لصحابى مثل عمر بن الخطاب أن يقترح رأياً مخالفاً للرسول، بل ويأتى القرآن مؤيداً لرأى عمر بن الخطاب!!، كل ما سبق له دلالات لكل ذى عقل لا تستفز إلا عبدة أصنام النقل.

كان لابد أن نفض الاشتباك بين ما سبق ذكره من أحداث وأدلة على أن ليس كل ما يفعله الرسول من تصرفات هو وحى منزل، وبين آية «وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى»، وجدنا ضالتنا عند د. عبدالمنعم النمر فى تفسير ما يراه البعض تناقضاً وهو ليس بتناقض، فقد كتب الشيخ الجليل فى كتابه المرجع العظيم «الاجتهاد» فى صفحتى ٣٨ و٣٩ تحت عنوان هل أحاديث الرسول كلها عن وحى قائلاً: «بعض العلماء قالوا بهذا مستظلين أو مستدلين بقوله تعالى مدافعاً عن رسوله (والنجم إذا هوى، ما ضل صاحبكم وما غوى، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى)، وهى الآيات الأولى من سورة النجم واعتبروا النطق عاماً، فهو لا ينطق ولا يقول قولاً إلا عن وحى يوحى إليه ومثله الفعل»،

ويؤكد د.النمر أنه استناد خاطئ غفلوا فيه عن سياق الآية وسبب نزولها، فالآيات «مسوقة للرد على المشركين الذين ادعوا أن محمداً يكذب ويفترى ويؤلف القرآن، لذلك حين أراد الله نفى اتهامهم له بالافتراء فى القرآن قال: (ما ضل صاحبكم وما غوى) فهو صاحبكم منذ الشباب ولم تجربوا عليه كذباً قط، والقرآن وحى من عند الله، فهذه الآية وما قبلها واردة فى شأن نطقه بالقرآن خاصة، لا بكل ما ينطق به كما تدل الوقائع الكثيرة فى حياته، والتى اجتهد فيها رأيه وثبت أنها لا تتفق مع المصلحة بعدها مثل عدم تسعير السلع وغيرها..».

لا تبحثوا فى تفاسير النصوص عن قيودكم وأغلالكم، ولا تحتفوا بالقمع وغياب الحرية ولا تتظاهروا من أجل تعطيل الفكر ونفى العقل، ديننا دين العقل فلا تسجنوه فى زنزانة بدهياتكم المغلوطة.

اجمالي القراءات 11654

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   عبدالمجيد سالم     في   الأربعاء ١٨ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50442]

عبدة أصنام النقل.

عبدة أصنام النقل في حقيقة الأمر يعبدون ما ينحتون .. فلقد نحت البخاري كتابه وعنعنه وبعد ذلك عبد البخاري كتابه وعبده من بعده وجعلوا البخاري معصومال من الخطأ أي انهم ألهوا البخاري .. أي جعلوه إلها ..


وما قاله الدكتور النمر رحمه الله بشأن آية وما ينطق عن الهوى ،حيث ذكر انها ( مسوقة للرد على المشركين الذين ادعوا أن محمداً يكذب ويفترى ويؤلف القرآن، لذلك حين أراد الله نفى اتهامهم له بالافتراء فى القرآن قال: (ما ضل صاحبكم وما غوى) فهو صاحبكم منذ الشباب ولم تجربوا عليه كذباً قط، والقرآن وحى من عند الله، فهذه الآية وما قبلها واردة فى شأن نطقه بالقرآن خاصة، لا بكل ما ينطق به كما تدل الوقائع الكثيرة فى حياته، والتى اجتهد فيها رأيه وثبت أنها لا تتفق مع المصلحة بعدها مثل عدم تسعير السلع وغيرها..»...


فالرجل بهذا الفهم للآية الكريمة ( الفهم الصحيح ) ضرب البخاريين وعباد أصنام النقل في مقتل .. وهذا يثبت أن علماء الأزهر وسدنته يعلمون الحق ولكنهم يجحدونه تلافيا للمشاكل وأكل العيش ..


