تفسير سورة الشعراء

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2010-03-22


                      سورة الشعراء

سميت بهذا الاسم لذكر الشعراء فيها بقوله "والشعراء يتبعهم الغاوون".

"بسم الله الرحمن الرحيم طسم تلك آيات الكتاب المبين "المعنى بحكم الرب النافع المفيد العدل هو أحكام القرآن الحكيم ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله الرحمن الرحيم أى أن الرب النافع المفيد اسمه وهو حكمه هو أن طسم تلك آيات الكتاب المبين والمراد أن العدل هو أحكام القرآن وهو الوحى الحكيم مصداق لقوله تعالى بسورة النمل "تلك آيات القرآن"وقوله بسورة يونس"تلك آيات الكتاب المبين "والخطاب وما بعده للنبى(ص)

"لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين "المعنى لعلك محزن نفسك ألا يصبحوا مصدقين إن نرد نعطى لهم من السماء علامة فاستمرت أنفسهم لها خاشعين،يبين الله لنبيه (ص)أنه باخع نفسه أى محزن نفسه والسبب أن الناس ليسوا مؤمنين أى مصدقين بحكم الله ،ويبين له أنه إن يشأ ينزل عليهم من السماء آية والمراد إن يرد يفعل التالى يعطى لهم من السماء علامة فظلت أعناقهم لها خاضعين والمراد فاستمرت أنفسهم لها خاشعين والمراد أن الله يعطيهم  من السماء علامة هى العذاب الذى يجعل أنفسهم خاضعة ذليلة .

"وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزءون "المعنى وما يجيئهم من وحى من النافع مبلغ إلا كانوا له مكذبين فقد كفروا فسيجيئهم آلام الذى كانوا منه يسخرون،يبين الله أن الناس ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث والمراد ما يبلغ  لهم من حكم من الله النافع تبليغا إلا كانوا عنه معرضين أى لاهين مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوبهم "وهذا يعنى أنهم  مكذبين به ،ويبين أنهم كذبوا به أى كفروا بذكر الله ومن ثم سيأتيهم أنباء ما كانوا يستهزءون والمراد ومن ثم سيحيق بهم وقائع وهو آلام الذى كانوا به يكذبون مصداق لقوله بسورة الأحقاف "وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون "والخطاب وما بعده للنبى(ص).

"أو لم ير إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج بهيج إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين "المعنى هل لم يعرفوا أن الأرض كم أخرجنا فيها من كل فرد كريم إن فى ذلك لبرهان وما كان معظمهم مصدقين ،يسأل الله أو لم يروا إلى الأرض والمراد هل لم يعرفوا أن الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج بهيج أى كم أخرجنا فيها من كل نوع كريم مصداق لقوله بسورة طه"فأخرجنا أزواجا "وقوله بسورة لقمان"فأنبتنا فيها من كل زوج كريم "وهذا يعنى أن الكفار يعلمون بقدرة الله ويبين لنا أن أكثرهم  ما كانوا مؤمنين والمراد أن أغلب الناس ما كانوا مصدقين بالله والمراد كافرين مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم الكافرون ".

"وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين قوم فرعون ألا يتقون "المعنى وقد خاطب إلهك موسى (ص)أن اذهب للناس الكافرين شعب فرعون ألا يطيعون الله ؟يبين الله لنبيه (ص)أن الرب وهو الله نادى أى كلم موسى (ص)فقال ائت القوم الظالمين قوم فرعون والمراد اذهب للشعب المكذبين شعب فرعون مصداق لقوله بسورة الفرقان "اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا "ألا يتقون أى ألا يطيعون حكم الله وهذا يعنى كفرهم والخطاب وما بعده من قصص للنبى(ص)ومنه للناس.

"قال رب إنى أخاف أن يكذبون ويضيق صدرى ولا ينطلق لسانى فأرسل إلى هارون ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون "المعنى قال إلهى إنى أخشى أن يكفروا بى ويحزن قلبى ولا ينطق لسانى فابعث معى هارون (ص)ولهم على جرم فأخشى أن يذبحون،يبين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)قال لله :رب أى إلهى :إنى أخاف أن يكذبون أى إنى أخشى أن يكفروا بى وهذا يعنى أن موسى (ص)يخشى من تكذيب الكفار له،وقال ويضيق صدرى ولا ينطلق لسانى أى وتحزن نفسى ولا ينطق فمى،وهذا يعنى أن موسى (ص)يخاف أن تغتم نفسه ولا يستطيع لسانه أن يبين الكلام،وقال فأرسل إلى أى فابعث معى هارون (ص)والمراد اجعله وزيرا لى ،وقال ولهم على ذنب فأخاف أن يقتلون والمراد ولهم عندى حق فأخشى أن يذبحون ،وهذا يعنى أن موسى (ص)علم أن لقوم فرعون ذنب عليه أى حق عليه هو عقابه على قتله لأحدهم ويخشى من أن يطبقوا العقاب عليه فيقتلوه مقابل قتله لأحدهم .

"قال كلا اذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسولا رب العالمين أن أرسل معنا بنى إسرائيل "المعنى كلا فسافرا بمعجزاتنا إنا معكم سامعون فاذهبا لفرعون فقولا إنا مبعوثا خالق الكل أن ابعث معنا أولاد يعقوب (ص)،يبين الله لنبيه (ص)أن الله قال للرسولين (ص)كلا فاذهبا بآياتنا والمراد لا تخافا أذى،فاذهبا بمعجزاتنا وهى العصا واليد إنا معكم مستمعون والمراد إنا بكم عالمون،فأتيا فرعون والمراد فقابلا فرعون فقولا إنا رسولا رب العالمين والمراد إنا مبعوثا خالق الجميع أن أرسل معنا بنى اسرائيل والمراد أن ابعث معنا أولاد يعقوب (ص)هذا يعنى أن الغرض من رسالة موسى (ص)وهارون (ص)أن يترك فرعون بنى إسرائيل يذهبوا معهما إلى حيث يأمرهم الله.

"قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين "المعنى قال ألم نرعاك عندنا رضيعا وبقيت عندنا من حياتك سنوات وصنعت جريمتك التى صنعت وأنت من الكاذبين،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال لموسى (ص)ألم نربك فينا وليدا والمراد هل لم نرعاك عندنا رضيعا ولبثت فينا من عمرك سنين أى وبقيت عندنا من حياتك أعواما والغرض من السؤال هو إخبار موسى (ص)بفضل فرعون عليه وهو تربيته سنوات عديدة فى بيته،وقال وفعلت فعلتك التى فعلت والمراد وارتكبت جريمة القتل التى ارتكبت وأنت من الكافرين أى المجرمين والغرض من القول هو تذكير موسى (ص)بفضل فرعون عليه عندما تركه حيا ولم  يعاقبه على جريمته وهى قتله لواحد من قوم فرعون

"قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى إسرائيل "المعنى قال عملتها إذا وأنا من الكافرين فهربت منكم لما خشيتكم فأعطى لى خالقى وحيا واختارنى من الأنبياء وتلك منة تفخر بها على مع أنك استعبدت أولاد يعقوب (ص)يبين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)قال لفرعون فعلتها إذا وأنا من الضالين والمراد ارتكبت الجريمة وأنا من المجرمين،وهو هنا يعترف أنه كان كافرا وقت قتله للرجل دون ذنب،وقال ففررت أى فهربت منكم لما خفتكم أى لما خشيت عقابكم  فوهب لى ربى حكما والمراد فأنزل على إلهى وحيا عندما أرسلنى لك وفسر هذا فقال وجعلنى من المرسلين أى اختارنى من المبعوثين للناس بوحيه،وتلك نعمة تمنها على والمراد وعدم العقاب منة تفخر بها على أن عبدت بنى إسرائيل والمراد مع أنك سخرت أولاد يعقوب (ص)لخدمتكم والمراد من ذلك هو أن يفهم فرعون أنه إذا كان عفا عنه لجريمة واحدة وهى قتل واحد فهو أى فرعون قد ارتكب جريمة فى حق كل واحد من  بنى إسرائيل وهى الاستعباد أى الإذلال ومن ضمنه قتل أولادهم ومن ثم فلا فضل له وإنما الفضل لهم .

"قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين "المعنى قال فرعون وما إله الكل قال خالق السموات والأرض والذى وسطهما إن كنتم مؤمنين،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون سأل موسى (ص)ما رب العالمين أى وما إله الخلق والغرض من سؤاله هو معرفة ماهية الله فقال له رب أى خالق السموات والأرض وما بينهما أى والذى وسطهما وهو الجو إن كنتم موقنين أى مصدقين بوجوده ،وهذا يعنى أن موسى (ص)بين له أفعال الله ولم يبين ماهيته لأن ماهيته غير محددة لاختلافه عن الخلق .

"قال لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين "المعنى قال لمن معه ألا تنصتون قال خالقكم وخالق آبائكم السابقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال لمن حوله وهم المحيطون به ألا تستمعون أى ألا تنصتون والغرض من السؤال هو إخبار القوم أن موسى (ص)لم يجب عن ماهية الإله وإنما راوغ فى الإجابة وعند هذا قال موسى (ص)ربكم ورب آبائكم الأولين والمراد خالقكم وخالق آبائكم السابقين،وهذا يعنى إبلاغه أنه مخلوق بدليل موت آبائه بعد وجودهم وأن الله هو خالق الكل .

"قال إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون قال رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنتم تعقلون "المعنى قال إن نبيكم الذى بعث إليكم لسفيه،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال لقومه :إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون والمراد إن مبعوثكم الذى بعث لكم لسفيه وهذا يعنى أنه يتهم موسى (ص)بالجنون وهو السفه لأنه لم يجب عن ماهية الله بجسم،قال لهم موسى(ص)رب المشرق والمغرب وما بينهما والمراد خالق المنير والمظلم والذى وسطهما إن كنتم تعقلون أى تفهمون ؟والمراد بالمشرق هنا الشمس والمغرب هو القمر الدال على الظلام وما بينهما هو المسافة والوقت الفاصل بينهما .

"قال لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين "المعنى لئن عبدت ربا سواى لأجعلنك من المحابيس،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال لموسى (ص)لئن اتخذت إلها غيرى والمراد لئن عبدت ربا سواى لأجعلنك من المسجونين أى المحابيس،وهذا يعنى أن فرعون هدد موسى (ص)بالسجن إذا عبد رب سوى فرعون .

"قال أو لو جئتك بشىء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين "المعنى قال هل لو أتيتك بدليل عظيم تحبسنى ؟قال فهاته إن كنت من المحقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)قال لفرعون :أو لو جئتك بشىء مبين والمراد هل تحبسنى لو أتيتك ببرهان واضح ؟فقال له فرعون كلا فأت به أى فأحضره إن كنت من الصادقين أى المحقين فى قولهم وهذا يعنى أن فرعون طلب الدليل على صدق موسى (ص).

"فألقى عصاه فإذا هى ثعبان مبين ونزع يده فإذا هى بيضاء للناظرين "المعنى فرمى عصاه فإذا هى حية عظيمة وأخرج كفه فإذا هى منيرة للرائين ،يبين الله لنبيه (ص)أن موسى (ص)ألقى عصاه والمراد رمى عصاه فإذا بها تتحول إلى حية كبرى ونزع يده والمراد وأخرج كفه من تحت إبطه فإذا هى بيضاء للناظرين أى منيرة للرائين .

"قال للملأ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث فى المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم "المعنى قال للحضور معه إن هذا لمخادع كبير يحب أن يطردكم من بلدكم بخداعه فماذا تقولون قالوا واعده وأخاه وأرسل فى البلاد جامعين يجيئوك بكل مكار خبير ،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال للملأ وهم الحضور معه وهم الحاشية :إن هذا لساحر عليم والمراد إن موسى لمخادع كبير ،وهذا اتهام لموسى (ص)بممارسة السحر ،يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره والمراد يحب أن يطردكم من بلادكم بخداعه وهذا يعنى أن هدف موسى(ص)فى رأيه هو طرد القوم من ديارهم عن طريق سحره فماذا تأمرون والمراد فبم تشيرون على فى أمره ؟وهذا السؤال يعنى أن فرعون ليس إلها لأن الإله لا يأخذ مشورة أى أمر من خلقه ،فقالوا له أرجه والمراد واعده على مباراة فى السحر وأخاه وابعث فى المدائن حاشرين والمراد وأرسل فى البلاد جامعين يأتوك بكل سحار عليم والمراد يحضروا لك كل مخادع كبير وهذا يعنى أنهم أمروه بإقامة مباراة بين موسى (ص)والسحرة الذى يجب عليه إحضارهم بواسطة الجامعين لهم من مختلف البلاد

"فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين "المعنى فلم المخادعين لموعد يوم محدد وقيل للخلق هل أنتم حاضرون لعلنا نطيع المخادعين إن كانوا هم المنتصرين ،يبين الله لنبيه(ص)أن فرعون جمع السحرة لميقات يوم معلوم والمراد لم المخادعين من أجل المباراة فى موعد يوم معروف هو يوم الزينة وقيل للناس وهم البشر فى مصر :هل أنتم مجتمعون أى حاضرون للمباراة لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين والمراد لعلنا نطيع المخادعين إن كانوا هم الفائزين ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن عليهم اتباع السحرة عند انتصارهم ولم يذكروا اتباع موسى(ص)لتأكدهم من انتصار السحرة وحتى لا يتبع الناس موسى(ص)

"فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين "المعنى فلما أتى المخادعون قالوا لفرعون هل لنا مالا إن كنا نحن المنتصرين قال نعم وإنكم لمن الدانين ،يبين الله لنبيه (ص)أن السحرة وهم المخادعون لما جاءوا أى أتوا لمكان فرعون قالوا له:أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين والمراد هل لنا مالا إن كنا نحن القاهرين لموسى ؟والغرض من السؤال هو إخبار فرعون أن هدفهم من الانتصار على موسى(ص)والأجر الذى هو المال والمناصب التى سيعطيها لهم فقال لهم :نعم والمراد إن لكم مالا أى إنكم من المقربين أى المثابين على عملكم 

"قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هى تلقف ما يأفكون "المعنى قال لهم موسى (ص)ارموا الذى أنتم رامون فرموا خيوطهم وعصيهم وقالوا بقوة فرعون إنا لنحن القاهرون فرمى موسى (ص)عصاه فإذا هى تبتلع ما يصنعون ،يبين الله لنبيه(ص)أن موسى(ص)قال للسحرة :ألقوا ما أنتم ملقون والمراد ارموا الذى أنتم رامون والمراد اعرضوا سحركم ،فألقوا حبالهم وعصيهم والمراد فرموا خيوطهم المجدولة وعصيهم وهم يقولون :بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون والمراد بقوة فرعون إنا لنحن المنتصرون وهذا يعنى أنهم يستمدون قوة الغلب من فرعون وهو باطل لأنه لو كان لديه عزة ما استدعاهم  ليهزموا موسى (ص)وألقى أى ورمى موسى (ص)عصاه فإذا هى تلقف ما يأفكون والمراد فإذا هى تبتلع ما يصنعون وهذا يعنى أنها تحولت لثعبان يبتلع العصى والحبال .

"فألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب موسى وهارون "المعنى فأصبح  المخادعون مسلمين قالوا صدقنا بخالق موسى (ص)وهارون (ص)،يبين الله لنبيه(ص)أن السحرة وهم الماكرون ألقوا ساجدين والمراد أعلنوا أنفسهم مسلمين فقالوا آمنا والمراد صدقنا بحكم رب وهو خالق موسى(ص)وهارون(ص).

"قال أأمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذى علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين "المعنى هل صدقتم به قبل أن أسمح لكم إنه لعظيمكم الذى عرفكم الخداع فلسوف تعرفون لأبترن أيديكم وأقدامكم من تضاد ولأعلقنكم كلكم ،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال للسحرة بعد إيمانهم :أأمنتم له قبل أن أذن لكم أى هل أيقنتم برسالته قبل أن آمركم أن تؤمنوا بها ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن لا إيمان بموسى (ص)قبل السماح لهم به من فرعون ،وقال :إنه لكبيركم الذى علمكم السحر والمراد إن موسى لعظيمكم الذى عرفكم الخداع وهذا يعنى أن فرعون أراد تبرير موقفه للناس بخرافة المؤامرة وهى أن موسى (ص)عظيم السحرة أى معلمهم الذى عرفهم السحر واتفق معهم على هذه المباراة حتى يظهره مهزوما وقال فلسوف تعلمون والمراد فسوف تعرفون "أينا أشد عذابا وأبقى "كما قال بسورة طه ،لأقطعن أى لأبترن أيديكم وأرجلكم من خلاف والمراد اليد اليمنى مع الرجل اليسرى أو العكس ولأصلبنكم أجمعين والمراد ولأعلقنكم كلكم على جذوع النخل .

" قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين"المعنى قالوا لا أذى إنا إلى إلهنا عائدون إنا نتمنى أن يمحو لنا إلهنا خطايانا أن كنا أسبق المصدقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن السحرة بعد إيمانهم قالوا لفرعون ردا على تهديده :لا ضير أى لا أذى أى لا خوف من عقابك وهذا يعنى أن عقابه لن يؤلمهم إلا فى الدنيا مصداق لقوله بسورة طه"إنما تقض هذه الحياة الدنيا "إنا إلى ربنا منقلبون والمراد إنا إلى ثواب إلهنا عائدون إنا نطمع أن يغفر لنا خطايانا والمراد إنا نريد أن يترك لنا خالقنا عقاب سيئاتنا أن كنا أول المؤمنين والمراد بسبب أننا كنا أسبق المصدقين بحكمه .

"وأوحينا إلى موسى أن أسرى بعبادى ليلا إنكم متبعون " المعنى وألقينا إلى موسى (ص)أن اخرج بخلقى إنكم ملاحقون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أوحى أى ألقى لموسى (ص)فقال :أسر بعبادى والمراد اخرج ببنى إسرائيل ليلا إنكم متبعون أى ملاحقون أى مطاردون من قبل فرعون وقومه .

"فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون "المعنى فبعث فرعون فى البلاد منادين إن هؤلاء لجماعة قليلة وإنهم لنا لمغضبون وإنا لكل محتاطون ،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون أرسل فى المدائن حاشرين والمراد بعث فى البلدات منادين ينادون الناس للتجمع للخروج وراء بنى إسرائيل فقال لهم فى النداء :إن هؤلاء وهم بنى إسرائيل لشرذمة قليلون والمراد لجماعة مجرمة قليلة العدد وإنهم لنا لغائظون أى لنا مغضبون وإنا لجميع حاذرون والمراد وإنا لكل محتاطون وهذا يعنى أنه أخذ احتياطه لكل أمر قد يفعله القوم .

"فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بنى إسرائيل "المعنى فطردناهم من حدائق وأنهار وأموال ومكان حسن  هكذا وملكناها أولاد يعقوب(ص)،يبين الله لنبيه (ص) أنه أخرج أى طرد قوم فرعون والمراد أبعدهم بالموت من جنات وهى الحدائق والعيون وهى الأنهار والكنوز وهى الأموال التى كانت معهم والمقام الكريم وهو المسكن الحسن وقد أورث أى ملك بنى إسرائيل هذه الأشياء فى الأرض المقدسة مصداق لقوله بسورة الأعراف"وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التى باركنا فيها ".

"فأتبعوهم مشرقين فلما ترءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معى ربى سيهدين فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم وأزلفنا ثم الآخرين وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين "المعنى فطاردوهم مصبحين فلما تشاهد الفريقان قال موسى (ص)إنا لملحقون قال لا إن ناصرى خالقى سيرشدنى فألقينا له أن ضع عصاك على الماء فانشق فكان كل شق كالجبل الكبير وقربنا ثم الآخرين وأنقذنا موسى(ص)ومن معه كلهم ثم أهلكنا الآخرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن قوم فرعون أتبعوهم مشرقين والمراد طاردوا بنى إسرائيل مصبحين أى فى النهار فلما ترءا الجمعان والمراد فلما أصبح الفريقان كل منهما أمام بصر الأخر عن بعد قال أصحاب وهم أصدقاء موسى (ص)إنا لمدركون أى لملحقون والمراد إن قوم فرعون واصلون إلينا لا محالة فقال لهم موسى (ص)كلا أى لا  لن  يصلوا ،إن معى ربى سيهدين والمراد إن ناصرى خالقى سيرشدنى لطريق النجاة منهم فأوحينا لموسى (ص)فألقينا له :اضرب بعصاك البحر والمراد ضع عصاك على ماء البحر فوضع العصا عليه فانفلق أى فانشق الماء إلى فرقين فكان كل فرق أى جانب كالطود العظيم وهو الجبل الكبير وفى وسطهما طريق ممهد وأزلفنا ثم الآخرين والمراد وأمشينا بنى إسرائيل ثم أمشينا قوم فرعون فيه فكانت النتيجة أن أنجينا أى أنقذنا موسى (ص)من معه أجمعين ثم أغرقنا أى أهلكنا قوم فرعون .

"إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم "المعنى إن فى القصة لعظة وما كان معظمهم مصدقين وإن إلهك لهو القوى النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن فى ذلك وهو قصة موسى (ص)مع فرعون آية أى عظة أى عبرة للناس وما كان أكثرهم مؤمنين والمراد وما كان أغلب الناس مصدقين لحكم الله وإن ربك لهو العزيز الرحيم والمراد وإن خالقك لهو القوى النافع .

" واتل عليهم نبأ إبراهيم إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون قالوا نعبد أصناما فنظل لها عاكفين "المعنى وأبلغ لهم قصة إبراهيم (ص)حين قال لوالده وشعبه :ما تطيعون ؟قالوا نطيع أوثانا فنستمر لها طائعين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يتلو عليهم  نبأ والمراد أن يقص عليهم قصة إبراهيم (ص)إذ والمراد وقت قال لأبيه وهو والده وقومه وهم شعبه :ما تعبدون أى ماذا تطيعون؟فأجابوا :نعبد أصناما فنظل لها عاكفين أى نطيع أوثانا فنستمر لها طائعين ،وهذا يعنى أنهم يعبدون آلهة متعددة ولا يتركون عبادتها .

"قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون "المعنى قال هل يجيبونكم حين تطيعون أو يفيدونكم أو يؤذون قالوا لقد لقينا آباءنا هكذا يعملون ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يبين للناس أن إبراهيم (ص)قال لقومه :هل يسمعونكم إذ تدعون والمراد هل يعرفون بأمركم حين تطيعونهم أو ينفعونكم أى يفيدونكم أو يضرون أى يؤذون ؟والغرض من السؤال أن الآلهة المزعومة ليس لها علم بهم وليست نافعة أو ضارة ومن ثم فليست بآلهة فقالوا له بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون والمراد لقد لقينا آباءنا هكذا يصنعون ،والغرض من القول إخباره أنهم لم يفكروا فى شىء لما عبدوها وإنما عبدوها تقليدا للأباء .

"قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لى إلا رب العالمين "المعنى قال عرفتم الذى كنتم تطيعون أنتم وآباؤكم السابقون فإنهم مكروه منى إلا خالق الكل ،يبين الله على لسان نبيه (ص)أن إبراهيم(ص)قال لهم :أفرأيتم  ما كنتم تعبدون والمراد أعلمتم الذى كنتم تتبعون أنتم وآباؤكم الأقدمون أى السابقون فإنهم عدو أى مكروه عندى إلا رب العالمين أى إلا خالق الكل وهذا يعنى أنه يعلن عداوته للآلهة المزعومة كلها وأن ربه  هو الله وحده فهو محبوبه .

"الذى خلقنى فهو يهدين والذى هو يطعمنى ويسقين وإذا مرضت فهو يشقين والذى يميتنى ثم يحيين والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين "المعنى الذى أبدعنى فهو يرشدنى والذى يؤكلنى ويروين وإذا عييت فهو يداوين والذى يتوفانى ثم يبعثنى والذى أريد أن يمحو لى سيئتى يوم الحساب ،يبين الله لنا على لسان نبيه (ص)أن إبراهيم(ص)قال للقوم :الله رب العالمين هو الذى خلقنى فهو يهدين والمراد الذى أنشأنى فهو يرشدنى للحق والذى هو يطعمنى ويسقين والمراد والذى هو يؤكلنى أى يعطينى الأكل ويروين والمراد ويعطينى الشرب وإذا مرضت فهو يشفين والمراد وإذا تعبت فهو يداوين وهذا يعنى أنه مزيل الأمراض وهو الذى يميتنى ثم يحيين والمراد وهو الذى يتوفانى ثم يبعثنى مرة أخرى والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين والمراد والذى أريد أن يترك لى عقاب سيئتى يوم الحساب ،والغرض من القول إخبارنا أن الله هو الخالق الهادى المطعم المسقى الشافى المحيى المميت الغافر للذنب وأما آلهتهم فليس منها من يقدر على كل شىء من هذه الأشياء أو بعضها .

"رب هب لى حكما وألحقنى بالصالحين واجعل لى لسان صدق فى الآخرين واجعلنى من ورثة جنة النعيم واغفر لأبى إنه كان من الضالين ولا تخزنى يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "  المعنى إلهى أعطنى وحيا وادخلنى مع المحسنين وابقى لى كلام عدل فى القادمين واجعلنى من ملاك حديقة المتاع واعفو عن والدى إنه كان من الكافرين ولا تذلنى يوم يرجعون يوم لا يفيد ملك ولا صبيان إلا من جاء الرب بنفس مسلمة ،يبين الله لنا على لسان نبيه (ص)أن إبراهيم(ص)دعا الله فقال :رب هب لى حكما والمراد خالقى أعطنى وحيا والمراد أنه يطلب من الله كتابا يسيرا عليه ،وألحقنى بالصالحين والمراد وأدخلنى مع المحسنين الجنة مصداق لقوله بسورة النمل "وادخلنى برحمتك فى عبادك الصالحين "فهو يطلب أن يكون مع المسلمين فى الجنة ،واجعل لى لسان صدق فى الآخرين أى وأبقى لى حديث عدل فى القادمين للوجود فى المستقبل وهذا يعنى أن يذكر بعض ما حدث له فى الوحى المنزل مستقبلا على الرسل القادمين،واجعلنى من ورثة جنة النعيم والمراد واجعلنى من ملاك حديقة المتاع وهذا يعنى أنه يطلب سكن الجنة مع ملاكها ،واغفر لأبى إنه كان من الضالين والمراد واعفو عن والدى إنه كان من الكافرين وهو دعاء غير مستجاب ولكن إبراهيم (ص)دعاه لوعده والده أن يستغفر له ،ولا تخزنى يوم يبعثون والمراد ولا تذلنى يوم يعودون للحياة بإدخالى النار يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم والمراد يوم لا يفيد ملك ولا عيال إلا من جاء الله بنفس مطيعة وهذا يعنى أن المال والأولاد فى الآخرة لا يفيدون أحد لعدم قدرتهم على إنقاذه إلا من أتى الله بنفس مطيعة لحكم الله فهى الشىء الوحيد المفيد يوم القيامة .

"وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون "المعنى وأعطيت الحديقة للمطيعين وظهرت النار للعاصين وقيل لهم أين ما كنتم تطيعون من غير الرب هل ينقذونكم أو ينقذون أنفسهم ؟يبين الله لنا أن الجنة وهى حديقة النعيم أزلفت أى أعطيت والمراد فتحت أبوابها للمتقين وهم المطيعين حكم الله وأما الجحيم وهى النار فقد برزت للغاوين والمراد فقد سعرت أى فتحت أبوابها فظهر ما فيها من عذاب للعاصين لحكم الله وقالت لهم  الملائكة أين ما كنتم تعبدون من دون الله والمراد أين الذى كنتم تشركون مع الله مصداق لقوله بسورة القصص"أين شركائى الذى كنتم تزعمون "؟هل ينصرونكم أى هل يرحمونكم أو ينتصرون أى يرحمون أنفسهم ؟والغرض من السؤال إخبار الكفار أن آلهتهم المزعومة وهى أهواء أنفسهم لم ترحمهم فى الآخرة ولم ترحم نفسها فهى معهم فى النار .

"فكبكبوا فيها هم  والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تا الله إن كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن  لنا كرة فنكون من المؤمنين "المعنى فأدخلوا فيها هم والمضلون أى مقلدى إبليس كلهم قالوا وهم فيها يختلفون والله إن كنا فى جنون كبير حين نضاهيكم بإله الكل وما أبعدنا عن الحق إلا الكافرون فما لنا من مناصرين أى صاحب مناصر فلو أن لنا عودة لنصبح من المصدقين بحكم الله ،يبين الله لنا أن الغاوين كبكبوا فيها والمراد ادخلوا فى الجحيم هم والغاوون ويقصد بهم المضلون وهم  ما يعبدون أى أهواء أنفسهم أى القرناء مصداق لقوله بسورة الصافات "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله "والكل هم جنود إبليس أجمعون والمراد متبعى أى مقلدى عمل الملعون إبليس كلهم فقال بعضهم لبعض وهم فيها يختصمون أى يختلفون أى يتنازعون:تا لله إن كنا لفى ضلال مبين والمراد والله إن كنا لفى جنون معلوم وهذا اعتراف منهم بعدم العقل كما قالوا بسورة الملك "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير "وقالوا للسادة والكبراء:إذ نسويكم برب العالمين أى كنا مجانين حين نضاهيكم بخالق الكل وهذا يعنى أنهم كانوا يؤلهون بعضا منهم وقالوا وما أضلنا إلا المجرمون أى وما أبعدنا عن الحق وهو السبيل إلا الكافرون وهم السادة أى الكبراء كما قالوا بسورة الأحزاب "إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا"وقالوا فما لنا من شافعين ولا صديق حميم أى ليس لنا ناصرين أى صاحب متكلم مناصر لنا يطاع مصداق لقوله بسورة غافر "كما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع "وقالوا فلو أن لنا كرة أى عودة للدنيا فنكون من المؤمنين أى فنصبح من المصدقين بحكم الله وهو قول كذب منهم يريدون به خداع الله فلو عادوا لعادوا للكفر

"إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم "المعنى إن فى ذلك لعبرة وما كان أغلبهم مصدقين ،وإن إلهك لهو الغالب النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن فى ذلك وهو قصة إبراهيم (ص)وما تلاها آية أى عبرة أى عظة لمن يتعظ ،ويبين له أن  ما كان أكثرهم مؤمنين والمراد ما كان أغلب الناس مصدقين بحكم الله ولكن كافرون ،ويبين له أن ربه وهو إلهه هو العزيز الرحيم أى الغالب للمخالف له النافع للمطيع له .

"كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين فاتقوا الله و أطيعون "المعنى جحد شعب نوح(ص)الأنبياء(ص)حين قال لهم صاحبهم نوح(ص)ألا تطيعون الله إنى لكم مبلغ مخلص فأطيعوا الرب أى اتبعوا حكمه المنزل على ،يبين الله لنبيه (ص)أن قوم وهم شعب نوح (ص)كذبوا المرسلين أى كفروا برسالة عبد الله نوح(ص)مصداق لقوله بسورة القمر"فكذبوا عبدنا "إذ قال لهم أخوهم والمراد وقت قال لهم صاحبهم نوح(ص)ألا تتقون والمراد ألا تطيعون حكم الله ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم بواجبهم تجاه الله وهو تقواه ،إنى لكم رسول أمين والمراد "إنى لكم نذير مبين"كما قال بسورة نوح أى إنى لكم مبلغ مخلص للوحى ،وكرر طلبه فقال اتقوا الله وأطيعون والمراد اعبدوا الرب أى اتبعوا حكم الله المنزل على مصداق لقوله بسورة نوح"أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون "وهذا يعنى أنه يطلب منهم طاعة حكم الرب وقال وما أسألكم عليه من أجر والمراد وما أطالبكم على إبلاغ الحكم بمال مصداق لقوله بسورة هود "لا أسألكم عليه مالا "فهو لا يريد منهم مقابل إبلاغهم حكم الله ،إنى أجرى وهو ثوابى إلا على رب العالمين وهو خالق الكل وهذا يعنى أن ثواب الإبلاغ هو لدى الله ،فاتقوا الله وأطيعون والمراد فأطيعوا حكم الله أى اتبعوا حكم الله المنزل على وهو تكرار لنفس الطلب وهو ما كرر لهم طيلة 950عام .

"قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون قال وما علمى بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربى لو تشعرون وما أنا بطارد المؤمنين إن أنا إلا نذير مبين "المعنى قالوا هل نصدق بك وقد أطاعك الأوساخ قال وما معرفتى بالذى كانوا يفعلون إن جزائهم إلا من إلهى لو تعلمون وما أنا بتارك المصدقين إن أنا إلا مبلغ مخلص ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا لنوح(ص)نؤمن لك واتبعك الأرذلون أى هل نصدق برسالتك وقد آمن بها الأوساخ ؟والغرض من السؤال إخبار نوح(ص)أنهم لن يصدقوه والسبب هو إيمان ضعاف الناس وهم من يعتبرونهم أوساخ فقال لهم وما علمى بما كانوا يعملون أى وما درايتى بالذى كانوا يفعلون وهذا يعنى أنه كان لا يعرف أفعال هؤلاء الأوساخ فى رأى الكفار المؤمنون فى رأيه ورأينا قبل إيمانهم ،إن حسابهم إلا على ربى لو تشعرون والمراد إن جزائهم إلا من خالقى لو تعلمون الحق وهذا يعنى أنه ليس المحاسب لهم على العمل ولكن الله هو المحاسب وما أنا بطارد المؤمنين  والمراد وما أنا بمبعد المصدقين برسالتى عنى وهذا يعنى أنه لن يطلب من المؤمنين تركه أبدا لأن عقابه سيكون النار وهو لا يرضى بدخولها ،إن أنا إلا نذير مبين أى "رسول أمين "كما قال بنفس السورة والمراد مبلغ مخلص للوحى ولا أعصاه .

"قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين "المعنى قالوا لئن لم تترك قولك يا نوح لتصبحن من المقتولين ،يبين الله لنوح (ص)أن الكفار قالوا لنوح(ص)لئن لم تنته والمراد لئن لم تترك قولك بعبادة الله وحده يا نوح لتكونن من المرجومين أى لتصبحن من المقتولين ،وهذا تهديد له بالقتل إذا استمر فى دعوته إياهم للإسلام .

"قال رب إن قومى كذبون فافتح بينى وبينهم فتحا ونجنى ومن معى من المؤمنين "المعنى قال إلهى إن شعبى جحدون فاقض بينى وبينهم قضاء وأنقذنى ومن معى من المصدقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن نوح(ص)دعا الله فقال :رب إن قومى كذبون والمراد إلهى إن ناسى كفروا برسالتى فافتح بينى وبينهم فتحا والمراد فافصل بينى وبينهم فصلا لا يترك منهم ديارا مصداق لقوله بسورة نوح"رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا "ونجنى ومن معى من المؤمنين أى وأنقذنى ومن معى من المصدقين من الفصل وهو العذاب الفاصل بيننا .

"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون ثم أغرقنا بعد الباقين "المعنى فأنقذناه ومن معه فى السفين الملىء وأهلكنا الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أنه استجاب لنوح (ص)فأنجاه والمراد أنقذه من عذابه للكفار هو ومن معه فى الفلك المشحون وهو السفينة المليئة بالركاب وأغرق الباقين والمراد وأهلك الله الكافرين بعد نجاة القوم فى السفينة .

"إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم "المعنى إن فى قصتهم لعبرة وما كان أغلبهم مصدقين وإن إلهك لهو القاهر النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن فى ذلك وهو قصة قوم نوح(ص)آية أى عظة أى عبرة لمن يعتبر ،ويبين له أن  ما كان أكثرهم مؤمنين والمراد ما كان معظم القوم مصدقين بحكم الله ،ويبين له أن ربه وهو خالقه هو العزيز أى الغالب لمكذبيه الرحيم وهو النافع لمطيعيه .

"كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم  هود ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين "المعنى كفرت عاد بالأنبياء (ص)حين قال لهم صاحبهم هود (ص)ألا تطيعون الله إنى لكم مبلغ مخلص فأطيعوا حكم الرب أى اتبعوا الحكم المنزل على وما أطالبكم عليه بمال إن ثوابى من خالق الكل ،يبين الله لنبيه (ص)أن عاد كذبت المرسلين والمراد كفرت برسالة الأنبياء حين قال لهم أخوهم وهو صاحبهم هود(ص)ألا تتقون أى ألا تعبدون الله ؟إنى لكم رسول أمين أى "ناصح أمين "كما قال بسورة الأعراف والمراد إنى لكم مبلغ مخلص لحكم الله فاتقوا الله أى "اعبدوا الله "كما قال بسورة هود والمراد أطيعوا حكم الله وأطيعون أى اتبعوا حكم الله المنزل على ،وما أسألكم عليه من أجر والمراد ولا أطالبكم على إبلاغه بمال مصداق لقوله بسورة هود"لا أسألكم عليه مالا "إن أجرى وهو ثوابى من رب العالمين وهو خالق الكل ،وهو نفس كلام نوح(ص)وكلام الرسل بعد ذلك فالطلب واحد وهو عبادة الله وحده أى طاعة الحكم المنزل من الله لرسله وهم لا يطلبون عليه مال مقابل تبليغهم الناس ويطلبون أجرهم من الله .

"أتبنون بكل آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإن بطشتم بطشتم  جبارين فاتقوا الله وأطيعون "المعنى هل تقيمون بكل مرتفع قلعة تلعبون أى تصنعون قلاع لعلكم تبقون وإن أذيتم أذيتم أذى معاندين فأطيعوا حكم الله أى اتبعوا حكمه المنزل على ،يبين الله لنبيه (ص)أن هود (ص)قال للقوم أتبنون بكل ريع آية تعبثون والمراد هل تنشئون بكل مرتفع قلعة تلهون أى تتخذون مصانع لعلكم تخلدون أى تبنون حصون لعلكم تبقون بلا موت ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن بناء الآيات أى المصانع وهى القلاع للعبث وهو الخلود المزعوم لا يفيد لأنها لن تمنع عنهم الموت ،وإن بطشتم بطشتم بطش جبارين والمراد وإن أذيتم أذيتم أذى معاندين وهذا يعنى أنهم يعتدون بضراوة على الآخرين وهو ما يسمى الوحشية ،فاتقوا الله أى فأطيعوا حكم الله أى أطيعون أى اتبعوا حكم الله المنزل على .

"واتقوا الذى أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم "المعنى وأطيعوا الذى زودكم بما تعرفون بأنعام وأولاد وحدائق وأنهار إنى أخشى عليكم عقاب يوم كبير ،يبين الله لنبيه (ص)أن هود (ص)كرر نفس الطلب فقال واتقوا أى و"اعبدوا الله"كما قال بسورة هود والمراد وأطيعوا حكم الله الذى أمدكم بما تعلمون والمراد الذى أعطاكم الذى تعرفون أمدكم أى أعطاكم أنعام وهى البقر والغنم والمعز والبقر وبنين أى وصبيان وجنات وهى الحدائق أى الأرض الزراعية وعيون وهى الأنهار المائية والغرض من تذكيرهم بنعم الله هى تعريفهم بقوته حتى يفكروا فى وجوب طاعته،إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم والمراد إنى أخشى عليكم عقاب "يوم كبير"كما قال بسورة هود وهذا القول يوضح لهم أن هود(ص)باق عليهم فهو يحبهم رغم تكذيبهم  ولا يريد نزول العذاب عليهم .

"قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين "المعنى قالوا سيان لدينا أأبلغت أم لم تكن من المبلغين ،إن هذا إلا أكاذيب السابقين وما نحن بمعاقبين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا لهود (ص)سواء علينا والمراد سيان فى رأينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين والمراد أأنذرت أم لم تكن من المنذرين وهم المبلغين لحكم الله وهذا يعنى أن حالة إبلاغهم الوحى تتساوى فى النتيجة بعدم إبلاغهم وهو بقاءهم على كفرهم ،وقالوا إن هذا إلا خلق الأولين أى أساطير أى تخاريف السابقين وهذا يعنى أنهم يتهمون وحى الله بنفس التهمة التى اتهمها به الكفار عبر العصور وهو كونه تخاريف السابقين،وما نحن بمعذبين أى وما نحن بمعاقبين وهذا يعنى تكذيبهم للعذاب دنيويا وأخرويا .

