هل نكون من القوم الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا، أو من الذين اتخذوا ما:
فرض المولى تعالى الوصية للوالدين والأقربين، لكن البخاري يرى غير ذلك.

Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2009-10-31


(موضوع الوصية للوالدين والأقربين.)

 

هل نكون من القوم الذين اتخذوا هذا القرآن مهجورا، أو من الذين اتخذوا ما نسب إلى الرسول (افتراء) مهجورا؟؟؟

 

عزمت بسم الله،

 

يقول العليم الحكيم:

كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ* فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(182). البقرة.

 

ثم يؤكد المولى سبحانه على الوصية ولو شفهيا بحضور: ( اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ).

 

يقول تعالى:  

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ. المائدة "106".

 

ذكر العليم الحكيم بالتفصيل نصيب كل وارث، لكن حكمته سبحانه تقتضي أن لا يتحصل الوارث على ذلك النصيب إلا بعد تنفيذ الوصية و قضاء ديونه إن وجدت، يقول الخبير:

 

 يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(11). النساء.

وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمْ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوْ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ(12). النساء.

 

هذا حديث رب العباد و حكمه على الوصية للوالدين والأقربين، التي فرضها الله بالمعروف (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ). على المتقين إن تركوا خيرا فيوصوا للوالدين و الأقربين بالمعروف، ويكون تنفيذ الوصية مع الدين (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ) قبل أي تقسيم للميراث. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يفرض الله تعالى فريضة في أحسن الحديث ( القرآن)، ثم يقضي على حكم الله تعالى حديث بشر، أو ينسخ بمفهوم الدين الأرضي، ويعطل أمر الله وحكمه بحديث غير أحسن الحديث الذي أنزل في ليلة مباركة ليكون للعالمين نذيرا، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)) الفرقان. ثم يكفر الفقهاء أي ( يغطوا كلام الله ) ويعطلوا تنفيذ الوصية وينسبوا ذلك إلى مبلغ الرسالة ( القرآن العظيم) الذي لم يفتر على الله ولم يتقول عليه سبحانه، ولن يقدر أن يفتري غيره لأن الله تعالى قد توعده بقطع الوتين لو أنه تقول عليه سبحانه. لكن مع الأسف الشديد فإن معتقد الناس المعمول به والمعروف عندهم أنه لا وصية لوارث!!! لنرى كيف يقضي كتاب البخاري وغيره من الكتب على أحسن الحديث، وكيف تعطل وتبدل أحكام الله تعالى بلهو الحديث الذي أضل الناس عن الصراط المستقيم.

 

2596 حدثنا محمد بن يوسف عن ورقاء عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال ثم كان المال للولد وكانت الوصية للوالدين فنسخ الله من ذلك ما أحب فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين وجعل للأبوين لكل واحد منهما السدس وجعل للمرأة الثمن والربع وللزوج الشطر والربع.

البخاري ج 3 ص 1008.

 

باب ما جاء في الوصية للوارث  2870 حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا بن عياش عن شرحبيل بن مسلم سمعت أبا أمامة سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول ثم إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية   لوارث.

سنن أبي داود ج3 ص 114 قرص 1300 كتاب.

 

  667 أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عنه عليه السلام قال لا وصية   لوارث.

مسند الربيع ج 1 ص 261 قرص 1300 كتاب.

 

هل يمكن وهل يعقل أن يقضي متن هذه الروايات على أحسن الحديث كتابا؟؟؟ بغض النظر عن جرح وعدالة الرواة، فمنهم من قيل فيه ما قيل، ومنهم من لم يبلغ سن الحلم عند وفاة النبي عليه السلام، فهل يعقل أن يعطل هؤلاء ما فرض المولى تعالى في الوصية فقال: (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ). لا حظوا أعزائي فقد بدأ العليم الحكيم بالوالدين الذين يرثان، فكيف يقال أنه لا وصية لوارث؟؟؟!!!   

