تعليق: عن أَهْلَ الذِّكْرِ، وما تشابه منه > > { تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (8)[50] | تعليق: نعم ، ويا ما فعل بتلك القلوب ذلك العجل. | تعليق: شكرا لكم أستاذي يحي فوزي على التعليق. | تعليق: إن كتاب القرآن هو الكتاب الوحيد الذي لا يؤمن به إلا المؤمنون المخلصون العبادة لله تعالى وحده، | تعليق: تعليق ( الجزء الثاني) | تعليق: تعليق (01) | تعليق: يتبع.../... | تعليق: يتبع.../... | تعليق: تعليق من CHATGPT على المقال المتواضع. | تعليق: كم رواتب حُكام العرب ؟؟؟ | خبر: سد النهضة وتغيّر المناخ.. “عربي بوست” يتتبع بالبيانات كيف تواجه مياه مصر تهديداً مزدوجاً؟ | خبر: شركات الأدوية تطالب برفع أسعار 1000 صنف والصيدلي يتحمل الخسائر وحده | خبر: انتقادات حقوقية ضد مصر لتجاهلها توصيات أممية بشأن التمييز وانتهاكات حرية الدين | خبر: تشاؤم واسع يسود الأسر المغربية بشأن الأسعار والمعيشة والتشغيل | خبر: إضراب 30 سجيناً سياسياً عن الطعام في مصر... وتسريب رسائل صادمة | خبر: إيكونوميست: الهجمات الحوثية ضد السفن تعود من جديد وصعوبات في منعها | خبر: صندوق النقد ينتقد هيمنة الجيش على الاقتصاد المصري وتصاعد الديون | خبر: دول الساحل تشتعل مجددا ونصرة الإسلام والمسلمين تهدد عواصمها | خبر: دول الخليج تنفق 1.33 مليار دولار على الساعات السويسرية في 6 أشهر | خبر: حرائق الكهرباء في مصر... بنية هشة وسرقات وهجرة العمالة الماهرة أسباب لتفاقم الأزمة | خبر: فرنسا تُسلّم آخر قواعدها العسكرية في السنغال | خبر: الولايات المتحدة ترحّل مهاجرين لدولة أفريقية وسط مخاوف حقوقية | خبر: مئات القرى العراقية الحدودية مع تركيا تنتظر عودة الحياة إليها | خبر: تحقيقات حول محاولات تجسس على كبار المسؤولين في مصر | خبر: مصر: 51 ألف عيادة وصيدلية تطلب تعطيل قانون الإيجارات الجديد |
الفارس النبيل محمد السيد سعيد

مجدي خليل Ýí 2009-11-02


 