الحمد لله أن جعل لأهل القرآن هذا التكين في الأرض وندعو الله المزيد ..


 


2   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   الأربعاء ١٨ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50447]

أوقات نزول الوحى

ما لايرد فهمه معظم المسلمين عامتهم وعلماءهم أن هناك فارق بين النبي والرسول فالنبي هو شخص محمد عليه السلام فى أكله وشربه ومشيه فى الاسواق ووتعاملاته مع اهل بيته وجيرانه وسلوكياته العادية الت يمكن ان يقوم بها أي إنسان عادى ، اما محمد الرسول فهو عندما ينطق بالوحى الالهى فيما يخص التشريع وأمور الدين وإرساء قواعد الاسلام التى بقيت الى يومنا هذا وستبقى لقيام الساعة ، ومن البديهي ان الرسول لا يمكن أن ينزل عليه وحى وهو يتحدث فى أمور عادية لا علاقة لها بالشرع مثل الحديث عن خطة حربية أو علاقة اجتماعية مع جيرانه أو طريقة الاكل والشرب أو النوم  او اللبس فكل هذه الامور امور بيئية اجتماعية يتأثر فيها الانسان بالبيئة والمكان الذي يعيش فيه ولا يمكن ان ينزل وحى على الرسول يحدد له الطريقة التى يأكل بها أو يشرب بها او يلبس بها ولكن من الممكن ان يكون للوحى تقننين لهذا بأن لا يسرف الانسان ولا يبزر فهذه هى تشريعات الله ، اما كل بيمينك وكل مما يليك وهذه الخرافات لا علاقة لها بالاسلام لان الله جل وعلا هو من خلق اليدين اليسرى واليمنى ، وهناك أمر هام جدا تخيل أن الرسول جالس مع الصحابة يتناقشون فى أمر او خطة حربية معينة ويريد الرسول ان يقول رأي هل سينزل عليه الوحى وهو جالس بين الصحابة وقتيا يبلغه ماذا يقول او يؤجل رأيه ويعتذر لهم ويقول سوف اقول رأيي بعد مدة معينة منتظرا ان يننل عليه الوحي ، الأمر اكبر من هذه الهراءات كلها لو استعملنا العقل الذي انعم الله علينا به وفكرنا بعمق لتوصلنا الى حقيقة هامة جدا وهي أن الانسان المؤمن يهديه الله جل وعلا سبل السلام الإنسان الذي يعبد الله ويتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحستب الانسان المؤمن المطيع لله ينصره دائما ويوفقه فيما يفعل فكل هذه النجاحات والسعادات والتوفيق الذي حالف خاتم النبيين ومن معه من المؤمنيين هو بسبب حسن ايمانهم وتقواهم لله جل وعلا وحبهم لهذا الدين واخلاصهم لله فى العبادة والتضرع والخشوع له وحده لا شريك له ، ولو أجرينا مقارنة سريعة بين عصر الرسالة وعصرنا الآن لوجدنا زيف التدين السائد هذه الأيام وفشلنا الزريع فى صنع علاقة صحيحة مع خالقنا جل وعلا والنتيجة واضحة وضوح الشمس فقد تخلفنا وأصبحنا اجهل وأخر الأمم بسبب التخلف الفكرى والتدين المزيف المبين على الخررافات والاساطير أما عصر الرسالة فرغم ان من آمن مع خاتم النبيين كانوا قلة ولكن طالما صدق وحسن إيمانهم فكانوا ينتصرون على عدوهم الذي يفوقهم عددا وقوة بإذن الله جل وعلا لأنهم امة صابرة مؤمنة إيمانا حقيقيا كما وصفهم الله حجل وعلا ، ولن ينصلح حال هذه الامة الا اذا نصرت الله جل وعلا وتخلصت من كل هذا الزخم الفكرى التراثي المتشدد المتطرف الذي لا يدعو الا لشيء واحد الجمود والتخلف وخنق العقول.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-01-12
مقالات منشورة : 443
اجمالي القراءات : 3,449,441
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 400
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt