تقديس الأولياء وعبادة الأنصاب( بعد التصحيح)
تقديس الأولياء وعبادة الأنصاب( بعد التصحيح)
اخلاص العبادة لله الواحد الاحد كانت و مازالت الشغل
الشاغل للشيطان و اعوانه منذ أن خلق الله الخلق ، محاولا
تحطيمها أو التدليس بها ليصل بالانسان الى الكفر و الشركرك
الظاهر منه و الخفي مما يردي الانسان الى قعر جهنم ،
(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ
فَتَشْقَى )117 / طه.
لم يكن الله ليحاسب الناس ما لم يبعث اليهم نبيا أو رسولا
يتلوا عليهم آياته و يبعد عنهم الغفلة و الجهل لكي لا يكون
للناس حجة على الله العزيز الحكيم ، ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ
الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا
مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ) 59 / القصص.
و من الناس من يتبع الرسول و ما جاء به و منهم من يكفر
بدعوته ،فما يفارقهم هذا النبي أو الرسول الا و هو باذلا كل مجهود تاركا أتباعه على الحجة البيضاء ، يحرص كل الحرص على وحدانيه الله ، فيتركهم مؤمنين موحدين لا يشركون بالله احدا،
(أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ
مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ
إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) 133 / البقرة .
ولكن في القرون الماضية و تخلف العقل البشري آنذاك و تخلفه الاجتماعي و ارتباط الانسان بالمحسوسات المادية التي يراها و يتفاعل
معها و قصور عقله عن ادراك أو استيعاب المعاني المجردة ،
كانت من العوامل الاساسية للشرك بالله عز و جل ، ناهيك عن
العدو الأكبر للانسان ألا و هو ( الشيطان ) الذي لا يفتر و لا
يتعب من فتنة الانسان ، قاطعا بذلك عهدا على نفسه ،
( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) 82/ ص .
نرى ذلك جليا في قصة السامري حين صنع عجلا له خوارا
مقلدا أصنام كفار ذلك الزمان من أهل سيناء ( فَأَخْرَجَ لَهُمْ
عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ )
88 /طه .
نعلم أن الكفر بالله من أعظم الذنوب لأنه انكار لوجود الخالق
جل و علا ، ( وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ
جَمِيعًا فَإِنَّ اللّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ ) 8/ ابراهيم .
و الكفر لغة تعني التغطية و الحجب ، لهذا نرى الأماكن
المكتظة بالأشجار و اتصافها بالعجز عن الرؤية من خلالها ،
تسمى " كفرا " كذلك اللغة العربية تفيدنا كلمة " كفر" بأنها
لا تنكر أصل وجود الخالق أو الشيىء المحجوب و لكنها
تعترف بستره و حجبه لذلك تسمى كفرا .
و الكفر نوعان :
1 - كفر معلن ، صريح و انكار لوجود الخالق ،(وَقَالَ فِرْعَوْنُ
يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى
الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ
مِنَ الْكَاذِبِينَ) 38 / القصص .
و قوله تعالا (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا
يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) 24
/ الجاثية .
2 – وكفر لوجود شريك مع الله جل و علا و هذا يسمى
" شركا "و الشرك كذلك نوعان :
1 - شرك ظاهر معلن صريح ، يعلم و يعي من يؤمن به أن
هنالك شريك أو شركاء مع الله (حاشى لله من ذلك )، لهذا قال
الكفار من قبل ،(... مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى...)
3 / الزمر ، كذلك قوله جل و علا ( ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ
وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ )
12/ غافر.
فكان الرد جليا من الله العلي العليم ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ
بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى
إِثْمًا عَظِيمًا ) 48/ النساء.
2 – و شرك خفي ، لا يعلم الانسان أنه حامله و مطبقه و
ملتزم به و ذلك عن جهل منه و تقصير و هو أخطر و أعظم
من الشرك الظاهر و يصعب التخلص منه و الدخول في الايمان
الخالص لله و اتباع الوحدانية الحقه ، و من باب الشرك الخفي
يدخل الشيطان و أعوانه لقلوب الناس و عقولهم مصورين لهم
أنهم على الحق الذي لا تشوبه شائبة لهذا نرى الناس مدافعين
عن آرائهم و معتقداتهم مضححين بأنفسهم في سبيلها .
و أصنام قريش التي ذكرها القرآن الكريم من ود و يغوث و
سواع خير شاهد على ذلك ، تقول لنا كتب الدين و التراث انما
كانت هذه الأصنام لرجال صالحين مؤمنين و لكن عبر القرون ،
أخذ الناس بدلا من أن يعبدوا الله الواحد الأحد كما أمرهم الله
نراهم أضافوا قداسة و كرامة لهؤلاء الرجال الصالحين و
جعلوا لهم اجسادا و تماثيل تمثلهم باعتبارهم الصلة بين الله
الخالق و العابدين من الناس .
كما دخلت المصالح الاقتصادية و المادية على هذا الأمر اذ أن
القائمين عليه من كهنة و رجال دين لهم السلطة و الحظوة
والتحكم برقاب العباد حتى أنهم كانوا يعطون صكوك الجنة
و رضوان الله مكتوبا لمن يدفع المال و يقدم القربان كما استغل
الحكام هذا الأمر و أكدوا عليه و أشاعوه ليثبتوا حكمهم و
ينشروا آراءهم التي تخدم مصالحهم و تركن شعبهم في مجاهل
الجهل و الضلال ، هذه الصورة من الكفر و الشرك و التبرك
بالأولياء و الصالحين ، الأحياء منهم و الأموات ، كانت في
غابر الزمان و مازالت تتكرر أمامنا كل يوم .
نرى التبرك بالأضرحة و بالأحياء قائما على قدم و ساق
و تجارة رائجة و رابحة و لها شأن عظيم مع :
1 - الأنبياء ( محمد و عيسى و موسى و يحيى عليهم السلام
و غيرهم .... )
2- الأولياء كما يزعمون (الحسن و الحسين و السيدة زينب
و غيرهم .... ) و رجال صالحين مباركين (و ما أكثرهم )
3- آخرين لا يعرف لهم من صلاح الا في مناقلات العامة من
الناس
4- التبرك بالأحياء و الأموات من الرؤساء و الملوك و
التمسح بهم .
ان من يذهب الى مقام السيدة زينب في دمشق و يرى
المناسك التعبدية و الهدايا المقدمة الى هذا المقام و التي
تخالف شرع الله كل المخالفة ، كذلك مقام الحسين و السيدة
زينب في مصر و مدى التضرع و السؤال و النصرة منهما ،
ناهيك عن المقامات الموجودة في العراق فهنالك حج سنوي
غير الذي نعرفه يكاد يوازي حج الكعبة فهم ألوف مؤلفة،
متضرعين مهللين طالبين النصرة و العون و الرضى و القبول
و الشفاعة لدى أولياء الله و المعصومين من خلقه .
فكان الرد (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي
أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا)102/ الكهف .
وصف الله عز و جل عملهم هذا بالخوض فيما لا يعرفون
وباللعب و اضاعة الامر الحق حتى يفاجؤا بيوم البعث الذي
يوعدون به بقوله ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ
الَّذِي يُوعَدُونَ ) 83/ الزخرف
كذلك يصف خروج الموتى من الرفاة كخروج الناس الى
الأنصاب قاصدين و مسرعين ( يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ
سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ) 43/ المعارج .
و لنلاحظ ما جاء في القرآن من تحريم أكل ما ذبح على النصب
مرافقا لباقي الحرمات ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن
تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ ...) 3 / المائدة ، بينما أحل الله
الهدي الذي أهل لوجه الله في الحج (وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ
فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) 196 / البقرة ، اذا ما
قدم لوجه الله من قرابين مقبولة و حلال أكلها بينما مرفوضة
و حرام ما قدم لغير الله ، هنا حد فاصل لا يقبل المساومة أو
المشاركة فهو :
- اما لوجه الله خالصا نقيا ( أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) ، فندخل
في عداد المؤمنين و ذلك الفوز العظيم .
- أو لغير الله أو لله و لأخرين ( شركاء معه ) فندخل في عداد
الكافرين الظالمين لأنفسهم ( قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا
وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ
وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ
قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) / الرعد ،
(وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ )13 /لقمان .
و الشرك أولا ظلم لنفس حاملها (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا
وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) 44 / يونس .
اعطى الاسلام حرية الايمان و الكفر للانسان ،( وَقُلِ الْحَقُّ مِن
رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ
نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ
يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا) 29/ الكهف ،
هنا نبه الى ضرورة الالتزام بحرمات الله عز و جل و اتباع أو
امر الله بحذافيرها فهو خير لهم عند ربهم ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ
حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) الحج30
فذكر أن الأنعام حلال لنا في المطلق و استثنى بالحرمة فيما
يتلى علينا من التحريم و أمرنا باجتناب الرجس من الأوثان و الاجتناب كالحرمة أو أشد تحريما .
كذلك أكد على أنه لا ولي الا الله عز و جل ، و كلمة (الولي )
تعني القريب منك و المعين لك في الأمر و تعني من فوضت
اليه أمرك في كل شيىء فهو يتحكم و يتصرف في شؤونك كيفما
شاء و متى شاء ، فحينما نقول وليت فلان ، هذا يعني أنني
تركت له حكم التصرف في الأمر مع فارق كبير و لا يقارن بين
ولي فلان (المخلوق) و ولي الله الخالق الحافظ ، و قد تكون
الولاية لانسان مقيدة بزمان و مكان و قضية معينة بذاتها بينما الولاية لله المعبود الواحد ولاية شاملة ، دائمة ، عامة لا يقيدها زمان
و لا مكان و لا أمر بعينه .
الولاية بحد ذاتها لله فهو الولي المطلق و الولي الحق (هنالك
الولاية لله الحق ) 44 / الكهف ، ( الله ولي الذين آمنوا ) 257 / البقرة ، حينما يقول الله جل و علا ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) 62/ يونس ، أولياء الله هنا تعني أولئك
المؤمنون الذين أعطوا الولاية و تدبير شؤونهم و كل أمر
يخصهم في الدنيا و الأخرة لله عز وجل و لاتعني مطلقا أن
هنالك مؤمنون أخذوا الولاية من الله لتدبير شؤون الناس و
أنهم ممثلين الله على الأرض كما يؤمن بعض الناس ، لهذا
جاء الخطاب القرآني موضحا و منكرا هذا الأمر من كل الوجوه :
1 – الله هو وحده الذي يتولى الصالحين في كل أمر في الدنيا
و الأخرة ( إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى
الصَّالِحِينَ ) 196 / الأعراف
2 – الله هو وحده الذي يؤتي الملك و يعلم تأويل الأحاديث
و هو فاطر السماوات و الأرض ، ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَ
عَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي
فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) 101 /
يوسف
3 – الله هو وحده الذي يعلم الغيب ، ( قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا
لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ الأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ
مِن وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) / الكهف
4 – الله هو وحده الخالق و لا خالق معه و لا ولي و لا شفيع ،
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ
أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) 3 /يونس
5 – الله هو وحده الذي يخاف منه المؤمنون و لا يخافون احدا
سواه ، أنذر به الناس لعلهم يتقون ، ( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ
أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ ) 51 / الأنعام
6 – الله هو وحده محي الموتى و هو على كل شيىء قدير
( أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي الْمَوْتَى
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) / الشورى
7 – الله هو وحده الناصر و لا ناصر سواه و من يضلل الله
فلا سبيل له في الهداية ( وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَاءَ يَنصُرُونَهُم
مِّن دُونِ اللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ (46) / الشورى
8 – الله هو وحده له العزة جميها (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ
أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ
جَمِيعًا )139/ النساء .
اذا ما أردنا أن نستعرض الأيات التي تؤكد على أن الولاية لله
الواحد الأحد فانها كثيرة لا مجال لذكرها جميعا و هذا ما يؤكد
أن المشركين جاهلون منكرون ،(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) 67/الزمر ، نرى الله عز و جل
يبين و يفصل حالة هؤلاء المشركين حيث أنهم :
- يعبدون غير الله و من هو مخلوق و ما لم ينزل الله به
سلطانا (أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )17/النحل
- يعبدون ما ليس لهم به من علم انما هو ظن و توهم و هوى
في الأنفس ،( إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ
اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ
جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى ) 23/ النجم
- يعبدون ما لا ينصرهم لا في الدنيا و لا في الأخرة ، (وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ )
197/ الأعراف
- تعرف الكفار من وجوههم التي يطفح منها الغيظ و الكرهة
انكارا و رفضا اذا ما تليت عليهم ايات الله البينات يكادون
يسطون بالذين يتلونها عليهم ، لأنها تخالف معتقداتهم و
ايمانهم و أهواءهم (هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَ
تُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ
عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ) 119/ أل عمران
- أيا الكفار ، أتعلمون ما هو أشر من كفركم و شرككم عليكم ،
انها النار وعدا لكم من الله الجبار (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) 102 – 104 / الكهف،فبئسا لهكذا مصير
و نهاية .
- نرى كل ذلك في قوله تعالا (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ
بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ
يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن
ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) 71
– 72 الحج
- ود هؤلاء الكفار و المشركون أن تكونوا مثلهم و معهم في
ذات الحزب فتكونوا سواء (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ
فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ
مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا)89/ النساء
- الذين يؤمنون بالأولياء من دون الله و يتخذون الشيطان وليا
لهم يخوفهم الشيطان و يتلاعب بهم (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ
أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )175 / أل عمران ،
- الشيطان سوف يتخلى عنهم يوم القيامة ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا
قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا
كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ
تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ
إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
22/ ابراهيم
اذا ما نظرنا الى حالة المشركين (الظالمين) حينما يقضى الأمر
يوم القيامة نراهم فئتين - مستضعفين تبع لأوليائهم و رؤسائهم
– مستكبرين يأمرون و ينهون و
يوجهون أتباعهم
المستضعفون : ( لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ )31/ سبأ ... 1
المستكبرون : (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ
صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ )32 /سبأ
المستضعفون : ( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ
بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا )33/ سبأ ... 2
المستضعفون : ( إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا
مِّنَ النَّارِ )47 /غافر ...3
المستكبرون :( إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) 48 /
غافر... 4
المستضعفون : ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)/ الأحزاب .
المستضعفون :( يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا) 66/
الأحزاب ... 5
يقول الأشهاد يومئذ :(أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) 18/هود ... 6
فلا يسعنا القول الا ( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) 182/ الصافات
أخوكم خالد العبدلله
1 - ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ
يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا
أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ )31/ سبأ
2 - (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَ
النَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا
النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا
هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )33/ سبأ
3 - ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا
إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ (47) غافر
4 – (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ
الْعِبَادِ (48) / غافر
5 - ( يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ
وَأَطَعْنَا الرَّسُولا ) 66/ الأحزاب
6 - (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ
عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ
اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )18/ هود
اجمالي القراءات
13710
كلام جميل يدخل القلوب المؤمنة، وهى على الكافرين عمى
برجاء تغيير نسبة الآلهة التى نسبتها إلى قريش إلى قوم نوح عليه السلام.
{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }نوح23
بارك الله فيك
عزالدين
26/9/2009