رحل عن عالمنا يوم10 اكتوبر 2009 المفكر والمناضل والإنسان النبيل الدكتور محمد السيد سعيد(18 يونيه 1950-10 اكتوبر 2009).لا يستطيع المرء فى مقال صغير أن يوفى هذا الرجل حقه على المستوى الإنسانى وفى المجالات المتعددة التى ساهم وشارك وابدع فيها،فهو مفكر سياسى مرموق ومبدع ومنتج خلاق للأفكار، وأحد أهم فرسان حقوق الإنسان فى مصر والمنطقة فى العقود الثلاثة الأخيرة، ومناضل وطنى من طراز نادر وأصيل،وإنسان نبيل تشعر معه بالاخوة والألفة من اول لقاء ولا تخسر ابدا فى ررهانك على إنسانيته.
ورغم إنه رحل وهو فى أوج عطائه الفكرى والوطنى"59 عاما"،إلا أن ما تركه من تراث فكرى يكفى لتصنيفه كمفكر وباحث سياسى من الطراز الاول، والأهم الذكرى العطرة التى ستصاحب الحديث عنه من كل من عرفوه أو اقتربوا منه " فذكرى الصديق تدوم إلى الابد".
ولعله من المفيد ونحن نحتفى بذكراه العطرة ان نقدم عرضا لآخر بحث قدمه عن المواطنة فى مؤتمر المواطنة الذى نظمته جماعة " مصريون ضد التمييز الدينى" فى ابريل 2008 بعنوان " التمييز الرمزى: بين بناء الأمم وتحطيمها".
يرى محمد السيد السعيد أن المساواة تعد الشرط الأساسى لعملية الاندماج الوطنى، فبوجه عام تقوم البحوث حول بناء الأمم وتكاملها أو انقسامها وتصدعها على إدراك الدور الخطير لممارسة التمييز أو إلغاء وتجاوز كل صور اللامساواة. واكدت مدرسة التعددية الهيكلية فى علم الاجتماع أن مصير المجتمعات يتعلق،إلى حد بعيد للغاية،بأداء مؤسسات الدمج الاجتماعى على أساس المساواة.فأن عملت هذه المؤسسات بكفاءة يمكن للمجتمع أن يتطور لأمة ويسير على طريق صحى للتطور الاجتماعى والعكس،فان لم تعمل هذه المؤسسات أو كانت تعمل بطريقة معاكسة وتمييزية فمصيرها سيكون إلى الانقسام على أسس عرقية أو دينية وطائفية... وربما ينتهى الأمر أيضا لتصدعها وانقسامها السياسى.
هذه رؤية واضحة من عالم سياسة مرموق يشرح فيها بجلاء أن الخطر على مصر يأتى من هؤلاء الذين يميزون ضد مواطنيين مصريين آخرين، وأن النتائج الخطيرة المترتبة على ذلك يتحملها هؤلاء الذين يميزون ضد مواطنيهم، وأن الطائفية هى التمييز وليست الدفاع عن التمييز.
وطوال ورقته يشرح بعمق أن الأقباط ضحايا لهذا التمييز المخرب للأمة، وأن النظام السياسى والدولة بمؤسساتها تتحمل وحدها مسئولية هذه النتائج المترتبة على هذا التمييز، فالتمييز أساسا مصدره الدولة والنظام السياسى والاجهزة الأمنية. يقول محمد السيد سعيد:يعتقد الأقباط المصريون أن ثمة شيئا مهينا وشاذا تماما فى وجود إدارة أمنية بأسم " متابعة النشاط القبطى"، ويعتقد أيضا أن ثمة توجهات بوضع قيود على حركة أعيان المجتمع القبطى فى مراحل الأزمات السياسية.
ويرى محمد السيد سعيد أن التمييز والتهميش السياسى والتحقير من رموز الأقلية هو أخطر أنواع التمييز ، ويقصد بالتمييز السياسى فى مفهومه، هو الإعلاء من شأن رموز جماعات معينة وإنكار أو إخفاء أو تحقير أو تنزيل مكانة رموز جماعة أو جماعات أو هويات فرعية أخرى.ويظهر هذا التمييز فى أربعة مستويات كبرى فى بنية الدولة: الخطاب الأيديولوجى، والإعلام،وبنية الدولة والسلطة من الناحية الدلالية، ومن ثم خريطتها الولائية والأمنية والتجنيد للوظائف الكبرى فى هذه المؤسسات، واخيرا طبيعة الممارسة السياسية الفعلية.
ينطلق محمد السيد سعيد من عهد اسماعيل لتقييم مدى درجة الإندماج والتفكك الوطنى،فقد حققت مصر مستوى عاليا من الاندماج القومى بداية من عهد إسماعيل وصل لذروته فى ثورة 1919 حيث صار الولاء والإنتماء لمصر يتم عن طريق التأكيد على مصر كوطن وما يعزز هذا التأكيد من رموز، ولأول مرة يقول المصريون عن أنفسهم علنا أنهم شعب وأمة مستقلة، وأن الدين لله والوطن للجميع، فالوطنية المصرية هى الوعاء الوحيد الجامع، والمواطنة هى القاعدة الدستورية للدولة، والمساواة هى المعيار والمحك، والرمز هو الهلال مع الصليب.
ثم جاء الاغتراب مع جماعة الاخوان المسلمين الذين اقاموا ممارستهم السياسية على أسس دينية، وجاءت ثورة يوليو كما يرى وحققت المساواة بشكل عام فى التوظيف فى المستويات التحتية والوسيطة ولكنها ركزت عوامل الاغتراب عند الأقباط فى التوزيع غير المتساوى للرموز فى المجال العام،فالخطاب الإعلامى ركز على العصر الإسلامى وعلى المصادر الإسلامية للهوية المصرية والعربية، ولم يكن مسموح إذاعة الصلوات الدينية المسيحية بالمقارنة بالتوسع المذهل فى إذاعة كل التعبيرات الإسلامية،وبدا من منظومة التمثيليات الإذاعية والتليفزيونية أن مصر تتكون من مسلمين فقط، وتم حجب الأقباط عن الإعلام، وفى المرات القليلة التى وقعت فيها تغطيات للحياة القبطية الدينية والاجتماعية كانت الرسالة مملوءة بالشكوك والتشكيك فى وطنية الأقباط.
ويواصل محمد السيد سعيد ،أن الاغتراب الذى شعرت به الطبقة الوسطى العليا والبرجوازية القبطية الكبيرة فى ظل الناصرية لا يقارن بالانقلاب الذى حدث فى الموقف من الرموز القبطية فى ظل السادات ومبارك، ففى المجال السياسى عزز السادات انقلابه السياسى بخطاب ايدولوجى يركز على الإسلام ويهمش الوطنية المصرية، كما فشل مبارك فى إحياء الخطاب الوطنى وهو ما مكن التيار الدينى السياسى من احتكار الفضاء الرمزى كلية بما فى ذلك الإعلام الحكومى.وبدا تعريف الوطن ذاته وكأنه مفهوم دينى،وأن المحور الرئيسى للوجود الاجتماعى ومن ثم الحقوق والولاءات هو الدين،إلى الحد الذى تسمى فيه الأرض المصرية بأنها " أرض المسلمين"، كما كان يطلق عليها الشيخ الراحل محمد الغزالى، وهيمنت عملية أسلمة المجال الرمزى كله إلى الدرجة التى لا بد أن يشعر الأقباط بالهامشية. وصار التجنيد للوظائف الكبرى مؤسسا على خريطة دينية. وثم جعل الدين محور الممارسة السياسية خاصة فيما يتعلق بالانتخابات العامة. وبوجه عام فإن سيطرة الأمن والتفوق الكاسح لسلطة الأمن بالمقارنة بالسلطات والمؤسسات السياسية عزز هذا الميل للتمييز الرمزى ضد الأقباط.وصار الأقباط يمثلون بشكل رمزى فى السياسة والبرلمان بإرادة رئيس الجمهورية، وأن تولى الوزارة يرتبط بالطاعة والولاء للحاكم بدخول واكتساب عضوية الحزب الوطنى، واحتفظ الحكم بميراث التمييز فى بعض المجالات الهامة مثل قانون الشركات وقانون الجنسية وبالطبع فى كل ما يتعلق ببناء الكنائس وإصلاحها، وفى جميع حالات الإعتداءات والعدوان على الأقباط يتم التعامل بالذات بصورة سلبية مع الرمز الأول للمسيحيين المصريين وهو الصليب من قبل المتعصبين.
ويخلص محمد السيد سعيد من ورقته بوجوب التأكيد على أن العودة لإحياء الوطنية المصرية هو الطريق المأمون فعلا للاندماج الوطنى والنهضة لبلادنا، وهذا لن يتم بدوره بدون وقف التمييز ضد الأقباط تماما والذى تتورط فيه الدولة ومؤسساتها بشكل رئيسى.
رحم الله محمد السيد سعيد المفكر الوطنى المهموم بتقدم بلده، والحقوقى البارز الذى يرى الأمور بشكلها الواضع ويضع المسئولية على الجانى الحقيقى ولا يلوم الضحية، والمصرى الأصيل الذى شخص الداء الذى يعانى منه وطنه حيث الفساد والإستبداد وغياب الحريات وهى تشكل المناخ المثالى لتغول التمييز الدينى.
تكريما لهذا المفكر المرموق سوف ينظم حفل تأبين يوم الأثنين 9 نوفمبر من السابعة للعاشرة مساء، تحت رعاية مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وجماعة مصريون ضد التمييز الدينى ،ومنتدى الشرق الوسط للحريات، سيتحدث فيه نخبة مرموقة من المثقفين المصريين من اصدقاء الراحل الكريم وتلاميذه ومحبيه.
وسوف يعقد حفل التأبين بمقر منتدى الشرق الاوسط للحريات 45 شارع كيلوباتر بمصر الجديدة.
والدعوة عامة...فتعالى واحمل معك وردة لتضعها على صورة هذا الرجل النبيل.
وفى النهاية ستظل أعماله نبراسا يهتدى بها المخلصون والمهمومون بتقدم هذا البلد.
وداعا محمد السيد سعيد... وداعا أيها الروح الملهم...وداعا أيها العقل الخلاق...وداعا أيها الإنسان الرائع... وداعا يا حبيبنا الغالى.
 
اجمالي القراءات 11884

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-09-27
مقالات منشورة : 95
اجمالي القراءات : 1,229,870
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 62
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt