الصنعاني = Ýí 2009-11-04
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على كل الأنبياء و المرسلين
قمت هنا بتجميع الآراء و الإجتهادات التي قيلت في موضوع إنكار الناسخ و المنسوخ و كونت منها رأي أو خلاصة .
و المراجع التي كانت الأساس لهذا البحث هي:
(الجدل حول آية السيف )....... للشيخ القرضاوي
لا ناسخ و لا منسوخ في القرآن
مقدمة:
الكثير منا سمع بنسخ آيات القرآن و تقبلها على مضض ، ولكن إيمانه وحبه لله وثقته بأن الله تعالى لا يغير قوله {ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد} تجعله يذهب الى العلماء لعله يجد الإجابة على هذا السؤال : هل غيّر الله تعالى و نسخ كلامه في القرآن الكريم ؟
ولكنه للأسف لايرجع إلا بخفي حنين .
يرد عليه هذا العالم أو الشيخ بقوله " نعم يابني لقد غيّر ربنا و نسخ كلامه "
....سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ......
واذا سألت لماذا ؟
لردوا عليك بأن لا تكثر الجدال فالله لا يُسأل عما يفعل وهم يسالون....
و لكنهم لو رجعوا الى انفسهم قليلاً و تدبروا كتاب الله لوجدوا الجرم الذي إرتكبوه في كتاب الله واضحاً جلياً.
فاعلم ياأخي يامن تقرأ هذه المقالة بأن الناسخ والمنسوخ قضية خلافية وليست من المعلوم بالدين بالضرورة ، واعلم بأنه لا يوجد حتى حديث منسوب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول بأن الآية الفلانية نسختها الآية الأخرى.
و اعلم بأن علماء مسلمون كبار انكروا وجود هذا الإفك العظيم الذي ساهم في هجر القرآن والإقبال على الروايات والأحاديث التي فرقت المسلمين الى نحل ومذاهب ، ومن هؤلاء العلماء:
الشيخ يوسف القرضاوي
الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.
الإمام محمد عبده رحمه الله.
أبو مسلم الأصفهاني.
الشيخ عبد المتعال الجبري رحمه الله.
وغيرهم ممن فتح الله عليهم.
الغريب أن الذين قالوا بالنسخ مختلفين على كيفية النسخ وعلى عدد الآيات المنسوخة ....
فمنهم من قال بأن القرآن لا ينسخ إلا بالقرآن .
و منهم من قال بأن الحديث ينسخ القرآن.
ومنهم من قال بأن الاسلام ناسخ للشرائع السابقة (وهو رأي صحيح)
و منهم من قال بأن النسخ هو تخصيص العام أو تقييد المطلق (وهو رأي صحيح)......فمثلاً :
أمرنا ربنا بأن نقول لوالدينا {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } ولكنه في نفس الوقت قال {وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرا منه ان ابراهيم لاواه حليم} ......
فيجب على المسلم أن يستغفر لوالدية إلا اذا كانا عدوين لله تعالى ،
فهذا ليس نسخ ولكن تكامل وتعاضد الآيات بعضها ببعض.
فلا يجوز ان نفهم الآيات بمعزل عن الآيات الأخرى ،فكل آية تعضد وتكمل الآية الأخرى.
وسأتحدث هنا على أحد أنواع النسخ وهو النسخ الذي يُدرّس لأبنائنا وإخوتنا في المدارس والمعاهد وهو نسخ الآيات بمعنى الإلغاء والتبديل .
وسأحاول إن شاء الله أن أرد على بعض الآيات التي زعموا بأنها منسوخة واثبت بأنه لا يوجد نسخ فيها.
لقد فهم المسلمون قوله تعالى :
{ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير }
على أن الله يبدل و يغير كلامه في القرآن الكريم و سموا ذلك الأمر نسخاً ، ولكنهم في نفس الوقت تغاضوا عن آيات أخرى تثبت أنه لا يوجد ناسخ ومنسوخ في آيات القرآن الحكيم ........مثل قوله تعالى :
{واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا }
{وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم }
{ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد }
{افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }
{ كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير }
{لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد }
{الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا }
{قرانا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون}
وغيرها من الآيات البينات والتي تناقض مايزعمون من وجود نسخ بمعنى الإلغاء بين آيات القرآن الحكيم.
لقد اعتمدوا بالذات على قوله تعالى {ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير } على اثبات وجود النسخ وقراءوا الآية هكذا :
(ما نمحوا ،أو نحذف ونلغي من آيات القرآن، أو نمحها، ونحذفها ونلغها،نأتي بخير منها أو مثلها(إذ أن كلام الله بعضه خير من بعضه الآخر ) ألم تعلم بأن الله على كل شئ قدير ؟؟!!! )
والآن دعونا نرجع ونقرأ الآية من جديد:
{ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير}
فمامعنى نسخ؟
إن كلمة نسخ تحمل معنيين متضادين:
المعنى الأول : نسخ تعني التثبيت و الكتابة مثل قوله تعالى {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون }
المعنى الثاني : ويعني الالغاء والتبديل مثل: نسخت الشمس الظل أي أزالته.
فأي معنى تتحدث به الآية؟
قبل الإجابة على ذلك علىنا تحديد ما المقصود بكلمة (آية) المذكورة في قوله تعالى {ما ننسخ من اية}
هل هي آية قرآنية مثل قوله تعالى {تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون}
أم هي المعجزات التى أتى بها الانبياء مثل {والى ثمود اخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم اية فذروها تاكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فياخذكم عذاب اليم }
أم آية بمعنى عبرة وحكمة مثل قوله تعالى {قد كان لكم اية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله واخرى كافرة يرونهم مثليهم راي العين والله يؤيد بنصره من يشاء ان في ذلك لعبرة لاولي الابصار }
أم آية تعني حكماً شرعياً مثل قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا ليستاذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الايات والله عليم حكيم }.
ان من ينكرون نسخ الآيات القرآنية لهم أيضاً آراء متباينه فمنهم من قال بأن الآيات المنسوخة هي معجزات الرسل ومنهم من قال بأنها الأحكام والشرائع السابقة ومنهم من قال بأن النسخ هو التثبيت وليس المحو.
وساحاول هنا تبيان الموضوع من وجهة النظر التي أؤمن بها ولا أحمل أحداً على الإيمان بها ولكنها بالتأكيد أفضل من رأي من نسخوا آيات القرآن ومحوها.
نعود لقوله تعالى {ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير }
اي نوع من الايات هي هنا المنسوخة (قرانية،معجزات للرسل أم حكم شرعي ...ام ماذا؟ )
مامعنى (ننسها)؟ هل هناك آيات قرآنية منسية (اكلتها المعزة مثلاً ) والعياذ بالله؟
(ملاحظة هناك من يقول ان ننسها بمعنى نؤخرها) ، وهناك من يقول ان ننسها بمعنى ان هذه الايات القرانية قد أَنسيت ولم تعد موجودة ويستدلون بذلك على حديث نسبوه الى رسول الله يزعمون انه قال : رحم الله فلان ذكرني بآية كنت قد أنسيتها .
(روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمسْجِدِ فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَة كَذَا وَكَذَا. وفي رواية: أُنْسِيتُها)
وايضا على خرافة المعزة التي كانت في بيت أم المؤمنيين عائشة والتى أكلت اجزاء من سورة الاحزاب والتي كانت تعادل سورة البقرة على حد زعمهم وبسبب هذه المعزة ضاع جزء من الدين .
روى ابن ماجه بسنده عن عائشة قالت:
(لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشرا، ولقد كان في صحيفة تحت سريري، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها.)
(وعن شريك ابن عاصم قوله: "قال لي أُبيِّ ابن أبي كعب: كيف تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: سبعين أو إحدى وسبعين آية، قال والذي أحلف به، لقد نزلت على محمد (صلعم) وأنها تعادل سورة البقرة أو تزيد عليها.)
وغير ذلك من هذه الروايات الضيزى .
إن كلمة آية في قوله تعالى {ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير } لاتدل أبداً على آية قرآنية ولكن على حكم أو أحكام شرعية نسخت باحكام مثلها أو خير منها او تم نسيانها لأن أمة محمد غير مكلفة بها .
وهذا هو مالم يُرده أهل الكتاب الذين كانوا مكلفين بهذه الاحكام قبل أن تنسخ لأمة محمد ولو تدبرنا الآية السابقة لقوله تعالى (ماننسخ من آية...الخ) سنجد أنها قوله تعالى:{ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم } .
لاحظوا كلمة " خير " المذكورة في الآيتين.
مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ١٠٥
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١٠٦
وبتدبر الآية القرآنية نصل بأنه لدينا ثلاثة أنواع من الآيات أي ثلاثة أنواع من الأحكام والشرائع المنسوخة.
1-نسخ آيه بمثلها (اي نسخ حكم او تكليف شرعي بمثله):
مثلاً الرسالات السماوية كلها تدعو الى عبادة الله وحدة وتحريم الزنا وعقوق الوالدين والكذب و قتل النفس بغير حق ...........الخ.
ونفس الشئ ينطبق على أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
ويدخل في ذلك نسخ القبلة بقبلة مثلها (علماً بأنه لاتوجد آية قرآنية تدعو الى التوجه في الصلاة الى بيت المقدس )
2-نسخ آية بأحسن منها (اي نسخ حكم او تكليف شرعي بحكم أحسن منه): مثلاً:
ماهو حكم المسلم الذي أشرك بالله ويريد التوبة ،الجواب: يتوب الى الله توبه نصوحا، ولكن ماذا كان الحكم عند قوم موسى ،الجواب: يقتلوا أنفسهم.
{واذ قال موسى لقومه يا قوم انكم ظلمتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه هو التواب الرحيم }
ويدخل في ذلك التخفيف على أمة محمد عليه الصلاة والسلام (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون ).
وغيرها من الايات; مثلا اليهود لايأكلون اللحم المختلط بعظم وهذا حكم منسوخ بأحسن منه عند أمة محمد رسول الله {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وانا لصادقون }.
3-آيات منسية (أي أحكام وشرائع أُنسيت ولم نعد نعرف عنها شيئاً):
قال تعالى {ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول ان ياتي باية الا باذن الله فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون } غافر
أي أن هناك رسل لم يخبرنا الله تعالى عنهم هؤلاء الرسل جآءوا بآيات (أحكام وشرائع وايضاً معجزات .)هذه الايات تعتبر منسيه بالنسبة لنا، فلا نعرف عن احكامهم وشرائعهم شيئاً لأنها قد أُنسيت.
لاحظوا الآية القرآنية الآتية :
{ و لقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية وما كان لرسول ان ياتي باية الا باذن الله لكل اجل كتاب }
وهذه هي الآية رقم 38 من سورة الرعد والتي تشبه الآية السابقة من سورة غافر {ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول ان ياتي باية الا باذن الله فاذا جاء امر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون } .
هل تدرون ماذا قال تعالى بعدها؟
قال بعدها مباشرة (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب )الرعد 39.
هذا هو فهمنا لقوله تعالى {ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير }.
و الآن نستعرض أهم الآيات التي قالوا عنها بأن فيها ناسخ و منسوخ.
1- أكذوبة اسمها آية السيف
القائلون بالنسخ قد جاءوا ببعض الآيات القرآنية وفهموا على أن بعضها يمحو وينسخ البعض الآخر ، ومن بين هذه الآيات آية قرآنية سموها بآية السيف.
فقد زعموا بأن هذه الآية قد نسخت و محت و قضت على 200 آية من القرآن .......{ كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا }.
فإذا إستشهدت بقوله تعالى {لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي}
لردوا عليك بقولهم " نسختها آية السيف"
و اذا قلت {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن}
لردوا عليك بقولهم " نسختها آية السيف"
و اذا استشهدت بقوله تعالى {ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}.
لردوا عليك بقولهم " نسختها آية السيف"
و إذا قلت {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم}
لقالوا " نسختها آية السيف"
فأين هي آية السيف؟
أختلف العلماء (كالعادة) في تحديد هذه الآية ، ولكن معظمهم إتفق على أنها قوله تعالى {فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ان الله غفور رحيم }.
وهي الآية الخامسة من سورة التوبة.
علماً بأن كلمة "سيف" لم ترد في الكتاب المبين ولا مرة واحدة.
فهو إسم لم يسميها به رب العزة العظيم ولكنه انبثق من مخيلة القائلين بالنسخ.
و الآن دعونا نتدبر كتاب ربنا لنفهم هل يوجد محو وإلغاء وتعارض بين الآيات القرآنية أم لا.؟
لقد تم إقتطاع الآية وعضها وإخراجها من سياقها بطريقة {يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة ...} , وبطريقة {فويل للمصلين ...}.
إن هذه الآية (رقم " 5 " من سورة التوبة ) لم ترد في سورة بمفردها وإنما وردت في سورة عدد آياتها (129) آية ، فالآية وردت في سياق من الآيات في أول سورة التوبة مكون من 15 آية ، فقبلها أربع آيات وبعدها عشر آيات .
و الآن تعالوا لنرى هل نزلت هذه الآية لقتال أهل الأرض جمعياً و هل نسخت بقية الآيات التي تدعو الى الرحمة أم ماذا؟؟
لقد افتتحت سورة التوبة ببراءة الله والرسول من المشركين ، وليس كل المشركين ، بل هم الذين اضطهدوا الرسول في مكة ، وتآمروا على قتله ، وأخرجوه من وطنه هو واتباعه ، واستولوا على ديارهم وأموالهم وأبناءهم واغتصبوا حقوقهم ، لا لذنب سوى أنهم آمنوا بالدين الجديد ، واتبعوه دون أي اعتداء من الرسول والذين معه على أحد من مشركي مكة ، ودون إكراه لأحد أو إجبار
وقد هادنهم الرسول وعاهدهم ووقع معهم معاهدة صلح من باب المناورة والمصلحة العامة وكسب الوقت , وعندما اشتد ساعد المسلمين وقويت شوكتهم أمر الله سبحانه الرسول والمسلمين أن يتبرؤا من هذه المعاهدة التي عقدت مع المغتصبين والمستبدين من أهل مكة ، وأمهلهم الله أربعة أشهر وهي الأشهر الحرم التي حرم الله فيها القتال
ثم كرر الله البراءة من المشركين مرة أخري يوم الحج الأكبر , وكما قلنا ليس كل المشركين ، وإنما المغتصبون فقط لحقوق المسلمين ، بدليل أن البراءة الثانية التي تضمنت استثناء بعض المشركين الذين لم يغتصبوا حقوق المسلمين ولم يظاهروا " أي يناصروا " أعداء الرسول عليه , فهؤلاء أمر الله بالوفاء لهم بالعهد وعدم نقضه , وذلك لأنهم لم يغتصبوا حقوق المسلمين ولم يضطهدوا أحدا منهم , وبالتالي من غير المنطقي قتالهم أو نقض عهودهم
وبعد هذا التوضيح من الله بشأن المشركين المغتصبون لحقوق المسلمين , والمشركين الغير مغتصبون لحقوق المسلمين , عاد النص ليذكر المسلمين بالمهلة التي أعطاها الله للمشركين حين قال تعالى {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر}
فكان تذكير الله للمسلمين كالتالي , قال تعالى {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم}
هذا هو وضع النص في مكانه الطبيعي
ولو قرأنا بقية السياق لوجدنا أن المقصودين من السياق بالقتال هم المشركين الذين أخرجوا الرسول وأتباعه من وطنهم مكة ، واستولوا على ديارهم وأموالهم وأبنائهم , والذين إن تمكنوا من المسلمين لا يرقبوا فيهم عهدا ولا ذمة, لأنهم صدوا عن سبيل الله وأنهم هم المعتدون ، وأنهم هم البادئون بالعدوان وإخراج الرسول وأتباعه من وطنهم بالقوة والقهر والتآمر عليه صلى الله عليه وسلم بالقتل.
وهذا هو السياق بالكامل من أول سورة التوبة إلى الآية " 15 "
{براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين * وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فإن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم * إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين * فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم * وإن أحدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون * كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين *كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبي قلوبهم وأكثرهم فاسقون * اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون * لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون * فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون * وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون * ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين * قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبكم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم}.
هذا هو السياق كما أنزله الله في كتابه والغريب أن الآيات مليئة بالاستثناءات لبعض المشركين ، وهذه الاستثناءات وردت في الآيات الواردة قبل ما يسمى بآية السيف والآيات الواردة بعدها وهذه الاستثناءات كالتالي :
( إلا الذين عاهدتهم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم) الآية – 4
(وإن أحدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه) الآية – 6
(إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ) الآية – 7
(لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون) الآية – 10
( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون) الآية – 12.
(ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة) الآية – 13.
وأنا أضع مائة خط تحت قوله تعالى: (نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة).
إن المشركون هم من نكث عهده، وهم من أخرج الرسول من وطنه، وهم من بدأ بالعدوان أول مرة، وليس الرسول والمسلمون.
و صدق الله العظيم القائل {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين}
فالله تعالى لا يحب المعتدين لا أمس ولا اليوم و لا غداً و لا بعد غد وهو لا يحب المعتدين إلى أبد الآبدين فلا تغيير ولا تبديل لكلام الله تعالى.
2- أكذوبة التدرج في تحريم الخمر
أؤمن إيماناً راسخاً بأن الخمر حرام ، وقد حرمها ربنا في كتابه المهجور .......ولكن أين يوجد هذا التحريم؟
لو تم عرض السؤال التالي على معظم المسلمين " هات من القرآن الكريم آية تحرم الخمر" فماذا سيكون الجواب ياترى؟
أجزم من دون حلف يمين أن الغالبية سترد بما يأتي :
١- سيقولون بأن الخمر لم تكن محرمه في البداية وبأن الله قال أن فيها إثم كبير ومنافع للناس ،أي حذر منها ولم يحرمها.
وحجتهم قوله تعالى {يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما}
٢- ثم سيقولون لك بأنه كان يجوز أن يشرب المسلم الخمر ولكن لايقرب الصلاة ، وبالتالي كانت الخمر تُشرب بعد صلاة العشاء.
وحجتهم في ذلك قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون }
٣- وبعدها سيزعمون أن الآيتين نسختا (أي تم إلغاءهما وأصبحتا بلا مفعول ولا تأثير .....سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) بهذه الآية:
{يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }
وحجتهم في ذلك هو أن الإجتناب أشد من التحريم ، وهم محقون في ذلك و لكنهم مخطئون في تدبرهم للآيات وذلك للأسباب الآتية.
1- لقد تم تصوير الصحابة على أنهم مدمني خمر يحتاجون الى تدرج في الحكم ليتعافوا من هذا البلاء.
2-لو عدنا وتدبرنا الآية الأخيرة وهي قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } نلاحظ أنه تعالى قال (فاجتنبوه) ولم يقل (فاجتنبوهن)
رغم أنه عدد المحرمات وهي خمر وميسر وانصاب وازلام ،فلماذا قال فاجتنبوه و لم يقل فاجتنبوهم؟
فمن هو الذي أمرنا ربنا بإجتنابه. ؟
نعود للآيه مرة أخرى {يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون }
فنلاحظ أن الإجتناب هو للشيطان أو لرجس الشيطان والذي يريد أن يوقع بيننا العداوة والبغضاء بالخمر والميسر.
لقد أمرنا ربنا بإجتناب الشيطان ورجسه في مواضع عديدة في كتابه مثل:
{ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }
وكذلك قوله تعالى
{والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى فبشر عباد }
وكذلك قوله تعالى في الرجس
{فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور }
اذاً فالآية لا تحرم الخمر تحريماً مباشراً بل تدعو الى إجتناب الشيطان ورجسه المتمثل في الخمر والميسر .
3-أما قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون } وتفسيرهم بعدم شرب الخمر قبل الصلاة هو تفسير غير منطقي.
فلو فرضنا أن أحداً من الصحابة بعد نزول الآية قد شرب كمية من الخمر غير مسكرة فهل يجوز أن يقرب الصلاة ، فالآية تنهي عن الاقتراب من الصلاة والواحد سكران ولم تنهى عن الاقتراب الى الصلاة بعد شرب كمية ن الخمر غير مسكرة؟.
و هل السكر حالة تصيب الإنسان عند شرب الخمر فقط ،أم قد يسكر الإنسان من دون خمر؟
تعالوا نتدبر كتاب الله في مسألة السكر:
قال تعالى: {لعمرك انهم لفي سكرتهم يعمهون }.......جاءت سكرة هنا بمعنى غفلة
قال تعالى :{وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد }......لحظات الاحتضار لحضات عصيبة يهذي فيها الانسان ويتألم ولذلك فهي مثل السكر.
قال تعالى :{وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد }......لحظات البعث لحظات شديدة يتخبط فيها الانسان حاله مثل حال السكران.
بإختصار فالإنسان قد يسكر من دون أن يشرب الخمر مثل:
مرض شديد أو حمى شديدة تجعل الإنسان يهذي ويخرف.
بعض الأدوية والعقاقير الطبية والتي تجعل الشخص مدوخ ويهذي.
الشخص الخارج من عملية جراحية والتي بسببها وبسبب المخدر قد يجعل الشخص يهذي .
الشخص المجنون والذي لايدري مايقول أو يفعل.
وايضاً طبعاً الشخص السكران بسبب الخمر ،فهناك الكثير من المسلمين من يصلون ويصومون ويزكون ولكن الله ابتلاهم بشرب الخمر .
فكل هؤلاء لا يقربوا الصلاة حتى يعلوا مايقولون وهذا هو سبب المنع فهؤلاء قد يسبون الله والعياذ بالله وهم لايدرون بذلك وقد يدعون على المسلمين ولكن لانمنع مدمن الخمر عن الصلاة لو كان غير سكران فلعلى الصلاة تنهاه عن المنكر الذي يقوم به.
ولكن ماهي الآية التي تحرم الخمر؟
هل عرفتوها؟
إنها قوله تعالى {يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما }
كيف؟
يخبرنا ربنا أن الخمر فيها إثم كبير.
ولقد أخبرنا ربنا في آية أخرى بأن الإثم حرام وهي قوله تعالى
{قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون }
فإذا مجرد الإثم حرام فمابالك لو كان الاثم كبير.
قد يقول قائل ولكن الإجتناب شد من التحريم؟
أقول كلام سليم والآية السابقة وهي قوله تعالى {يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ويسالونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون } تدعو كذلك الى إجتناب الخمر .
كيف ؟
لقد أمرنا تعالى بإجتناب كبائر الإثم، قال تعالى {الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ...}
الله تعالى يقول أن الخمر فيها إثم كبير وفي نفس الوقت يدعونا الى إجتناب كبائر الإثم وبالتالي فالله يدعونا الى اجتناب الخمر.
لو سألت سؤالاً وقلت ماهو الذنب الذي لايغفره الله تعالى؟
لكان الجواب :الشرك بالله تعالى ،حيث أن الشرك إثم عظيم.
يقول تعالى {ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما }
لاحظوا الخمر فيها إثم كبير
الشرك بالله إثم عظيم.
لاحظوا درجة التحريم التي وصلت الخمر إليها.
بإختصار فقوله تعالى {يسالونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما }
هي الآية التي تحرم وتدعو الى إجتناب الخمر وتجعل من الخمر إثماً يشابه إثم الشرك بالله العظيم.
ولكن رغم ذلك فقد تكلم رب العزة عن منافع من الخمر وهي بالإضافة الى منفعة الإكتساب المادي لها منافع أخرى.
فكل ما يخامر العقل من مشروبات كحولية و مخدرات تعتبر خمراً.
تعتبر المطهرات الكحولية في المستشفيات والمنازل (الديتول مثلا) من المواد التي لاغنى للإنسان عنها في تعقيم الجروح وأماكن العمليات وتطهير المنازل والمستشفيات.
يعتبر المورفين ومشتقاته مثل الفينتانول من مسكنات الألم الرئيسية في اثناء وبعد العمليات الجراحية وفي تخفيف الآلم المزمنة وهي بحد ذاتها اذا أسئ استخدامها مواد مخدرة.
تحتوي الكثير من العلاجات الهامة على مواد كحولية مثل (البنادول) ولاغنى للإنسان عنها.
فهذه على سبيل المثال منافع لخمر المذكورة في الآية السابقة وهي منافع يجب أن تخضع لشروط وقانون وإلا تحولت الى إثم.
إذن لقد حُرم شرب الخمر من دون تدرج في هذا التحريم.
3- زواج المتعة حقيقة أم أكذوبة
في المرات السابقة كان القائلون بالنسخ يأتون بآيات قرآنية يزعمون بأنها ناسخة وآيات أخرى يزعمون بأنها منسوخة.
أما هذه المرة فالأمر يختلف فقد جاءت احدى الفرق الإسلامية (الشيعة) بآية قرآنية اخترعوا لها قصة أو مجموعة من القصص ليثبتوا شئ غير موجود أصلاً في الآية و من ثم جاءت الفرقة المنافسة (السنة) رأت بأن الحل الأمثل للرد على الفرقة الأخرى يكون بنسخ هذه الآية و إلغائها عن طريق تأليف مجموعة من الأحاديث و الروايات
المناقضة لروايات الفرقة المنافسة.
نحن هنا في هذه المقالة لا نتحدث عن زواج المتعة ولا نريد من هذه المقالة أو الإجتهاد إثباته أو عدم إثباته و لكن مايهمنا هو الآية القرآنية التي إستندوا إليها.
والآية هي :
{والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ان الله كان عليما حكيما }
و يبدو أنهم فهموا قوله تعالى {فما استمتعتم به منهن } على أنه زواج المتعة..
فهل تتحدث الآية عن زواج المتعة ؟
مرة أخرى تم إقتطاع الآية من سياقها وتم تأليف القصص والأساطير فيها ، ودعونا نعود الى بداية الآيات.
يقول تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا
وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ الَّلاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ الَّلاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ الَّلاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا }
الآيات في سياقها العام تتحدث عن علاقة الأزواج {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } و {وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ }.
و تتحدث عن المحرمات من النساء {وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء } و {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ....الى آخر لآية}
ثم تحث على الترغيب في الزواج من المرأة المحصنة {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء } أو من ماملكت ايماننا {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم }
و العجيب بأن الآيات تنهى عن السفاح {مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ } وتنهى عن اتخاذ أخدان أي Boyfriend { مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ } و تذكر عقوبة من تأتي بفاحشة الزنا وهو {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ }.
و بعد هذا كله يقول تعالى {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا }
فهل هناك وضوح أكثر من ذلك.
ســـ ) المدافعون عن زواج المتعة يستدلون بقوله (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة) : " النساء24" ويقولون انه ذكر لفظ " المتعة " وذكر " الأجر" وذلك يعنى زواج المتعة .. هل هذه حجة قرآنية على جواز زواج المتعة؟
جــ ) لا .. لأن القرآن فى هذه الآية يتحدث عن الزواج الحلال إجمالا.
فى الآية السابقة لهذه الآية تحدث رب العزة عن المحرمات فى الزواج من الأم والبنت والأخت ..الخ ، الى أن يقول فى هذه الآية فى جواز الزواج من بقية النساء غير المحرمات:"
(وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً)
أى أحل الله لنا أن نتزوج بأمولنا طالبين العفة " محصنين" راغبين عن الزنا وكارهين له " غير مسافحين " وبسبب استمتاع الرجل بزوجته الشرعية فلابد أن يعطيها صداقها ومهرها ؛
(فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَة).
ســـ ) ولكن القرآن لا يتحدث هنا عن الصداق وإنما يذكر الأجر قائلا :" فآتوهن أجورهن " فهل يطلق لفظ الأجر على المهر؟
جــ ) نعم ...
بل هو الغالب فى كلام القرآن الكريم عن الصداق والمهر،
فالله تعالى يقول عن صداق ومهر الجارية (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) النساء25"
ويقول عن زواج المؤمنة وزواج الكتابية ( اليهودية والنصرانية)
(اليومَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ و الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) المائدة :5"
فجعل مهر الزوجة المؤمنة والكتابية موصوفا بأنه أجر ........
وقال عن زواج المؤمنة المهاجرة فى سبيل الله
(وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ )" الممتحنة10"
وأكثر من ذلك أنه تعالى قال عن زواج النبى نفسه
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ)"الاحزاب50" أى دفعت مهورهن .
اذا فالأجر فى قوله تعالى عن الزواج (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) إنما يعنى المهر والصداق..
الخلاصة:
لا تتحدث الآيات عن زواج المتعة أصلاً و سبب سوء الفهم هو هذه الروايات والأحاديث البشرية المتناقضة مع بعضها البعض.
أمثلة أخرى..............
4-قال تعالى
{وَابْتَلُواْ الْيَتَامَىَ حَتّىَ إِذَا بَلَغُواْ النّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَىَ بِاللّهِ حَسِيباً. لّلرّجَالِ نَصيِبٌ مّمّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ وَلِلنّسَآءِ نَصِيبٌ مّمّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأقْرَبُونَ مِمّا قَلّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مّفْرُوضاً﴾ (النساء 6،7).
قالوا إن الآية منسوخة- أى ملغاة فى الحكم بقوله تعالى
﴿إِنّ الّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىَ ظُلْماً إِنّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء 10).
ويرون أن قوله تعالى: ﴿فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ قد ألغاه التحذير من أكل أموال اليتامى ظلماً.
وذلك حمق فى التفكير لأن الآية الأولى أباحت الأكل بالمعروف للفقير الذى يكون وصياً على مال اليتيم ﴿وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾
أما الآية الأخرى فقد أضافت حكماً تشريعياً مترابطاً هو التحذير من أكل مال اليتيم ظلماً.
والآيتان معاً تؤديان حكماً تشريعياً مترابطاً هو إباحة الأكل بالمعروف للوصى على اليتيم إذا كان فقيراً، مع التحذير
من أكل مال اليتيم ظلماً وعدواناً. إذن لا تعارض بين الآيتين.. ولا مجال لدعوى النسخ بمعنى الحذف والإلغاء.
5- وقالوا إن آية:
﴿إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة 60)
قد ألغى حكمها ما جاء فى الآيات الأخرى عن الإنفاق والصدقات، مثل
﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (البقرة 215).
وآية ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلآ أَخّرْتَنِيَ إِلَىَ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصّدّقَ وَأَكُن مّنَ الصّالِحِينَ﴾ (المنافقون 10).
وآية ﴿وَفِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (الذاريات 19).
وآية ﴿وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة 34).
والقائلون بهذا الرأى لم يعرفوا الفرق بين الإنفاق التطوعى فى سبيل الله وبين الزكاة الرسمية التى يجمعها الحاكم فى الدولة المسلمة وينفقها فى مصارفها المحددة فى آية ﴿إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
فالدولة هى التى تحدد المستوى الاقتصادى للفقراء والمساكين وهى التى تنفق على الموظفين (العاملين عليها) أى القائمين على الزكاة، وهى التى تقيم أماكن إيواء لأبناء السبيل، ثم تنتهى الآية بقوله تعالى ﴿فَرِيضَةً مّنَ اللّهِ﴾ أى أن ذلك التوزيع فرض إلهى لابد من تنفيذه.. فكيف يجرؤ بعضهم على إلغائه بدعوى النسخ؟
وقد عرفنا مصارف الزكاة وتوزيعها الذى تقوم به الدولة، أما الصدقة التطوعية فقد تحدث القرآن عن مستحقيها فى قوله تعالى﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنِ السّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾
فأحق الناس بالصدقة التطوعية هو الوالدان والأقربون ومن يعرفه الإنسان من اليتامى والمساكين ثم ابن السبيل، والله تعالى عليم بما يفعله كل إنسان يتطوع للخير.
والذى ينفق تطوعاً فى سبيل الله يجعل فى ماله حقاً محدوداً معلوماً لكل سائل يقابله، ولكل محروم يعرفه، وهو الذى يقدر ظروفه واحتياجاته، والله تعالى يقول: ﴿وَالّذِينَ فِيَ أَمْوَالِهِمْ حَقّ مّعْلُومٌ. لّلسّآئِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ (المعارج 24،25).
ومقدار الصدقة التطوعية هو ما يزيد عن حاجة الإنسان، وبالقدر المعقول،
والله تعالى يقول ﴿وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾. والعفو هو الزائد عن الحاجة ومعناه الاعتدال فى الصدقة بدون إسراف أو تقتير،
يقول تعالى ﴿وَالّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾ (الفرقان 67).
﴿وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىَ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً﴾ (الإسراء 29).
وينبغى على الإنسان أن يسارع بالزكاة والصدقة حتى لا يندم عند الاحتضار، وفى ذلك يقول تعالى ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مّا رَزَقْنَاكُمْ مّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبّ لَوْلآ أَخّرْتَنِيَ إِلَىَ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصّدّقَ وَأَكُن مّنَ الصّالِحِينَ﴾.
وإذا بخل بماله ومات وقد اكتنز الأموال دون أن ينفقها فى سبيل الله، فالقرآن يقول عنه ﴿وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾.
اختصار إن كل الآيات التى تتحدث عن الصدقة والزكاة يكمل بعضها بعضاً ولا يناقض بعضها بعضاً، وليس هناك نسخ فى أحدها بمعنى الإلغاء والحذف. وليس هناك عوج فى كتاب الله ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَنْزَلَ عَلَىَ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لّهُ عِوَجَا. قَيّماً﴾ (الكهف 1،2
6-وقالوا إن هناك آيتين فى عدة المرأة الأرملة أحداهما تنسخ- أى تبطل- الأخرى فآية
﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ﴾ (البقرة 240).
قالوا عنها أنها باطلة الحكم بسبب آية
﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ (البقرة 234).
فالعجيب العجيب أن تنسخ آية نزلت، آية أخرى لما تنزل بعد.؟؟؟!!!
فهموا أن الآيتين متعارضتان، تبطل إحداهما الأخرى، وقد أخطأوا حين ظنوا أن الآيتين تتحدثان عن عدة المرأة الأرملة، وظنوا أن الآية الأولى تجعل عدة الأرملة حولاً كاملاً والآية الثانية تجعل عدتها أربعة أشهر وعشرا.
والواقع أن الآية الأولى تتحدث عن (المتعة) الواجبة للأرملة بعد وفاة زوجها، وللأرملة متعة كما للمطلقة، والقرآن أوجب المتعة للمطلقة وجعلها حقاً لها، كما أوجب المتعة للأرملة. وصية لها،
فقال تعالى ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيّةً لأزْوَاجِهِمْ مّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنْفُسِهِنّ مِن مّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وَلِلْمُطَلّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتّقِينَ﴾
(البقرة 240،241).
فالآيتان هنا تتحدثان عن (متعة) الأرملة ثم (متعة) المطلقة، فمن حق الأرملة أن تقيم فى بيت زوجها المتوفى عنها طيلة سنة كاملة، ولا يحق لأحد أن يخرجها من بيتها قبل العام، ولا يتعارض حقها فى المتعة مع حقوقها الأخرى فى الميراث. أما المطلقة فلها متعة طلاق يحددها العرف أو المعروف أى ما يتعارف عليه الناس.
أذن الآيتان لا شأن لهما بموضوع العدة وإنما بموضوع المتعة.
أما الآية الأخرى فهى تتحدث عن (عدة) الأرملة بعد وفاة زوجها، ﴿وَالّذِينَ يُتَوَفّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾ (البقرة 234).
والدليل الواضح على أنها تتحدث عن العدة أن الآية تستعمل لفظ "التربص" أى الانتظار فالأرامل ﴿يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً﴾
والمطلقات عدتهن أن يتربصن بأنفسهن ثلاثة حيضات، ويقول تعالى ﴿وَالْمُطَلّقَاتُ يَتَرَبّصْنَ بِأَنْفُسِهِنّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ﴾ (البقرة 228).
إذن لا مجال للتعارض والتناقض بين الآيتين (240، 234) فى سورة البقرة فالأولى تتحدث عن (متعة) الأرملة، والأخرى تتحدث عن (عدة) الأرملة.. وشتان بين هذا وذاك.
7- قال تعالى:
(يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون *الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منك ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين).
فهم العلماء من هاتين الآيتين أن الآية الثانية نسخت الآية الأولي وسموا ذلك نسخا صريحا .
ومن يقرأ الآيتين يوقن ويعلم بأن الآيتين ليس فيهما ناسخ ولا منسوخ لا من قريب ولا من بعيد ,
فالآية الأولى تنص على أن عشرين صابرين يغلبوا مائة وإن كانوا مائة صابرون يغلبون ألفا , وفي الآية الثانية تخفيف من الله وليس نسخا لأن الأصل هو العشرون يغلبوا مائة إذا صبروا واستعانوا بالله ،
والتخفيف هو عند الشعور بالضعف تغلب المائة مائتين , والألف ألفين بإذن الله, وما الحرج والمانع إذا أراد العشرون أن يقاتلوا مائة إن ثبتوا وصبروا واستعانوا بالله ، حتى لو كانوا ثلاثة في مقابل جيش.
فهل حرم الله على الإنسان أن يقاتل عشرة أو مائة ، وإنما هو التخفيف من الله وكل حسب صبره وطاقته فالآيتان ليس فيهما ناسخ ولا منسوخ.
8-قال الفقهاء إن قول الله تعالى:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
هو ناسخ لقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].
فقالوا وقع النسخ برفع حق التقوى بالتقوى المستطاعة.
أما عن قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) ففي هذه الآية يأمرنا الله بالتقوى ما استطعنا أي قدر طاقتنا وقدرتنا وما أمكننا ذلك , وتقوى الله تكون باجتناب ما نهى الله عنه كله , وفعل ما أمر به كله , إلا إذا صادف الإنسان مانع فوق طاقته وفوق قدرته وصعب عليه التمكن منه ومنعه هذا المانع من تجنب ما نهى الله عنه ، أو منعه من فعل ما أمر الله به .
والآية السابقة لا تعارض بينها وبين قول الله تعالى:] واتقوا الله حق تقاته [
فقد يقول البعض هذا تناقض , أو يقول البعض إنه نسخ , فأقول هذا ليس بتناقض ولا بنسخ , لأن تقوى الله حق تقاته تكون بفعل الأوامر كلها واجتناب النواهي كلها ،
فكل ما أطاقه الإنسان وقدر عليه وتمكن من فعله سواء كان أمرا أو نهيا فقد اتقى الله حق تقاته ,
أما لو اعترض الإنسان معترض وحال بينه وبين أن يفعل ما أمر الله به أو أن يتجنب ما نهي الله عنه ، وقد بذل طاقته وقدرته وإمكاناته ، ولم يستطع فعل ما أمر الله به أو لم يستطع تجنب ما نهي الله عنه ، وكان هذا المانع خارج عن إرادته وقدرته وطاقته فهو في هذه الحالة غير مكلف بتنفيذ الأمر , وغير مكلف باجتناب ما نهى الله عنه , لأن الله يقول: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وفي الوقت ذاته يكون قد اتقى الله حق تقاته ببذله ما في وسعه وبذله كل طاقته وإمكاناته , لأن الإنسان يكلف فقط على قدر طاقته وقدرته وإمكاناته ,
أما من يقصر ويستسهل ولا يحاول مرة بعد مرة ، فهذا هو من لم يتق الله حق تقاته
إذن فتقوى الله حق تقاته , تكون ببذل الطاقة والقدرة والاستطاعة وكل الإمكانات لفعل الأمر واجتناب النهي ، دون تقصير أو تفريط ، وعندها يكون الإنسان اتقى الله حق تقاته ، ببذله ما في وسعه واستطاعته حتى ولو لم يفعل الأمر أو يجتنب النهي , وعندها يكون أيضا قد اتقى الله ما استطاع بعدم تعريض نفسه للقهر والهلاك وعندها يكون غير مكلف بالأمر والنهي.
فأين الناسخ والمنسوخ في هاتين الآيتين .؟؟؟؟؟
9-قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) البقرة- 184
وقال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) البقرة-185.
قال الفقهاء إن الآية الأولى منسوخة بالآية الثانية ، لماذا؟
قالوا لأن الآية الأولى لم تنص صراحة على وجوب الصيام ، وقالوا كان الصيام في بادئ الأمر اختياريا ، وكان من يحب أن يفطر فعليه فدية طعام مسكين عن كل يوم أفطره ، إلى أن نزلت الآية الثانية ففرضت وأوجبت الصيام.
نقول ، إن ما جاء في الآية الأولى نص صريح على وجوب الصيام على جميع المسلمين ، بقوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) ومعنى كتب عليكم الصيام أي فرض عليكم الصيام
وأما الذين لهم حرية الإفطار هم الذين يطيقونه أي يقضونه بمشقة فقد ورد في لغة العرب أن معنى لفظ (أطاقه): أحتمله بمشقةككبار السن والعجائز ودائمي المرض ، فإن أفطر أحد هؤلاء ففدية طعام مسكين ، وإن صام فهو خير له. أما الآية الثانية فهي تحدد الزمن الذي يكون فيه الصيام وهو شهر رمضان ، قال تعالى: (شهر رمضان ... -إلى قوله - فمن شهد منكم الشهر فليصمه)
فلا يوجد تناقض بين الآيتين فكل منهما تكمل الأخرى و نستنتج منهما مايلي:
١- الصوم فرض من الله و قد فرضه الله كذلك في الرسالات السابقة
٢- شهر رمضان وهو أيام معدودات (٢٩ أو ٣٠ يوم) هو شهر الصوم المفروض علينا و هو شهر عظيم لأن القرآن العظيم نزل في هذا الشهر.
٣-من كان مريض أو كان في سفر فإنه يحق له الإفطار على أن يعّوض الأيام التي أفطر فيها بصيامها عندما يشفى من مرضه أو عندما ينتهي المسافر من سفرته
٤-رغم أنه يجوز للمريض و المسافر الإفطار إلا أن الصوم خير لهما.
٥- أما (الذين يطيقون الصوم) و معناها حسب السياق , الذين يجدون مشقه في الصوم مثل العجائز و دائمي المرض الذين لا يرجى في شفائهم فعليهم إطعام مسكين عن كل يوم أفطروا فيه.
٦-لا يريد الله أن يشق علينا بصوم رمضان و انما يريد بنا اليسر, و الصوم خير لنا لمن استطاع القيام به بل هو فرض على المستطيع.
فأين الناسخ والمنسوخ ؟؟!!! فحسبنا الله ونعم الوكيل .
10-قال الفقهاء أن قوله تعالى {بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون }
قد نسخها قوله تعالى {ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما }
مع أن الآيات في منتهى التوافق و الانسجام.
فالله تعالى لا يغفر الشرك ، و الشرك منهج يجعل المعصية ديناً بأن يُحلها لأتباعه ، و عليه فإن المعصية تكون محيطة بالمشرك ، و لا تكون كذلك مع المؤمن الذي ينيب الى الله تعالى
يقول تعالى {انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون }
و بالطبع فإن هذا السلطان سبقه الشرك ، و يؤول الى تقنين المعصية
يقول تعالى { وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون }
و لاحظ قوله تعالى {فهم لا يهتدون } ما يؤكد إحاطة الخطيئة بهم.
وهي هنا تعني القيام المتصل عليها حتى صارت محيطة بالمشرك ، حتى إنه يراها ديناً يتقرب به الى آلهته.
{وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون }
ولو راجعنا معنى الإحاطة بالآيات فسنجد مثلاً:
{وان جهنم لمحيطة بالكافرين }
{جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم }
فالإحاطة هنا عنت الشمول التام لما وصفت الإحاطه به.
فإحاطة المعصية و شمولها التام للعاصي ليس سبيل المؤمن التقي الذي قال الله تعالى عنه :
{ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون }
ولذا ضمن الله النجاة للمتقين فقط ، فقال سبحانه:
{وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ....ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا }
و الظالم هو كل من ليس بتقي ، و المحيطة به خطيئته ليس بتقي.
فأين التعارض و أين النسخ يا عباد الله؟!
11-قال العلماء أن قوله تعالى {لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت }
قد نُسخت بقوله تعالى:
{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }
مع أن الآيات متطابقة المعنى تماماً ، فالله تعالى يريد بنا اليسر و لا يريد بنا العسر ، و لذلك فأحكامة كلها في الوسع ، و مشمولة بالمغفرة والرحمة أيضاً.
قكأن مجموع الآيتين فيه : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر و لذلك لم يكلفكم بما لا تستطيعون القيام به.
و هو سياق منطقي متماسك ، فأين التعارض بين الآيتين و أين النسخ ياأخوة ؟!
هل كلف الله تعالى ( وحاشاه) الناس بما ليس في و سعهم ثم سيحاسبهم على عدم استطاعتهم ؟!
أم أن الله تعالى ( وحاشاه) يريد بنا العسر و لايريد بنا اليسر ؟!
12-قالوا أن قوله تعالى {يا ايها الذين امنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم او اخران من غيركم ان انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله ان ارتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله انا اذا لمن الاثمين }
قالوا أن قوله تعالى { او اخران من غيركم}
قالوا نسخه قوله تعالى في نفس الآية {شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم}
مع أنه لا تعارض بينهما ، فهذان الآخران يكونان في حال انعدام وجود الشاهدين الأصليين ، وهو من باب " ما لا يُدرك كله لا يُترك كله" وهو تكمله لبيان الحكم.
و اقراءوا الآية بهدوء و تدبروا لتعرفوا ذلك.
13-قالوا أن قواله تعالى {وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله}
قد نسخه قوله تعالى {لا يكلف الله نفسا الا وسعها}
مع أنه لاتعارض بينهما فالله تعالى سيحاسب الناس على أعمالهم و نياتهم أخفوها أو أعلنوها و في نفس الوقت فإنه لم يكلف الناس إلا ما يطيقون ؟؟!!
ثم ماهي الحكمة في النسخ هنا فلا يوجد تدرج للحكم هنا ولاهم يحزنون.
14-قال الناسخون بأن قوله تعالى {سماعون للكذب اكالون للسحت فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين }
به ناسخ و منسوخ
فقالوا أن قوله تعالى {فان جاؤوك فاحكم بينهم او اعرض عنهم}
قد نسخ بقوله تعالى في نفس الآية {وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط }
و ذلك حمق مابعده حمق فلا تعارض في اوامر الآية ، فالرسول عليه صلاتي و سلامي مخير بين أن يحكم بينهم أو يعرض عنهم و لكنه إذا إختار أن يحكم بينهم فلابد أن يكون الحكم بالعدل و القسط.
فأين التعارض ياعباد الله.
15-قالوا أن قوله تعالى :
{يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبي ان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في ازواجهم وما ملكت ايمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما}
قد نسخه قوله تعالى
{لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شيء رقيبا }
مع أن الآيات فيها تفصيل و تفصيل.
و أول ذلك أن هذه الآيات من الآيات المحدودة بشخصي النبي، و ينتهي العمل بها بعد موته عليه صلاتي و سلامي.
ثم إن الآية تكلمت عن حقبة زمنية سابقة ، و فيها تم تشريع تحديد أصناف النساء اللواتي يحل للنبي الزواج بهن.
ثم مرت الأيام وتعرض المؤمنون للصعاب و المحن و منهم أزواج النبي (طهرهن الله و أذهب عنهن الرجس) ، و قد كان لهن وضع خاص في الإبتلاء.
وذلك مانجده في سياق الآيات :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا }
لقد قبلن (طهرهن الله و أذهب عنهن الرجس) بهذه الشروط الواردة بالآيات و اخترن الله و رسوله على الحياة الدنيا و زينتها ، و وقعت الطاعة منهن لله و رسولة ، و من ثم فقد جاءت الآيات التالية لتحقق عدلاً ترتب على طاعتهن لله ، و نجاحهن في الإختبار ، و ليقرر سبحانه عدم التسوية بينهن و بين غيرهن من النسوة اللواتي لم يتعرضن لمثل هذا الاختبار ، وذلك بأن تنتهي الإجازة المفتوحة السابقة ، و ليقتصر البقاء على من نجح في الإختبار المذكور.
و بالتالي فالآيات تكمل و تعضد بعضها البعض و منها نستنتج بأن الله تعالى قد أحل للنبي عليه الصلاة و السلام أزواجه اللاتي آتى أجورهن و ماملكت يمينه مما أفاء الله عليه و بنات عمه و بنات عماته و بنات خاله و بنات خالاته اللاتي هاجرن معه و إمراة مؤمنة إن و هبت نفسها للنبي إن اراد أن يستنكحها خالصة له من دون المؤمنين ، ثم استقر الأمر على من وقع عليهن الإختيار ، و من ثم فقد تعرضن للإختبار الذي ثبّت مكانتهن و عليه فقد استحققن و ضعاً خاصاً بألا يشاركهن الأمر من لم يقع عليها مثل هذه الأحوال.
و قد انتهت هذه الأحكام كلها الواردة بموت الرسول عليه الصلاة و السلام ، و لم يعد لها سريان بعد ، فأين التصوير الذي صوره الجهلة و أتباعهم من المغرضين من أن آيات حذفتها آيات.
لقد شرعت الآيات الاولى للنبي النطاق الذي يمكنه الاختيار منه و شرعت الآيات الأخيرة قصر الأمر على من وقع عليهن الاختيار من النطاق المذكور.
و سيكون قول القائلين بالنسخ صحيحاً لو أن الله تعالى قد قال مثلاً : ياأيها النبي إنا لم نعد نحل لك أزواجك اللاتي آتيت اجورهن ......الخ ، و لكننا نحل لك كذا و كذا .
و هذا لم يحصل.
16-عندما قال تعالى للنبي {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ِإِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا}.
اعتبر البعض ان هذا الأمر من الله ورسوله قد تم حذفه وإلغائه بقوله تعالى
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
ولو كان مايقولون صحيح لتوجب أن يكون النص كالتالى: (علم أن لن تحصيه فتاب عليك).
وحقيقة الأمر أن قول الله تعالى في الآية التي زعموا أنها ناسخة متوجه للمؤمنيين الذين أحبوا أن يتقربوا الى الله بالطاعات بأن يقوموا كما يقوم الرسول عليه الصلاة والسلام (دون أمر سابق لهم) ولكنهم كانوا يواجهون مشقة في أحصاء ذلك ،فأحالهم الله تعالى الى ماهو أخف مما كلف به الرسول.
وبالتالى فالحكم المذكور في أول السورة ساري المفعول وخاص بالنبي لزوماً....أما الحكم المتأخر فهو لمن يستطيع من المؤمنيين فهو على سبيل الاستحباب وهم مخيرين بين فعلة أو النزول لأقل من ذلك .
17-عندما قال تعالى
{يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم واطهر فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم }
إعتبر البعض أن هذا الأمر من الله قد تم حذفه و إلغائه بقوله تعالى :
{ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون }
مع أن الآيات تتكلم عن المؤمنيين الذين طُلب منهم أن يقدموا بين يدي نجواهم الرسول صدقة إن استطاعوا ثم يخاطب سبحانه الذين لم يستطيعوا أن يقدموا هذه الصدقات بين يدي نجواهم فيقول :
أخفتم من مسألة تقديم هذه الصدقات (لعدم استطاعتكم لها)؟ فإن لم تفعلوا (لعدم الاستطاعة) ورضي الله عنكم (لعلمه أنكم تودون فعل ذلك و تودون إرضائة) فلكم في فروض و نوافل الصلاة و الزكاة و طاعة الله و رسولة سعة.
و ذلك واضح في قوله تعالى {فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة }.
و نفس الشئ حدث مع من منعتهم ظروهم الصحية و المعيشية و القتالية من قيام الليل وهو لم يكن مفروضاً عليهم ، و لكنهم كانوا يبذلون الوسع في إرضاء الله تعالى ، فقال لهم سبحانه :{ علم ان لن تحصوه فتاب عليكم } ، ثم يوجههم للفروض قائلاً: {واقيموا الصلاة واتوا الزكاة}.
فتوبة الله عليهم ليس من الضروري أن تسبقها معصية ، فهذا فهم ضيق لكلام الله ، وإنما تأتي التوبة عقيب بذل التائب وسعه في إرضاء الله تعالى فيرضى الله عليه .
و ذلك كما في قوله تعالى
{لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم }
و قوله تعالى{فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير }
إذن فهولاء المؤمنون أشفقوا و تخوفوا من عدم تقديمهم للصدقات (بسبب مابهم من فاقه) مع حاجتهم الماسة لمناجاة الرسول الكريم (بلا حرج) ، فجاء الخطاب التالي يوجههم الى أن الله تعالى تاب عليهم و أمرهم بأن يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة و يطيعوا الله و رسوله.
فأين الإلغاء و الحذف الذي طنطن به جهلاء الناسخ و المنسوخ
لقد تعرضنا الى مسألة نسخ آيات قرآنية بآيات قرآنية أخرى و بينا عدم وجود أي حذف أو نسخ بين الآيات القرآنية.
و لم نتعرض هنا الى نسخ الحديث بالآية القرآنية لأننا متفقون على النتيجة بغض النظر عن الوسائل.
و لم نتعرض بشكل من التفصيل لنسخ الآيات القرآنية بالأحاديث و الروايات ، فكلام الله المحكم الذي أنزله من فوق سبع سموات لا ينسخ بالأحاديث البشرية الظنية التي اختلف المسلمون فيها و انقسموا بسببها الى شيع و فرق.
{افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا }
و السلام عليكم .
السلام عليكم
الاستاذ الفاضل الصنعاني , جهد تشكر عليه , اقل ما يقال فيه انه يدعو الى التأمل وعدم أخذ اقوال السلف أخذ المسلمات , ولدي رأي أرجو ان يتسع له صدرك فهو من باب تلاقح الافكار والبحث عن الحقيقه او الاقتراب منها ما امكن الاقتراب حيث بغيتنا جميعا , فاقول:
بدأت بحثك عن الآيه 106 سورة البقرة, التي سببت (او اعتمدت عن قصد) لاثبات رأيهم في الغاء تشريع قراني بآخر , اي الغاء ايات في القران بآيات أخرى , وهو عين ما يقوله اصحاب النسخ في القران , ونفس هؤلاء لو قلنا لهم ان مؤلفاتهم يلغي بعضها بعضا لارعدوا وازبدوا ولكن ان يقال ذلك عن اعظم كتاب فهو مباح لهم . وقد كنت موفقا في الأستنتاج حين بدأت بأستخراج معنى الفاظ الآيه من القرآن , وهو ما لو اكملته فلعلك تصل فيه الى كلمة الفصل , فالقران يفسر بعضه بعضا , بل انك اشرت الى الآيه التي فيها بيان لما أختلف فيه وهي الآيه السابقة لها وحتى انك أشرت الى اللفظ الذي يحمل مفتاح الحل ثم توقفت ولا أدري لماذا!!
وانا اعيد كتابة الآيتين ثم اعيد ماذكرته ان حول لفظ (خير) الموجود في فيهما معا:
سورة البقرة 106{ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير }
سورة البقرة 105:{ما يود الذين كفروا من اهل الكتاب ولا المشركين ان ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم }
وكما ذكرت لك استاذنا الفاضل فأن الحل يكمن في هذا اللفظ , ولكن بصورته المذكورة في الآيه(نأت بخير منها) أي ان ما علينا البحث فيه هو مجمل المركب( خير من ) ثم نبحث عن معناه في الآيه السابقه ان اشترك المركبان في المحددات اللفظيه المحيطه بهما في الآيتين, ونسقطه على الآيه الاولى :
جاء اللفظ في آية النسخ بعد الفعل نأتي ب (نأتي بخير)
جاء اللفظ في الآيه السابقه بعد الفعل ينزل من(ينزل عليكم من خير)
اذن هناك تشابه في ارتباط لفظ ( آيه ) بالفعل السابق له
ثم ننظر الى ما بعد اللفظ (آيه) وهل هو متشابه في الآيتين..
مابعد لفظ آيه في الأولى هو: منها ( بخير منها)
مابعد لفظ آيه في الثانيه هو: من ربكم( من خير من ربكم)
اذن تشابهت ظروف مجي اللفظ في الآيتين , فلنبحث عن ما نفهمه من المركب(خير من) في الآيه الثانيه ماهو , اظننا متفقين على ان معنى (ينزل عليكم من خير من ربكم) هو الخير الذي ينزل , وهذا الخير من صفته انه (من ربكم) وليس اي خير آخر .
فلنسقط المعنى على آية النسخ : نجد ان معنى ( نأت بخير منها) هو الخير الذي نأتي به وهذا الخير من صفته انه(منها).
اي أن : خير من ربكم .. ليست تفضيل والعياذ بالله , بل بيان لعائدية الخير
فكذلك: خير منها .. ليست تفضيل للخير المؤتى على الآيه , بل بيان لعائدية الخير الى نفس الآيه المنسوخه.
أي ان (خير منها) ليس معناها افضل منها , بل معناها ان ما نأتي به من آيه لاحقه هي من نفس الآيه السابقه . اي معناه خير(او آيه لاحقه) منتج ونابع من الآيه السابقه.
وهذا هو النوع من الآيات الذي فاتك الأشاره اليه , وهي الآيات الحيه البشريه , كما في: الآيه 91 سورة الأنبياء
((وجعلناها وأبنها آية للعالمين))
والسلام عليكم
أشكرك علي تعليقك و مداخلتك.
أخي الكريم ، البحث عبارة عن تجميع أهم الآراء و الإجتهادات التي قيلت في موضوع إنكار نسخ آيات القرآن ، ومن هذه الإجتهادات و الآراء كونت خلآصة ما أؤمن به في هذا الموضوع.
أعرف بأن هناك ارآء مختلفة بخصوص الخمر و الصوم.... و لكن موضوعي ليس الصوم و لا الخمر و لكن الناسخ و المنسوخ.
أما رأئي في الخمر فقد قلته في البحث و لا بأس من التوضيح أكثر.
لقد قلت بأن الله تعالى حرم الخمر و أمرنا بإجتنابها و جعل إثمها يقارب إثم أعظم جرم يرتكبه الإنسان و هو الشرك بالله.
و لكنه تعالى تحدث عن منافع قليلة لهذه الخمر ، كنت قد تكلمت عنها في المقالة.
و قلت بأن كل مايخآمر عقل الإنسان يدخل ضمن حكم الخمر و بالتالي فإن المخدرات تأخذ نفس الحكم.
و لكن ليس كل المخدرات ضارة ، فهناك مشتقات المورفين و بعض الأدوية و التي هي مواد نافعة إذا أُحسن إستخدامها و لكنها ستكون ضارة إذا لم يحسن إستخدامها.
أخي محمد ، يقول الله تعالى {يا ايها الناس كلوا مما في الارض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين }
و يقول كذلك {يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}
لاحظ إرتباط الطعام الحلال في الآية الأولى مع النهي عن إتباع خطوات الشيطان .
فالشيطان لا يأمر الإنسان بالإثم فجأة و لكن بالتدريج (خطوات).... اليوم نشفة خمر واحدة و بكرة نشفتين و بعدة ثلاثة و بعده قارورة فودكا كاملة ... وهكذا.
لاحظ بأن الخمر منتج تم تصنيعه في شركة الشيطان العالمية (من عمل الشيطان ) و الله تعالى أمرني بإجتناب المنتج و صانعه ........ فكيف تريد مني غير ذلك؟
أما بخصوص قوله تعالى (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ).
فالآية تُفهم من السياق العام و لايجوز إقتطاع كلمة أو جزء من الآية و فهمه من دون السياق العام ....لأن القرآن الكريم يحتوي علي كلمات تحمل المعنى و ضده ، فإذا أخرجنا الكلمة من السياق إختل المعنى ..... مثلاً:
1ـ حميم
{لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون }
و لكن
{ولا صديق حميم}
2ـ نسخ
تعني المحو و تعني الإثبات
3ـ بشارة
بشارة بالجنة {يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان }
بشارة بالنار { فبشرهم بعذاب اليم }
4ـ الظن
حرام { ان بعض الظن اثم }
حلال {الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون }
5ـ يرغب
يريد { والى ربك فارغب}
لا يريد {قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم }
6ـ عزيز
تعظيم {وان ربك لهو العزيز الرحيم }
إحتقار {ذق انك انت العزيز الكريم}
7ـ القسط
من صفات الكافرين {واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا }
من صفات المؤمنيين {ان الله يحب المقسطين }
و نفس الشئ في كلمة (أطاق) و التي تحمل المعنى و ضده.
إن الذين يطيقون الصوم ، هم الذين لا يطيقونه مثل العجائز و دائمي المرض ، فهؤلاء يحق لهم الإفطار في رمضان ... كلام منطقي.
أما إذا إعتبرنا أنه من يقدر على الصيام و لكن مش جاي على بال حضرته الصوم في هذا اليوم فعليه الإفطار ....فذلك غير صحيح إطلاقاً.
لقد قلت (أرجو سيدي الفاضل أن تسمح لي بالقول أنك لاتستطيع الخروج من عباءة التقاليد والفكر المسبق)
و أقول بأن المرجو من الموقع و أصحابه هو إصلاح المسلمين و توحيدهم بالرجوع الى الأصل ، الى القرآن.
و عندما نقول إصلاح فإننا بالتالي نؤمن بأن معظم مافي البناء ; سليم و صالح و هناك بعض الزوايا تحتاج الى الإصلاح.
أما إذا كان معنى الإصلاح عند البعض هو إنكار كل ماوصلنا من إخواننا الذين سبقونا بالإيمان و هدم البناء و إنشاء بناء آخر، فذلك ليس إصلاحاً و إنما هدم و تفرق .
و الأمة الإسلامية مش ناقصة فرق جديدة ، يكفيها ما عندها من ٧٣ (زائداً نقطة على يمين الثلاثة) فرقة.
تحياتي
لا خلاف بيننا مادمنا متفقين على النتيجة بغض النظر عن الطريقة.
لو رجعنا الى سورة البقرة فسنجد أنها تتحدث عن فضل الله و نعمه على بني إسرائيل و كيف أنهم كفروا رغم أنهم رأوا البينات و كيف أنهم قاموا بتحريف كلام الله و ما انزل إليهم من بينات {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ}
و كيف أنهم اكثروا في السؤال في امور واضحة لاتحتاج الى أسئلة {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ }
و تحدث ربنا فيها كيف أن أهل الكتاب من بني إسرائيل كانوا يكتمون ماعندهم من البينات و الآيات عن المسلمين
{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
و بسبب جدالهم بالباطل و كثرة سؤالهم فيما لاينفع فإن الله تعالى قد حرم عليهم طيبات أُحلت لهم .
و لأن أمة محمد عليه الصلاة و السلام (الصحابة الراشدين) ليسوا بمثل قوم موسى فإن الله قد خفف عليها ماكان فرضه على بني إسرائيل .
لذلك نهاهم عن تقليدهم في أسئلتهم و جدالهم فقال {أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }
و إليك الآيات:
{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }
تحياتي
قلت (ونفس هؤلاء لو قلنا لهم ان مؤلفاتهم يلغي بعضها بعضا لارعدوا وازبدوا ولكن ان يقال ذلك عن اعظم كتاب فهو مباح لهم)
كلام صحيح ١٠٠٪ ، و لي تجربة في ذلك.
حيث قال لي أحدهم بأن الناسخ و المنسوخ من المعلوم في الدين بالضرورة و من ينكرة كأنما ينكر الدين.
لو قلت لأحدهم بأن حديث مثلاً رجم الزناة قد نسخته الآية القرآنية ، لرأيته يثور و يهوج و يرعد و يكشر عن أنيابة و اظافرة .
لكن لو قلت له بأن حديث الرجال البشري ألغى الآية و جعلها بلا فاعلية ، لرأيتة فاتحاً فاه مهللاً.
الغريب أنه لا يوجد حديث و لو حتى ضعيف أو مضروب ، يقول فيه الرسول بأن الآية الفلانية ألغتها الآية الأخرى ، و مع ذلك مصرين على هذه الأكذوبة الكبرى.
أقتباس من المقال:
{ نعود لقوله تعالى {ما ننسخ من اية او ننسها نات بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير }
اي نوع من الايات هي هنا المنسوخة (قرانية،معجزات للرسل أم حكم شرعي ...ام ماذا؟ )
مامعنى (ننسها)؟ هل هناك آيات قرآنية منسية (اكلتها المعزة مثلاً ) والعياذ بالله؟}
التدبر ..
قال تعالى:
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ .. الحجر 9 .. الذكر ( لمن لا يعلم الأنجيل ذكرا .. والتوارة ذكرا ) .. تعهد الله بحفظة من النسيان ..
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ .. الأنبياء 105 .. الزبور نزل بعد بدء نزول الذكر .. وقبل نهاية نزول الذكر .. أى فى الوسط زمنيا ..
أين آيه الزبور الان ؟؟ ..
أنك قد تقابل يهودى ( التوارة ذكرا) ..
أنك قد تقابل مسيحى ( الأنجيل ذكرا) ..
أنك قد تقابل مسلم (القرآن ذكرا ) ..
لكن هل قابلت زبورى أو سمعت أن أحد قابل زبورى ؟؟.
لا !!! ..
هل سالت نفسك لماذا ؟؟ .. أليس الزبور آية من آيات الله .. أين هى ؟؟.
الجواب .. منسية .. والله تعهد بحفظ الذكر .. والزبور ليس ذكرا ..
قال تعالى :
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} . البقرة 106
طالما قال تعالى "ما ننسخ من آية" .. فاباليقين أن هناك نسخ للأيات..
طالما قال تعالى "أَوْ نُنسِهَا" فاباليقين أن هناك نسيان للأيات ..
الأشكالية .. هى ...
النسخ والنسيان .. هل هما قبل نزول القرآن .. أم فى وسط نزول القرآن ؟؟؟
ذهب السلف (الله يرحمهم) إلى ان النسخ داخل دلفتى القرآن ..
كيف هذا ؟؟؟ !!! .. الله أعلم ..
لو كان السلف تدبروا الآية التالية جيدا لعلموا أن استحالة أن يكون النسخ داخل دلفتى القرآن
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } .. النساء 84
من الممكن حد يسألنى .. طب أين النسخ الذى تحدث الله عنه ؟
سأقول التالى :
الله أعلم .. ولكن تعالى هو القائل ..
{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } .. آل عمران 7
هل يتخيل أحدا أن البشر السلف هم الذين حددوا الآيات المنسوخة !!!! .. لا إله إلا الله .. على اى أساس قالوا مثلا أن الآيات المنسوخة هى عددها "س" .. لماذا لا تكون س+5 .. او .. س+15 .. أو .. س - 5 .. او .. س - 30 .. ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!!!!! ..
اما عن نفسى فلا أفترى على الله .. فأستحاله أن يكون هنام نسخا بين دلفتى القرآن وإلا لسقطت أية النساء 84 وسقط معها أن القرآن من عند الله ..
ولكن فقط كمثال للآيات المنسوخة خارج القرآن """والله أعلم بها ايضا""" .. فهذا فقط لأثبات ان هناك نسخ .. فقد قال تعالى فى تأويله لماذا تعددت كتبه المنزله بالتالى :
{ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } .. الرعج 38 - 39
سبحانه يقول لنا لكل زمن كتاب .. فالبشر (وبالذات فى بدء تطورهم إلى الرقى) لا يستطيعوا تقبل ما هو خير لهم إلا بأخذهم بالتدريج ..
أعتذر في تأخري في الرد عليك.
أتفق في معظم ماقلته في تعليقك و أضيف بأن هناك رسل أخبرنا ربنا سبحانه عن أسمائهم ؛ مثل رسول الله اليسع و إدريس و ذو الكفل عليهم الصلاة و السلام.
و هم قد جآءوا بآيات (أحكام و شرائع) ، لا نعرف عنها شيئاً ، لأنها أُنسيت.
{وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون}
إن كلمة الزبور هي مفرد " زبر " أي مجامع الحكمة والبينات وهي صفة من صفات كتاب الله العزيزالذي أنزله مع رسله عليهم السلام تماماً كالذكر والهدى والضياء ،وليس هناك كتاب واحد اسمه " الزبور " صدقوني لأن كل رسل الله قد آتاهم الله الحكمة والبينات والزبر والكتاب المنير، تماماً كما آتى الله داوود " زبورا" أي أن الله سبحانه قد آتى داوود الذكر والهدى والكتاب المنير من أجل ذلكلن تجدوا كتاباً من عند الله بإسم الزبور وشكراً
جاءت كلمة الزبور على مستوى الجذر بالقرآن فى الآيات التاليات على الرابط التالى :
أضغط هنا
شكرا لكم على تفضلكم بما تدبرتموه .. ولكن اسمحولى فأنا غير مقتنعا بما تذهبون إليه ..
ودمتم ..
السلام عليكم ورحمة الله:
هناك وحيان وحي النبوه و وحي الرساله. وحي النبوه هو لشخص النبي حيث انه نوع من انواع الهدايه الشخصيه والصله الخاصه والارشاد الخاص بين النبي والله تعالى وهو متعلق بشخصية النبي العاليه المختلفه عن الناس و لو كان هناك نبيان في نفس الوقت يكون هناك وحيان في نفس الوقت (داود وسليمان مثلا). وهذا وحي غير ملزم للناس لانه اصلا هو مخصص ومصنوع لشخص النبي ولا يلائم غيره وهو الوحيد الذي يستفاد منه. ويمكن للغير ان يستفاد منه بطريق غير مباشر عن طريق ارشاد النبي.
اما وحي الرساله فهو القران .وهو للنبي وللناس وهو محفوض من التحريف ومناسب لكل الشخصيات والازمان بعكس وحي النبوه الذي لم يحفظه تعالى من التحريف ولانه لم يحفظ من التحريف فليس بحجه على الناس الذين جاءوا بعد موت النبي واختلفوا فيه.اما الذي لم يختلفوا فيه واتفق عليه المؤمنين في كل الطوائف الاسلاميه من ارشادات النبوه(وحي النبوه) فهو حجّه ايظا.
شكراً لك أخي على الرابط المفيد ولكني لم أفهم ماذا تعني أن كلمة الزبور جاءت على مستوى الجذر في القرآن فهل هي " زبُر ، يزبر ، زبراً فهي زبور " ؟ أم هي فير ذلك .؟
وأنت قلت في مداخلة سابقة بأن الزبور ليس هو الذكر ومع ذلك فإن الله سبحانه أنزله مع رسله جميعاً ،
صحيح أن الزبور ليس إسماً لكتاب من الله محدد اسمه الزبور ولو كان كذلك لقال تعالى " ولقد آتينا داوود الزبور وليس زبورا "، أليس كذلك ؟
وهنا نعود لنقطة البداية وهو ما ذا تعني كلمة الزبور والزبر إن لم تكن البينات والحكمة وفصل الخطاب كما تبين آيات القرآن
ولأخي عبد الله العراقي أقول نعم للنبي عليه السلام وحي خاص من ربه ، كما للنحل والحواريون ولغيرهما ، لكن رسولنا أمرنا أن نتبع ما أوحي إلينا من ربنا بكتابه فقط ولا نتبع أي وحي غيره ، حتى ولو أجمع عليه آباؤنا وشكراً لك أخي الفاضل
سيدى الفاضل
أنت مقتنعا بشيئ ما وهذا حقك ..
وأنا مقتنعا بشيئ ما وهذا حقى ..
أما وضعى لكلمة زبور على مستوى الجذر ما هو إلا لحصر جميع الآيات القرآنية التى تناولت كلمة زبور وليس إلا .. وليس فيها استطراق للخلاف او تأييد مشتقات الزبورالتى قدمتموها كما تعتقدون ..
بالنسبة لى .. عندما يقول تعالى
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ .. الأنبياء 105
فهذا يعطينى انا ( وأنا حر تماما فى معتقداتى) أن الزبور كتاب يقينا .. وهو خلاف الذكر لأنه من بعده ..
اما عندما يقول تعالى
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .. النساء 193
فهذا يعطينى اليقين ان الله خص سيدنا داوود بالزبور
وعندما يعيد تعالى :
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا .. الأسراء 55
فهذا يؤكد يقينى ان الله خص سيدنا داوود بالزبور..
وعندما لا اجد فى آيات القرآن كله ( وقد قدمتها بالرابط الذى وضعته) ربطا صريحا بين اى احدا من الأنبياء (خلاف سيدنا داوود) وبين الـ زبور(سوءا معرفا بـ " أل" أو بدونها) فأسفا لا اقتنع بما تقدمونه ..
ومع ذلك فأنتم حرون تماما مثلى فيما تعتقدونه
وتفضلوا بقبول فائق الشكر ..
السلام عليكم
الاخ الصنعاني والاخ علي اسد
هناك خطا كبير في فهم خير منه حيث ان تركيب (خير منه) ترد حسب علمي دائما بمعنى افضل من ولا ترد بمعنى (جزء من) والدليل هو:
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿الأعراف: ١٢﴾
وَلَا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿البقرة: ٢٢١﴾
مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿القصص: ٨٤﴾
. قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿ص: ٧٦﴾
قول فرعون ناعتا موسى ع :
. أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ﴿الزخرف: ٥٢﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿الحجرات: ١١﴾
وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿الجمعة: ١١﴾
عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ﴿التحريم: ٥﴾
عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ﴿المعارج: ٤١﴾
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴿القدر: ٣﴾
ولذلك اخطاتم في تفسير الايه (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿البقرة: ١٠٦﴾)
فلزم التنويه
انا متفق معك تماماً
و لو قرأت مقالتي أو بحثي لوجدت اننا متفقين على هذا المعنى.
ربما انك تقصد ماقاله أخي علي اسد
الاخ الصنعاني شكرا على مجهودك في هذا المقال الرائع
من هو الذي إفتداه الله تعالى بالذبح العظيم .. إسماعيل أم إسحاق (عليهما
دعوة للتبرع
الأحاديث الطبية: ما رأيك فى الاعج از العلم ى للسُّ نّة وما...
Music: I am a passionate saxophone player. I particular ly love to play jazz,...
إعتكاف المحمديين : أعرف شخصا من المتط رفين فى تقديس النبى...
مسألة ميراث: السلا م عليكم ورحمة الله وبركا ته ارجو منكم...
دينهم العربى: عدد كبير من الأحا ديث تضع العرب في كافة و...
more
تحية طيبة
1- البحث رائع وجميل ومفيد
2- أنت أخي الكريم قرأت الآية الكريمة رقم24 من سورة النساء على مبد أ لاتقربوا الصلاة ...وتوقفت وذلك عندما لم تمعن الفكر وتتدبر عبارة < وأحل لكم ما وراء ذلكم >
3- أنا مذهول يا سيدي الفاضل من فهمك للاية الكريمة < وعلى الذين يطيقونه > بأنها تعني الذين لا يطيقونه ؟؟؟!!
أرجو سيدي الفاضل أن تسمح لي بالقول أنك لاتستطيع الخروج من عباءة التقاليد والفكر المسبق
مع فائق احترامي