 

اجمالي القراءات 25262

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (6)
1   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   السبت ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43441]

الاخ العزيز ابراهيم دادي وتحية اكثر من طيبة لحضرتك

أولا طاب يومك ,


دعني اسلم عليك أولا, أشلونك وأشلون العائلة الكريمة أن شاء الله بألف خير وفرح, لاني لم اسلم عليك من فترة طويلة ( :


اخي العزيز ابراهيم , فرحت عندما وجدت عنوان مقالتك وهو عن الوالدين , ولكن بعد أن قرات المقالة لم يكن الموضوع عما كان يدور في بالي منذ فترة وكنت أود التعقيب عليه . فموضوع المقالة عن الوصية وأنا شاغلني موضوع طاعة الوالدين , وأكيد هذا موضوع أخر . وأرجو أن تدعني أكتب و افضفض ( :     عما أفكر فيه ولو أنه خارج قليلا عن موضوع المقالة.


أخي الكريم , وحسب ما أعتقده فأن كل الاديان وحتى مبادئ الجماعات التي لا تدين باي دين توصيهم بالوالدين و أعتقد هذا شئ ينمو في الانسان منذ ان يفتح عينه الى هذه الحياة ويرى والداه يرعيانه ويحبانه ويخافان عليه من نسمة الهواء كما يقال. ففي المسيحية واليهودية ايضا فان أحدى وصايا الله للانسان هي ( أن يكرم اباه وأمه ) الوصية تقول ( أكرم أباك وأمك ) . وايضا وحسب ما أعرف بان في الاسلام يوصي باطاعة الابوين وأن لا ينهرهما ولا يقل لهما اف , هذا ما أعرفه . ولكني أفكر هل كل أنسان حصل على شهادة الزواج ووضع خاتم الزواج في اصبعه يستحق الطاعة من أبنائه ؟؟وكما نشاهد ونسمع فهناك الكثيرين من الاباء والامهات القابعين في السجون لجرائم ارنكبوها واتعسها هي القتل . وهناك من الرجال من يقتل أمرأته ( لا يهم السبب ) او أمراة تقتل زوجها ( وايضا لا يهم السبب ايا كان ) ويتركون اليتامى لمصاعب ومصائب الدهر . فهل هكذا والدين يستحقان الطاعة !!! لا أدري ولكن من وجهة نظري , لا والف لا .


يتبع رجاءا


 


2   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   السبت ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43442]

التكملة يا اخ ابراهيم

قبل فترة سمعت عن ابن طلق زوجته ودمر حياته لان جناب والده لم تكن تعجبه زوجة ابنه , , اليس الاب والابن هنا مخطئان والذي يتحمل النتيجة السيئة للطلاق هم الاطفال .


قبل ايام قرات في باب الفتاوي سؤال طرحه احدهم على الدكتور أحمد صبحي منصور , المشكلة كانت بأختصار , اب قاسي وظالم الى اخر مدى , ارمل , الابن صاحب المشكلة عمره 28 سنة وله اخت عمرها 32 سنة ( اي فاتها قطار الزواج حسب المالوف في الدول العربية) , وكان يسال كيف يتصرف اتجاه ابيه. وكان جواب الدكتور أحمد جميلا ومنطقيا جدا في البداية وعجني , وكان أن يأخذ الولد أخته ويبتعدا عن والدهما ويعيشان في بيت أخر , كان حل عادل فأن الاب قد يشعر بخطئه ويعيد حساباته , لانهما اكيد لا يقطعان الصلة به ويمكنهما أن يزورا ه والابنة ممكن ان تقوم بكل ما يحتاجه البيت , أن تطبخ لابيها وترتب البيت وكل شئ ثم تذهب الى بيتها الجديد مع اخيها, وقد يجد الاخ عروسة ويتزوج وقد تتزوج هي ايضا. ولكن الدكتور أحمد , رجع في الاخير ودعاهم لاطاعة الوالد والصبر وان الاب شيخ ولن يعيش طويلا وطبعا انا لست معه في هذه النقطة, فقد يعيش الاب 15 سنة اخرى لان الاعمار بيد الله , فهل يفقد الابن والابنة حياتهما حتى يرضيان والدهما , اليس هذا ظلما يوقعانه على نفسيهما . لا أدري فان طاعة الوالدين في كل شئ ( تذكرت الان , اعتقد في الاسلام الا في الشرك فلا يجوز لهما طاعة الاب) أمر يؤذي الاولاد لو كان احد الوالدين كما في صفات الاب في هذه الحالة , هل الله يرضى بان يظلم الانسان نفسه ؟؟ لا ادري , فيمكن للاخ السائل , ان يكرم ابيه ولا ينساه, صحيح يذهب بعيدا عنه ولكن يزوره ويلبي احتياجات أبيه وبنفس الوقت لا يظلم نفسه , ومن المحتمل جدا أن الاب يغير اسلوب حياته ويصبح انسانا جيدا , ويرجعوا للعيش معه ثانية , واذا ظل على حاله فيكونوا على الاقل غير ظالمين لنفسيهما. كانت تلك مجرد اشياء دارت في بالي , والذي وجدته مما قٌرأته او سمعته أوشاهدته بأن هناك من لا يستحق أن يطلق عليه اسم والد أووالدة ولا يستحقون الطاعة ولنسميها الطاعة العمياء . قد أكون مخطئة ولكن هذه وجهة نظري لان هناك الكثيرين من الاباء والامهات يعيشون حياتهم ويسرقون حياة ابنائهم ولا يشعروا بالجرم الذي يقترفانه .


شكرا أخ ابراهيم للفرصة التي اتحتها لي للنعبير عن وجهة نظري والتي قد تكون صحيحة أم خاطئة , العلم عند الله


دمت بالف خير وفرح انت والعائلة الكريمة


أمل


 


3   تعليق بواسطة   طارق سلايمة     في   السبت ٠٧ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43452]

أخي الأستاذ إبراهيم لا أقول إلا " قاتل الله الضالين المضلين "

قرأت يا سيدي ما ذكرته من آيات محكمات بمقالك ولك الشكر على هذه الذكرى الطيبة ، ولكن ماذا نقول للذين يفترون على الله الكذب وينسبون للنبي الكريم عليه السلام كلاماً ما أنزل الله به من سلطان وهو قولهم " لا وصية لوارث " بينما بين ربنا بكتابه بأن من ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربون حقاً على المتقين  ، فهم إذا لا يريدوننا أن نكون من المتقين بتوجيهاتهم الضالة المضللة تلك ، أليس كذلك؟؟ !!


أما سلوك الزواج والطلاق والذي نشروه بين الناس نتيجة هجرانهم لكتاب ربهم فحدث ولا حرج ، فبينما يوجهنا ربنا أن تكون العلاقة بين الذكر والأنثى هي بالمعروف والإحسان في كل الأحوال  فإنهم يحرضون الناس على الشقاق والبغضاء وضياع الأسرة بأفكارهم المضللة وشرائعهم الفاسدة


قاتلهم الله أنى يأفكون وشكراً


4   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43529]

أختي العزيزة أمل تحية من عند الله عليك،

عزمت بسم الله،


أختي العزيزة أمل تحية من عند الله عليك،

أولا: شاكو ماكو؟ أرجو أن تكوني في خير وهناء مع زوجك المحترم وأولادك الذين أرجو أن يكونوا بررة.

ثانيا: جزيل الشكر لك على ما أثريت به المقال، وتطرقت إلى مشكلة اجتماعية لم يسلم منها أي مجتمع، بغض النظر عن دينه وعقيدته، ففي القرآن العظيم نجد بعض القصص عن الوالدين مثل قصة أبونا إبراهيم عليه السلام الذي سمًّانا المسلمين من قبل، (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(78) الحج.

قلت يوجد في القرآن قصص عن الوالدين فالنبي إبراهيم عليه السلام وهو فتى خرج عن طاعة والده آزر فقال له: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ(74). الأنعام. لاحظي أختي أمل كيف كان حطابه مع أبيه بعد أن كان في البداية خطابا مؤدبا فيه من الحنية والرأفة والشفقة على والده فقد كان يقول له: إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا* يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا* يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَانِ عَصِيًّا* يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا* قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا(46).مريم.


لاحظي أختي أمل كيف كان رد فعل أبيه (أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا). وهذا ما يقع فيه الكثير من الوالدين ظنا منهم أنهم يملكون ناصية أبنائهم فيفرضون عليهم رأيهم وعقيدتهم ولا يقبلون مخالفة أوامرهم ظنا منهم أن ذلك من حقهم على أولادهم، بينما يخبرنا المولى تعالى: آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا. "11" النساء. وهذا في الفريضة التي فرض الله على المؤمنين، أي ما يقسم من ( الميراث) بعد الوصية التي يوصى بها للوالدين والأقربين ودفع ما على الهالك من الديون إن وجدت، أما الوصية فهي مفروضة بالمعروف على من ترك خيرا، أما الفريضة التي فرض الله وهو ما يسمى ( بالميراث) فتلك حدود الله وتقسيمه لمال الهالك على الورثة المستحقين.


 


5   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43530]

تابع

أعود إلى ما تكرمت به علينا نعم مع كل أسف يحصل ذلك بين الوالدين والأولاد، من الآباء من يكره ابنا أو بنتا منذ نعومة أظافره قبل أن يبلغ سن الحلم حتى ويبقى ذلك الكره من الوالد بابنه أو بنته طيلة حياتهما، رغم أن ذلك الولد لم يقترف إثما لكن لو سألت الوالد لما تكره ولدك لأجاب لا أدري ( المهم أني أكرهه) وبذلك تحصل المشاكل عند الزواج وربما بشدة كره الوالد لولده فإنه يكره زوجة ولده ويصل بهم الحال إلى الطلاق وتشتيت الزوجين لا لشيء إلا لأن الوالد كان يكره ولده منذ الصغر.

فلو تكرم علينا بعض من أصيب بمثل هذه الحوادث وقص علينا ذكرياته لقرأنا العجب العجاب عن العلاقة بين الوالدين والأولاد.

في نظري طاعة الوالدين لها حدودها وضوابطها، فمثلا عندما يتعلق الأمر بمصير الشخص فلا طاعة للوالدين في ذلك مثل أن يأمر الأب أو الأم ولدهما أن يطلق زوجته التي يسكن إليها وتسكن إليه، إلا أن أحد الوالدين لم يعجبه منها تصرف، أو أن ولدهما كان مغرما بها، حينئذ يخاف الأبوين أن ينساهما ولدهما ويؤثر زوجته عليهما.

على كل هذا الموضوع الذي تطرقت إليه فيه كلام كثير ولا يكفي فيه مجرد تعليق، لذا فهذه فرصة للكتاب الكرام أن يكتبوا عن ما عاشوا وسمعوا وشاهدوا في الموضوع لنستفيد من تجارب الناس.

شكرا لك أختي العزيزة مرة أخرى على سلامك وتحيتك، ولك من الله التحية والسلام.


6   تعليق بواسطة   Brahim إبراهيم Daddi دادي     في   الإثنين ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[43531]

شكرا لك أخي الفاضل الأستاذ طارق سلايمة على المشاركة والإدلاء بدلوك،

عزمت بسم الله،

شكرا لك أخي الفاضل الأستاذ طارق سلايمة على المشاركة والإدلاء بدلوك، المشكلة العظمى هي في الكذب على الله ورسوله، وأن الرسول قال أشياء مخالفة لما أنزل عليه وأُمر بتبليغه للناس، معنى ذلك أن الرسول حسب الدين الأرضي كان يتقول على الله، لكن الله تعالى قد أصدر حكما وأنذر به رسوله فقال سبحانه: فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ* وَمَا لَا تُبْصِرُونَ* إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ* وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ* وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ* لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ* وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ* وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ* وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ* وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ* فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ(52). الحاقة.

بما أن الله تعالى لم ينفد فيه حكمه إذن لم يتقول على الله شيئا، فلا يمكن أن يقول ( لا وصية لوارث).

شكرا لك مرة أخرى وفقنا الله تعالى لنتّبع آياته ونعتصم بحبل الله ليهدينا الصراط المستقيم.


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-11
مقالات منشورة : 527
اجمالي القراءات : 10,868,131
تعليقات له : 2,000
تعليقات عليه : 2,891
بلد الميلاد : ALGERIA
بلد الاقامة : ALGERIA