"فكذبوه فأهلكناهم إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم "المعنى فجحدوه فدمرناهم إن فى قصتهم لعبرة وما كان معظمهم مصدقين وإن إلهك لهو الغالب النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن عاد كذبوه أى كفروا برسالة هود(ص)فكانت النتيجة أن أهلكناهم أن أى دمرناهم والمراد كما قال بسورة الأعراف"وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا "ويبين له أن فى ذلك وهو قصة هلاك عاد آية أى عبرة لمن يعتبر ،ويبين له أن ما كان أكثرهم وهو أغلبهم مؤمنين أى مصدقين بحكم الله ،ويبين له أن ربه وهو خالقه هو العزيز أى القاهر للمكذبين الرحيم أى النافع للمؤمنين .

"كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين "المعنى جحدت ثمود الأنبياء(ص)وقت قال لهم صاحبهم صالح (ص)ألا تطيعون حكم الله إنى لكم مبلغ مخلص فأطيعوا حكم الرب أى اتبعوا حكمه المنزل على وما أطالبكم عليه بمال إن ثوابى إلا من خالق الجميع ،يبين الله لنبيه (ص)أن ثمود كذبت المرسلين والمراد أن أصحاب الحجر كفروا برسالة الأنبياء(ص)إذ قال لهم أخوهم وهو صاحبهم صالح (ص)ألا تتقون أى ألا تعبدون الله ؟إنى لكم رسول أمين والمراد إنى لكم مبلغ صادق للوحى فاتقوا الله أى "اعبدوا الله"كما قال بسورة هود والمراد أطيعوا حكم الله أى أطيعون أى اتبعوا حكم الله المنزل على ،وما أسألكم عليه من أجر والمراد ولست أطالبكم على تبليغى الحكم بمال كما قال بسورة هود"لا أسألكم  عليه مالا "إن أجرى إلا على رب العالمين والمراد إن ثوابى إلا من خالق الكل ،وهو تكرار لكلام الرسل السابقين دليل على وحدة رسالتهم .  

"أتتركون ما ها هنا آمنين فى جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم وتنحتون من الجبال فارهين "المعنى هل تدعون الذى هاهنا مطمئنين فى حدائق وأنهار وزروع ونخيل ثمرها طيب وتبنون من الصخور مساكنا مسرفين ،يبين الله لنبيه (ص)أن صالح (ص)قال للقوم :أتتركون ما ها هنا آمنين والمراد هل تذرون الذى هاهنا وهو بيوتكم فيها آمنين أى  مطمئنين فى جنات أى حدائق وعيون أى أنهار وزروع أى ومحاصيل وفيرة ونخل طلعها هضيم أى ونخيل ثمره طيب وتبنون من الجبال بيوتا فارهين والمراد وتقيمون من صخر الرواسى مساكنا آمنين مصداق لقوله بسورة الحجر "وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين "وهذا يعنى أنهم تركوا بيوتهم العادية بما فيها من منافع وجلبوا من حجارة الجبال حجارة ليبنوا بها بيوتا أخرى والسبب أن هذه البيوت ستجعلهم آمنين من عذاب الله من وجهة نظرهم ولذا يحذرهم صالح (ص)من هذا البناء

"فاتقوا الله وأطيعون ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون "المعنى فأطيعوا حكم الله أى اتبعوا الحكم المنزل على أى لا تتبعوا حكم الكافرين الذين يظلمون فى البلاد أى لا يعدلون ،يبين الله لنبيه (ص)أن صالح (ص)قال للقوم:فاتقوا الله أى اتبعوا حكم الله أى أطيعون والمراد اتبعوا حكم الله الموحى لى أى لا تطيعوا أمر المسرفين والمراد لا تتبعوا حكم الكافرين الذين يفسدون فى الأرض وهم الذين "يبغون فى الأرض بغير الحق "كما قال بسورة الشورى أى الذين يحكمون فى البلاد بالظلم ولا يصلحون أى لا يعدلون فى الحكم

"قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين "المعنى قالوا إنما أنت من المخادعين ما أنت إلا إنسان شبهنا فهات دليل إن كنت من المحقين فى قولهم ،يبين الله لنبيه (ص)أن القوم قالوا لصالح (ص)إنما أنت من المسحرين أى المخادعين وهم المشتغلين بالسحر وهذا اتهام له بممارسة السحر ،ما أنت إلا بشر مثلنا أى ما أنت سوى إنسان شبهنا فأت بآية والمراد فهات برهان إن كنت من الصادقين أى "إن كنت من المرسلين "كما قالوا بسورة الأعراف وهم  هنا يطلبون دليل أى معجزة تدلهم على صدق صالح(ص).

"قال هذه ناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم "المعنى قال الآية ناقة الله لها سقى يوم ولكم سقى يوم محدد لا تصيبوها بضرر فيدمركم عقاب يوم كبير ،يبين الله لنبيه (ص)أن صالح (ص)أعطاه الله ناقة دليل فقال للقوم :هذه ناقة وهى أنثى الجمل لها شرب يوم أى لها رى يوم أى سقى ماء العيون يوم ولكم شرب يوم معلوم أى ولكم رى يوم محدد وهذا يعنى أن الله قسم مياه البلد بين الناقة وبينهم فالناقة يوم والناس اليوم التالى كما قال بسورة القمر "ونبئهم أن الماء قسمة بينهم "ولا تمسوها بسوء أى ولا تصيبوا الناقة بضرر وهذا نهى لهم عن إيذاء الناقة ،فيأخذكم عذاب يوم عظيم والمراد فيهلككم عقاب يوم أليم مصداق لقوله بسورة الأعراف "فيأخذكم عذاب أليم "وهذا يعنى أن العقاب سينزل على القوم  إذا ضروا الناقة .

"فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم " المعنى فقتلوها فأصبحوا هالكين أى أهلكهم العقاب إن فى قصتهم لعظة وما كان معظمهم مصدقين وإن إلهك لهو الغالب المفيد ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار عقروا أى قتلوا الناقة فأصبحوا نادمين أى فكانوا هالكين وفسر هذا بأن أخذهم العذاب أى أهلكتهم الرجفة مصداق لقوله بسورة الأعراف "فأخذتهم الرجفة "،ويبين أن فى ذلك وهو قصة القوم آية أى عظة لمن يتعظ ويبين له أن ربه وهو إلهه هو العزيز أى القاهر للمكذبين الرحيم وهو النافع للمؤمنين .

"كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين "المعنى جحد شعب لوط (ص)الأنبياء(ص)حين قال لهم صاحبهم لوط (ص)ألا تطيعون الرب إنى لكم مبلغ مخلص فأطيعوا حكم الله أى اتبعوا الحكم المنزل على وما أطالبكم عليه بمال إن ثوابى إلا من خالق الجميع ،يبين الله لنبيه (ص)أن قوم وهم شعب لوط (ص)كذبت المرسلين أى كفرت برسالة الأنبياء (ص)إذ قال لهم أخوهم والمراد حين قال لهم صاحبهم لوط (ص)ألا تتقون والمراد ألا تعبدون أى تطيعون حكم الله ؟إنى لكم رسول أمين أى إنى لكم مبلغ صادق لحكمه ،فاتقوا الله أى فاعبدوا الرب أى أطيعوا حكم الرب أى أطيعون أى اتبعوا حكمه الموحى لى ،وما أسألكم  عليه من أجر والمراد ولا أطالبكم على تبليغ الحكم بمال ،إن أجرى وهو ثوابى إلا على رب العالمين أى من إله الكل ،وهو نفس كلام الرسل السابقين وهو دليل على وحدة الرسالة .

"أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون "المعنى هل تجامعون الرجال من الناس وتتركون الذى أبدع لكم خالقكم من نسائكم إن أنتم إلا ناس كافرون ؟يبين الله لنبيه (ص)أن لوط (ص)قال لقومه :أتأتون الذكران من العالمين أى "إنكم لتأتون الرجال شهوة "كما قال بسورة الأعراف والمراد هل تنيكون الرجال من الناس وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم أى وتدعون الذى أنشأ لكم إلهكم من إناثكم ؟والغرض من السؤال إخبارهم بحرمة ما يفعلون من نيك الرجال لبعضهم وتركهم نيك نسائهم وقال بل أنتم قوم عادون أى ناس مسرفون مصداق لقوله بسورة الأعراف"بل أنتم قوم مسرفون " والمراد تاركون لحكم الله .

"قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين قال إنى لعملكم من القالين رب نجنى وأهلى مما يعملون "المعنى قالوا لئن لم تترك قولك يا لوط لتصبحن من المطرودين قال إنى لفعلكم من الكارهين إلهى أنقذنى وأسرتى من الذى يفعلون ،يبين الله لنبيه (ص)أن القوم قالوا للوط (ص)لئن لم تنته لتكونن من المخرجين والمراد لئن لم تترك دينك الجديد لتصبحن من المطرودين وهذا يعنى أنهم يهددونه بالطرد من البلد إن لم يدع دين الله فقال لهم :إنى لعملكم من القالين أى إنى لفعلكم من الباغضين وهذا يعنى أنه سيستمر فى إسلامه لأنه أعلن لهم كراهيته لفعلهم الفاحش ،ثم دعا ربه فقال رب نجنى وأهلى مما يعملون والمراد خالقى أنقذنى وأسرتى من الذى يصنعون وهذا يعنى أنه يريد من الله أن ينقذه من أذى القوم .

"فنجيناه وأهله أجمعين إلا عجوزا فى الغابرين ثم دمرنا الآخرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين "المعنى فأنقذناه وأسرته كلهم إلا امرأة فى الهالكين وأهلكنا الباقين وأنزلنا عليهم حجارة فقبح حجارة عقاب الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أنه نجى أى أنقذ لوط (ص)وأهله وهم شيعته أى أسرته إلا عجوزا فى الغابرين والمراد إلا امرأته كانت من الهالكين مصداق لقوله بسورة الأعراف "إلا امرأته كانت من الغابرين "ودمر الله الآخرين والمراد وأهلك الله الكافرين وفسر هذا بأنه أمطر عليهم مطر أى أرسل عليهم حجارة من سجيل دمرتهم مصداق لقوله بسورة هود "وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود "فساء مطر المنذرين أى فقبح عقاب المبلغين بحكم الله الكافرين به .             

"إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم "المعنى إن فى قصتهم لعبرة وما كان معظمهم مصدقين وإن خالقك لهو القاهر المفيد ،يبين الله لنبيه (ص)أن فى ذلك وهو قصة قوم لوط (ص)آية أى عظة لمن يتعظ ويبين له أن ما كان أكثرهم وهو أغلبهم مؤمنين أى مصدقين بحكم الله ويبين له أن ربه وهو إلهه هو العزيز أى الغالب  للمكذبين الرحيم أى النافع للمؤمنين .

" كذب أصحاب لئيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين "المعنى جحد أهل الشجرة الأنبياء (ص)حين قال لهم شعيب (ص)ألا تطيعون الله إنى لكم مبلغ مخلص فأطيعوا حكم الله أى اتبعوا حكمه المنزل على وما أطالبكم عليه بمال إن ثوابى إلا من إله الجميع ،يبين الله لنبيه (ص)أن أصحاب الأيكة وهم أهل الشجرة كذبوا المرسلين أى كفروا برسالة الأنبياء(ص)إذ قال لهم والمراد حين قال لهم شعيب (ص)ألا تتقون أى تطيعون حكم الله ؟إنى لكم رسول أمين والمراد إنى لكم مبلغ صادق للوحى ،فاتقوا الله أى أطيعوا حكم الرب أى أطيعون والمراد اتبعوا حكم الله الموحى لى ،وما أسألكم عليه من أجر والمراد ولا أطالبكم عليه بمال مقابل تبليغى للوحى ،إن أجرى وهو ثوابى إلا على رب العالمين أى إلا من خالق الكل ،وهو نفس كلام الرسل السابقين .

"أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا فى الأرض مفسدين واتقوا الذى خلقكم والجبلة الأولين "المعنى اعملوا العدل أى لا تصبحوا من الظالمين أى اعملوا بالدين العادل أى لا تظلموا الخلق حقوقهم أى لا تسيروا فى البلاد ظالمين أى أطيعوا الذى أبدعكم والناس السابقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن شعيب (ص)قال لقومه :أوفوا الكيل أى احكموا بالعدل وفسر هذا بقوله لا تكونوا من المخسرين أى لا تصبحوا من المعذبين وفسر هذا بقوله وزنوا بالقسطاس المستقيم أى اعملوا بالدين العادل وفسر هذا بقوله لا تبخسوا الناس أشياءهم والمراد لا تظلموا الخلق حقوقهم وفسر هذا بقوله لا تعثوا فى الأرض مفسدين أى لا تحكموا فى البلاد ظالمين وفسر هذا بقوله اتقوا أى أطيعوا حكم الذى خلقكم والجبلة الأولين والمراد الذى أنشأكم والقرون السابقين .

"قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين "المعنى قالوا إنما أنت من المخادعين وما أنت إلا إنسان شبهنا وإن نعلمك لمن المفترين فأنزل علينا عذابا من السحاب إن كنت من العادلين فى قولك ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار قالوا له :إنما أنت من المسحرين أى الماكرين وهذا اتهام له بممارسة السحر وهو الخداع ،وما أنت إلا بشر أى إنسان مثلنا أى شبهنا وإن نظنك من الكاذبين أى المفترين وهذا اتهام له بالكذب فأسقط علينا كسفا من السماء والمراد فابعث علينا عقابا من السحاب إن كنت من الصادقين أى محقين فى قولهم ،وهذا يعنى أنهم لن يصدقوا به مهما فعل  فطالبوه أن يحضر لهم العذاب إن كان صادقا فى قوله من السماء وهى السحاب .

"قال رب أعلم بما تعملون فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم "المعنى قال إلهى أعرف بالذى تفعلون فكفروا به فأهلكهم عقاب يوم السحابة إنه كان عقاب يوم أليم ،يبين الله لنبيه (ص)أن شعيب(ص)قال لهم :رب أعلم بما تعملون أى خالقى أعرف بالذى تفعلون مصداق لقوله بسورة  الزمر"وهو أعلم بما يفعلون"فكذبوه أى كفروا به فكانت النتيجة أن أخذهم عذاب يوم الظلة والمراد أن دمرهم عقاب يوم السحابة إنه كان عذاب يوم عظيم والمراد إنه كان عقاب  "يوم أليم "كما قال بسورة الزخرف .

"إن فى ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم "المعنى إن فى قصتهم لعبرة وما كان معظمهم مصدقين وإن إلهك لهو الغالب النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن فى ذلك وهو قصة قوم شعيب (ص)آية أى عظة لمن يفهم ويبين له أن ما كان أكثرهم مؤمنين والمراد ما كان أغلب القوم مصدقين بحكم الله ويبين له أن ربه وهو خالقه العزيز أى القاهر للمكذبين الرحيم أى النافع للمؤمنين .

"وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين وإنه لفى زبر الأولين "المعنى وإن القرآن لوحى إله الكل جاء به الروح الصادق إلى صدرك لتصبح من المبلغين بكلام واضح عظيم وإنه لفى كتب السابقين ،يبين الله لنبيه (ص)أن القرآن هو تنزيل رب العالمين أى وحى خالق الجميع مصداق لقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا "وقد نزل به على قلبك والمراد وقد أوحاه فى صدرك الروح الأمين وهو الرسول الكريم جبريل(ص)والمراد المبلغ الصادق مصداق لقوله بسورة التكوير"إنه لقول رسول كريم"والسبب أن تكون من المنذرين والمراد أن تصبح من المبلغين للوحى وهم الرسل (ص)والوحى هو بلسان عربى مبين والمراد بكلام واضح عادل وهذا يعنى أنه حديث مفهوم لا باطل فيه وهو فى زبر الأولين والمراد مذكور فى الصحف الأولى المنزلة على الرسل السابقين مصداق لقوله بسورة الأعلى "إن هذا لفى الصحف الأولى"

"أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى إسرائيل "المعنى هل لم يكن برهان أن يعرفه فقهاء أولاد يعقوب(ص)؟يسأل الله أو لم يكن لهم آية أى دليل على صحة القرآن أن يعلمه علماء بنى إسرائيل والمراد أن يعرفه فقهاء أولاد يعقوب (ص)؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الدليل على وجود القرآن فى كتب الأولين  هو علم علماء بنى إسرائيل به قبل نزوله وتحدثهم مع الكفار عنه .

" ولو أنزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين كذلك سلكناه فى قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون "المعنى ولو قلناه لبعض البكم فتلاه عليهم ما كانوا به مصدقين هكذا وضعناه فى نفوس الكافرين لا يصدقون به حتى يشاهدوا العقاب الموجع فيجيئهم فجأة وهم لا يعلمون به ،يبين الله لنا أنه لو أنزل القرآن على بعض الأعجمين والمراد لو بلغ القرآن إلى بعض الصم البكم فقرأه عليهم والمراد فتلاه عليهم ما كانوا به مؤمنين أى مصدقين والسبب معروف وهو عدم سماعهم وكذلك أى بتلك الطريقة وهى عدم السماع ومن ثم عدم الطاعة له سلكه فى قلوب المجرمين أى وضعه الله فى صدور الكافرين ومن ثم فهم لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم والمراد فهم لا يصدقون بآيات القرآن حتى يشاهدوا العقاب الشديد فيأتيهم بغتة والمراد فينزل بهم فجأة وهم لا يشعرون والمراد وهم لا يعلمون بوقت نزوله ،وهذا يعنى أنهم لا يصدقون الوحى إلا عند الموت ساعة رؤية عذاب الله .

"فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون "المعنى فيقولوا هل نحن مرحومون ؟أفبعقابنا يطلبون ؟أعلمت إن رزقناهم أعواما ثم أتاهم الذى كانوا يخبرون ما منع عنهم العقاب ما كانوا يعملون ؟يبين الله لنا أن الكفار عند رؤية العذاب يقولون هل نحن منظرون أى منصورون أى مرحومون ؟والغرض من السؤال هو طلب الرحمة من الله ولكن رحمة لهم ،ويسأل أفبعذابنا يستعجلون والمراد هل لعقابنا أى لسيئتنا يطلبون مصداق لقوله بسورة الرعد"يستعجلونك بالسيئة "؟والغرض من السؤال هو تكذيب الكفار بالعذاب ومن ثم فهم يطالبون بسرعة نزوله عليهم ظنا منهم أنه لن يأتى ،ويسأل نبيه (ص)أفرأيت والمراد هل عرفت أنا متعناهم سنين أى رزقناهم أعواما عديدة ثم جاءهم ما كانوا يوعدون والمراد ثم أصابهم الذى كانوا يخبرون وهو العذاب ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون والمراد ما منع عنهم العذاب ما كانوا يكسبون مصداق لقوله بسورة الحجر"فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون "وهذا يعنى أن كل ما عملوه فى الدنيا لم يمنع عنهم عقاب الله وهذا هو ما أراد الله إخباره نبيه(ص)به .

"وما أهلكنا من قرية إلا ولها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين "المعنى وما دمرنا من أهل بلدة إلا ولها مبلغون وما كنا مبخسين ،يبين الله لنبيه (ص)أنه ما أهلك من قرية والمراد ما دمر من سكان بلدة إلا ولها منذرون والمراد إلا وقد بعث لهم مبلغون للوحى وهم الرسل مصداق لقوله بسورة القصص "وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث فى أمها رسولا "وما كنا ظالمين والمراد وما كنا ناقصين حق أحد بإدخاله النار وهو لم يعلم بالإسلام .

"وما تنزلت به الشياطين وما ينبغى لهم إنهم عن السمع لمعزولون فلا تدع مع الله إلها أخر فتكون من المعذبين "المعنى وما جاءت به الجن وما يجب لهم إنهم عن العلم لممنوعون فلا تعبد مع الله ربا آخر فتصبح من الخاسرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن القرآن ما تنزلت به الشياطين والمراد ما أوحته الجن وفسر هذا بأنه ما ينبغى لهم أى ما يجب لهم والمراد لا يقدرون على أن يوحوه والسبب إنهم عن السمع لمعزولون والمراد إنهم عن العلم بما ينزل الله من أوامر ممنوعون لأن من يريد السمع منهم يهلك بالشهب  مصداق لقول الجن بسورتهم "فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا "ويطلب الله من نبيه (ص)ألا يدع أى ألا يجعل مع الله إلها أخر فيكون من المعذبين وهم المذمومين المخذولين مصداق لقوله بسورة الإسراء "ولا تجعل مع الله إلها أخر فتقعد مذموما مخذولا "والمراد ألا يطيع مع دين الله دين أخر .

"وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن تبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إنى برىء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذى يراك وتقلبك فى الساجدين إنه هو السميع العليم "المعنى وأبلغ ناسك الدانين وذل نفسك لمن أطاعك من المصدقين فإن خالفوك فقل إنى معتزل لما تفعلون واحتمى بطاعة الغالب النافع الذى يعلم بك وقت تصحو أى تحركك مع الطائعين إنه هو الخبير المحيط ،يطلب الله من نبيه (ص)أن ينذر عشيرته الأقربين والمراد أن يبلغ الوحى لناسه الدانين وهم  أهل أم القرى مصداق لقوله بسورة الشورى "لتنذر أم القرى "وأن يخفض جناحه لمن تبعه من المؤمنين والمراد وأن يذل نفسه لمن أطاعه من المصدقين وهذا يعنى أن يجعل نفسه خادما للمصدقين به وهو ما سماه الله اللين لهم مصداق لقوله بسورة آل عمران "فبما رحمة من ربك لنت لهم "ويبين له أنهم عصوه أى خالفوه فى الدين فعليه أن يقول لهم :إنى برىء مما تعملون والمراد إنى معتزل لما تفعلون والمراد إنى تارك لدينكم الذى تطيعون،ويطلب الله منه أن يتوكل على العزيز الرحيم والمراد أن يحتمى بطاعة وحى الناصر لمطيعيه النافع لمطيعيه ،وهو الذى يراه حين يقوم والمراد الذى يعلم به وقت يصحو وفسر هذا بأن يعلم بتقلبه فى الساجدين أى بتحركه مع الخلق المطيعين ومع أنه قال يراك فإنه ذيلها بأنه السميع وهذا يعنى أن الرؤية هى السمع وهى العلم والمراد أنه السميع العليم أى الخبير المحيط بكل شىء .

"هل ننبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون "المعنى هل أخبركم لمن توسوس الشهوات توسوس لكل مفترى مذنب يتبعون الوسوسة ومعظمهم كافرون ؟يسأل الله المؤمنين هل ننبئكم على من تنزل الشياطين والمراد هل نعلمكم لمن توسوس الشهوات ؟ويجيب الله على السؤال فيقول تنزل على كل أفاك أثيم والمراد توسوس لكل مفترى على الله مذنب أى مرتكب للسيئات يلقون السمع أى يتبعون وسوسة الشهوات وأكثرهم كاذبون والمراد وأغلبهم كافرون مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم كافرون "وهذا يعنى أن من يؤمن من الكفار عدد قليل .

"والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون "المعنى وأهل الشعر يطيعهم الضالون ألم تعلم أنهم فى كل موضوع يتكلمون وأنهم يتحدثون بما لا يعلمون عدل الذين صدقوا وفعلوا الحسنات أى أطاعوا الله دوما أى أنابوا من بعد ما أذنبوا وسيعرف الذين كفروا أى مقام يدخلون ،يبين الله لنبيه (ص)أن الشعراء وهم أهل الشعر الذين يقولون الكلام المنظم حسب قوانين يتبعهم الغاوون والمراد يطيعهم الضالون وهم الكفار ،ويسأل الله نبيه (ص)ألم تر أنهم فى كل واد يهيمون والمراد ألم تعرف أن الشعراء فى كل موضوع يتحدثون وأنهم يقولون ما لا يفعلون والمراد وأنهم يزعمون الذى لا يصنعون إلا الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات ؟وهذا يعنى إخبار النبى (ص)أن الشعراء يتحدثون فى كل موضوع وهم فريقين شعراء مؤمنين يفعلون الصالحات ويفعلون الذى يقولون وشعراء كفار يقولون الذى لا يفعلون ،وفسر الله المؤمنين العاملين الصالحات بأنهم ذكروا الله كثيرا أى اتبعوا حكم الله دوما وفسرهم بأنهم انتصروا من بعد ما أذنبوا ويبين له أن الذين ظلموا أى كفروا سيعلمون أى منقلب ينقلبون أى سيعرفون أى مقام يعودون له وهو النار .

 

اجمالي القراءات 33552

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2629
اجمالي القراءات : 20,896,476
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt